أخبار عربية

فيروس كورونا: كيف وقف الغرب “مرتجفا” أمام الأزمة مقارنة ببعض دول آسيا؟


باحثون في معمل تحاليل في نيوجيرسي

مصدر الصورة
Getty Images

استحوذ فيروس كورونا على مساحة واسعة من تغطية الصحف البريطانية صباح الأحد، وتناول الكتاب فيها عددا من الموضوعات أبرزها كيفية التصدي للفيروس، والسباق نحو التوصل إلى لقاح.

ونشرت صحيفة الأوبزرفر تقريرا لمحرر الشؤون العلمية والبيئية روبين ماكي حول وباء كورونا بعنوان “خبير اللقاح: كل شيء جديد في التعامل مع كوفيد-19”.

ويقول ماكي إن الخبراء حققوا إنجازا كبيرا في محاولتهم صنع لقاح لحماية البشرية من فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″؛ ففي مدينة سياتل الأمريكية تم حقن عشرات من المتطوعين باللقاح الجديد كجزء من المرحلة الأولى لاستكشاف مدى أمان اللقاح ومعرفة آثاره المحتملة على الجسم البشري.

ويوضح ماكي أن هذه الإجراءات تجري تحت رقابة الحكومة الأمريكية وأن هناك محاولات مماثلة في أماكن أخرى من العالم، منوها بأن هناك أسئلة عديدة تدور في أذهان المتابعين منها بأي سرعة يمكن إنتاج لقاح آمن يمكن حقنه في أجساد الرجال والنساء والأطفال لتوفير حماية ذاتية لهم في مواجهة “كوفيد-19″؟

ويوضح الصحفي أن هانكه شوتمايكر رئيسة قسم اكتشاف اللقاحات المضادة للفيروسات والعلاجات الانتقالية في شركة جانسين أجابت على الكثير من هذه الأسئلة. وينقل ماكي عن هانكه تأكيدها أن كل شيء جديد في التعامل مع كوفيد-19، وأن الأشخاص الذين تعرضوا للإصابة بالفيروس قامت أجهزتهم المناعية بتخليق أجسام مضادة له وهو ما يدفع للاعتقاد بأنه سيوفر لهم حماية أمام الإصابة مستقبلا بفيروسي سارس، وكوفيد-2 المسؤولين عن ظهور كوفيد-19.

وأشارت هانكه إلى أن الفيروس وافد جديد على المجال العلمي ولايمكن التأكد من ذلك أو معرفة إلى أي مدى يمكن أن تستمر هذه المناعة الطبيعية لدى هؤلاء الأشخاص.وتضيف هانكه أن شجرة التطور الجينية للفيروس توضح أن هناك تغيرات جينية حدثت لكن من المبكر القول ما إذا كان ذلك كافيا لصنع طفرة على تركيب الفيروس بحيث تؤثر على عمل اللقاح، مؤكدة أن اللقاح قيد التجربة يعتمد على حقن البشر بجينوم من كوفيد-19 ليطور الجسم مناعة لمقاومته وأنه في حال ثبوت كفاءته سيتم حقن مليارات البشر باللقاح وستكون هناك حاجة للتعاون الوثيق لإنتاج هذا الكم الكبير من اللقاح بأسرع وقت ممكن.

“الغرب المرتجف

ونشرت الجريدة نفسها تقريرا لمراسلة الشؤون الدولية إيما غراهام هاريسون بعنوان “وباء كورونا: كيف تصرفت دول آسيا بينما يقف الغرب مرتجفا؟”.

وتقول غراهام إن أول حالة في تايوان وإيطاليا لم يفصل بينهما سوى 10 أيام فقط لكن حتى صبيحة الأحد لم تسجل تايوان التي ترتبط بعلاقات تاريخية وثقافية بالصين سوى 153 إصابة بفيروس كورونا توفي منهم اثنان بينما سجلت إيطاليا أكثر من 47 ألف إصابة وارتفع عدد الوفيات إلى أكثر من 4 آلاف شخص.

وتضيف هاريسون أن إيطاليا تشهد أسوأ آثار للوباء على مستوى العالم؛ فعدد الوفيات فيها تخطى نظيره في الصين التي بدأ اندلاع الفيروس على أراضيها، منوهة إلى أن المسؤولين في إقليم لومبارديا شمالي إيطاليا أكدوا أن عدد الوفيات في الإقليم قفز بعد وفاة 546 شخصا خلال يوم السبت فقط..

وتقول غراهام إن ذلك يأتي بعد أسابيع من التراخي الحكومي في مواجهة الانفجار المتسارع لعدد حالات الإصابة والوفاة بشكل متكرر في دول الغرب بداية من إسبانيا وفرنسا وألمانيا حتى بريطانيا والولايات المتحدة.

وتوضح هاريسون أن قادة دول الغرب يتخذون حاليا قرارات لم يكن التفكير فيها ممكنا قبل أسابيع أو حتى أيام سابقة، من إغلاق مدن بكاملها بما فيها من عشرات الملايين من السكان من برلين حتى مدريد وسان فرانسيسكو، كما ضخوا مليارات الدولارات لدعم جهود مكافحة الوباء.

وتضيف الكاتبة أن هؤلاء الساسة لو تحركوا قبل أسابيع قليلة لكان بوسعهم تجنيب مجتمعاتهم الكثير من جوانب المأساة الإنسانية التي نعيشها والكارثة الاقتصادية التي نواجهها، مشيرة إلى أن تايوان وسنغافورة وهونغ كونغ سجلت أولى حالات الإصابة قبل دول أوروبا لكن الحكومات هناك اتخذت قرارات سريعة ومبكرة وبالتالي لازال عدد الوفيات هناك قليلا.

“تناقض ترامب”

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

خطاب ترامب في البيت الأبيض يوم 19 مارس/آذار 2020 حيث كلمة كورونا مستبدلة بكلمة “الصيني”

الإندبندنت أونلاين نشرت تقريرا لمراسلها في نيويورك كريس ريوتا بعنوان “فيروس كورونا: رغم اتهامه بتجاهل التحذيرات ترامب يقول تمنيت لو أخبرتنا الصين بشكل أسرع”. يقول ريوتا إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ناقض نفسه بوضوح مرة أخرى فيما يخص ادعاءاته السابقة حول مدى شفافية الصين في أزمة فيروس كورونا.

وأشار ريوتا إلى أن ترامب قال إنه “تمنيت لو أنهم أخبرونا في وقت أبكر” قبل أن يعود للدفاع عن تصريحاته السابقة التي امتدح فيها جهود الصين في التصدي للوباء.

ولفت الكاتب إلى أن ترامب قال للصحفيين: “كان الجميع يفضلون لو أنهم منحونا ثلاثة أو أربعة أشهر إضافية”، مضيفا أن الصين كانت لسوء الحظ متكتمة على الأنباء والمعلومات.ويوضح ريوتا أن أسلوب ترامب كان مختلفا أواخر يناير/كانون الثاني عندما ردّ على سؤال لأحد الصحفيين ممتدحا جهود الصين قائلا إن “الصين تبذل جهدا عظيما في احتواء الفيروس، والولايات المتحدة تقدر شفافية السلطات الصينية وهو ما سيساعد بشكل كبير”.

ويوضح الصحفي أن ترامب انتقد الصين خلال الأسابيع الماضية بسبب تفشي الوباء على المستوى العالمي عندما أطلق على فيروس كورونا اسم “الفيروس الصيني” رغم ما يحمل التعبير من دلالات متناقضة.

ويقول ريوتا إن التقارير تشير إلى أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية حذرت الشهرين الماضيين من أن الوباء قادم، في الوقت الذي كانت فيه الحياة في الولايات المتحدة والعالم تسير بشكل طبيعي دون أي تأثر بسبب الفيروس.

ويضيف الكاتب أن الوضع استمر بهذا الشكل حتى الثالث عشر من الشهر الجاري عندما أعلن ترامب حالة الطوارئ الوطنية لدعم جهود مكافحة تفشي الوباء عبر البلاد.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى