بالفيديو صالح الملا لـ الأنباء وحدة | جريدة الأنباء
[ad_1]
- الإيثار شعار ماثل في ذاكرتي لا يغادرها.. والجار قبل النفس.. وانصهار الجميع في بوتقة الوطن
- تحدينا حظر التجوال المفروض علينا وخرجنا لإغاظة العراقيين ولـم نلقِ لمصيرنا بالاً
- شهدت الغزو شاباً.. عشت كل يوم بيومه.. والأشهر السبعة مرت كأنها 7 سنوات مؤلمة
- الاختلاف في العمل السياسي لا يعني مطلب تغيير النظام فنحن نختلف مع الأسرة لا عليها
- الدينار العراقي ساد البلاد.. وعائلة كويتية أخرجت 4 ملايين دينار «كاش» وقدمته لأبناء الوطن
- العيش والدقوس أفضل أنواع الأطعمة.. واللحوم وغيرها أصبحت خلال الغزو كأحلام اليقظة
محمد راتب
لم تكن أشهر الاحتلال العراقي الغاشم مجرد فترة سوداء على الكويت، بل كانت بقسوتها وبشاعتها أكبر من أن توصف في مرارتها على كل من أحب هذه الأرض الطيبة، أمام طعنة الغدر والنكران في فجر الثاني من أغسطس عام 1990 من المقبور صدام حسين، الذي لم يجد لوشائج الأخوة والجيرة والنسب والدين والعروبة أي رادع عن مخططه الدنيء لاستهدف كيان وسيادة الكويت، محاولا محوها من خارطة العالم وضمها إلى العراق، فأطلق العنان لزبانيته وجنوده ليمارسوا كل فنون الوحشية على أرض الكويت الطاهرة، ويرتكبوا أبشع صور التعذيب والسرقات والتخريب بوطننا الغالي، لكن بفضل المولى عز وجل، ومع الالتفاف خلف قيادة حكيمة من آل أسرة الصباح، وبالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، عادت الكويت حرة أبية عزيزة مستقلة.
وفي شهر التحرير، شهر الأعياد الوطنية، حرصت «الأنباء» على الغوص في ملف تلك الفترة العصيبة، بمجموعة من اللقاءات الخاصة مع شخصيات كويتية كانت شاهدة عيان على محنة أهل الكويت سواء في الداخل أو الخارج، لنقدم صورة متكاملة عن كيفية تعامل الكويتيين مع تلك المحنة، وكيف تكاتف المواطنون خلف قيادتهم ليقدموا للعالم أجمع واحدة من أروع صور الولاء والانتماء، وليقوم كل منهم بدوره حتى علت كلمة الحق مدوية في وجه الطغاة، لتهب مختلف الشعوب إلى نصرة قضيتنا العادلة.
شهادات حصرية من أصحابها نسترجع بها أصعب مرحلة مرت على تاريخ الكويت ولنأخذ منها العبر والعظات ولننتبه إلى أن تكاتفنا خلف قيادتنا السياسية سيظل سلاحنا القوي في وجه أي تحديات.
الغزو روايات وذكريات لا تنفك عن مخيلة من عاصرها، تبقى ماثلة أمامهم بحلوها ومرها، فقد كانت أياما عانى فيها الكويتيون الظلم والقهر والاضطهاد، وكان من بينهم الشاب صالح ابن عائلة الملا الذي آثر البقاء في البلاد وعدم السفر إلى بريطانيا حيث أسرته الصغيرة هناك، قال: «لم أرض أن أغادر وأن أشاهد مصير الكويت من بعيد».
وكغيره من شباب الوطن، كان يخرج في أوقات منع التجول غير آبه بخطر اعتقال، همه أن يغيظ الجنود العراقيين، فالأرض أرضه والبلاد بلاده، والكويتيون كانوا جميعا أسرة واحدة يؤثرون جيرانهم على أنفسهم ويقتسمون أقواتهم وأرزاقهم فيما بينهم.
ولأن المرحلة حساسة للغاية، فلقد عزز الغزو العلاقة بين الأسرة الحاكمة وأبناء الوطن والسياسيين، فقد كانت المرحلة قبيل الغزو ساخنة للغاية تشهد المظاهرات وجرى حل مجلس الأمة وتعليق مواد الدستور، فظن صدام حسين أنها الفرصة المثلى للانقضاض على الكويت والتخلص من الأسرة الحاكمة واستسلام الشعب له على أنه المخلص من الحالة السياسية السائدة، فجانب الصواب وخانته الظنون، فالاختلاف كما يقول الملا في الفكر السياسي لا يعني الانقلاب على الأسرة أو الطعن فيها، فنحن نختلف مع الأسرة ولا نختلف عليها.
