أخبار عاجلة

مدير الخدمات الاجتماعية والنفسية: طول فترة العطلة سيكون له تأثير على الأسرة والطلبة

  • تفعيل دور المجالس الطلابية بالمدارس في نشر الوعي الوقائي والأمن
  • وضع خطط عائلية سواء على مستوى الجانب الديني أو الترفيهي أو التعليمي
  • يجب على الأسرة مجتمعة دحض الشائعات والأخبار الكاذبة وبث الطمأنينة في نفوس الأبناء
  • بزيادة الوعي الثقافي والصحي للطلبة نستطيع تقليل الأثر النفسي السلبي لطول مدة العطلة
  • ضرورة العمل على تقوية العلاقات بين أفراد الأسرة جميعاً وتعزيز الشعور بالانتماء إلى الوطن
  • خيال الأطفال خلال السنوات الأولى لدخولهم الروضة والمدرسة ليس له حدود معينة

عبدالعزيز الفضلي

ضمن حزمة الإجراءات الوقائية التي اتخذها مجلس الوزراء لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد في الكويت، تأجيل العام الدراسي حتى شهر اغسطس المقبل، وبذلك تتجاوز العطلة الحالية 4 أشهر، مما يتطلب ضرورة استغلالها جيدا لمصلحة الطلبة، وأيضا الحد من تأثيراتها النفسية السلبية عليهم تم استطلاع آراء مجموعة من الاخصائيين النفسيين لمعرفة كيفية تفادي سلبيات طول العطلة على نفسيات الطلبة، وكذلك طرق الاستفادة القصوى منها، حيث أجمعوا على ان طول فترة العطلة الدراسية سيكون لها اثر سيئ على الطلبة ما لم يكن هناك دور ايجابي واضح للأسرة، مشيرين الى انه كلما زاد الوعي الثقافي والصحي قل الأثر النفسي السلبي وزاد الأثر الإيجابي، كما أعلنت «التربية» عن خطة نفسية لاستقبال الطلبة عند استئناف الدراسة والدخول بهم الى جو التعليم بعيدا عن الضغوط النفسية التي عاشوها خلال العطلة الطارئة.

وأكدوا ضرورة توفير جو أسري آمن، وتعزيز العلاقة بين الاسرة والأبناء لتعويضهم عن الأيام التي مضت مع اهمية تعزيز القيم والتكاتف الوطني لخدمة الوطن في اي مجال وتقوية الانتماء، لأن البيت يعتبر مأوى وملجأ للإنسان من أخطار الطبيعة، وفيما يلي التفاصيل:

في البداية، قال مدير إدارة الخدمات الاجتماعية والنفسية بوزارة التربية فيصل الاستاذ ان طول فترة العطلة سيكون له تأثير على الاسرة اولا والتي ستنقل هذا التأثير للطلبة بمختلف مراحلهم خاصة الثانوية العامة، لافتا الى ان المطلوب من الاسرة تخفيف الضغط عن ابنائهم الطلبة من جميع الجوانب الدينية والوطنية

والعاطفية والأسرية والتكاتف الوطني واتباع ارشادات وتعليمات الجهات الحكومية لمواجهة «كورونا».

خطة متكاملة

وأوضح الأستاذ ان الوزارة اعدت خطة نفسية لاستقبال الطلبة في بداية الدوام المحدد وتتمثل في قيام فريق التدخل السريع أثناء الأزمات بالمدارس بالدور المطلوب نحو تجهيز بيئة مدرسية آمنة حسب دليل عمل الفريق وتفعيل دور المجالس الطلابية بالمدارس المتوسطة والثانوية في نشر الوعي الوقائي والأمن والسلامة داخل المجتمع المدرسي مع تفعيل دور الجماعات التطوعية بالمرحلة الثانوية من خلال برامج وقائية تركز على الجانب السلوكي المعرفي، مؤكدا على قيام مجلس الآباء والمعلمين بالمدارس بالدور المطلوب نحو نشر الاطمئنان في المجتمع المدرسي وتفعيل دور الجماعات الاجتماعية المدرسية في نشر الثقافة الصحية والوقائية داخل المدرسة مؤكدا على ضرورة تركيز مكـــاتــب الخدمة الاجتمـــاعية والخـــدمة النفسية بالمدارس على الجانب الاجتماعي والنفسي والسلوكي والمعرفي فيما يخص الوقاية الصحية للطلاب.

الوعي الثقافي والصحي

بدوره، أكد الاختصاصي النفسي أحمد السهيل ان الإجازة التي يعيشها الطلبة حاليا تعتبر أطول إجازة على مر التاريخ باستثناء عام الاحتلال العراقي والذي كان ظرفا استثنائيا، وكما هو معروف لدى الجميع بأنه عندما تمنح أي إجازة فإن الأسباب هي التي تطبع الآثار النفسية لدى الطلبة، لاسيما وأن التلاميذ والطلبة تتراوح أعمارهم بين الرابعة والثمانية عشرة عاما، فلا يدركون تماما أسباب الإجازة والآثار المترتبة عليها مشيرا الى ان الجميع يلاحظ أن معظم الطلبة ينتابهم الفرح في حال إقرار إجازة لأي سبب كان، بل كانت تزيد نسبة غيابهم قبل وبعد الإجازات الرسمية، وكأن الغياب الجماعي أصبح ثقافة مجتمع لدينا.

وأضاف اما في الوقت الراهن فقد لاحظنا أن التلاميذ في مرحلتي رياض الأطفال والابتدائية لا يدركون مدى خطورة الوضع وانتشار الوباء، وقد اعتادوا على الإجازة بشكل دائم، أما طلبة المرحـــلة المتـــوســطة والثانوية فتختلف ردود أفعالهم حول الإجازة طبقا لشخصية الطالب والمستوى التحصيلي له، كما لا ننكر أن الوعي الثقافي للطالب له الأثر الكبير بمدى التأثير النفسي عليه، فكلما زاد الوعي قل الأثر النفسي السلبي وزاد الإيجابي، حيث تزيد نسبة الاطمئنان بأن هذه الفترة ستزول في حال التزام الجميع بإجراءات الوقاية الصحية منوها إلى ان هذه الفترة ستترك أثرا نفسيا في نفوس الطلبة حسب نسبة الوعي الصحي والثقافي الذي اكتسبوه، وستكون لها ذكرياتها المختلفة حسب الظروف والأحداث الاجتماعية والجو الأسري الذي كان يعيشه الطالب.

ووجه حزمة من النصائح لأولياء الأمور والأبناء ومنها توفير جو أسري آمن، وتعزيز العلاقة مع الأبناء لتعويضهم عن الأيام التي مضت ولم تكن تلتقي بها بعض الأسر للأسف لانشغالهم بالعمل أو الالتزامات الخارجية، حيث ان هذه الفترة يحتاج فيها الأبناء آباءهم وأمهاتهم أكثر من أي وقت، مشددا على اهمية توفير فرص لوضع خطط عائلية لتنفيذها خلال الإجازة سواء على مستوى الجانب الديني أوالترفيهي أو الثقافي أو التعليمي، ناصحا الأبناء بضرورة تعزيز قيمة بر الوالدين وتنفيذ ما يطلب منهم خاصة ما يساعدهم على حماية أنفسهم من الوباء مع وضع خطط خاصة بهم للاستفادة من الوقت وكيفية معرفة إدارة الوقت بصورة يومية حتى لا تضيع الإجازة فقط في النوم والترفيه والانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي ويجب تحديد أهداف قصيرة المدى لتنفيذها خلال هذه الإجازة لكي يشعر الطالب بأنه حقق بعض الإنجازات البسيطة.

التقارب الأسري

من جانبها، قالت كبير الاختصاصين النفسيين نضال الحداد ان هناك مسؤولية كبيرة تقع على اولياء الامور خلال العطلة الطارئة ويجب الاستفادة من تواجد الاسرة معا في تعزيز القيم واهمها طاعة ولي الأمر والحفاظ علي الدولة والوقاية من انتشار الامراض والتقارب الاسري وتقويم السلوك من خلال التدبر في قدرة الله وحكمته في الكون والحث على الصلاة واستغلال الوقت في حفظ وتفسير القرآن واعداد مسابقات وجوائز لحفظ القرآن الكريم، مشددة على اهمية التفكر بمعني الصبر على البلاء وتبادل القصص من خلال القصص التاريخية للكويت وتعويد الأبناء على تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس.

وتابعت الحداد: يجب على الاسرة ان تكون ايجابية ولا تساهم في الشائعات والأخبار المزيفة وتخويف الأبناء انما بث الطمأنينة من خلال الالتزام بالتعليمات وعدم الخروج من المنزل للشعور بالأمان، لافتا الى انها فرصة لأولياء الامور لتعزيز قيمة العلم.

الأفكار الخيالية

من جهتها، قالت موجهة الخدمة الاجتماعية بوزارة التربية موزة الجناع إن إعطاء معلومات دقيقة عن الموضوعات التي يصادفها الطفل تحول دون استطراد أفكاره وخيالاته الى آفاق غير واقعية ومن هنا أهمية الإكثار من المحادثات مع الأولاد ببساطة، مشيرة الى أن خيال الأطفال في السنوات الاولى لدخولهم الروضة والمدرسة ليس له حدود، ويستطيع الوالدان لجم هذه الأفكار الخيالية بالقدر الذي تزود فيه الطالب بمعلومات ملائمة عن محيطه وطبيعة العلاقات بين الناس وكيف نقي أنفسنا منه، كما ان توفير إمكانات اللعب وكتب الاطفال والأفلام أمر يساعد الطلبة على التخلص من مخاوفهم.

وأكدت الجناع ان المطلوب من أولياء الأمور تقوية العلاقات العائلية والشعور بالانتماء، لان البيت يعتبر مأوى وملجأ للإنسان من أخطار الطبيعة كذلك العائلة تعتبر مصدر الطمأنينة والأمان للأطفال، موضحة أن وجود أب وأم والتفافهما حول أطفالهما بجو عائلي دافئ يشكل مصدرا أساسيا لشعور الأطفال بالأمان والقوة، وتقبل العائلة لمشاعر الأطفال ولرغباتهم تساعدهم على تقبلها وتحول دون إثارة القلق أو الشعور بالذنب بسببها، معربة عن شكرها للوزير الإنسان الذي فضل صحة ومصلحة الطالب الذي هو محور العملية التربوية، مؤكدة ضرورة تفعيل فرق التدخل السريع بكل المناطق التعليمية الست والتأكيد على دور الخدمة الاجتماعية والنفسية للتعامل مع الطلبة بكل مراحلهم مع اهمية عودة المراكز التربوية المسائية بالمناطق التعليمية الست.

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى