أخبار عربية

فنزويلا: الأزمة الاقتصادية تجبر أمهات على التخلي عن أطفالهن

[ad_1]

لوحات لفنان فنزويلي للتوعية حول تزايد انتشار ظاهرة التخلي عن الأطفال

مصدر الصورة
Guillermo D. Olmo

Image caption

لوحة لفنان فنزويلي للتوعية حول تزايد انتشار ظاهرة التخلي عن الأطفال

“ممنوع إلقاء الأطفال هنا”، كتب فنان فنزويلي هذه الكلمات على لافتة، ووزع عددا منها على جدران في مختلف أنحاء فنزويلا وذلك بعد العثور على طفل حديث الولادة مرميا في حاوية قمامة قرب مبنى سكني في العاصمة كاراكاس.

ويقول الفنان، إريك ميجيكانو، إنه أطلق حملة لتنبيه الناس لحقيقة أن أمرا في فنزويلا “أصبح شائعا ولكن لا ينبغي اعتباره طبيعيا”.

وأظهرت دراسة أجراها برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة، أن اقتصاد البلاد في حالة “سقوط حر”، وأن واحدا من بين كل ثلاثة فنزويليين يعاني كثيرا حتى يتمكن من تأمين ما يكفي من الطعام، لتلبية الحد الأدنى من متطلبات التغذية.

وتنتشر حالات الحمل غير المرغوب في البلاد بسبب صعوبة الوصول لوسائل منع الحمل، إلى جانب المصاعب المالية لدى كثيرين.

كما أن قوانين الإجهاض الصارمة، التي تسمح بإنهاء الحمل فقط في الحالات التي تكون فيها حياة الأم في خطر أو عندما يكون الجنين غير قابل للحياة، تحد من خيارات المرأة التي تمر بظروف صعبة.

وفي خضم الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد، قالت جمعية خيرية إن عام 2018 شهد ارتفاع عدد الأطفال المتروكين في الشوارع أو عند مداخل الأبنية بنسبة قدرها 70 بالمئة.

ولم تصدر الحكومة الفنزويلية أية أرقام رسمية في السنوات الأخيرة حول هذا الموضوع، كما لم توافق وزارة الإعلام ولا الجهة الحكومية المسؤولة عن حقوق الأطفال على طلب بي بي سي التعليق على الموضوع.

لكن عاملين في الخدمات الاجتماعية والصحية، ممن تشاورت معهم بي بي سي، أكدوا وجود زيادة في عدد الأطفال المتروكين، وكذلك زيادة كبيرة في عدد الأطفال الذين عرضوا للتبني بشكل غير رسمي.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

سوء التغذية واحدة من المشاكل التي يواجهها الأطفال في كاراكاس

“طرق مختصرة”

فسّر نيلسون فيلاسميل، وهو عضو مجلس حماية الطفل التابع لواحدة من أفقر المناطق في كاراكاس، سبب ذلك قائلا إن أمهات يائسات يلجأن إلى طرق مختصرة بسبب نظام التبني سيئ التمويل والذي يعاني من فوضى تامة.

قصة الطفل توماس (اسم مستعار) مثال على حالات التبني تلك؛ إذ كان قد ولد لأم فقيرة تعيش في كاراكاس وشعرت أنه لا يمكن لها تربيته.

وافق طبيب النساء الذي كان حاضرا وقت ولادة توماس على مساعدة الأم، وقال إنها لم تكن المرة الأولى التي يصادف فيها أما تشعر بأنها لا تستطيع تربية طفلها.

ويوضح قائلا: “غالبا ما تغير الأم رأيها بمجرد أن تُرضع طفلها أول مرة. لكن أحيانا لا يحدث هذا لذا علينا أن نجد حلا”.

اتصل الطبيب بأحد المريضات، وكانت في الأربعينيات من عمرها وتحلم بإنجاب طفل، لكن تانيا (اسم مستعار) لم تتمكن من الحمل. أرادت فعلا مساعدة توماس ووالدته، ولكن بعد تفكير عميق قرر عدم تبني الولد، وعوضا عن ذلك اتصلت بزوجين من أصدقائها وافقا على تربية توماس كابنهما في منزلهما الريفي.

اضطر الزوجان لتسجيل الطفل بسرعة لعدم إثارة الشكوك، لذلك دفعت تانيا مبلغا قدره 250 دولارا رشوة لمسؤول ليغض الطرف عن ذلك، ولتسجيل صديقتها كأم لتوماس.

وتقول تانيا إنها غير نادمة على ما فعلته، كما تصر على أنها تجاوزت طرق التبني الرسمية لصالح توماس: “لم يخطر ببالي أبدا فعل شيء كهذا، لكن التبني القانوني لا ينجح في فنزويلا، وكان هذا الطفل سيعاني كثيرا من المصاعب في دار للأيتام العامة لو تركناه”.

محاصرون

أعطي توماس للعائلة الجديدة بعد الحصول على موافقة والدته، ولكن هناك أشخاص كثر يستغلون يأس الفنزويليات.

فأثناء حملها بطفلها الثاني، توفي زوج إيزابيل (اسم مستعار)، الأمر الذي جعلها تفكر في التخلي عن الطفل الذي كانا ينتظرانه. وتقول: “أصبحت وحيدة وخشيت ألا أتمكن من إطعام طفلي”.

وبناء على نصيحة أحد معارفها، سافرت إلى جزيرة ترينيداد في منطقة البحر الكاريبي لمقابلة زوجين قيل لها إنهما مهتمان بتبني طفلها، كما قيل لها إنها ستكون صاحبة القرار الأخير، لكنها سرعان ما تعرضت لضغوط من الكولومبية التي كانت تتولى الترتيبات.

وتتذكر قائلة: “قيل لي إن الأمر سيكون قانونيا بالكامل، لكني لم أعط أبدا كلمة تلزمني بمنحي طفلي الرضيع لهما”، ولكن بمجرد وصولي إلى ترينيداد “أدركت أنني حوصرت من قبل شبكة إتجار بالبشر”.

وتضيف “كنت مراقبة على نحو دائم”، كما تقول إنه لم يكن يسمح لها بمغادرة المنزل الذي كانت تقيم فيه، كما أنها لم تحصل على تذكرة العودة لفنزويلا التي وعدوها بها.

وبعد أسابيع من بقائها هناك، أنجبت إليزابيل مبكرا في مستشفى ترينيداديان، وقررت الاحتفاظ بالطفل، لكن الكولومبية ضغطت عليها هي ورجل آخر ادعى أنه محام، وشرحت ذلك قائلة: “أخبراني أن الوالدين الجديدين كانا ينتظران في الخارج وأنه كان يتوجب عليّ توقيع بعض المستندات باللغة الإنجليزية التي لم أفهمها وأنه كان عليّ تسليم طفلي”.

رفضت إيزابيل في البداية ولكن خلال الأسابيع التالية، زاد خاطفوها من الضغط عليها؛ إذ أخذوا منها طعامها وأدويتها وحفاضات الطفل. وتقول وهي تبكي “في النهاية، كان علي أن أسلم ابني لإنقاذ حياته، وكي أعود إلى فنزويلا للحصول على المساعدة”.

وبمساعدة منظمة غير حكومية، بدأت إيزابيل معركة قانونية لاستعادة ابنها المتروك بوصاية السلطات في ترينيداد. وفي الوقت الحالي، يسمح لها فقط برؤيته مرة واحدة في الأسبوع.

وتقول إنها لن تستسلم حتى يلتئم شملها معه.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى