قصة الموسيقي الإيراني مهدي رجبيان الذي دخل السجن بسب موسيقاه التي تتحدى الحكومة
[ad_1]
قد تلقي الشرطة في إيران القبض على الموسيقار مهدي رجبيان في أي لحظة.
وقد سُجن الشاب البالغ من العمر 30 عاما مرتين بالفعل، لأنه صنع موسيقى تعتبرها السلطات الإيرانية غير مقبولة.
في المرة الأولى، احتُجز في الحبس الانفرادي لمدة ثلاثة أشهر، لكن في المرة الثانية قبع في السجن لمدة ست سنوات، ومُنع من المشاركة في الأنشطة الموسيقية إلى الأبد.
ولا يزال الرجل حاليا تحت المراقبة، لكنه واصل إنتاج الموسيقى في تحد للحظر الذي تفرضه عليه سلطات بلاده، والنتيجة هي ألبوم جديد بعنوان “الشرق أوسطي”، الذي أصدرته شركة سوني للموسيقى العام الماضي.
وقد تم تسجيل الألبوم بشكل سري، ويضم مساهمات من حوالي 100 فنان من 12 دولة، بما في ذلك سوريا واليمن والأردن ولبنان والعراق.
ويواجه العديد من الموسيقيين المشاركين في ذلك الألبوم تعنتا مماثلا، وقد تم تسجيل إحدى الأغاني أثناء غارة جوية، وأخرى غناها لاجئ فر من بلده في قارب.
ويرافق كل أغنية مقطع فيديو يظهر لوحة للفنانة الكردية زهرة دوغان، التي سجنت لمدة تقترب من ثلاث سنوات، بسبب فنها الذي استاءت منه الحكومة التركية.
وعموما فإن الرسالة التي يبعثها العمل الموسيقي هي رسالة السلام والوحدة. ومن خلال العمل سويا في عزلة عن الآخرين، صاغ هؤلاء الفنانون المتنوعون صورة ساحرة ومؤثرة لموسيقى المنطقة.
وقال رجبيان لبي بي سي، عبر تطبيق للمراسلة الآمنة، من منزله في مدينة ساري شمالي إيران: “أشعر، في هذه الفترة الزمنية والتاريخية، أن دول الشرق الأوسط بحاجة إلى مشروع مثل هذا”.
وأضاف: “جميع سكان الشرق الأوسط يعذبون بالألم نفسه، لكن الموسيقى لغة شائعة يمكننا استخدامها لنقل معاناتنا”.
وأردف قائلا: “هذا المشروع بمثابة كلمة (لا) للحرب، وهذا يعني أي نوع من الحرب، وقمع حقوق الإنسان”.
واستلهم رجبيان فكرة الألبوم خلال فترة سجنه الثانية، عندما أجبر على مشاركة زنزانة مع قراصنة صوماليين.
وخلال تلك الفترة استمع رجبيان لموسيقاهم الشعبية، وأهدوه قصيدة مكتوبة بخط يد زعيمهم، وعلمته تلك التجربة أنه لا يمكن قمع الموسيقى، حتى لو سجن الموسيقيون.
ويقول: “لهذا السبب كتبت مشروعا للحرية والسلام، وأنا في السجن”.
بدأت محنة رجبيان عام 2013، حين هاجمت قوات الحرس الثوري الإيراني مكتبه، وأغلقت الاستديو الخاص به، وصادرت محتوياته.
كان رجبيان يدير شركة تسجيلات تدعم النساء الموسيقيات، وكان يعمل على إنتاج ألبوم يحكي عن “عبثية” الحرب الإيرانية العراقية، ما أدى إلى توجيه عدة تهم له، وأمضى في السجن 90 يوما.
في نهاية الأمر أطلق سراحه بكفالة، لكن أعيد اعتقاله عام 2015، لكن هذه المرة مع شقيقه المخرج حسين رجبيان، وحُكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات، بعد محاكمة لم تستغرق سوى ثلاث دقائق.
واحتجاجا على ذلك، أضرب الشقيقان عن الطعام لمدة 40 يوما. ويقول رجبيان إنه فقد 15 كيلوغراما من وزنه وتقيأ دما.
ويقول رجبيان إن زميله في الزنزانة، والذي كان ناشطا في مجال حقوق الإنسان ويدعى وحيد نصيري، شارك في الإضراب عن الطعام، وتوفي بشكل مأساوي.
وقد ناضلت منظمات حقوقية مثل منظمة العفو الدولية وغيرها من أجل إطلاق سراح،رجبيان، بدعم من بعض مشاهير الموسيقى والغناء العالميين، وفي النهاية خفف الحكم، ليصبح السجن ثلاث سنوات، والسجن مع وقف التنفيذ لثلاث سنوات أخرى.
لكن رجبيان لا يزال يتعامل مع تداعيات تلك التجارب.
وعلى الرغم من كل شيء يواصل رجبيان عمله، وقد يكون مشروعه التالي هو الأكثر خطورة من حيث العواقب. مرة أخرى، يخطط رجبيان لمساعدة مغنيات في تسجيل أغانيهن، رغم أنهن ممنوعات من الغناء أمام الذكور (باستثناء الأقارب) في إيران.
ويقول رجبيان إنه يطور في الوقت الحالي هذا العمل الموسيقي، وسوف يتواصل مع مغنيات أخريات.
ويقر رجبيان بأنه في إيران، “من المحظور أن يتصل بي أحد”، وأن الكثير من الناس يخشون الاستجابة لطلباته. لكنه يخطط لتنظيم الألبوم الجديد عبر الإنترنت، حيث سيجمع بين شبكة من الفنانين المتشابهين في التفكير، ويكسر “الحدود الموسيقية”.
ويقول رجبيان: “سأعمل على هذا المشروع، حتى لو عدت إلى السجن”.
يدفع الأمل والعزم رجبيان إلى استخدام موسيقاه كـ “مصباح” في الظلام.
ويقول: “في الشرق الأوسط، يمكن أن تكون الأداة الموسيقية قوية مثل البندقية، ويحظر حملها مثلها تماما”.
ويضيف: “في مجتمع تقع فيه حوادث غير إنسانية في كل مكان، يمكن للفن أن يسجل تلك الحوادث ويعكسها في التاريخ. الفن يكشف الحقيقة، والقيام بذلك له تبعات دائما، في الأنظمة الشمولية والديكتاتورية”.
ويتابع: “في الخطوة الأولى، يفقد الفنانون وضعهم المعيشي العادي، بسبب الضغوط التي يمارسها النظام عليهم، ثم يدمرونهم، لكن النتيجة هي أن الناس يدركون ذلك”، مشيرا إلى أن هذا يزيد من وعي المجتمع، ومن ثم فإنهم سيقفون أمام النظام.
يخاطر رجبيان بحياته بسعيه لتحقيق هذا الهدف، لكنه يعتقد حقا أن جهوده ستحدث فرقا.
ويلخص الأمر بالقول إنه “لا يمكن لأي قوة أن توقف الفن المستقل”.
ويختتم قائلا: “الفن سلاحي وأقف أمام أي قوة”.
[ad_2]
Source link