لقاء ماتع وشائق خص به النائب السابق في مجلس الأمة صالح الملا «الأنباء»، وفيما يلي التفاصيل:
بداية، حدثنا عن ذكرياتكم مع الغزو الصدامي لأرض الكويت الحبيبة؟
٭ من منا لا يتذكر أيام الغزو على أرضنا الحبيبة، فقد كنت في الجامعة أدرس «كورس صيفي»، أما معظم الأسرة فكانت في المصيف في بريطانيا، فاضطررت لعدم السفر إلى أن ينتهي الفصل الدراسي في أواخر شهر أغسطس، فحدثت كارثة الغزو، فاتخذت قرارا مع ابن عمي وابن خالتي في الوقت ذاته خالد نجيب الملا – رحمه الله – الذي كان في الكويت هو وزوجته والعم لطفي الملا بأن نصبر، ولا نخرج، بالإضافة إلى أسرة العم حامد الملا وسليمان الملا وفيصل الملا، أما البقية فكانوا خارج الكويت وبعضهم خرج كذلك أثناء الغزو.
كنت شابا صغيرا يعني أنك كنت مندفعا كيف استطعت تحمل فكرة أن تعيش تحت الاحتلال؟
٭ نعم، كنت في ذلك الوقت شابا صغيرا ومندفعا ومتحمسا جدا، أخرج خلال حظر التجول، وأجادل العراقيين في نقاط التفتيش، مقهورا على الوضع الذي حل بالكويت، كيف يغزو العراقيون البلاد، وخلال ساعات نكون تحت الاحتلال، كيف تفرض علينا هوية ليست هويتنا، كنا بالفعل مندفعين – لكن الله سلم -.
هل كان خروجك في ساعات الحظر صدفة؟
٭ كنت أتعمد الخروج في ساعات حظر التجول ولم يكن صدفة، وذلك لنقهر العراقيين و«نناجرهم» في نقاط التفتيش (سيطرات)، بالإضافة إلى أن هذا الخروج وعدم الالتزام بحظر التجول كان نوعا من تفريغ شحنات الغضب.
هل ترى أن هذه التصرفات مسؤولة وخصوصا أن العراقيين كانوا يقتلون بعض الكويتيين ميدانيا؟
٭ لا شك في أنها كانت تصرفات غير مسؤولة، لأن العراقيين كانوا من العسكر، والتعامل معهم صعب للغاية، وأي تصرف خاطئ قد يجرنا إلى المصائب، ويتخذ إجراء ميداني بحقنا، فقد أعدم الكثيرون في الموقع – ولكن الله سلم -.
كيف كنتم تعيشون أيامكم وكيف مرت الأشهر؟
٭ كنا نعيش كل يوم بيومه، ولا ننتظر الغد، ونسمع الأخبار، فإن مر يوم لا يوجد فيه خبر مؤلم كنا نحمد الله تعالى، فنحن بين أسر واعتقال وقتل، 7 شهور مرت كأنها سبع سنوات مؤلمة.
بقيت في حضن الوطن الكويت، كيف تصف لنا التكاتف والتعاضد والتعاون بين أبناء الكويت؟
٭ كان التكاتف رائعا، أسقطت كل الحواجز الطبقية، أهل الكويت أسقطوها، اجتمع الفقير والغني، الشيعي والسني، البدوي والحضري كل الحدود والمتاريس انصهرت، فكانوا جميعا نسيجا واحدا في التعاون والتعاضد ومحاولة مساعدة المحتاجين، وخصوصا كبار السن في شراء الأغراض لهم وتوفير ما يحتاجون إليه إضافة إلى توزيع الأموال وأنا كنت ممن ساهموا في توزيع المال للأسر الكويتية.
هل كانت هناك أموال متوافرة في الكويت خلال الغزو وما العملة السائدة في تلك الفترة؟
٭ كان كل أهل الكويت متعففين بمعنى الكلمة، فتساوى الغني والفقير والمليونير والمعدم وصاحب الدخل المحدود، الجميع لم يكن لديه المال، ولا يوجد أي دخل فالكل محتاج، وهذا الأمر كان يتطلب منا نحن الشباب مجهودا كبيرا، فقد كنا نلبي احتياجات 3 مناطق في الوقت ذاته، فالمناطق مقسمة بيننا، حيث نذهب إلى كل بيت لإيصال المال، الذي كان يصلنا من أهل الكويت ومن الحدود من خلال المملكة العربية السعودية.
كانت الأمور منظمة حيث يطلبون مساعدتنا كشباب لديهم سيارات، كنا نأخذ كل ظرف بالعملة العراقية وليس الكويتية، حيث كان المال يصل بعضه من التجار الكبار وأصحاب المشاريع الذين لديهم كميات كاش غير قليلة، ومعظم الأموال كانت من خارج الكويت، وأذكر أن أسرة تجارية كويتية قامت بإخراج 4 ملايين دينار عراقي وقدمته للشعب الكويتي.
نريد بعض المواقف التي حصلت لكم خلال توزيع الأموال ما الذي لفت انتباهكم؟
٭ المواقف كثيرة ولكن أبرزها، أننا كنا نذهب لبعض الأسر فنطرق الأبواب فيخرج رب الأسرة، فنسأله عن حاله ونخبره بأن له ظرفا من المال فيقول لنا اذهبوا لجاري هو أحوج مني، فعندما يعلم أن هناك ظرفا خاصا بجاره سيتسلمه يأخذ ظرفه، ويعلم أن لديه من النقود ما يكفيه، فهذا المال كان ضروريا لضمان العيش وليس الرفاهية.
ما الطعام الذي كان متوافرا في تلك الفترة؟
٭ كان هناك بعض الأصناف من الطعام ولكن خلال الأيام الأخيرة، لم يكن لدينا إلا العيش والدقوس من شهر 10 و11 أكلنا العيش والدقوس، وهذه نعمة عظيمة، أما اللحوم وغيرها فهذه كانت في الأحلام.
البعض كان يربي الخرفان ولكنه ذبحها كلها، نحن الشباب كنا كلما اجتمعنا نسرد الحوادث بيننا، فعلمت أن الإيثار سمة عامة عند أهل الكويت، وقد جرت مع الكثيرين وليست معي وحدي.
ولم يكن هذا خاصا برجال الكويت فحسب بل بنسائها أيضا.
ما البعد السلبي لبقائك بعيدا عن أسرتك خلال هذه الفترة القاسية بالإضافة إلى الحالة النفسية لأسرتكم لعدم علمهم بمصيركم؟
٭ تعبت كثيرا لكوني كنت بعيدا عن والدي ووالدتي، لم يكن معي إلا عمي وابن عمي وابن خالتي، كانت الفترة مؤلمة ومن في الخارج كانوا مثلنا متعبين، كان العبء العاطفي عليهم أكثر منا.
حدثنا عن العلاقة بين الكويتيين وأسرة الحكم في تلك الفترة؟
٭ ظهرت حقيقة العلاقة المتينة بين الأسرة والكويتيين، وخصوصا أن العلاقة قبل الغزو كانت متوترة بين الأسرة والمواطنين والسياسيين بشكل خاص حيث تم حل مجلس الأمة وتعليق الدستور ودواوين الاثنين وكثرت المظاهرات، فظن صدام أنه إذا دخل الكويت فسيقف الكويتيون معه لأنهم لا يريدون أسرة الحكم، لقد فهم التظاهر بشكل خاطئ بأنه ضد تعليق مواد الدستور وحل المجلس وبأنه رغبة في الانقلاب على النظام.
ماذا كان تفكير الكويتيين في تلك المرحلة وخصوصا أن المظاهرات كانت سائدة وهناك غضب شعبي عارم؟
٭ الاعتراض على وضع سياسي لا يعني الاعتراض على النظام، لقد وصلت الرسالة بشكل خاطئ للمقبور صدام، ولكنه رأى بعينيه أن من خرج ضد النظام أصبح معه، نحن نختلف ولكن ليس على الكويت.
إن سر بقاء هذا البلد الصغير في هذا المحيط المتوتر هو التوافق على نظام الحكم وبقاء أسرة الصباح، نحن نختلف معها ولكن ليس عليها، نصطدم سياسيا في إدارة البلد ولكن لا نستبدل هذه الأسرة الكريمة.
هل بلغ الإحباط واليأس من الكويتيين مبلغا ظنوا فيه أنهم لن يعودوا يوما إلى ما كانوا عليه، وهل كنت منهم؟
٭ لم يصبني اليأس لأنني كنت شابا صغيرا، أما لو كنت كبيرا فسأفكر كثيرا في المصير الذي سنصير إليه، كان تفكيرنا سطحيا، وهمنا التخرج، وعودة الكويت، أما المستقبل فبيد الله، ما نسعى إليه هو تحرير البلد الذي يشغل بالنا، وكنا متفائلين ونرى الإحباط في عيون أفراد الجيش العراقي، وعدم قناعتهم بما يفعلون إضافة إلى يأسهم من عدم تعاون الكويتيين معهم، فكانوا يعتقدون أن الكويتيين سيكونون معهم ويتعاونون ويشكلون حكومة ثم تكون هناك كونفيدرالية، هذا هو السيناريو عند النظام العراقي، ولكن فوجئوا بأن أعتى معارضي النظام ومن هو محسوب على نظام البعث مثل الشهيد فيصل الصانع وعبد الله حسين الرومي رفضوا التعاون، فالأيديولوجية السياسية شيء وأن تغتصب بلدي وتريد مني خيانة البلد شيء آخر.
هل كان هناك خونة؟
٭ من خان 3 أو 4 فقط، أما الجميع فكانوا مع الوطن، ولو كان هناك عدد معقول من المتعاونين لما عادت الكويت إلينا.
ماذا يمثل لكم مؤتمر جدة؟
٭ مؤتمر جدة أقيم للدلالة على أن الكويت دولة مؤسسات، وليست دولة شيوخ، فليس الشيوخ هم من يردون الكويت ويعيدونها إلى أصحابها، وإنما المؤسسات، والأسرة الوحيدة التي خرجت في تاريخنا وعادت إلى الحكم هي أسرة الصباح.
مشهد الغزو حاضر في مخيلتكم فأنتم ممن عاينه جيدا، لا بد من أنكم قرأتم ثغرات وأخطاء يمكن الاستفادة منها؟
٭ نحن لسنا خبراء عسكريين ولا سياسيين للتقييم، ولكن بالإمكان القول كان هناك حسن نية زائد عن الحد، كان عندي زملائي في الجيش متخرجون برتبة ملازم، وأحدهم كان قائد دبابة بالقوة البرية أعطي إجازة قبل الغزو بأربعة أيام، وكان يقول إن هذا الحشد الذي يقوم به صدام هو للضغط فقط، مع أنه كان حاشدا منذ أسبوعين، فهذا الكلام سطحي وغير مقبول من شخصية عسكرية، بالإضافة إلى التقارير التي كانت تصل إلى الكويت من الملحق العسكري للكويت في البصرة مطر سعيد مطر التي يحذر فيها من أن هذه التشكيلات لوزارة الدفاع ليست للتهديد بهذه الأعداد، فهذه القوات وتشكيلاتها هجومية، وللأسف لم يعتد أحد برأيه وأهمل.
ولم يقف الأمر على الجانب العسكري فقط بل من الجانب الديبلوماسي وثقنا بصدام بحسن نية، وكلنا يذكر تصريح (سحابة صيف)، وصدام مشهور بالغدر بأقرب الناس منه ولا ننسى ما فعل بخال عياله.
هذه الأخطاء التي وقعت خلال تلك الفترة هل ترى أنها تتكرر اليوم ولو بطريقة مختلفة؟
٭ الأخطاء تتكرر، ولم نتعلم من الماضي، وهذا الأمر يؤثر على الدولة ومكانتها.
كيف ترى السياسة الكويتية الخارجية؟
٭ أنا معجب بالسياسة الخارجية للكويت، سواء على مستوى القضايا العربية أو الإقليمية أو إيران والعراق، ولكن أعتقد أن المواقف شيء، والاستعداد للكوارث والأزمات شيء آخر، فلدينا ندرة من الكوادر في السلك الديبلوماسي لإدارة الأزمات، وهذا الواقع، كما أن بعضهم إمكاناته ضعيفة جدا، نحن لا نعلم كيف ولماذا يسند إليه الأمر، وقد كنت ديبلوماسيا لسنوات قبل الذهاب للبترول، وهناك عناصر جيدة يعتمد عليها، وبعضهم لا، وأسندت لهم مهام أكبر منهم بكثير.
المهام لا تسند للمتمكن غالبا، وبهذه المناسبة أذكر بفخر أبرز الديبلوماسيين اليوم مندوبنا الدائم في الأمم المتحدة منصور العتيبي الذي أصبح من الخبرات النادرة فهو من الكفاءات العالية جدا.
كيف كانت مشاعركم عند وصول نبأ التحرير؟
٭ الفرحة لا توصف، كنت نائما ولكنني في الوقت ذاته توقعت التحرير، ففي آخر الأيام كنت في بيت زوج عمتي د.أحمد الخطيب وكان بيته في الشويخ السكنية، وقبل التحرير بيومين كنا نصعد لسطح المنزل المقابل لنادي الكويت الرياضي على طريق الجهراء القديم، وكنا نرى انسحاب آليات ودبابات بشكل غير طبيعي، فشعرنا بالفرحة وعلمنا أن التحرير قادم، والأمر مجرد وقت قصير، فالتحركات ليست مجرد تبديل وإنما انسحاب جيش من الأرتال متجهة باتجاه الشمال نحو العراق، ولكن المفاجأة أننا لم نتوقع التحرير بهذه السرعة، بدأ الانسحاب في يوم 20 من الشهر وتوقعنا شهرا وكان التحرير خلال 3 أيام فقط، حيث أيقظني ابن عمي، وقال الكويت تحررت، فقمت مسرعا وتساءلت هل هذا الكلام صحيح أم أنا ما زلت نائما، فأنا من عشاق السهر، ولم أشبع من النوم، ولكن من هول المفاجأة استيقظت، واتجهنا إلى ساحة العلم فرأينا كل الكويتيين هناك في الساعة 7 ونصف، بدأنا نفترّ في شوارع الكويت ولم نرجع إلى الليل.
الكويت ما زالت في خطر والطامعون بها كثر
قال صالح الملا ردا على سؤال حول الرسالة الأخيرة لكل كويتي لكل برلماني وسياسي وديبلوماسي للاستفادة من دروس الغزو، بأن الرسالة تشمل الجميع، كل مواطن كويتي بغضّ النظر عن المنصب، نقول: إن تكرر الاحتلال فلن تكون العواقب جيدة ولن نتحرر، إن لم نتعلم من الغزو فبلدنا في خطر، الكويت في خطر، أتمنى تحمل المسؤوليات وتقدير النعمة المسماة الكويت وأن يتحسس كل منا الخطر الحقيقي، فالنعمة إن لم ندارها فستزول، علينا أن نراعي الضمير في الوطنية والعمل كبر شأنه أم صغر في أي مكان نعمل، الجميع عليه دور ومسؤولية، والكويت عندما تقوى وينتهي عهد الفساد نصبح أقوياء اقتصاديا فلن يجرؤ أحد علينا أما صدام فلم يطمع بنا إلا عندما وجد بنية هشة في البلاد، فلا يجوز تعليق مواد الدستور، فهذا أعطى رسالة خاطئة لصدام فاعتمد عليها، فظن أن الشعب لا يريد الأسرة، لا نريد تكرار الأخطاء ودفع الآخرين للطمع بنا، عندما يرانا الطرف الآخر الطامع نعاني هشاشة من الداخل ومفككين فسيفعل ما يريد ولن يتأخر، أما إن كنت بلدا صغير ورآك الآخرون متماسكا وقويا فلن يجرؤ أحد على الاقتراب منك، لا يحمي الكويت إلا وحدة ابنائها وقوتها اقتصاديا وسياسيا.
30 عاما نكرر نفس الكلام، وكأننا نؤذن في مالطا، ولكننا مستمرون في التكرار، ولم ولن نيأس ولا يضيع حق وراءه مطالب.
الكويت نعمة من الله بخيرها وأبنائها وتنوعها، والمحافظة عليها محافظة على أنفسنا، أسرة حكم وتجار وسياسيين ومحدودي دخل، الكويت سفينة إن غرقت غرق الجميع.
والدي ظن أني وقعت في الأسر
بسؤالنا صالح الملا هل كنت تتواصل مع العائلة وكيف كان يتم ذلك؟ قال كنت أكلم أهلي وأتواصل معهم ولكن بشكل قليل للغاية، فالأمور ليست طبيعية، حيث ذهبت إلى البصرة وبغداد رفقة ابن العم خالد نجيب الملا، رحمه الله، بهدف الاتصال بالعائلة فنزلنا في فندق شيراتون عشتار، وكان الجميع يستغرب هذا التصرف الجنوني منا، حيث طلبنا اتصالا خارجيا عبر سنترال الفندق المراقب بكل تأكيد، «اتصلت بالوالد في لندن، وعندما سمع صوتي أخذ يبكي – رحمه الله – لم يعلم أني في بغداد، ظن أني في الكويت وأن الهواتف عادت تعمل، لكنه عندما علم أني في بغداد لم يتمالك أعصابه غاضبا، وأخذ يسألني هل أخذوك؟ هل أسروك؟ هل عذبوك؟ لماذا أنت هناك؟ ثم قال: (يلعن صدام)، فأغلقنا الهاتف لكوننا نعلم أنه مراقب وبقينا متخوفين من العواقب، ولكن الأمور سارت بشكل طبيعي وكانت على خير، ثم بدأنا نفكر هل نعود إلى الكويت في اليوم ذاته أم ننتظر إلى الصباح فقررنا المبيت في الفندق، لأن الطريق يستغرق ما بين 7 و8 ساعات، فنمنا في الفندق وفي السادسة صباحا عدنا إلى الكويت.
[ad_2]
Source link