أخبار عربية

الصراع في ليبيا: هل تنجح الجزائر في تسوية الأزمة بعد اجتماع تبون بالسراج وجاويش أوغلو؟


تبون (يمين) والسراج

مصدر الصورة
AFP

ناقشت صحف عربية دور الجزائر في جهود تسوية الأزمة الليبية على ضوء زيارة رئيس حكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، للجزائر للقاء الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

وبالتزامن مع زيارة السراج إلى الجزائر، وصل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى البلاد في زيارة رسمية تستمر يومين، حيث يلتقي نظيره الجزائري صبري بوقادوم.

ودعت الجزائر مجلس الأمن إلى “فرض الوقف الفوري لإطلاق النار في ليبيا و إنهاء التصعيد والنأي بالمنطقة عن التدخلات الخارجية”.

“مسار الحوار الشامل”

تقول رأي اليوم اللندنية إنه “بعد عزلة جمدت دور الجزائر ومكانتها الإقليمية والدولية لحوالي عشرين عامًا، ها هي الجزائر تبدأ في استعادة مكانتها بشكل ملحوظ، فقد اضطرت السيّدة آنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية للتراجع عن قرارها المعيب باستثناء الجزائر من الدعوة لحضور مؤتمر برلين لبحث الأزمة الليبية الذي سيعقَد بحضور عشر دول من بينها أمريكا وروسيا وفرنسا وبريطانيا، وهي التي تزيد حدودها مع ليبيا عن أكثر من ألف كيلومتر”.

وتضيف الصحيفة أن “الجزائر، العظمى بشعبها، وإرثها الثوري العميق في محاربة كل أشكال الاستعمار والهيمنة الأجنبية، تسير بثقة نحو استعادة هذا الدور وهذه المكانة وفق رؤية جديدة، وهذا سينعكس حتمًا، وبشكل إيجابي على دول الجوار، فلولا خروج الجزائر من الساحة الإقليمية بسبب حالة الانكفاء الداخلي التي مرّت بها طوال السنوات السابقة، لما تفاقمت الأزمات في الاتحاد المغاربي”.

ويقول سعيد بن عياد في صحيفة الشعب الجزائرية إنه “لا سبيل للخروج من أزمة كالتي تعيشها ليبيا الشقيقة سوى انتهاج مسار الحوار الشامل والمطابق لمعايير الديمقراطية والانفتاح مثلما لم تتوقف الجزائر عن الدعوة إليه لتمكين الأشقاء الفرقاء أو الإخوة الأعداء من صياغة حل توافقي يجمع ولا يفرّق ويمنح للشعب الليبي بكافة مكوناته الفرصة للحسم في الشرعية عبر الآليات الديمقراطية”.

ويضيف الكاتب: “حرصت الجزائر ولا تزال كما أكده الرئيس تبون بوضوح على أن يكون الانفراج في ليبيا من خلال آلية سياسية ترتكز على حوار بين الأشقاء على اختلاف الآراء والتوجهات ترشدهم بوصلة ليبيا ومستقبل شعبها، ومن ثم رفض أي تدخل أجنبي أو صياغة حل خارج إرادة أبناء ليبيا المؤهلين لتحديد مستقبلهم ورسم معالمهم في الأفق في كنف السلم والإخاء والوحدة. في هذا الإطار تندرج المساعي الصادقة لبلوغ هذا الهدف ضمن التوجه الجديد للجزائر تجاه محيطها الإقليمي في تعاملها مع الأزمات وفقا لرؤية شاملة تضع الحل السياسي أولوية قصوى ورفض لأي تدخل عسكري يزيد الأوضاع تعقيدا وتداعيات خطيرة على استقرار المنطقة”.

“جهد استثنائي”

يرى توفيق رباحي في القدس العربي اللندنية أن “الدبلوماسية الجزائرية بدأت تفكر في اللحاق بقوافل المتدخلين في الصراع السياسي والعسكري في ليبيا. لكن الجزائر تأخرت كثيرا بحيث أصبح صعبا عليها استدراك المسافة الفاصلة بينها وبين اللاعبين الآخرين … هذا التأخر الكبير ترك الجزائر اليوم بلا خيارات. كما ستكون له عواقب سياسية وأمنية واقتصادية صعبة على الجزائر”.

ويتابع الكاتب: “الدبلوماسية الجزائرية مطالَبة اليوم بجهد استثنائي. لم يعد مسموحا لها المضي في لعب دور المتفرج السلبي. ليبيا تحوّلت إلى مستنقع إذا لم تذهب إليه الجزائر فسيأتي إليها. الجزائر لم تعد تمتلك ترف الاختيار والمفاضلة. يكفي تأمل قائمة الدول المعنية بشكل أو بآخر بالأزمة الليبية للتأكد من صعوبة، وربما استحالة، نجاح الدبلوماسية الجزائرية في تغيير مسار الأحداث في ليبيا بما يخدم مصالحها، حتى لو تحركت اليوم: مصر، الإمارات، فرنسا، تونس، السعودية، تركيا، إيطاليا، قطر، الولايات المتحدة. تحتاج الجزائر إلى جهد خاص مع كل دولة من هذه الدول إذا كانت تريد تغيير شيء”.

ويقول عبد الحميد اجماهيري في العربي الجديد إن “الجزائر التي تملك أطول حدود برّية مع ليبيا تصل إلى ألف كيلومتر وضعت أمام الأمر الواقع، وعارضت التدخل التركي، وسيكون عليها أن تدبّر أخطر تحول في حياتها، بعد أن ظلت تعتبر المغرب الشقيق عدوها اللدود في المنطقة، كما أنها ظلت تعتبر، طوال الحراك، أنها هدف لمؤامرة تروم زعزعتها، ولهذا لم تتجاوب معه، على الرغم من الحذر في التعامل مع تعبيراته”.

ويضيف الكاتب أن “الجزائر اعتبرت أنها وضعت أمام الأمر الواقع، في وقتٍ كانت تعيد فيه بناء دولة مهدّدة من الداخل أكثر من الخارج، وفي وقتٍ كان نصف النظام يأكل فيه النصف الآخر. كيف ستدبر ربيعا جاءها متأخرا بعد أن أصبحت القوة التي كانت الراعية له في نسخته الأولى، على جوارها المباشر؟ سؤال لن تستطيع الإفلات منه”.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى