أخبار عاجلة

بهزاد لـ الأنباء الصيد الجائر | جريدة الأنباء


  • موقع الكويت الجغرافي يعتبر معبراً رئيسياً ومنفذاً وحيداً للطيور المهاجرة من شمال آسيا أو أفريقيا
  • يمر على محمية الجهراء نحو 310 أنواع من الطيور المهاجرة و14 نوعاً من «المستوطنة»

دارين العلي

بعد ان انتشرت قضية طائر الحبارى على وسائل التواصل الاجتماعي والإجراءات التي اتخذت بحق الفاعل، خرجت عدة تساؤلات حول ما يمكن ان تتعرض له الطيور المهاجرة وخاصة التي منع صيدها قانون حماية البيئة بسبب جهل البعض لبنود هذا القانون من جهة، ومخالفته احيانا لممارسة هواية الصيد من جهة أخرى.

ومن المعلوم ان قانون حماية البيئة قد منع صيد بعض الطيور في تواريخ محددة ولأنواع معينة فيما حصر مدة الصيد لكل نوع وفق ما يسمح بممارسة هواية الصيد ولكن في الوقت نفسه المحافظة على الحياة الفطرية، كما فرض عدة غرامات لمخالفة هذا القانون كالصيد الجائر او المتاجرة الممنوعة بالطيور والتي قد تصل الى الحبس والغرامات إلى الـ٥٠ الف دينار في حالات الاتجار غير المشروع.

«الأنباء» استفتت الجمعية الكويتية لحماية البيئة بهذا الشأن حيث تحدثت أمين عام الجمعية جنان بهزاد عن انواع الطيور والمخاطر التي تتعرض لها أثناء العبور مؤكدة أن القتل والصيد غير القانوني يمثلان تهديدا عالميا للتنوع البيولوجي.

القتل غير القانوني

ولفتت بهزاد الى دراسة خلصت الى الإبلاغ عن مستويات عالية من القتل غير القانوني وأخذ الطيور البرية في بلدان شرق البحر المتوسط، حيث نفذ هذه الدراسة فريق بحثي مكون من 16 عالما من مختلف الدول المشمولة بالدراسة.

وأوضحت انه تم تقدير أن ما لا يقل عن 1.7 الى 4.6 ملايين (أفضل تقدير: 3.2 ملايين ) طير من 413 نوعا على الأقل يمكن أن يقتل أو يؤخذ بشكل غير قانوني سنويا في هذه المنطقة خاصة في أوقات الهجرة.

ولفتت الى ان الدراسة أوردت أن الطيور قد قتلت بطريقة غير مشروعة أو أخذت في المقام الأول من أجل الرياضة وأيضا من أجل الطعام، لافتة الى أن القتل غير المشروع للطيور وأخذها يحصل في جميع أنحاء العالم ولا يقتصر ذلك فقط على منطقة الدراسة.

وبينت بهزاد أن «القتل والصيد غير القانوني يمثلان تهديدا عالميا للتنوع البيولوجي وهو محط الاهتمام الدولي وتم اعتبار القتل والقتل غير الشرعي للطيور على أنه شكل من أشكال العمل المتعمد الذي يؤدي إلى وفاة أو نقل الطيور من البرية بغض النظر عما إذا كان أو ليس هذا هو الهدف من هذا الإجراء المحظور بموجب التشريعات الوطنية».

مواسم الصيد

وحول أبرز مواسم الصيد أفادت بأنها فترات العبور في موسمي الهجرة السنوية المعروفة بالهجرة الخريفية، والهجرة الربيعية وذلك لموقع الكويت الجغرافي الذي يعتبر معبرا رئيسيا ونقطة حساسة ومنفذا وحيدا للطيور المهاجرة التي تأتي من روسيا وجبال القوقاز وكازاخستان وأذربيجان وشمال إيران وتركيا ودول وسط آسيا، متجهة إلى أفريقيا في الخريف لقضاء الشتاء هناك، ثم العودة إلى الشمال مرة أخرى في الربيع، حيث تتجنب هذه الطيور العبور فوق البحار وتفضل الاحتفاظ بفرصة نجاة واحدة لأي طارئ قد يحدث لها أثناء رحلتها الشاقة والطويلة».

وذكرت أنه يكثر التعرض لهذه الطيور في فترات العبور حيث تتواجد بأعداد كبيرة وتواجه مشكلات أكبر فور هبوطها للراحة او بحثا عن ملجأ قريب لاستكمال رحلتها، أبرزها الصيد الجائر أو بيعها بصورة غير شرعية في مواقع التواصل الاجتماعي ويتعرض الكثير من الطيور لممارسات غير إنسانية انتشرت بالفترة الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

مخاطر تواجه الطيور

وحول المخاطر التي تواجه الطيور المهاجرة قالت جنان بهزاد: «هناك العديد من المخاطر التي تواجه الطيور المهاجرة مثل (الصيد الجائر، تدهور البيئات، التلوث (النفط، الصرف الصحي، المصانع)، التوسع العمراني غير المستدام، مشاريع الطاقة غير المدروسة، الإزعاج بمواقع التناسل (خاصة الطيور البحرية).

وأشارت إلى أن هناك «العديد من الطيور المهاجرة والمقيمة والبحرية والبرية ترد الى المحميات الطبيعية والمواقع المهمة للطيور، وقد أجريت العديد من حملات عد الطيور وتم توثيق أنواع وأعداد الطيور، وما تم حصره في محمية الجهراء فقط.. كان نحو 310 أنواع من الطيور المهاجرة ووجود حوالي 14 نوعا من الطيور المستوطنة والمقيمة طوال العام وقد تم رصد عدد من الطيور المفرخة في المحمية مثل البلشون الذهبي والجاثم المبرقع (بلبول قصب) والبط الخضاري».

طيور الكويت وأعدادها

وذكرت بهزاد ان من أفضل المراجع العلمية التي تساعد في البحث والتعرف على طيور الكويت هو كتاب (الدليل الحقلي لطيور الكويت) الذي يوثق الطيور المهاجرة والمستوطنة في الكويت، والإصدار يشمل وصفا دقيقا لتلك الأعداد من الطيور تسهل على الراصدين والموثقين تمييز أي طائر ورصد حالته البيئية في البلاد»، لافتة إلى أن هناك أنواعا من الطيور منها الطيور المقيمة وعددها 46 نوعا، وهي الطيور التي تتواجد في الكويت على مدار العام، حيث تتكاثر وتفرخ وترعى صغارها ضمن البيئات المختلفة في الكويت، وبخصوص الطيور المهاجرة ذكرت أنها 293 نوعا، مشيرة إلى أنها هي التي تعبر البلاد سنويا خلال الهجرة في طريقها من الجزء الشمالي إلى الجزء الجنوبي وبالعكس وفي مسارات أخرى من الشرق إلى الغرب ضمن مسارات محددة، حيث تمكث عدة أيام أو أسابيع لتعاود الرحيل.

وأضافت بهزاد أن هناك طيورا زائرة شتوية وعددها 234 نوعا، وهي التي تقصد الكويت طلبا للدفء، حيث تقضي فترة الشتاء، وتغادر عند نهايتها، والطيور الزائرة الصيفية وعددها 85 نوعا، وهي التي تقصد الكويت صيفا، حيث تصل يافعة، فتمكث لتتغذى وتكبر، ومن ثم تعود لمواطنها الأصلية لتكمل حياتها هناك، فضلا عن الطيور العابرة (الشاردة) وعددها 96 نوعا، وهي التي تزور البلاد في فترات غير منتظمة، وليست ذات مسار أو توقيت محدد، حيث يكون ظهورها واختفاؤها مفاجئا.

قانون حماية البيئة

وختمت بالتأكيد على أهمية وضع قانون حماية للبيئة يحد الصيد والاتجار في الطيور من خلال مواد القانون 100 و101 واللتين تنظمان الاتجار والبيع من خلال ملاحق اتفاقية سايتيس الثلاثة (ملاحق الاتفاقية هي عبارة عن قوائم بجميع الأنواع المهددة بالانقراض في العالم: الملاحق تشمل فقط الأنواع التي هي مهددة، أو يمكن أن تصبح مهددة، نتيجة للاتجار الدولي)، وبها يمنع صيد الطيور من الطبيعة وبيعها واتباع اشتراطات سايتس عند الاتجار في البعض مثل (صقر الشاهين – الحبارى) والطيور الجارحة بشكل عام وأنواع الببغاء والبراكييت.

تقوم الاتفاقية بتنظيم الاتجار الدولي، التصدير، وإعادة تصدير، واستيراد الحيوانات والنباتات الحية والميتة وأجزائها ومشتقاتها (للأنواع الواردة في الملاحق فقط) من خلال نظام التراخيص والشهادات ولا يجوز إصدار التراخيص أو الشهادات إلا بعد استيفاء بعض الشروط والتي يجب تقديمها عند مغادرة الدولة أو الدخول إليها».

وأشارت إلى أن قانون حماية البيئة ينص في المادة 115 على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على ثلاث سنوات وغرامة لا تقل عن خمسة آلاف دينار ولا تزيد على خمسين ألف دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من خالف حكم المادتين (101، 124) من هذا القانون، وفي جميع الأحوال تصادر الكائنات الفطرية والقطع الأثرية محل الجريمة.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى