العنف الأسري: سعوديات تشرحن أسباب سكوتهن على التعنيف والتحرش الجنسي
[ad_1]
لماذا لم تبلغي؟ لماذا لم تشتكي؟ لماذا لا تردين الفعل؟ أسئلة عادة ما تطرح على النساء المتعرضات للعنف. لكن الإجابة ليست سهلة وليست دائما واحدة، وإن تشابهت الإجابات.
في وسم #ليش_ما_بلغت على تويتر، تجيب سعوديات على هذه الأسئلة!
أطلقت الحملة قبل أيام وانطلقت كثيرات في مشاركة تجاربهن مع العنف عبر هذا الوسم.
وتناولت الروايات أنواعا من العنف الأسري تنوعت بين اللفظي والنفسي والجسدي وصولا للتحرش الجنسي والاغتصاب.
وغردت عبر الوسم أيضا نساء كثيرات غير سعوديات يعشن أوضاعا مشابهة في بلدان عربية مختلفة.
كما انطلق كثيرون في التعليق على الحكايات التي ترويها النساء عبر هذا الوسم.
وتراوحت التعليقات بين الدعم والتساؤل عن دور الدولة والتكذيب والتهكم وبلغ بعضها حد “التكفير”.
تنوعت إجابات المغرّدات عبر وسم #ليش_ما_بلغت التي تشرح الأسباب التي تمنعهن من إبلاغ السلطات عن العنف الذي يتعرّضن له داخل الأسرة أو حتى الحديث عمّا يجري لأقرب الناس لهن.
أكثر الأسباب تداولا
1 – عدم الثقة في السلطات المكلفة بمتابعة حالات العنف الأسري:
يتولى مركز بلاغات العنف الأسري 1919 في السعودية متابعة حالات العنف الأسري والشكاوى التي تتقدم بها النساء.
لكن سعوديات يقلن إن المركز “لا يقوم بدوره كما يجب ولا يتخذ ما يتلاءم من إجراءات مع ممارسي العنف الأسري”.
ورد المركز على بعض المغردات عبر حسابه الرسمي على تويتر، طالبا منهن التواصل مع المركز، ومؤكدا على “اتخاذه الإجراءات اللازمة لحماية الأطراف”.
تنتقد سعوديات غياب قوانين الحماية وتتهم بعضهنأيضا السلطات “بالتواطؤ مع الرجال ممارسي العنف على أسرهم”.
مدونة بي بي سي ترند تواصلت مع الإدارة العامة للحماية الاجتماعية وطلبت ردهم على هذه الاتهامات.
ووجهنا لهم أسئلة عن مدى تفاعلهم مع وسم #ليش_ما_بلغت وما إذا كانوا يتخذون إجراءات لمتابعة الحالات الوارد ذكرها عبر الوسم والتحقق منها والتعامل مع المتهمين.
وما زلنا ننتظر ردّهم.
2 – الخوف من دار الرعاية:
قالت مشارِكات في وسم #ليش_ما_بلغت إنهن تخشين أن يكون مصيرهن “دار الرعاية” إذا بلغن عن العنف.
ودار الرعاية الاجتماعية للفتيات في الأصل مؤسسة تودع فيها كل فتاة بين سن السابعة وسن الثلاثين تنفيذا لحكم قضائي أو”منحرفة” أو “قابلة للانحراف بسبب ظروف معيّنة”.
بالإضافة إلى ذلك، تأوي هذه الدور فتيات أجبرن على الإقامة فيها من طرف أولياء أمورهنّ حتى “تصلح أحوالهن”، وهو الأمر الذي يحوّل هذه الدور في نظر الكثيرات إلى سجن مخصّص للنساء.
وكانت صحف سعودية قد أعلنت، في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة العام الماضي، أن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تستعد لإصدار “لائحة تنفيذية جديدة لوحدات الحماية الأسرية للحماية من العنف ودور رعاية الفتيات”.
واحتفلت سعوديات بهذا الإعلان عبر وسم #إغلاق_دار_الرعاية .
وكانت مدونة بي بي سي ترند تحدثت عن هذه المؤسسة في وقت سابق في هذا التقرير.
3 – “الخوف المزروع فينا بحكم العرف”
“قالت لي أمي وقتها : إذا أردت أن تعيشي لا تحكي لأحد ما حدث”، هكذا ردت المغرّدة على سؤال “ليش ما بلغت؟” وتفاعلت معها كثيرات.
في الثقافة العربية، وفي ثقافات أخرى كثيرة، تعد الأم الضامن لتواصل العادات والتقاليد بمختلف أنواعها.
وبحكم الطبيعة التي تصير بموجبها البنت أما، تركز الأمهات على تلقين العادات والتقاليد والأخلاق، بمفهومها الراسخ في قناعات الأم، لبناتها.
فتكون البنت وعاء يستوعب ترسبات أجيال من دروس الأمهات وثقافتهن ورؤيتهن للأشياء.
ولا يستطيع أحد إنكار ثقل الجزء الذي “يقمع” النساء في هذه المتوارثات، وإن تراجع بمفعول تطور الزمن.
واليوم، أصبحت النساء أكثر قدرة على التعبير والحديث عما يعشنه وما يشعرن به عبر وسائل مختلفة، من بينها وسائل التواصل الاجتماعي ومجموعات التضامن التي تتكون فيها، والوسوم التي تتحوّل إلى “ترند” يتجاوز صداه حدود البلد الواحد.
كما تطوّرت القوانين في بعض البلدان لكنّها لا تزال بعيدة عن تحقيق التكافؤ المرجو بين الرجال والنساء والمساواة في الحقوق والواجبات.
وتحول دون هذا الهدف معوقات أشدها وطأة “الثقافة المجتمعية” المثقلة بمفاهيم تجعل من المرأة كائنا دونيا، أقل درجات من الرجال بوعي وبدون وعي.
ويضاف هذا إلى الخوف وعدم الاستقرار الذي تشعر به نساء يخشين مواجهة الحياة بدون أب أو زوج.
وفي أغلب الأحيان ينتقل هذا الخوف عبر أجيال من الأمهات إلى بناتهن الاتي ينقلنه بدورهن، بوعي أو بدونه، إلى بناتهن.
وبذلك يستمر هذا الخوف الذي يقيّد النساء عبر النساء أنفسهن.
وتتزايد المخاوف من تعرض كثيرات إلى العنف الأسري خلال هذه الفترة التي يفرض فيها الحجر المنزلي على سكان أغلب دول العالم.
[ad_2]
Source link