أخبار عربية

من هو جورج شتاينر المفكر وأحد الناجيين من الهولوكوست؟


المفكر والناقد الأدبي جورج ستاينر

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

اعتبر ستاينر أن الفنون لا تمنح درعاً ضد حدوث أمر مريع مثل الهولوكوست

توفي في مدينة كامبريدج الانجليزية يوم أم المفكر والناقد الأدبي الأميركي الفرنسي جورج شتاينر عن عمر يناهز الـ90 عاماً. وقد أمضى شتاينر نصف قرنٍ من حياته في جامعة تشرشل. وكان شتاينر الذي هرب مع عائلته اليهودية عام 1940 إلى الولايات المتحدة مفكراً موسوعياً متعدد اللغات ومثيراً للجدل في أحيان كثيرة.

شتاينر هو أحد الناجين من الهولوكوست أو المحرقة النازية. وقد انعكست هذه التجربة في غالبية أعماله، إذ أكد أن “السر الأسود لما حدث في أوروبا لا ينفصل عن هويتي الخاصة”.

كل ما يجب معرفته عن “الهولوكوست”

“اليهودي ضيف الإنسانية”

في مقابلة له عام 2017، تحدث شتاينر عن قصة لقائه الوحيد برئيس الوزراء الاسرائيلي الأول ديفيد بن غوريون الذي قال له حينها “يهمّني أمرٌ واحد فقط: أرسل لي أطفالك”.

وأشار شتاينر في المقابلة نفسها إلى رفضه إذلال الفلسطينيين، مؤكداً أن ذلك “ثمن باهظ جداً”. وكان يرى أن مهمة اليهودي هي في أن يكون “ضيف الإنسانية”، مستوحياً ذلك من عبارة للفيلسوف الألماني مارتن هايدغر: “نحن ضيوف الحياة”.

ويوضح شتاينر أن ذلك يعني أنه علينا أن نكون مثل الضيوف تماماً، أي أن نترك مكاننا أنظف وأجمل مما كان عليه حين أتينا إليه. في السياق نفسه، عبّر المفكر عن إعجابه بالحضارات التي لم تعتدِ على حضارات أخرى. وكان يردد أن العالم مكان رائع وغني جداً، حيث تستحق كل الحضارات واللغات الدراسة والفهم، لا سيما أنه نشأ متكلماً للفرنسية، الألمانية والانجليزية كما تعلم الايطالية لاحقاً، وعلّم بهذه اللغات الأربع.

وكان شتاينر يقول، إذا لم يتعلم الناس كيف يكونون ضيوفاً لدى بعضهم، سوف ندمر أنفسنا، وسنشهد حروباً دينية وعرقية. لذلك كان يرى أن “إسرائيل ليست الحل الوحيد الممكن”، مضيفاً أنه “حتى وإن اختفت دولة إسرائيل من الوجود، الديانة اليهودية سوف تبقى لأنها أكبر بكثير من إسرائيل”.

كما أكد شتاينر معاداته للفكر القومي بشدّة. ورغم احترامه لما تمثله إسرائيل، كان يقول إن “ذلك ليس لا يمت بصلة لي”. أراد شتاينر إنسانية تعيش بفخرٍ وسط أكبر عدد ممكن من الثقافات واللغات، إنسانية تنهي القومية الشوفينية.

ما هي أصغر وأقدم طائفة في العالم وبماذا تختلف عن اليهودية؟

الإنسانيات والهولوكوست

يُحسب لشتاينر غالباً إعادة صياغة دور النقد، عبر الخوض في الفن والفكر من دون التوقف عند الحدود الوطنية للمسارات الأكاديمية التي تفصل بين الفنون والتيارات الفكرية. شمل فكره اللسنيات، الفلسفة والنقد الأدبي.

وقد اعتبر شتاينر أن الفنون لا توفر درعاً ضد حدوث أمر مريع مثل الهولوكوست. وكتب في كتاب نشره عام 1967: “نعرف الآن أن رجلاً ما يمكنه أن يقرأ غوته أو ريلكه في المساء، وبإمكانه أن يلعب موسيقى باخ وشوبرت، ثم يذهب الى عمله النهاري في أوشفيتز (معسكر اعتقال نازي) في الصباح التالي”.

من وجهة نظر شتاينر، أزالت الشمولية والمجازر التي حدثت بين 1914 و1945، الاعتقاد بأن الثقافة الأدبية تحافظ على القيم الانسانية. واعتقد شتاينر أن العلوم الإنسانية قد تُفقد الانسانية، لذلك علينا إيجاد طرق لمشاركة التجربة الجمالية والفلسفية بطريقةٍ تجعلنا أكثر استجابةً للألم الانساني وليس العكس.

الجالية اليهودية المفقودة في السودان

ومن مؤلفاته “تولستوي أو دوستويفسكي” (1958) و”موت التراجيديا” (1960) التي أثارت أسئلة فلسفية عدة حول الإنسانيات وعلاقتها بتاريخ القرن العشرين، وبشكلٍ أساسي حول اللغة و”انحطاطها” في عصر ما بعد الهولوكوست.

نشر شتاينر أول قصة خيالية علم 1964 بعنوان “آنو دوميني”، تبعها “في أعماق البحر” عام 1996. وتبقى الرواية الأكثر شهرةً له “حمولة أ.هـ إلى سان كريستوبل” (1981) وأكثر أعماله إثارة للجدل، حيث صوّر مواجهة افتراضية بين هتلر الذي أصبح في الرواية هارباً إلى الأمازون وبين صيادين نازيين.

وفي رواية “بعد بابل” (رواية 1975) أكد أن تعدد اللغات الإنسانية هي نعمة لا لعنة كما ورد في النص التوراتي.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى