أخبار عربية

تونس والجزائر: “خطوط حمراء” في ليبيا


جنود موالون لحكومة الوفاق الوطني خلال اشتباك مع قوات الجنرال خليفة حفتر جنوبي العاصمة طرابلس في 29 أبريل/نيسان 2019

مصدر الصورة
Getty Images

“تعتبر الجزائر العاصمة الليبية طرابلس خطا أحمر ترجو ألا يتجاوزه أحد”. بهذا الموقف ختمت الرئاسة الجزائرية بيانا لها صدر في أعقاب لقاء الرئيس، عبد المجيد تبون، برئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج الذي يعد أول مسؤول أجنبي يلتقي تبون، منذ استلامه مقاليد السلطة، الشهر الماضي.

وسبق بيان الرئاسة إدانة من وزارة الخارجية الجزائرية لاستهداف مدرسة عسكرية بطرابلس، الأسبوع الماضي، بغارة راح ضحيتها العشرات تبعه موقف مماثل من وزارة الخارجية التونسية.

وبدا موقفا الجارين الغربيين لليبيا منسجمين، بل وفي امتداد لإشارات سابقة بالسعي كليهما للعب دور أكبر في أزمة تتفاقم يوما بعد يوم وقد تتطور إلى معركة عسكرية مفتوحة.

“عدوان” حفتر

كان من اللافت نشر موقع وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، التي تبث مواقف السلطات في البلاد، الأربعاء الماضي، تقدير موقف للوضع في ليبيا حملت فيه الجنرال المتقاعد، خليفة حفتر، مسؤولية التوتر، إذ كتبت تقول إن “تعثر مسار التسوية في ليبيا سنة ٢٠١٩ بفعل العدوان العسكري الذي تشنه المجموعات المسلحة بقيادة الضابط المتقاعد، خليفة حفتر، منذ شهر أبريل على العاصمة طرابلس مما وجه ضربة موجعة لكل المساعي الوطنية والدولية لإخراج البلاد من الأزمة التي تعصف بها منذ ٢٠١١”.

لكن، سرعان ما سحب المقال من الموقع. وخرج وزير الخارجية، صبري بوقادوم، ليعلن إطلاق بلاده عددا من المبادرات في اتجاه الحل السلمي للأزمة في ليبيا.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

متظاهرون يرفعون صورة خليفة حفتر أثناء تظاهرة في مدينة بنغازي شرقي البلاد في 3 يناير/كانون الثاني 2020

رسالة حكومة الوفاق

وانضمت تونس والجزائر إلى الدول العربية للتعبير عن رفضها التدخل الأجنبي في الجزائر، في إطار بيان أصدرته الجامعة العربية، في أعقاب اجتماع لوزراء الخارجية العرب بطلب مصري.

لكنّ وزير الخارجية في حكومة الوفاق، محمد سياله، اكتفى بتوجيه الشكر لدول شمال أفريقيا وقطر والسودان “على موقفهم الداعم لليبيا”.

ورغم أنه لم يكشف موقف كلّ دولة خلال الاجتماع إلا أن الدعوة له تمت بعد موافقة البرلمان التركي على تقديم تفويض للحكومة في أنقرة لدعم حكومة الوفاق، بما في ذلك إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا.

تحرك تركي

ورغم رفض كل من تونس والجزائر أي تدخل خارجي في ليبيا، تحرك مسؤولون أتراك باتجاه البلدين، إذ سارع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لزيارة تونس، في ٢٥ ديسمبر الماضي، حيث التقى الرئيس، قيس سعيد، في زيارة غير معلنة.

وبدأ وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، الاثنين، زيارة للجزائر تستغرق يومين قال إنها تهدف أساسا لبحث سبل “التعاون الدفاعي بين البلدين لترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وشددت أنقرة على ضرورة مشاركة تونس والجزائر في اجتماع برلين لبحث الشأن الليبيي والمزمع تنظيمه نهاية الشهر الجاري.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

سارع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لزيارة تونس حيث التقى الرئيس، قيس سعيد، في زيارة غير معلنة

حركية ديبلوماسية

وعقد مجلس الأمن الدولي، مساء الاثنين، جلسة مغلقة حول ليبيا اقترحتها تونس، العضو غير الدائم، بالتنسيق مع بريطانيا وروسيا.

وقال بيان لوزارة الخارجية التونسية، حصلت بي بي سي على نسخة منه، إن مندوبها لدى المجلس شدد على ضرورة التحرك العاجل لفرض احترام القرارات الدولية وفي مقدمتها القرار ٢٤٨٦ الذي “يدعو كافة الأطراف إلى الالتزام بوقف دائم لإطلاق النار وحثّ جميع الدول الأعضاء لحظر السلاح”.

وقالت وسائل إعلام إيطالية إن وزير الخارجية، لويجي دي مايو، سيزور تونس والجزائر، عشية الأربعاء، بعد اجتماع في القاهرة سيضمّ، إلى جانبه، وزراء خارجية مصر وفرنسا واليونان وقبرص، فيما ينتظر وصول وزير خارجية فرنسا، جان إيف لو دريان، إلى تونس، الخميس.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى