بالفيديو الفقع يحلق فوق الـ 40 | جريدة الأنباء

• المشعل: كيلو الزبيدي الكبيرة بين 35 و40 والعراقي بين 18 و25 ديناراً
• خلف: بانتظار الفقع السوري والإيراني لموازنة الأسعار.. والسمرة الإيرانية مرغوبة
• البدري: أفضل وقت للشراء فبراير ومارس.. واجتماع 4 دول يخفض الأسعار
• أبو ناصر: الفقع المغربي والتونسي والليبي تأخر.. والسعودي الأغلى ثمناً

محمد راتب

«بنت الرعد» أو الكمأة أو الفقع أو الترفاس أو العبلاج، كلها مسميات لشيء واحد يبحث عنه الكويتيون وأهل الخليج لجعله زينة موائدهم في هذه الفترة من السنة، فيجتمعون عليه وكأنه زائر طال انتظاره، فهذه الهبة السماوية لا تكون إلا بعد الوسم والرعود التي تهز باطن الأرض فيخرج الفقع المختبئ ليظهر أمام الباحثين عنه وكأنه صيد ثمين.

الفقع الذي هو نوع من الفطريات، ينبت في المناطق الصحراوية والبيئات الرملية، ويتواجد على شكل مجموعات وتتكون الواحدة منها بين 10 و20 حبة في المكان الواحد، وينمو بعد موسم «الوسم» المصحوب بالأمطار التي ترافقها عواصف رعدية، ويتميز بكونه رخوا يتدرج في ألوانه من الأبيض إلى الرمادي والأسود والبني، وينمو على عمق يصل بين 5 و15 سنتيمترا تحت الأرض.

«الأنباء» توجهت إلى سوق الفقع في الري لترصد حال السوق وإقبال المستهلكين من مختلف المناطق، حيث كان الحضور خجولا والإقبال قليلا بسبب ارتفاع أسعار الفقع بشكل كبير وصغر حجمه وانتظار قدومه من دول الجوار أو الدول العربية الأخرى، فإلى التفاصيل:

بداية، قال البائع عبد النبي المشعل: إن الوسم بدأ هذا العام من المملكة العربية السعودية والعراق، ولكن الكميات شحيحة والأسعار مرتفعة، حيث بلغ سعر كيلو الزبيدي الحبة الكبيرة بين 35 و40 دينارا أما العراقي فبين 18 و25 دينارا.

وفيما يتعلق بالسوق وحجم الإقبال، أوضح أن الحركة ما تزال ضعيفة حتى الآن، وما زالت الكميات تقدم إلينا من السعودية والعراق عبر السيارات، ولكننا بانتظار المغربي والجزائري والمصري بعد 10 فبراير، موضحا أن الزبيدي الأبيض هو المطلوب والمرغوب في سوق الخليج، أما الاخلاصية فهي قليلة ومفقودة.

العرض والطلب

أما صاحب البسطة عبد النبي خلف فأشار إلى ان الفقع في هذه السنة قليل وشحيح، والأسعار تخضع للعرض والطلب، ونحن بانتظار الفقع السوري والايراني لموازنة الأسعار وخفضها، موضحا أن الزبيدي والسمرة الايرانية مرغوبة للطبخ، ولكن الأسعار حاليا مرتفعة وعند كثرة الفقع يحضر الجميع للشراء.

وخلال الجولة، قال البائع خالد البدري: إن الإقبال يتزايد يوما بعد يوم لتزايد الكميات من العراق والسعودية ونأمل بانخفاض الأسعار قريبا، حيث وصل سعر الفقع الكبير إلى 10 دنانير، موضحا أن موسم الفقع يبدأ من 15 ديسمبر من كل عام.

وذكر أنه عندما ينضم الفقع السوري والإيراني إلى السعودي والعراقي فإن الإقبال سيكون مميزا والأسعار أقل بكثير، مشيرا إلى أن افضل وقت للشراء هو في شهري فبراير ومارس، وسيكون هناك تنافس بين الكثير من الأنواع والأحجام.

فقع صغير

بدوره، قال البائع رمضان ابو ناصر: إن البسطات توزع في شهر 11 ويتم تنزيل الفقع المغربي والتونسي والليبي ولكنه تأخر هذا الموسم، والفقع الموجود صغير ومن العراق، والسعر فوق 15 دينارا ونتوقع قدومه من الدول الأخرى مع أحجام أفضل.

وذكر أن من عنده اسرة لا يستطيع الشراء بهذا المبلغ الكبير، فالفقع مختلف الأسعار بحسب النوع والدولة، حيث يعتبر الفقع السعودي الأغلى لكونه حبته كبيرة، أما العراقي فيصل إلى 18 دينارا للكبير، والمتوسط من 8 الى 10 دنانير، والفلين سبعة ونصف دينار.

وبسؤاله عن الفقع الكويتي، قال إنه متواجد بكميات قليلة، فقد حضر أحد المواطنين وقام ببيع الكويتي المخلوط الزبيدي بأكثر من 20 دينارا وهو سعر مرتفع، مشيرا إلى أن الزبون عندما يرى السوق فارغا فإنه لن يدخل، متوقعا زيادة الإقبال في فبراير ومارس لكونهما آخر موعد لبيع الفقع، كما نتوقع نزول الفقع الأسود للتثليج من ايران، ووصول الأسعار إلى دينار ونصف الدينار، كما كان في العام الماضي.

أسعار مرتفعة

كما توجهنا بالسؤال إلى حمد العنزي أحد زوار السوق والذي أوضح أن الأسعار لاتزال مرتفعة، وبما هذا السبب الرئيسي في عزوف الناس عن الحضور والشراء، معبرا عن أمله أن تتوافر كميات أكبر من الفقع بأنواعه، وهذا ما سيحصل بالتأكيد ككل عام، وعندها يستطيع الجميع الشراء وتلبية رغباتهم بالحصول على وجبة فقع بسعر مناسب، حيث إن الأسعار مرتفعة ومبالغ فيها ولكن نقدر ذلك بسبب قلة المعروض.

الفقع مقرون بالرعد.. والزبيدي الأكثر طلباً

يعود سبب تسمية الفقع بالرعد إلى زيادة مستوى نموه بعد العواصف الرعدية، وذلك لأنه يحتاج إلى ارتفاع نسبة النيتروجين في التربة لكي ينمو، حيث تحصل التربة على النيتروجين من البرق الذي يشكله أثناء حصوله، ثم يهطل مع الأمطار المقترنة بالعواصف الرعدية.

هناك العديد من أنواع الفقع، ومنها: الفقع الزبيدي المتميز بلونه الأبيض ورائحته المميزة، والفقع الخلاسي ذو اللون الأحمر الغامق وقشرته الصلبة، والجباء القريب إلى اللون الغامق الأسود، وفقع الهوبر الأسود، ولكل نوع رائحة وطعم مختلف تبعا لنوع الأرض والتربة وصلابتها، ونوع الأشجار التي تنمو حولها.

فوائد صحية كثيرة للفقع

للفقع فوائد صحية كثيرة منها أنه يقلل نسبة الكوليسترول الضار في الجسم، لاحتوائه على الألياف النباتية، ويزيد الحيوية والنشاط، ويكافح الإصابة بتصلب الشرايين، ويقي من الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والأزمات القلبية، والذبحة الصدرية.

ويزيد كذلك من ليونة المفاصل والشرايين، لاحتوائه على دهون قليلة، ويقاوم الشوارد الحرة التي تتلف غشاء خلايا الأنسجة، ويقوي مناعة الجسم، ويزيد قدرته على مقاومة الأمراض، وخاصة السرطان، ويزود الجسم بالمعادن اللازمة له، كالكالسيوم، والفسفور، والحديد، والبوتاسيوم، والنحاس، والزنك، ويحافظ على عمل الجهاز العصبي، ويزيد فعاليته، وذلك لاحتوائه على مجموعة الفيتامينات ب1، ب2، ب6، ب12.

يقي الفقع من الإصابة بهشاشة الأظافر والعظام، ويمنع تشقق الشفتين، ويحد من اضطراب الرؤية، ويكافح تساقط الشعر، ويعالج آثار الحروق والندب، وينصح دائما بتجنب تناوله دون طهي، والابتعاد عن تناول الماء البارد بعد أكله، إضافة إلى عدم السماح للمصابين بأمراض الأمعاء أو المعدة، أو بالأمراض الجلدية، أو بالحساسية بتناوله.

وللفقع استخدامات عديدة، حيث يدخل في تحضير بعض أنواع الأطعمة، والحلويات، ويتميز بشكله الكروي اللحمي الرخو المنتظم، وبسطحه الأملس أو الدرني، ويختلف لونه من الأبيض إلى الأسود، كما تتفاوت أحجامه، فمنه ما يصل إلى حجم البرتقالة، ومنه ما هو أصغر.