أخبار عربية

فيروس كورونا: كيف تأثرت بؤر الصراع في العالم العربي؟

[ad_1]

جندي ليبي يرتدي قناع طبي

مصدر الصورة
Getty Images

إذا كانت هناك منطقة في العالم أولى بالإنصات إلى الدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لوقف الحروب في مناطق النزاع في العالم من أجل مواجهة كورونا، فهي المنطقة العربية، إذ أن بؤر الحروب والصراعات، وفقا لكل الشواهد، باتت تنحصر حاليا في المنطقة العربية، وهي حروب تبدو لكثيرين عبثية، ولا طائل من ورائها، لأنها لا تعدو أن تكون صراعا على السلطة.

وفي دول عدة، من ليبيا إلى اليمن إلى سوريا، بات الناس محصورين بين نارين؛ نار الحرب ونار كورونا، ولسان حالهم يقول، إن من لم يمت بالحرب مات بالعدوى. ويصر داعمو تلك الحروب على استمرارها، رغم أن سنوات الحرب قد أتت على البنية التحتية الصحية لدول النزاعات، بحيث لم تعد صالحة للعناية بصحة الناس في الأوقات العادية، فما بالكم بوقت الوباء.

وأشار صندوق النقد الدولي في وقت سابق إلى أن العديد من الدول في منطقة الشرق الأوسط ستواجه صعوبات جمة بعد تفشي فيروس كورونا المستجد، خصوصا تلك التي تمزقها الحروب، ومن بينها العراق والسودان واليمن.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن تلك الحروب الدائرة في عدد من الدول العربية يجب أن تتوقف، مضيفا : “لقد آن للمدافع التي يقتل بها أبناء الوطن الواحد بعضهم البعض أن تسكت، خصوصا أن الوضع العالمي في مواجهة جائحة كورونا يجعل من استمرار مثل هذه النزاعات نوعا من العبث”.

اليمن

مع تأكيد أول حالة إصابة بفيروس كورونا في اليمن، حذرت مؤسسة أوكسفام الخيرية الدولية من إمكانية انتشار الفيروس في البلاد على نطاق واسع. وقال حسن صديقي، مدير أوكسفام في اليمن إن تأكيد أول حالة إصابة بالفيروس “يوجه ضربة قوية للبلاد، التي لن يقدر نظامها الذي يعاني من ضعف التجهيزات بعد خمس سنوات من الصراع الوحشي، على احتواء الوباء.”

ولا يملك ما يزيد على 17 مليون شخص في اليمن وسيلة للحصول على مياه نظيفه. وفي خيام الإيواء التي يعيش فيها بضعة ملايين، لا يمكن الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي، وغسيل الأيدي بانتظام، وهي بعض متطلبات مكافحة الوباء.

ويعاني اليمن منذ خمس سنوات من صراع بين الحوثيين والحكومة المدعومة من قبل كل من السعودية والإمارات. وقد أدى هذا الصراع إلى انهيار كامل في البنية التحتية للبلاد، خاصة البنية الصحية.

كما أدى الصراع في وقت سابق، إلى تفشي وباء الكوليرا، بجانب نقص حاد في الغذاء والدواء، وهو ما يزيد من خطورة تفشي الكورونا في البلاد.

ورغم أنه لم تعلن حتى الآن عن حالات إصابة بالفيروس في اليمن، فإن هناك تحذيرات من قبل منظمة الصحة العالمية من أن يكون الوباء متفشيا هناك على نطاق واسع.

ليبيا

يبدو أن النداءات الدولية، المطالبة بوقف الهجمات بين الأطراف المتحاربة في ليبيا والتفرغ لمواجهة وباء كورونا، لم تجد صدى لدى قادة الحرب هناك. وتشير الأنباء إلى أن قوات شرق ليبيا بقيادة اللواء خليفة حفتر تواصل هجماتها على العاصمة طرابلس.

وقالت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا إن قوات حفتر استهدفت مخازن للأدوية في منطقة السواني جنوبي طرابلس بـ”صواريخ غراد”، وذلك بعد يومين من استهدافها مخازن الأدوية بمستشفى الخضراء في طرابلس.

وتأتي الهجمات الأخيرة بعد حالة تفاؤل لم تدم طويلا، إذ كانت الأطراف المقاتلة في البلاد قد استجابت من قبل لدعوات أوربية ودولية لوقف القتال، والتفرغ لمواجهة الوباء، خاصة لقرب ليبيا الجغرافي من إيطاليا، التي كانت قبل عدة أيام أكبر بؤرة لتفشي الوباء في العالم بعد الصين.

وكحال اليمن، تعاني ليبيا من حالة انهيار في القطاع الصحي، بفعل سنوات الاقتتال بين الحكومة المعترف بها دوليا، وقوات اللواء خليفة حفتر. وقد زاد استهداف قوات حفتر للعديد من المنشآت الطبية من تردي البنية الصحية خلال الفترة الماضية.

سوريا

تعد سوريا، التي وصفتها منظمة الصحة العالمية بأنها الأكثر عرضة لانتشار الوباء، ساحة لأسوأ أزمة لاجئين في العالم. لكن يبدو أن النظام السوري يتجاهل كل التحذيرات الدولية من امكانية تفشي الوباء في أوساط هؤلاء اللاجئين، وسط ما يقال عن حالة من التكتم على الإصابات التي تشهدها البلاد، والتشكيك في مدى دقة ما يعلن منها.

وكان المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، هيدن هالدورسون، قد قال سابقا إن سوريا لم تؤكد بعد أي حالات إصابة بالفيروس المستجد، لكن “أنظمتها الصحية الهشة قد لا تملك القدرة على اكتشاف وباء”.

ويتزايد خطر تفشي الوباء، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، في منطقة شمال غرب سوريا، حيث يوجد ثلاثة ملايين شخص من النازحين المحاصرين، في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة.

ونقلت وكالة فرانس برس عن ميستي بوسويل، مديرة الاتصالات للجنة الإنقاذ الدولية في الشرق الأوسط، أن الوضع في إدلب شمال غرب سوريا “مهيأ بشكل خاص” لانتشار الفيروس. وحذرت بوسويل من كارثة يمكن أن تطال آلاف الأشخاص بسبب نقص الغذاء والمياه.

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن تفشي المرض في سوريا سيصل ذروته في مايو/أيار القادم، وسط حديث عن أن النظام لايرغب في الاعتراف بوجود المشكلة في الوقت الحالي، خاصة أنها قد تحرج من وضعه السياسي الداخلي، المتأزم بالفعل.

برأيكم

كيف يؤثر تفشي وباء كورونا على الدول العربية التي تشهد نزاعات مسلحة بالفعل منذ سنوات؟

إذا كنتم في واحدة من هذه الدول، حدثونا عن مشاهداتكم وكيف تأثرت حياتكم؟

لماذا، برأيكم، لا يصغي قادة تلك الحروب في المنطقة العربية للدعوات الإنسانية الدولية بوقف الاقتتال ومحاربة كورونا؟

وهل تثقون بالأرقام المعلنة عن حجم تفشي الوباء في بلدان النزاعات العربية؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 13 أبريل من برنامج نقطة حوار في الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش.

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف، يمكنكم إرسال أرقامكم عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى