أخبار عربية

فيروس كورونا: فقراء الهند يخافون أن يقتلهم الجوع قبل المرض

[ad_1]

Image caption

علي حسن ليس لديه من المال ما يكفي لشراء الطعام بعد إغلاق المتجر الذي كان يعمل به

فرضت الحكومة في الهند حالة إغلاق عام في شتى أنحاء البلاد في محاولة لإيقاف انتشار وباء فيروس كورونا. وأمرت السلطات السكان بالتزام منازلهم، ولكن هذا ليس خيارا متاحا للعديد منهم الذين يعملون بأجر يومي. قام مراسل بي بي سي، فيكاس باندي، باستقصاء وضع هؤلاء في الأيام التي سبقت إعلان الحكومة إغلاق البلاد أمس الثلاثاء.

تزدحم منطقة تجمع العمال في حي نويدا في العاصمة الهندية دلهي عادة بمئات الرجال الباحثين عن عمل في قطاع الإنشاءات.

ويعد تقاطع صغير للطرق في هذه المنطقة الحضرية المكان الأكثر ارتيادا لأرباب العمل الباحثين عن عمال.

ولكن المكان كان خاليا عندما قصدته يوم الأحد الماضي خلال المراحل الأولى من الإغلاق. كانت المنطقة هادئة تماما، وما كان المرء يتخيل أن يسمع صوت العصافير في منطقة مكتظة كهذه.

ولكني سمعت العصافير وهي تغرد، ولم أصدق ما سمعته.

بعد قليل، عثرت على مجموعة من الرجال المجتمعين في إحدى زوايا الحي.

توقفت وسألتهم – عن بعد – إن كانوا ملتزمين بأمر الإغلاق.

أجابني أحدهم، ويدعى راميش كومار، وهو منحدر من منطقة باندا في ولاية أوتار براديش، بأنه يعرف أنه “لن يكون أحد في الحي يرغب في تشغيلنا، ولكننا قررنا أن نجرب حظوظنا مع ذلك”.

وأضاف “أحصل عادة على 600 روبية (8 دولارات) في اليوم لإطعام أسرتي المكونة من 5 أشخاص. سينفد كل ما لدينا من طعام في غضون أيام. أُدرك مخاطر فيروس كورونا، ولكني لا استطيع أن أرى أطفالي يتضورون جوعا”.

راميش ليس الوحيد الذي يواجه هذه المحنة، فالملايين من الهنود الذين يعملون بأجور يومية يواجهون المصاعب نفسها. فقرار الإغلاق الذي أعلنه رئيس الحكومة، نارندرا مودي، يعني أنهم سيحرمون من أي دخل في الأسابيع الثلاثة المقبلة. ومن المرجح أن الكثير منهم سيواجهون شحا في الطعام في الأيام القادمة.

Image caption

كيشان لال لم يحقق أي دخل في أربعة أيام

يذكر أن الهند أعلنت عن تسجيل 500 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، مات منها 10 على الأقل.

ووعدت الحكومات المحلية في ولايات عدة، منها أوتار براديش شمالي البلاد وكيرالا في الجنوب والعاصمة دلهي، بدفع أجور العمال من أمثال كومار. كما تعهدت حكومة مودي بمساعدة العمال الذين يعملون بأجور يومية والذين تأثروا بقرار الإغلاق.

ولكن هناك مصاعب وتحديات عملية للوفاء بهذه التعهدات.

وتقول منظمة العمل الدولية إن 90 في المئة على الأقل من القوة العاملة في الهند يعملون في القطاع غير الرسمي. ويعمل هؤلاء كحراس أمن ومنظفين وساحبي عربات نقل الركاب وباعة جائلين وجامعي قمامة وعمال في المنازل وغيرها من المهن.

ولا يحصل معظم هؤلاء على أي رواتب تقاعدية أو إجازات مدفوعة الأجر – ومنها الإجازات المرضية – أو أي شكل من أشكال التأمين. وليس لمعظمهم حسابات مصرفية، ويعتمدون على الدفع نقدا للوفاء باحتياجاتهم اليومية.

والكثير منهم عمال وافدون، أي أنهم مسجلون رسميا كسكان بولايات غير الولايات التي يعملون فيها. ثم هناك مشكلة “العمالة الطافية”، وهم الذين لا يقيمون في أي ولاية محددة لفترات طويلة، بل ينتقلون من ولاية لأخرى سعيا للعمل.

يعترف أكيليش ياداف، الرئيس السابق للحكومة المحلية في ولاية أوتار براديش، بأن هذه تحديات كبيرة “لم يواجهها أي شخص في أي حكومة من قبل”.

ويمضي قائلا “على كل الحكومات أن تتدخل بسرعة البرق لأن الموقف يتغير من يوم لآخر. علينا تأسيس مطابخ شعبية لإيصال الطعام إلى من يحتاجون إليه. كما علينا تقديم المال أو الأرز والقمح للجميع بغض النظر عن الولاية التي جاء منها كل شخص”.

Image caption

ماسح الأحذية لا يعلم السبب في غياب الركاب عن محطة القطارات

وعبر ياداف عن قلقه بشأن ولايته، أكثر ولايات الهند سكانا والتي يقارب عدد سكانها 220 مليون نسمة.

ويضيف “علينا منع الناس من التنقل من مدينة إلى أخرى لوقف العدوى، وضمان الأمن الغذائي هو أسلوب لتنفيذ ذلك. فالناس يهرعون إلى قراهم في أوقات الأزمات”.

أما الرئيس الحالي لحكومة أوتار براديش، يوغي أديتياناث، فقال إن فريقا من العاملين يقومون بمتابعة أولئك الناس القادمين من ولايات أخرى، وأن كل من يحتاج إلى مساعدة سيحصل عليها من حكومته.

وكانت مؤسسة السكك الحديدية الهندية قد أعلنت تعليق كل رحلاتها حتى 31 من مارس/ آذار.

ولكن في الأيام التي سبقت الإعلان عن تعليق الرحلات يوم الاثنين، استخدم مئات الآلاف من العمال المتنقلين القطارات المكتظة للعودة إلى قراهم في ولايتي أوتار براديش وبيهار من مدن كدلهي ومومباي وأحمد آباد، وهي مدن مبتلاة بالفيروس.

يضاعف هذا من إمكانية انتشار الفيروس. ويخشى خبراء من أن يكون الأسبوعان القادمان الأكثر خطورة بالنسبة لانتشار الوباء في الهند.

لكن كثيرين غير قادرين على تحمل نفقات العودة إلى قراهم.

كيشان لال، الذي يعمل في جر عربات نقل الركاب في مدينة الله آباد الشمالية، يقول إنه لم يحقق أي دخل في الأيام الأربعة الماضية.

ويضيف “عليّ أن أحصل على المال لأعيل أسرتي. سمعت أن الحكومة ستتبرع لنا بالمال، ولكني لا أعرف كيف ومتى سيحصل ذلك”.

أما صديقه علي حسن، والذي يعمل منظفا في أحد المتاجر، فقال إنه يفتقر إلى المال الكافي لشراء الطعام.

“أغلق المتجر أبوابه قبل يومين، ولم يدفع أصحابه أجري. لا أعلم متى سيفتح أبوابه، وأشعر بخوف شديد. فلدي أسرة الآن. كيف سأطعمها؟”.

يعمل الملايين من الهنود كتجار شوارع صغار، في مصالح صغيرة يملكونها ويستخدمون فيها أناسا مثلهم.

محمد صابر على سبيل المثال، والذي يملك كشكا صغيرا لبيع المشروبات في دلهي، يقول إنه عيّن عاملين مؤخرا بانتظار ارتفاع المبيعات في موسم الصيف.

ولكنه يقول “لا استطيع الآن دفع أجورهم، فليس لدي المال الكافي لذلك. أسرتي تكسب بعض المال من الفلاحة في قريتنا، ولكن المحصول تضرر هذه السنة جراء العواصف، وكان أفراد أسرتي ينتظرون مني العون”.

ويقول “لا حيلة لي. أشعر بأن الجوع سيقتل الكثيرين منّا قبل أن يتمكن الفيروس من ذلك”.

Image caption

محمد صابر عاجز عن دفع أجور موظفيه

كما تم إغلاق كل المواقع الأثرية في الهند، وهو ما أثر سلبا على أولئك الذين يعملون في قطاع السياحة.

ويقول تيجبال كاشياب، الذي يعمل مصورا عند نُصُب “بوابة الهند” الشهير في دلهي، إنه لم يشهد من قبل كسادا كهذا.

وقال “الوضع كان سيئا في الأسبوعين الماضيين، حتى قبل الإغلاق، فلم يكن هناك أي سائحين. أما الآن فلا أتمكن من العودة إلى قريتي ولا يوجد أي عمل. أنا عالق هنا في دلهي وينتابني القلق على عائلتي في قريتي في أوتار براديش”.

كما يعاني من الأزمة سائقو خدمات سيارات الأجرة بالطلب مثل أوبر وأولا.

يقول جوغيندر تشودري، الذي يعمل سائقا ينقل موظفي إحدى شركات النقل الجوي في دلهي، إن على الحكومة أن “تساعد العاملين من أمثالي”.

ويضيف “أتفهم ضرورة إغلاق البلاد، ففيروس كورونا خطر وعلينا حماية أنفسنا منه. ولكني لا أعلم كيف سأتمكن من إطعام أسرتي إذا استمر الوضع على ما هو عليه لعدة أسابيع”.

ومع كل هذا، لم يسمع كثيرون في الهند بفيروس كورونا أصلا.

Image caption

تيجبال كاشياب يقول إن الوضع كان سيئا في الفترة التي سبقت إعلان الإغلاق

قال ماسح أحذية – رفض تعريف نفسه – “أقوم بتلميع أحذية الناس في محطة قطارات الله آباد منذ سنوات، ولكن لا يوجد أحد الآن”.

وأضاف أنه لا يعلم سبب امتناع الناس عن السفر.

“لا أعلم ما الذي يحصل. لا يأتي إلى المحطة إلا عدد قليل من المسافرين. أعلم أن هناك منعا للتجوال، ولكني أجهل سبب ذلك”.

عند ذلك، يتدخل فينود براجاباتي، وهو بائع لزجاجات الماء في المحطة، في الحوار قائلا “أعرف كل شيء عن فيروس كورونا. إنه فيروس خطير يصارعه العالم أجمع. معظم المتمكنين والذين لديهم مساكن يلتزمون مساكنهم، ولكن بالنسبة لأولئك الذين في وضعنا، فالخيار هو بين السلامة والجوع. فأي منهما سنختار؟”.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى