هل تكون إدلب معركة الحسم في سوريا؟
[ad_1]
ناقشت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، مستجدات الوضع في محافظة إدلب السورية.
يأتي هذا بعدما استعادت القوات الحكومية السورية، مؤخرا، السيطرة على مدينة سراقب الاستراتيجية في المحافظة الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة.
وقد طلبت تركيا من روسيا إنهاء الهجوم الذي بدأته القوات الحكومية السورية، الحليفة لموسكو، في شمال المحافظة.
“معركة الحسم”
يقول عبد الباري عطوان في “رأي اليوم” اللندنية إن إعطاء الرئيس أردوغان مهلة للجيش العربي السوري للانسحاب من المناطق التي يسيطر عليها في ريف إدلب حتى نهاية شباط / فبراير الحالي “يوحي بأنّه يبحث عن تسوية سياسيّة ويحاول تجنّب المُواجهة، وما يُمكن أن يترتّب عليها من خسائر بشريّة وسياسيّة وعسكريّة، فلو كان يُريد المُواجهة فعلًا لأقدم فورا عليها ودون سابق إنذار، وهو يُدرك أنّ الدّعم الروسي للحليف السوري لا رجعة فيه، وأنّ الطائرات الروسية هي التي تُسيطِر على الأجواء السورية”.
وتقول رانيا مصطفى في “العرب” اللندنية إن الموقف التركي في إدلب “شديد التعقيد والغموض”.
وترى أن تفسير ذلك يعود إلى عدة عوامل أهمها “تصاعد تهديدات أردوغان مع بدء الحملة العسكرية للنظام (السوري) وحلفائه على إدلب منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي حول انهيار اتفاقات أستانة وسوتشي إذا لم يتوقف الهجوم، واشتراط انسحاب النظام من المناطق التي استولى عليها بين شهري نيسان/ أبريل وآب/ أغسطس العام الماضي، في ريف إدلب الجنوبي وفي ريف حلب”.
وتضيف: “يبدو أن هذا التصعيد التركي الكلامي للرئيس أردوغان يتعلق باعتباراته الداخلية التركية، وللمحافظة على ولاء الفصائل السورية التابعة له، فيما بدا أنه لا يملك القدرة على فرض موقفه على الروس”.
في السياق ذاته، يقول عبد الله السناوي في “الشروق” المصرية إن توغل الجيش السوري في إدلب هو “تحول استراتيجي ميداني لعله الأهم منذ بداية الصراع قبل نحو تسعة أعوام”.
ويضيف: “لم يكن الرئيس التركي أردوغان مستعدا أن يتقبل التطور الميدانى الجديد، حاول أن يضغط على الحليف الروسي المفترض ‘فلاديمير بوتين’ لإنهاء عمليات الجيش السوري، الذى يوفر له الغطاء الجوى والاستشارات العسكرية، لكن دون جدوى هذه المرة”.
ويرى الكاتب أن خسارة معركة إدلب بالنسبة لتركيا “تقوض دور أردوغان فى سوريا تماما وتهز صورته أمام حلفائه المسلحين وتنال من وزنه فى أية تسوية محتملة بالجولة الأخيرة”.
ويتابع: “وبالنسبة لبوتين، فهو يرى أن تركيا لم تلتزم بما تعهدت به فى تفاهمات سوتشى بينهما، بنزع الأسلحة الثقيلة للمجموعات المسلحة فى المنطقة العازلة، وتحاول تكريس الأمر الواقع بمنع الجيش السورى من استعادة أراضيه بذريعة خشيتها من نزوح مئات الآلاف إلى حدودها”.
وفي مقال بعنوان “إدلب.. معركة الحسم”، تقول عائشة المري في موقع “إيلاف” السعودي: “تبدو معركة إدلب ورقة الاختبار الأخير للحكومة السورية في سبيل إعادة سوريا إلى المربع صفر، بعد حرب أهلية دولية استمرت نحو تسع سنوات، فالرئيس السوري مصمم على استعادة السيطرة على كافة الأراضي السورية، وإنهاء جيوب المعارضة المسلحة في إدلب ومحيطها لاستعادة الأرض التي بقيت خارج سيطرته، لينهي سنوات من الحرب الأهلية”.
وتضيف: “إن التطورات العسكرية على أرض إدلب، والاشتباك المباشر بين الجيشين السوري والتركي، أديا لخلق واقع ميداني وسياسي جديد، ونقلا المواجهة لتصبح مباشرة بين دمشق وأنقرة، لأول مرة، وليس حرباً بالوكالة كما ظلت لسنوات بين دمشق والمعارضة السورية المدعومة من تركيا”.
“تخبط وإفلاس”
تقول لميس عودة في “الثورة” السورية إن أردوغان “يتأرجح على حبال التخبط والإفلاس والعجز الميداني في هذه المرحلة المفصلية والحرجة جداً بالنسبة له من معارك الشمال، والتي ضاقت فيها كثيراً مساحة مناوراته وأحكم طوق الإنجاز الميداني للجيش العربي السوري قبضته على خناق أدواته وعلى تحركاته العدوانية”.
كذلك يرى وسام جديد في “الوطن” السورية أن أردوغان “يسعى فعلياً لإحداث صدام مباشر مع الجيش العربي السوري لإظهار وجوده الميداني في رسالة مباشرة للروسي مفادها ‘هل ستقفون ضدنا؟!’ وهنا قد يلجأ الأخير إلى قرارات من الممكن أن تكون شبيهة لما سبق من إعلان جديد لوقف إطلاق النار”.
ويرى عبدالله بن بجاد العتيبي في “الاتحاد” الإماراتية أن اجتياح القوات التركية لشمال سوريا يُعد “انتهاكا صارخا للسيادة السورية وتجاوزا للقوانين الدولية”.
وفي انتقاد واضح للتحركات التركية في المنطقة، يقول الكاتب: “حرب في سوريا وحرب في ليبيا، ودعم غير محدود لجماعات وتنظيمات ورموز الإرهاب في كل مكانٍ، والتكفل بتنقلات الإرهابيين براً وبحراً وجواً، وتأمين الأماكن الآمنة لقيادات الإرهاب من شتى بلدان العالم لكي يخططوا للتخريب في الدول العربية وضرب استقرارها وقتل شعوبها لتغطية الأطماع المكشوفة لتركيا العثمانية”.
من جانبه، يقول إسماعيل ياشا في “العرب” القطرية إن “التطورات الأخيرة التي شهدتها محافظة إدلب ما هي إلا نتيجة خروقات النظام السوري لاتفاقي أستانة وسوتشي، إلا أن النظام السوري لم يكن ليتجرأ على تلك الخروقات لولا الغطاء الروسي وتحريضه عليه”.
ويرى أن هناك مؤشرات “تشير إلى استعداد الجيش التركي للقيام بعملية عسكرية واسعة في محافظة إدلب من أجل حمايتها، في حال فشلت الجهود الدبلوماسية، ولا رغبة لدى أنقرة على الإطلاق في الانسحاب من محافظة إدلب”.
ويضيف الكاتب: “الملف السوري، عموماً، وملف محافظة إدلب، على وجه الخصوص، من الملفات الحساسة المرتبطة بمصالح تركيا العليا وأمنها القومي”.
[ad_2]
Source link