أخبار عربية

هروب كارلوس غصن من اليابان إلى لبنان يثير الدهشة في صحف عربية


كارلوس غصن

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

كان غصن وراء عملية دمج نيسان ورينو التي عززت أداء الشركة اليابانية

علق كتاب عرب على أخبار هروب كارلوس غصن، المدير المطاح به لتحالف رينو-نيسان لصناعة السيارات، إلى لبنان لتجنب محاكمته في اليابان.

وقد قضى غصن ما يقرب من عام من الحجز والتحقيقات في اليابان بتهم الفساد المالي.

لم يتضح كيف تمكن رجل الأعمال من مغادرة اليابان، حيث كان ممنوعًا من السفر إلى الخارج بانتظار محاكمته.

“التقاليد اليابانية”

تحت عنوان “الرجل الذي هزم اليابان”، يقول سمير عطا الله في جريدة “الشرق الأوسط” اللندنية إن “هناك معالم في التقاليد اليابانية لا وجود لها في أي حضارة أخرى. فالإمبراطور هو ‘الحاكم السماوي’ والمقاتل هو ‘الكاميكاز’، أي أن الطيار لا يقصف أعداءه، بل ينزل عليهم بطائرته، والمهزوم يموت بالـ’هاراكيري’ أي يبقر بطنه بالسيف وهو يصرخ ممجدًا الشمس وإله الشمس وحضارة اليابان. يجب أن نضيف إلى هذه النقاط الحضارية، سابقة جديدة في السعة اليابانية: منع المتهم كارلوس غصن، بعد الإفراج عنه بكفالة، من مخاطبة زوجته إلا بواسطة الفيديو”.

ويضيف الكاتب: “ويذكر هنا أن أعتى السجون الأميركية تسمح لأعتى السجناء، بمقابلة زوجاتهم… والمتهم كارلوس غصن هو اللبناني الذي أحيا صناعة السيارات اليابانية من الخراب والإفلاس. وهو الذي عثر لليابانيين على 400 ألف فرصة عمل. وهو الذي دمج الشركات العملاقة لإنقاذ الصناعة. وبالتالي هو من أعاد الحيوية للاقتصاد الياباني المتعثر”.

ويتابع عطا الله: “التهم الموجهة إلى كارلوس غصن، تهم مخالفات مالية لم تثبت بعد. ومع ذلك، عومل هذا الياباني الفخري مثل قاتل أو مثل معتدٍ أشعل النار في ثوب الإمبراطور. وضع في زنزانة ليس فيها كتاب ولا كرسي ولا ضوء. ومنع من رؤية زوجته وأبنائه أو الاتصال بهم. وحرم في الأيام الأولى من توكيل المحامي الذي يريد. لست أدافع عن رجل حوكم وأُدين، بل عن متهم بمخالفات مالية وعن حقوقه المدنية بموجب أي قانون من قوانين الأرض… لذلك استقبل فرار غصن من المعاملة اليابانية بالعطف حول العالم”.

ويختتم الكاتب مقاله بقوله: “تطالب الشمس اليابانية كارلوس غصن ببضعة ملايين. ومنذ توقيفه، خسرت شركة ‘نيسان’ أكثر من مليار دولار. وتراجعت شركة ‘رينو’ في فرنسا. ولم يستطع مكايدوه أن يحققوا شيئًا سوى حصاد الحسد”.

“عدالة أصحاب المليارات”

وتقول جريدة “القدس العربي” في افتتاحيتها إنه “ورغم أن السلطات القضائية اليابانية معروفة بتشددها في إجراءات التوقيف… فإن قسوة تدابير التوقيف المتخذة بحق غصن لفتت أنظار العالم بأسره، وخاصة في أوساط المال والأعمال. فالرجل في نهاية المطاف أحد كبار أساطين صناعة السيارات، وبدا حرمانه من الاتصال مع العالم الخارجي أو حتى التواصل مع زوجته بمثابة سلوك انتقامي أو عقابي صريح، أو تواطؤ مع بعض مدراء نيسان الذين أفزعهم احتمال سعي غصن إلى دمج الشركة مع رينو وميتسوبيشي حسب مزاعمه”.

وتضيف الجريدة: “لعل الدرس الأول وراء توقيف غصن وإحالته إلى القضاء الياباني هو أن النظام الرأسمالي يمكن أن يأكل خيرة أبنائه لأسباب لا تتعلق بارتكاب الذنب أو البراءة منه، بل لأن المصالح العليا يمكن أن تتضارب وتتناقض فتأتي على الواقفين عائقًا أمام خدمتها”.

وتتابع: “الدرس الثاني يعكسه نجاح غصن في الفرار من قبضة القضاء الياباني والإفلات من الرقابة اللصيقة التي فرضتها الشرطة عليه، ثم وصوله إلى العاصمة اللبنانية سالمًا ظافرًا، بدليل ما تردد عن مسارعة الرئيس اللبناني ميشيل عون إلى استقباله، وبأمارة البيان شديد اللهجة الذي صدر عنه وانطوى على اتهام النظام القضائي الياباني بالتحيز، وتحويله إلى ‘رهينة'”.

وتضيف الجريدة: وسواء كان غصن مذنبًا أم بريئًا، فإن ‘العدالة’ التي اختارها لنفسه هي تلك التي لا يملك صناعتها إلا أصحاب المليارات، الذين لا عائق يمنعهم من تكييف الحق أيًا كانت الوسائل، ما دامت تلبي الأغراض. وقصة نجاحه في الإفلات من كل القيود والعوائق، وعبور المحيطات والبحار، هي أيضًا مفارقة نظام رأسمالي لا يحتكر القانون فقط، بل يدوس عليه أيضًا”.

“القضية على وشك أن تبدأ”

أما روني ألفا، فيرى في جريدة “ليبانون ديبايت” اللبنانية الإلكترونية إن “لبنان استعاد اليوم طاقة كبيرة من طاقاته المبدعة. مواطن عالمي يعود إلى بيته. ينقل إبداع العالم إلى مكان إقامته. مدعاة للغضب أن يحقق غصن مليارات الدولارات للعالم ثم يرمى في سجن انفرادي”.

ويضيف الكاتب: “بلقاء غصن رئيس الجمهورية بدا واضحًا أن لبنان هو البلد الأم. البلد الحاضن. مسقط الرأس المشرف. موقف شجاع لرئيس الجمهورية. يضم أبناءه إليه ويقدم الحماية والرعاية إلى المبدعين منهم الذين زرعوا العالم نجاحًا وإبداعًا”.

ويتابع: “أن يتخذ كارلوس غصن قرارًا بحجم الهروب يعني أنه كان معتقلًا. بكل بساطة. حماية كارلوس غصن من واجبات الدولة وهي لم تقصر. كارلوس غصن استحق طابعه التكريمي. ننتظر منه أن يكون مدافعًا شرسًا عن نفسه من لبنان. القضية على وشك أن تبدأ”.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى