أخبار عربية

فيروس كورونا: تحديات من نوع خاص يواجهها المصابون بالتوحد وأهلهم

[ad_1]

اضطرابات طيف التوحد، كما تعرفها منظمة الصحة العالمية، هي “طائفة من الاعتلالات” تظهر في ضعف السلوك الاجتماعي والقدرة على التواصل والمهارات اللغوية إلى حد ما. كما يتسم المصاب بالتوحد بضيق نطاق اهتماماته وأنشطته التي يميل في الغالب إلى التمسك بها وتكرارها.

مصدر الصورة
ThitareeSarmkasat/Getty Images

ويعاني الأشخاص المصابون باضطرابات طيف التوحد في الغالب من مشاكل أخرى مصاحبة، تشمل: الصرع والاكتئاب والقلق واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.

نقص الوعي باضطرابات طيف التوحد

يوافق الثاني من أبريل من كل عام اليوم العالمي للتوعية باضطرابات طيف التوحد. واختير شهر أبريل لهذا شهرا للتوعية تنشط خلاله حملات التوعية عبر وسائط مختلفة منها وسائل التواصل الاجتماعي.

يعاني طفل من بين كل 160 طفلا في العالم من اضطراب طيف التوحد حسب الإحصاءات الرسمية. بينما تشير بعض الدراسات إلى معدلات أعلى بكثير.

وتقول منظمة الصحة الدولية إن معدلات انتشار اضطرابات طيف التوحد غير معروفة في عدة بلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط .

وتتفاوت درجات الوعي بحاجات المصابين بالتوحد في المجتمعات، كما تتفاوت درجات الخدمات الخاصة المقدمة لهم وفرص الرعاية والمتابعة الطبية والنفسية.

إذ أن طبيعة هذه الفئة تجعل اندماجهم في المؤسسات التعليمية التقليدية أمرا صعبا، وقد يكون مستحيلا في بعض الحالات.

وفي الإطار العائلي أيضا هناك نقص في الوعي بطبيعة اضطراب التوحد وخصوصية متطلبات المصابين به.

فيجنح البعض إلى الاعتقاد بأن الطفل الذي تظهر عليه أعراض التوحد به “مس من جن”! وبالتالي يكون الطفل عرضة إلى أنواع من الممارسات التي تغذيها هذه المعتقدات والخرافة في كثير من الأحيان .

فيصل الأمر أحيانا إلى حد التعذيب الجسدي للمصاب بهدف “إخراج الجن من جسده”! وتزيد هذه الممارسات حالة المصاب سوءا!

تنتشر أيضا معتقدات خاطئة حول اضطرابات التوحد ومصدرها وأسباب الإصابة بها!

أبرز هذه المعتقدات القول بأن سبب الإصابة بالتوحد هو بعض اللقاحات المضادة للحصبة والنكاف والحصبة الألمانية وغيرها من التطعيمات التي نحقن بها في الصغر.

لكن منظمة الصحة العالمية تفند هذا المعتقد وتقول إنه ليس هناك ما يدل على وجود أي لقاح للأطفال قد يزيد خطر الإصابة باضطرابات طيف التوحد.

حملات التوعية

من بين من يقودون حملات للتوعية بهذا الاضطراب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الدكتورة أمل حسين العوامي، وهي استشارية طب نمو وسلوك الأطفال في مستشفى جونز هوبكنز أرامكو في المملكة العربية السعودية.

بدءا من اليوم الأول في شهر أبريل تطلق الدكتورة أملا عبر صفحتها على تويتر “تحديات” لمتابعيها كان أولها تحدي #قالوا_عن_التوحد_كذبا .

يأتي المشاركون في هذا التحدي عبر هذا الوسم بما يعرفون من شائعات و”أكاذيب” حول المصابين بالتوحد وتقوم الدكتورة أمل بتفنيدها بالاستناد إلى المراجع المعرفية والطبية الرسمية.

لقيت المبادرة صدى واسعا عبر تويتر وشارك المتابعون بتغريدات عبر وسم #قالوا_عن_التوحد_كذبا .

أبرز “المعلومات الخاطئة” المتداولة كانت ربط الاضطراب بلقاح معين، والقول إنه اضطراب يرثه الطفل عن أمه، وإنه في الغالب “مس من جن أو شيطان“.

معتقد آخر متداول هو أن المصابين بالتوحد يكونون “عباقرة” في مجالات محددة.

وفي علاقة بهذا المعتقد تقول منظمة الصحة الدولية إن “مستوى الأداء الذهني للمصابين بالتوحد يتراوح بين حالة الاختلال الشديد والمهارات المعرفية العليا”.

مصابو التوحد في “زمن كورونا”

فرضت أغلب دول العالم على سكانها حظرا للتجول يفعل في فترات معينة تختلف من بلد لبلد.

وأغلقت المؤسسات التعليمية والمرافق الترفيهية وغيرها من الأماكن العامة في محاولات عالمية مشتركة لحصر انتشار فيروس كورونا الذي تحول إلى وباء عالمي.

وقد يطول الحظر المفروض على الناس لأشهر يضاف إليه الخوف والقلق الذي سببه الوباء ليجعل أغلب سكان العالم يعانون لإيجاد طرق للتأقلم مع هذا الوضع العالمي الجديد والحفاظ على صحتهم الجسدية والنفسية.

لكن أثر هذا الواقع المعيشي الجديد يختلف من فئة إلى فئة .ولعل تحدي التأقلم والخروج من هذا الوضع بأخف الأضرار يتعاظم داخل العائلات التي يعاني بعض أفرادها من اضطراب طيف التوحد.

طلبنا من الدكتورة أمل حسين العوامي أن تحدثنا عن بعض هذه التحديات، فقسمتها إلى صنفين باختلاف مميزات اضطراب التوحد عن اضطرابات النمو الأخرى.

صعوبات اجتماعية وحسية

تقول الدكتورة أمل إن ضعف التواصل اللفظي الذي يعاني منه المصابون بالتوحد يجعل من الصعب عليهم فهم الحاجة لعدم مغادرة المنزل وعدم الذهاب للمدرسة أو المركز المختص الذي تعودوا الذهاب إليه.

وتقترح الاخصائية استخدام الصور لإيصال فكرة ضرورة البقاء في البيت بصريا في جزئين أحدهما إدراكي والآخر لغوي.

بعض من يعانون التوحد لديهم “اضطراب التكامل الحسي” والذي قد يجعلهم يرفضون استخدام المعقمات مثلا بسبب تركيبتها اللزجة أو رائحتها.

هنا تحذر الدكتورة من لعق المتوحدين اليد خلال الثلاثين ثانية الأولى من وضع المعقم لاحتواء هذه المعقمات على نسبة عالية من الكحول.

وقد يمثل هذا أيضا تحديا لاحتياج بعض المصابين بالتوحد للاستثارة الحسية بوضع الأشياء في أفواههم الأمر الذي قد يزيد أيضا احتمالات إصابتهم بفيروس كورونا.

يعتقد البعض أن إجراء التباعد الجسدي المتبع عالميا لحصر انتشار الفيروس لا يشكل عبئا على المصابين بالتوحد، لأنهم في الغالب “يفضلون عدم القرب من أحد جسديا”.

تقول الدكتورة أمل العوامي إن التباعد الجسدي يشكل تحديا في الحقيقة لأصحاب اضطراب التوحد، إذ يرغب بعضهم في حضن وشم ولمس الآخرين كجزء من الاستثارات الحسية التي يحتاجونها.

انقطاع الروتين اليومي

من مظاهر التوحد أيضا التعلق بروتين معين والشعور بضيق شديد عند تغييره. وتقول الدكتورة أمل إن هذه من أكثر المشاكل شيوعا في الظرف الحالي.

خلال بحثي لكتابة هذا التقرير قرأت شهادات من أشخاص يعاني أولادهم من التوحد. يقول بعضهم إن نفاد مادة غذائية معينة تعود أطفالهم على تناولها قد يجعلهم ينقطعون عن تلك الوجبة تماما.

تقول الدكتورة أمل إن أحد أبرز التحديات التي تواجهها هذه الفئة الآن أيضا غياب الرعاية المختصة اللازمة.

وهناك أيضا البعد عن التدريب المختص، الذي قد يسبب انتكاسات وتراجعا في المهارات المكتسبة عند بعض المصابين بالتوحد.

وهنا تشير العوامي إلى أهمية تدريب الأهل على التعامل مع أطفالهم الذين يعانون التوحد تحسبا لكل الظروف.

أيضا، الوعي العام بخصوصية هذه الفئة مهم جدا حتى خارج إطار العائلة.

وهنا تضرب العوامي مثلا بشخص راشد من ذوي التوحد لا يستطيع أحد فعليا منعه من الخروج في ساعات الحظر. وتتساءل عن مدى إدراك رجال الأمن المسؤولين عن تنفيذ الحظر بطرق التعامل مع هذه الفئة من الأشخاص.

نصائح عملية للتعامل مع المصابين بالتوحد

أخيرا تقدم الدكتورة أمل العوامي نصائح عملية للأهالي، يمكنهم اختيار ما يناسبهم منها، للتعامل مع أفراد عائلاتهم المصابين بالتوحد:

  1. وضع روتين يومي (للنوم والأكل ومشاهدة التلفزيون واللعب والاستحمام).
  2. وضع الروتين على شكل جدول بصري باستخدام الكلمات والصور في مكان واضح للشخص المعني وبقية أفراد العائلة.
  3. إيجاد أنشطة، حبذا لو يشارك فيها جميع أفراد العائلة، تتنوع بين الحسي والحركي، وتنشيط التآزر البصري أو السمعي العضلي.
  4. إيجاد مكان داخل البيت للمعالجة الحسية إذا أمكن (مكان ذو إضاءة منخفضة ويمكن أن تكون فيه موسيقى وأيضا ألعاب حسية مثل الأرجوحة أو منصة البهلوان “ترامبولين”).
  5. لا تتركوا الطفل المدرك بدون معلومات عما يحدث حولنا بشأن وباء كورونا، بل أخبروه وكونوا مصدر المعلومات الموثوقة له.
  6. أخبروه بشكل مبسط ومناسب لعمره الإدراكي. لا تتركوه يسمع المعلومات من مصادر قد تثير فزعه وخوفه فمعظم الأشخاص من ذوي التوحد يأخذون بظاهر الكلام وقد لا يفهمون دواخل الأمور.
  7. إذا كان الطفل معتادا على رؤية أشخاص معينين، كالجد والجدة، ومنعتكم الظروف الحالية من لقائهم، فمن المستحسن أن يكون جزءا من الروتين اليومي هو عمل مكالمة فيديو معهم.
  8. محاولة التواصل مع المركز أو المدرسة التي كان طفلكم ملتحقا بها، للاستمرار في التدريب عن بعد إذا أمكن. إذا لم يكن ذلك مستطاعا فالأفضل الاطلاع على المواد المقدمة عبر الإنترنت من مختصين أو الدورات التدريبية المجانية مثلا التي أصبحت متوفرة في الآونة الأخيرة.
  9. إغلاق المنزل جيدا وقد تحتاجون إلى أقفال إضافية وتكون عالية ويصعب الوصول إليها.
  10. إخبار الشرطة في الحي أو رجال الأمن في المنطقة عن حالة أطفالكم مع صور لهم حتى إذا خرجوا للشارع من دون علمكم يتعرفون عليهم ويعرفون كيف يتصرفون معهم في فترة الحظر.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى