أخبار عربية

لماذا ينقسم العرب تجاه إرسال قوات تركية إلى ليبيا؟


مصدر الصورة
AFP

Image caption

وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم مع نظيره التركي الزائر تشاويش أوغلو

لا يبدو الانقسام العربي، تجاه إرسال قوات تركية إلى ليبيا وليد اليوم، وفق كثير من المراقبين فالواضح جدا، أن هناك مجموعتين من الدول العربية، تقفان على طرفي النقيض فيما يتعلق بالموضوع الليبي، وتدعم كل منهما الفصيل الذي يحارب الآخر داخل ليبيا.

والذي يعود إلى ما أسفر عنه الاجتماع، الذي شهدته الجامعة العربية، على مستوى المندوبين في القاهرة، الثلاثاء 31 كانون الأول/ديسمبر 2019، يمكنه بسهولة ملاحظة ذلك الانقسام، بشأن الموضوع الليبي والتدخل التركي فيه.

فقد انتقدت الخارجية المصرية في ذلك الوقت، حكومة الوفاق الليبية، إثر شكر الأخيرة دولا عربية بعينها بعد الاجتماع، الذي بحث التطورات الليبية ، وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد حافظ عبر تويتر :”أليس من الغريب أن تخص حكومة طرابلس بالشكر دولا عربية دون أخرى لموقفها في اجتماع الجامعة أمس؟”.

وكانت حكومة الوفاق الليبية، المعترف بها دوليا، قد أعربت بعد ذلك الاجتماع، عن شكرها لدولتي قطر والسودان ودول المغرب العربي، على “دعم ليبيا”، مستثنية الدول العربية الأخرى، التي حضرت الاجتماع فيما عكس جليا حجم الانقسام العربي، تجاه الموضوع الليبي، خاصة التدخل العسكري التركي فيه.

وفي الوقت الذي تدعم فيه كل من مصر والسعودية والإمارات، قوات القائد العسكري الليبي خليفة حفتر، تصطف قطر بجانب تركيا مع حكومة الوفاق، المعترف بها دوليا في طرابلس، غير أن التحركات التركية الأخيرة، بدت من وجهة نظر مراقبين ساعية، إلى دعم تحالف من دول المغرب العربي المحيطة بليبيا غربا.

أما آخر تلك المساعي التركية، فقد تمثلت في الزيارة الأخيرة، التي قام بها وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو للجزائر، والتي تزامنت أيضا مع زيارة قام بها أيضا فايز السراج، رئيس الحكومة الليبية المعترف بها دوليا.

وكان لافتا ذلك البيان الصادر عن الرئاسة الجزائرية، والذي ندد بقوة بـ”أعمال العنف” في ليبيا، “وآخرها تلك المجزرة التي حصدت أرواح حوالي 30 طالبا في الكلية العسكرية بطرابلس، وهو عمل إجرامي يرقى إلى جريمة حرب”، حسب وصف البيان، الذي قال إن الجزائر تعتبر العاصمة الليبية طرابلس، “خط أحمر ترجو ألا يتجاوزه أحد”.

ويعتبر مراقبون أن الجزائر، التي كانت منشغلة بجبهتها الداخلية، على مدى الأشهر الماضية، باتت الآن في موقع أفضل، يسمح لها بلعب دور أكبر في الموضوع الليبي، بعد استقرار الأمور فيها، ووجود رئيس للبلاد خاصة وأنها تملك حدودا طويلة مع ليبيا.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد زار أيضا تونس، في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، وقد أثارت زيارته في ذلك الوقت، تكهنات بمحاولة تركيا، توسيع حلفها، ليضم دول المغرب العربي في مواجهة حفتر.

وكان لافتا ما قاله فتحي باشاغا، وزير الداخلية الليبي الزائر، في مؤتمر صحفي عقده في تونس، في ديسمبر الماضي، وقال فيه إنّ تونس هي الآن، جزء من تحالف يضم طرابلس والجزائر وأنقرة، وهو ما نفته الرئاسة التونسية ساعتها، قائلة إن موقفها من الموضوع الليبي هو موقف محايد.

ويرى مراقبون أن دول المغرب العربي، تبتعد منذ وقت طويل، عما يسعى إليه الجنرال الليبي خليفة حفتر، وداعميه العرب والغربيين، وتقترب تدريجيا من حكومة فايز السراج، وهو ما يجعل مصالحها تتقاطع مع تركيا وحكومة السراج أيضا، وفي الوقت الذي بدأت فيه القوات التركية بالتوجه إلي ليبيا، وفق ما قاله أردوغان، يبدو العرب برأي كثير من المراقبين منقسمين، إلى معسكرين فيما يخص الموضوع الليبي.

برأيكم

لماذا يبدو العرب منقسمين تجاه التدخل العسكري التركي في ليبيا؟

كيف ترون ما يقال عن سعي تركيا لحلف من دول المغرب العربي المحيطة المحيطة بليبيا؟

هل يعزز حلف من هذا القبيل قوة تركيا في ليبيا؟

وكيف يؤثر على المؤسسات المعنية بالشأن العربي مثل الجامعة العربية؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 8 كانون الأول/يناير من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش.

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Messageكما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى