أخبار عربية

الانتخابات الأمريكية 2020: هل المواجهة النهائية ستكون بين اليساري ساندرز وترامب؟

[ad_1]


بيرني ساندرز بعد فوزه في نيوهامبشر

مصدر الصورة
Hannah Long-Higgins

Presentational white space

يتصدر بيرني ساندرز سباق انتخابات الحزب الديمقراطي لاختيار مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة في مواجهة الجمهوري دونالد ترامب، خاصة بعد فوزه هذا الأسبوع في ثاني انتخابات فرعية على مستوى الولايات. ولساندرز قاعدة شعبية كبيرة، لكن هل الحزب الديمقراطي، والولايات المتحدة بشكل عام، على استعداد لتقبل مثل هذا المرشح غير الاعتيادي؟

يحب بيرني ساندرز أن يطلق على حملته الانتخابية اسم “ثورة” رغم أنها تحولت مؤخراً إلى ما يشبه جولة موسيقية لفرقة روك.

ويبدو ساندرز، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت خلال هذه التجمعات الانتخابية مثل أي من المعجبين بالفرق الموسيقية مثل “فامباير ويك إند” و”ذا ستروكس”، وكلتاهما قدمتا حفلات في التجمعات الانتخابية الخاصة بحملته مؤخرا.

ويقف الآلاف من مؤيدي ساندرز في ساحات التجمع ليهتفوا للمرشح ذو الـ 78 عاما والذي تشي لهجته بأصوله التي تعود لحي بروكلين في نيويورك.

بعد حوالي عام من التجمعات الانتخابية والاجتماعات والجلسات الحوارية وبناء القاعدة الشعبية، تبدأ حملة ساندرز الآن بسلسلة من النشاطات المتلاحقة في عشرات الولايات في مختلف أنحاد البلاد، وهو اختبار كبير لقدرات ساندرز الجسدية وهو الذي مر بأزمة قلبية قبل عدة أشهر.

وتقول أليثا شابيرو، التي سافرت من نيويورك إلى نيو هامبشر لدعم حملة ساندرز: “بيرني ساندرز هو المرشح الوحيد الذي منحني الثقة في إمكانية تحقيق تغييرات جذرية وجريئة، وليس فقط المطالبة بها”.

وتابعت: “إذا تكاتف الناس، بإمكانهم انتزاع السلطة وإعادتها إلى الشعب”.

وانتهى هذا المجهود بانقسام أصوات ولاية أيوا بين ساندرز والمرشح الديمقراطي، بيت بوتيجيج، العمدة السابق لبلدة ساوث بيند بولاية إنديانا، وإن كان ساندرز قد حقق تقدما بفارق بضعة آلاف من الأصوات.

وفي نيوهامبشر، تقدم ساندرز على بوتجيج بفارق ضئيل، وحصل الأثنان على عدد متساوٍ من أصوات ممثلي الحزب في الولاية.

لكن ذلك لم يمنع ساندرز من الاحتفال بنجاحه في الولايتين يوم الثلاثاء، وعبر عن تطلعه لمنافسة ترامب في نوفمبر/ تشرين الثاني القادم.

وقال في خطابه عقب الإعلان عن فوزه: “الفضل في فوزنا اليوم في نيوهامبشر، والأسبوع الماضي في أيوا، يرجع للعمل الجاد الذي قام به المتطوعون. وأقول إن انتصار اليوم هو بداية النهاية لدونالد ترامب”.

وهلل الجمهور الذي احتشد في إحدى الصالات الرياضية بهتافات تصم الأذن وكأن هذا الحماس سيؤدي بمرشحهم المفضل إلى تحقيق مزيد من الانتصارات في الأيام المقبلة.

مصدر الصورة
Hannah Long-Higgins

ويقول سكوت ساندفيك، مدرس موسيقى في بوسطن: “إن الأمر أشبه بتيار كهربائي. أعتقد أنها كانت حالة من الارتياح بعد مرحلة انتخابات شديدة المنافسة”.

وإذا نجحت “ثورة” بيرني ساندرز – التي تعتبر غير متوافقة مع توجهات مؤسسة الحزب الديمقراطي بقدر ما هي مناهضة لترامب – فإن نيوهامبشر ستكون مهد ونقطة انطلاق هذه الثورة التي لا يزال أمامها طريق طويل.

محاولة أخرى للفوز

قبل أربع سنوات، حقق ساندرز فوزاً كبيراً في نيوهامبشر بعد نتائج متقاربة في أيوا. وكان هذه الفوز أكثر حسماً، إذ تفوق على منافسته هيلاري كلينتون بـ 20 نقطة، وهي التي كانت الشخصية الديمقراطية المفضلة للسباق الرئاسي.

لكن فوز ساندرز عام 2016 في نيوهامبشر كان قفزة في الفراغ. فقد تلا فوزه في الولاية ذات الأغلبية البيضاء خسارته بفارق ضئيل في نيفادا، وانهياره في كارولينا الجنوبية حيث تنتمي الأغلبية الديمقراطية لأصحاب البشرة السوداء.

ورغم ظهور عدة عوامل مشجعة لاحقاً، من بينها انتصارا ميتشغان وويسكنسون، إلا أن تفوق هيلاري كلينتون على ساندرز استمر طوال أشهر السباق الانتخابي.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

ساندرز وهيلاري كلينتون في نيوهامبشر – يوليو/تموز 2016

واليوم يعود ساندرز على أمل ألا يكرر التاريخ نفسه. يظهر أمام حشد أكبر ويبدو كأنه في موقف أفضل، في الوقت الذي يشتد فيه السباق في كل ولاية في أنحاء البلاد.

ولا توجد هذه المرة حملة كلينتون الشرسة في مواجهة ساندرز. فهذه المرة توجه إلى نيوهامبشر في مواجهة مجموعة من المرشحين الساعيين لتحقيق أي وجود ملموس على الأرض.

فالمرشح جو بايدن، الذي بدا متصدرا في 2019، خرج مضعضعاً بنتائج غير موفقة في أول مواجهتين. وإليزابيث وارين، التي تبدو المرشحة المفضلة للجناح الليبرالي من الحزب الديمقراطي، حلت بعد ساندرز مرتين، بدون مؤشر لتحقيق أي فوز.

أما الظهور المتكرر للمرشحين بوتيجيج وإيمي كلوبوتشر على أنهم معتدلو الحزب فيشي باستمرار انقسام الديمقراطيين الساعين للحفاظ على شكل الدولة الحالي حسب مفهوم الحزب الديمقراطي.

بوتيجيج لديه ما يكفي من المال، لكن سيرته الذاتية ضعيفة، وثمة شكوك في تقبله بين القاعدة الأكبر والأكثر تنوعا من أعضاء الحزب الديمقراطي. أما كلوبوشار فتعتمد على التغطية الإعلامية للتقدم الطفيف الذي حققته في نيوهامبشر لتعويض تخبط حملتها وافتقارها للتنظيم على مستوى البلاد.

من هو بيرني ساندرز؟

  • حقق ساندرز أول انتصار سياسي له في عام 1981، عندما فاز بمقعد عمدة مدينة بيرلينغتون في ولاية فيرمونت، أمام منافسه الديمقراطي الذي شغل المنصب لست دورات وذلك بفارق عشرة أصوات.
  • ورغم محاولات الديمقراطيين المنتمين للمؤسسة الحزبية عرقلة المسيرة السياسية لساندرز، إلا أنه ظل في مقعده لأربع دورات انتخابية، حتى انتُخب لعضوية مجلس النواب الأمريكي عام 1990. وكان أول سياسي مستقل يحقق مثل هذا الفوز منذ أربعة عقود.
  • فاز بمقعده الحالي في مجلس الشيوخ عام 2007 وهو حاليا في الدورة الانتخابية الثالثة.
  • ساندرز له أخ أكبر يُدعى لاري، يعيش في المملكة المتحدة، وهو المتحدث باسم الحزب الأخضر لشؤون الصحة والرعاية الاجتماعية.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

ساندرز في مكتبه في بيرلنغتون في الأول من مارس/اذار 1985

ويحقق ساندرز تقدما في استطلاعات الرأي على مستوى البلاد، في حين يتراجع بايدن. وهو يعتمد على بنية تنظيمية قائمة منذ 2015 في إدارة حملته الانتخابية، ولديه شبكة من المتطوعين والمتبرعين في أنحاء البلاد.

وبلغت التبرعات التي جمعتها حملته 25 مليون دولار خلال يناير/كانون الثاني ما يضمن ما يكفي من الموارد للمنافسة في كل ولاية في البرنامج الانتخابي لشهر مارس/ آذار.

كما حظي بدعم رسمي وغير رسمي من العديد من الرموز، مثل عضوة مجلس العموم البريطاني عن حزب العمال، ديان أبوت، ونجم يوتيوب جو روجان. ويوم الجمعة أعلن عمدة نيويورك، والمنافس على انتخابات العمودية 2020، بيل دي بلاسيو، دعمه لساندرز.

وحتى هذه اللحظة، يتصدر بيرني ساندرز السباق لكنه لا يزال بعيدا عن تحقيق فوز ساحق، لكن طريقه يبدو الأسهل مقاربنة بمنافسيه.

وهو تقريبا ما قاله ساندرز يوم الثلاثاء فقد أوضح: “سبب ثقتي في الفوز هو لأنه لدينا قاعدة شعبية غير مسبوقة، تضم الملايين من الناس، وتمتد بين ساحلي البلاد. والسبب في فوزنا هو أن حراكنا خليط غير مسبوق من مختلف الأعمار والأعراق”.

مصدر الصورة
Hannah Long-Higgins

كما أن التاريخ يقف في صف ساندرز، فتحقيق فوز في أيوا ذات الكتلة الانتخابية الكبرى يعني أنه سيحذو حذو آل غور عام 2000، وجون كيري عام 2004، اللذان انتهى بهما الحال لخوض الانتخابات الرئاسية، وكانا المرشحان الوحيدان من غير شاغلي منصب الرئيس اللذين فازا بأصوات نيوهامبشر. وفي الواقع، لم يحدث أبدا أن ترشح للانتخابات الأمريكية أي شخص لم يكن الأول أم الثاني من حيث عدد الأصوات التي حصدها في نيوهامبشر.

ويقول توماس أماديو، من نيوهامبشر: “أعتقد أن الناس في الولايات المتحدة سيلتفون حول رسالة ساندرز الداعمة للكادحين في البلاد” وهو ما عكس حماس الكثيرين في نيوهامبشر.

وتابع: “كلماته تلقى صدى لدى الناس من جميع الأعمار”.

يأمل أنصار ساندرز أن يحقق الأخير الأمل المنشود، لكن كتلة كبيرة من المعتدلين ومؤيدي الشكل المؤسسي للحزب الديمقراطي يخشون حدوث الأسوأ.

في مواجهة النيران

يوم الجمعة الماضي، في غرفة الاستعداد قبل المناظرة بين المرشحين الديمقراطيين، علم كبير مستشاري حملة ساندرز، جيف ويفر، بما يحاك لمرشحه، إذ أن المؤسسة الديمقراطية كانت تستعد لمنافسة ساندرز الذي تراه مخرباً ودخيلاً على مؤسسة الحزب.

وقال ويفر عن ساندرز: “هو دائما هدف للطعن من الخلف. لن يتوقفوا عن محاولاتهم حتى يُهزموا. ونحن على استعداد (لمواجهة) ذلك”.

مصدر الصورة
Hannah Long-Higgins

وفي ولاية أيوا، كان ساندرز محل دعاية سلبية من اليمين واليسار على حد سواء. فمجموعة “نادي النمو” المحافظة أذاعت مقطعا تليفزيونيا وصفت فيه ساندرز بأنه متطرف، وأنا صحته موضع شك بعد تعرضه لأزمة قلبية الخريف الماضي.

كما أذاعت مجموعة من الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل إعلانا أظهرت فيه ساندرز على أنه غير قادر على هزيمة ترامب.

وقال ساندرز ردا على ذلك: “ليس سراً أن حملتنا تتعرض لحملة من الهجمات من المؤسسة السياسية ومصالح أصحاب الأموال الذين يديرون حملة إعلامية سلبية عنا في أيوا. طبقة أصحاب المليارات يشعرون بالقلق، وهم محقون في ذلك”.

وقد يكون أسلوبه في المواجهة السياسية مع خصومه مجدياً.

ففي عام 2016، بعدما بدأت مؤسسة الحزب الجمهوري إدراك الخطر الذي يجلبه ترشيح ترامب، بدأ مخضرموها، ومن بينهم ميت رومني مرشح الحزب في انتخابات الرئاسة عام 2012، بالتحدث عن مخاوفهم. إلا أن هجومهم عزّز موقف ترامب، الذي وسف مساعي خصومه بالمحاولة الأخيرة من “المستنقع” لإيقافه.

ويقول كالب غيتس، أحد مؤيدي ساندرز من ولاية أيوا الذي انضم للحملة في أحد التجمعات التطوعية في الولاية، إن المؤسسة السياسية “لم تأخذ ساندرز أبدا على محمل الجد، والآن أدركوا أن عليهم تغيير موقفهم فلجأوا إلى النيل منه”.

وتابع: “أعتقد أن هذا (الهجوم) سيزيد من شعبيته، خاصة لدى غير الناشطين سياسياً”.

وفي نيوهامبشر، شن بايدن وبوتيجيج هجوما مباشرا على ساندرز، وحذرا من أنه شديد التطرف ليكون مرشح الحزب، وأن أفكاره شديدة التمرد.

واتهم بوتيجيج ساندرز بأنه “يثير الانقسام بين الناس بتبني سياسة التطرف الشديد وما عدا ذلك لا يراه تغييرا. السياسة التي تقول إما أنت معي أو ضدي”.

الوعود الانتخابية الأبرز لحملة ساندرز

  • “ضمان صحي للجميع”
  • إلفاء الديون الطبية والدراسية
  • دراسة مجانية في الجامعات والكليات والمدارس الحرفية
  • اتفاقية خضراء جديدة
  • ضريبة على الثروة

البطاقة غير المتوقعة

ويواجه ساندرز التهمة التقليدية التي يتبادلها المتنافسون في السباق الانتخابي وهي أنه “غير قابل للانتخاب” لأنه يعتبر نفسه اشتراكياً ديمقراطياً.

وأظهر استطلاع للرأي جرى مؤخرا أن أكثر من نصف الأمريكيين لن يصوتوا لرئيس “اشتراكي”. ودائما ما يعد ترامب مؤيديه في التجمعات الانتخابية أن “أمريكا لن تكون أمة اشتراكية أبداً”.

ويمكن تلخيص الروؤية “الاعتيادية” لتشرح ساندرز في تغريدة لمحلل الانتخابات شون تريند، قال فيها:

“بيرني ساندرز لاعب جديد على الساحة. يمكن أن يفوز بفارق عشرة أصوات، أو يخسر بفارق عشرين صوتاً”.

وجاء نقد آخر أشد قسوة لساندرز بشكل قد يؤرق مؤيديه من جوناثان شايت في أحد أعمدة مجلة نيويورك.

وقال شايت: “لم يحدث أبداً أن قدم الحزب مرشحا للرئاسة بمثل هذه الدرجة من المجازفة، باستثناء باري غولدووتر عام 1964. ترشيح ساندرز سيكون أمراً جنونياً”.

في نهاية المطاف يرى الديمقراطيون إلحاق الهزيمة بترامب منذ انتخابه عام 2016 أمراً مصيرياً ويتساءلون، لماذا ينتخب الحزب مرشحا شديد البعد عن الوسط السياسي الأمريكي المعتدل؟

مصدر الصورة
Hannah Long-Higgins

وعبر الأعضاء المعتدلون في الكونغرس عن مخاوفهم من ترشيح ساندرز صاحب التوجهات المستقلة، الذي انضم للحزب الديمقراطي فقط ليتمكن من الترشح للرئاسة.

وقال دين فيليبس، عضو مجلس الشيوخ الذي انتُخب مؤخرا عن ولاية منيسوتا، ويدعم كلوبوتشار، في حوار مع “سي إن إن” إن ساندرز قد يكون له تأثير “كارثي” على انتخابات مجلس الشيوخ في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وقد يخاطر بالأغلبية الديمقراطية التي حققها الحزب عام 2018 بحصوله على 435 مقعدا.

وقال: “ثمة حوالي 25-30 مقعدا ستتأثر حتما بوجود اشتراكي على رأس الترشيحات. هو غير ديمقراطي، وهو ما أرجو أن يدركه الناس بشكل أفضل”.

إعادة تعريف “القابلية للانتخاب”

تدرك حملة ساندرز أهمية الفوز بالجدل الدائر حول “القابلية للانتخاب”، لضمان الترشح عن الحزب لانتخابات 2020. ولهذا يوزعون الملصقات التي تقول “ساندرز يهزم ترامب” في التجمعات الانتخابية، وهتفوا بذلك عند إعلان الفوز في نيوهامبشر.

ودائماً ما تسارع الحملة بالإشارة إلى استطلاعات الرأي التي تُظهر فرص كل من ساندرز وبايدن في مواجهة ترامب. وكشف استطلاع للرأي أجرته صحيفة وول ستريت جورنال أن بايدن يتصدر احتمالات الفوز على ترامب (50 مقابل 44 نقطة)، ويليه ساندرز أمام ترامب (49 مقابل 45 نقطة)، وهو فارق ضئيل حسابيا.

كما ترى الحملة أن الجدل حول قابلية الانتخاب يوضع في سياق غير صحيح. ويقولون إن السياسة الأمريكية ليست معركة على من يفوز بصوت المعتدلين، بل معركة أفكار وصدق.

ويقول بات ميغيل توماينو من بوسطن: “المرة الماضية انتخبنا شخصاً معتدلاً واحدة من النخبة السياسية في واشنطن التي لن تغير أي شيء. الكثير من الناس يعانون الآن في هذه البلاد لانهم صدقوا وعود ترامب الكاذبة بالتغيير. والآن نعاني جميعا”.

وأضاف توماينو، الذي تطوع في حملة ساندرز في نيوهامبشر، أن الأزمة الاقتصادية عام 2008 دمرت ثقة الكثير من الأمريكيين في النظام السياسي والاقتصادي القائم. وما لم يدرك الحزب الديمقراطي هذه الحقيقة ويقر بها ويعدل من سياساته على ضوء ذلك، سيخسر مرة أخرى أمام ترامب.

وقال: “لا نعيش وهم أن النخبة ستنقذنا، أو حدوث تعديلات بسيطة على النظام التكنوقراطي الحالي الذي يسستفيد منه واحد في المئة فقط.”.

“نعلم أن ساندرز لا يريد أياً من ذلك. نعلم أنه يساندنا، وأننا نسانده”.

وليصبح هذا الأمر حراكاً على أرض الواقع، يجب أن تصل حملة ساندرز إلى الناخبين الذين لم يصوتوا له في الانتخابات الماضية. وتعتمد الحملة على الشباب الذين تُظهر استطلاعات الرأي دعمهم الشديد لساندرز إضافة إلى الأمريكيين الغاضبين الذين يشعرون بالتهميش في ظل النظام الحالي.

وفي أيوا على الأقل لم تكن النتائج مشجعة. ورغم أن الشباب يشكلون الكتلة التصويتية الأكبر، إلا أن الأعداد إجمالا انخفضت مقارنة بالحملة الأولى لباراك أوباما عام 2008.

وكانت الأرقام في نيوهامبشر أفضل، لكن المؤشرات الأولى تكشف أن السبب في زيادة أعداد المصوتين هو إقبال المستقلين والمعتدلين لدعم بوتيجيج وكلوبوتشار.

مصدر الصورة
Hannah Long-Higgins

وقال فايز شاكر، مدير حملة ساندرز: “لطالما آمنت بقوة أن سعينا للترشح وهزيمة ترامب يتطلب توسيع قاعدتنا الشعبية”.

“لدينا طريق شديد الطموح والصعوبة للفوز بهذا الترشح لأنه يتطلب، بطبيعة الحال، حشد الناس للمشاركة”.

وأضاف أن الحملة أرست الأساس لزيادة أعداد المشاركين في الولايات المقبلة، لكن ثمة أسباب للقلق داخل الحزب بالكامل.

وقال: “أمامنا الكثير من العمل”.

ولايات جديدة… مشاكل جديدة

ويتحول التركيز إلى نيفادا، التي يُعقد فيها التصويت في 22 فبراير/ شباط الجاري، ويواجه ساندرز انتقادات من طرف آخر هذه المرة. فاتحاد قطاع الطعام القوي في الولاية يشيع بأن خطة ساندرز بتوفير نظام رعاية صحية حكومي شامل بدلا من التأمين الخاص سينهي الخطط التي تفاوض عليها الاتحاد.

ثم أصدر الاتحاد بيانا قال فيه إن مؤيدي ساندرز هاجموا الاتحاد “بضراوة” بعد علمهم بالانتقادات التي وجهها لمرشحهم.

ويدرك منافسو ساندرز نقطة الضعف هذه في نيفادا، وركزوا جهودهم للدفاع عن خطط التأمين الصحي التي أبرمها الاتحاد.

وقالت كلوبوتشار في تغريدة: “بمنتهى الوضوح، الهجوم على الاتحاد غير مقبول. أنا ابنة أسرة تنتمي للاتحاد وأدرك أنه عندما تكون الاتحادات النقابية قوية، تكون أمريكا قوية”.

ومنذ أربع سنوات، كانت نيفادا معقل الهجوم المضاد الذي نفذته هيلاري كلينتون، بعد أن فازت بدعم الاتحاد في مطاعم وفنادق لاس فيغاس، حتى بدون توصية مباشرة.

وإذا تعثر ساندرز في نيفادا مرة أخرى، قد تضيع المكتسبات التي حققها خلال الأسبوعين الماضيين، ما يعد فرصة لأحد منافسيه المهزومين في نيوهامبشر، أو مرشح غير متوقع يلوح في الأفق خلال الأسابيع القادمة.

في مواجهة الميلياردير

وبعد أيوا ونيوهامبشر، أصبحت نتائج السباق غير مؤكدة، لكنها على الأقل تجري في مضمار يمكن توقعه. الحلبة تضيق في الوقت الذي يجاهد فيه المرشحون للحصول على الأصوات أو تجنب نفاد المال. والحملات الأقوى انتقلت إلى الحلبات الأخرى. وقد ينتهي هذا الأمر سريعا. ولا يوجد مرشح هادئ مثل مايكل بلومبيرغ.

فالميلياردير تجنب المنافسات الديمقراطية الأربع الأولى، ويرشد موارده الهائلة للحملة في ولايات لاحقة يحظى فيها التجمع الوطني الديمقراطي بنصيب الأسد من الأصوات، وهي التي ستحدد من سيكون مرشح الحزب بشكل قاطع.

لذا، فتحدي بلومبيرغ يعتبر عقبة إضافية وغير مسبوقة يتعين على ساندرز تخطيها ليحظى بترشيح الحزب، وهو ما تدركه حملة ساندرز.

مصدر الصورة
Getty Images

وقال ويفر: “إنه (بلومبيرغ) ينتظرنا في الثلاثاء الكبير لمنعنا إذا لم يستطع واحد من هؤلاء (المرشحين الآخرين). لذا فالسباق ما زال طويلا، والطبقة الحاكمة في هذا البلد ستفعل كل ما في وسعها لإيقاف بيرني ساندرز”.

وكان مؤيدو ساندرز أكثر وضوحا في اتهاماتهم. ويقول توماس أرماديو، من نيوهامبشر: “ما يفعله مايكل بلومبيرغ ليس خفيا. إنه أمر شنيع أن بلومبيرغ يشتري ويمول طريقه للانتخابات. وأعتقد أن الناس ستدرك ذلك”.

ولا يرى الجميع أن وجود بلومبيرغ يشكل مصدر تهديد. فيقول غيتس: “بلومبيرغ سيف مثالي بيد بيرني ساندرز، لأنه ينتمي لطبقة الأثرياء التي يحاربها ساندرز منذ عقود. وفرصة منافسة ملياردير تخدم نقاط قوة ساندرز”.

ويسهل قول ذلك في هذه المرحلة، لكن عندما يتحول بلومبيرغ إلى عقبة حقيقية أمام ساندرز، أو يحول دون تحقيقه أغلبية في تصويت ممثلي الحزب أو يصبح مرشح الحزب، سيدفع مؤيدو ساندرز ثمنا باهظاً.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

مايكل بلومبيرغ، عمدة نيويورك السابق، أنفق الملايين على حملته

وأمام أحد التجمعات الانتخابية في بلدة في وسط أيوا، وقفت المتطوعة في الحملة اندرز كريسي هاغلوند، لتوزع المنشورات، وتقول إن بلومبيرغ “اختبار للشعب الأمريكي”.

“أعتقد أنه اختبار لمعرفة ما إذا كان الشعب الأمريكي يرى أن المال يبجب أن يُبعد عن السياسة”.

ومنذ أربع سنوات، قالت هاغلوند، وهي طبيبة من ولاية منيسوتا، إن الشعب الأمريكي ضيّع “الهدية” التي كان يقدمها له ساندرز. وعندما انتهى الأمر لمنافسة بين كلينتون وترامب، صوتت لصالح مرشح الحزب الأخضر جيل ستين.

وهذه المرة، لا تعرف هاغلوند ما إذا كان بإمكانها دعم أي مرشح آخر بخلاف ساندرز.

وقالت: “أشعر أن ساندرز فريد وينتمي لطبقة من الساسة لا يمكن لأي مرشح آخر مجرد الاقتراب منها. وأعتقد أنه إذا لم يُرشح، سيكون السبب هو السياسة، وليس لأن الشعب الأمريكي لم يمنحه الأصوات الكافية”.

وأضافت أنه إذا انتهى الأمر بترشيح بلومبيرغ، فتصوت لغيره بالتأكيد.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى