أخبار عربية

دونالد ترامب: هل يخسر سباق الرئاسة بسبب طريقة حديثه عن النساء؟

[ad_1]

كيليان كونواي (يسار) - ترامب - ماري يوفانوفيتش (يمين)

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

كيليان كونواي (يسار) وماري يوفانوفيتش (يمين) طالتهما تعليقات ترامب المتحيزة ضد النساء، رغم اختلاف موقع كل منهما من إدراته

مع خوض عدد من النساء سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام المقبل أمام دونالد ترامب، يُتوقع أن تكون لغة الرئيس في وصف خصومه محل اهتمام كبير. فهل تختلف لغته الهجومية حسب جنس الخصم؟

في أحد الحوارات الصحفية، أشار ترامب إلى سفيرة بلاده السابقة في أوكرانيا، ماري يوفانوفيتش، بوصف “هذه المرأة”، وليس باسمها.

وكانت يوفانوفيتش، التي أقالها ترامب في مايو/أيار الماضي، أحد الشهود في جلسة مسائلة ترامب في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وقالت للمشرعين إنها أُقيلت بسبب حملة شعوجاء شنها أشخاص “مشكوك في نواياتهم”.

وبرر ترامب قراره بإقالة يوفانوفيتش في حوار على قناة فوكس الأمريكية يوم الجمعة الماضي بأنه سمع “أشياء سيئة عن هذه المرأة”.

“هي لم تكن ملاكا، هذه المرأة. وفعلت الكثير من الأشياء التي لم أحبها”.

وأضاف ترامب أن فريقه شعر بأنه يجب أن يكون رحيما”لأنها امرأة. يجب أن نكون لطيفين”.

وتقول البروفيسورة ماريان لا فرانس، أستاذة علم النفس بجامعة ييل، إن هذه التصريحات مثال على اللغة التي تفرق على أساس الجنس.

“فهذه الإشارات تنفي كونها شخصا أو صفتها المهنية، فهي بالأساس امرأة”.

وأضافت إنه من المثير للاهتمام أن “النساء عادة ما تكون لهن إشارة خاصة في اللغة”، فكلمة “شخص” تعني بالضرورة “ذكر”.

وتابعت: “لكننا عادة ما نحتاج إلى إضافة لغوية للتعريف بالمرأة، فهي امرأة أولا وأخيراً. هي ليست شخصا سياسيا، هي امرأة سياسية. لكنك عادة لا تقول رجلا سياسيا”.

وبمجرد استخدام إضافة لغوية لوصف أحدهم “تلتصق به العديد من الأفكار الشائعة المغلوطة” في اللاوعي.

“لذا، عندما نقول امرأة سياسية، قبل أن نقول أي شيء عن أفكارها أو مؤهلاتها أو مكانتها العملية، نكون قد رسمنا بالفعل صورة ذهنية بعينها”.

سجل مثير للجدل

يذخر تاريخ ترامب بالكثير من التعليقات المثيرة للجدل بشأن النساء، حتى قبل أن يصل إلى الرئاسة. لعل أشهرها ما تصدر الصحف عام 2016 عن تفاخره بالتحرش الجسدي بالنساء في تسجيل لمسابقة في هوليوود عام 2005 حيث قال جرفياً: “مسك النساء من الفروج”.

وتقول ديبي والش، رئيسة مركز النساء الأمريكيات والسياسة في جامعة روتغير، إن التعليقات الأخيرة امتداد لنهج ترامب في الحديث عن النساء.

“فما قاله عن هيلاري كلينتون، وكارلي فيورينا، وإليزابيث وارين، وهايدي كروز، وغيرهن الكثيرات، يشي بنهجه في الحديث عن النساء القويات والمميزات بطريقة مهينة، يتعمد فيها أن يحط من قدرهن”.

حتى النساء اللاتي يدعمنه لم يسلمن من اللغة والنقد القائمين على التمييز.

ففي الحوار الذي أُذيع يوم الجمعة، وصف ترامب مستشارته كيليان كونواي بأنها رائعة، “لكن كان يجب أن تؤثر على زوجها”، وهو من أكبر معارضي ترامب ويُدعى جورج كونواي.

وأضاف: “كان يتوجب عليها القيام بأشياء سيئة بحقه لأن هذا الرجل مجنون”.

كما أشارت والش إلى أن النساء المقربات من ترامب “لديهن سمة المبالغة في إظهار أنوثتهن”.

إيفانكا ترامب، على سبيل المثال، سيدة أعمال ناجحة، لكن تنطبق عليها الصورة النمطية للمرأة “التي تتعلق بذراع رجل قوي”.

مصدر الصورة
Reuters

Image caption

إيفانكا ترامب سيدة أعمال ناجحة، لكن تنطبق عليها الصورة النمطية للمرأة “التي تتعلق بذراع رجل قوي”

بعض تعليقات ترامب بشأن النساء:

  • وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون: “مظهرها غير مناسب. ليس لديها قدرة تحمل. أقول إنها لا تملك قدرة تحمل، ولا أعتقد أن لديها قوة تحمل”.
  • المرشحة الجمهورية السابقة للرئاسة كارلي فيورينا: “انظروا إلى هذا الوجه. هل يمكن أن يصوت أحد لهذا الوجه؟ هل تتخيلون أن يكون هذا هو وجه الرئيس المقبل؟”
  • سيناتور إليزابيث وارين: “إليزابيث وارين الخرقاء. السيناتور الأقل إنتاجا في الولايات المتحدة سليطة اللسان”.
  • الصحفية ميغان كيلي: “يمكنك رؤية الدماء تنهمر من عينيها. يمكن رؤية الدماء تخرج من أي مكان من جسدها”.
  • إي جاين كارول التي اتهمته بالاعتداء عليها: “أولا، هي ليست من النوع المفضل لدي. وثانيا، لم يحدث هذا الأمر أبدا، مطلقا. حسنا؟”.
  • روزي أودونيل: “إنها خرقاء. كيف تظهر على التليفزيون من الأساس؟ لو كنت أدير برنامج “ذا فيو”، سأطرد روزي. سأنظر مباشرة في وجهها الممتلئ القبيح وأقول لها “روزي، أنت مطرودة!”.
  • إيفانكا ترامب: “لديها جسد في غاية الجمال. قلت من قبل إنه لو لم تكن إيفانكا ابنتي، ربما كنت سأواعدها”.
  • المساعدة السابقة في البيت الأبيض أوماروزا نيومان: “عندما تمنح شخصاً مجنوناً من خلفية اجتماعية متدنية، وتوفر لها وظيفة في البيت الأبيض، أعتقد أن الأمر لن ينجح”.

ومن وجهة نظر نفسية، تقول لا فرانس إنه عندما تتحول التعليقات إلى إهانة، فتصبح شديدة الأذى.

وتناولت دراسة حديثة تأثير اللغة التي تنطوي على تمييز على النساء، وأظهرت أنه حتى إذا كان التعليق غير موجه للمستمعة، إلا أن له تأثيراً سلبياً على ثقة المرأة بنفسها، وذلك عن طريق قياس تقييمها لأدائها وقدراتها بعد سماع التعليقات.

وقالت لا فرانس إن التعليقات “تخلق جواً مناسبا لاستهداف النساء، وليس فقط المرأة التي استهدفها التعليق بشكل مباشر، وهذا بالتحديد هو الأمر المدمر”.

وعندما يتحدث ترامب عن خصومه من النساء تقول لا فرانس إنه يلجأ إلى اختصارهن والحط من قدرهن واعتبارهن أغراض جنسية، أو غير جديرات بالاحترام أو الاهتمام.

وتابعت: “وصف النساء بأنهن غير قويات فيه إشارة إلى أنهن هشات أو ضعيفات، وإن كان أقل وطأة من الحديث عن أعضائهن التناسلية، لكن يظل له نفس قدر التأثير المدمر، إن لم يكن أشد تدميرا،” في إشارة إلى أوصاف موجودة بالفعل تضع النساء في مكانة أدنى من الرجال.

ترامب: بطل النساء؟

رغم أوصافه المثيرة للجدل بشأن النساء، والنظرة الذكورية لحكومته، لكن من غير المنصف القول إن ترامب يُبعد النساء القويات عن دائرته الخاصة.

فبجانب إيفانكا، التي تشغل منصب مستشارة في البيت الأبيض، فإن كونواي من بين أصحاب المناصب الإدارية الرفيعة الذين يدافعون عن ترامب باستمرار. وكذلك المتحدثة باسم البيت الأبيض ستيفاني غريشام، وخليفتها أيضا، سارة هاكابي ساندرز.

وعند مواجهة ترامب بموقفه من النساء، أشار إلى تاريخه في تعيين وترقية النساء في شركاته “فأنا أحب النساء”.

ويقود براد بارسكايل حملة ترامب الانتخابية في 2020، لكن موقع بوليتيكو أوضح أن ضمن المناصب العليا في فريق الحملة عشرات النساء ككبار مستشارين ومديرين.

وتواصلت بي بي سي مع حملة “نساء من أجل ترامب”، الحملة النسائية الأكبر الداعمة لترامب، لكن لم تتلق منهم ردأ حتى الآن.

مصدر الصورة
Getty Images

ألا ينعت الرجال كذلك؟

إذا كانت الأوصاف التي يطلقها ترامب على النساء تتراوح ما بين القبح والجنون والذكاء المحدود، فإن أوصافه للرجال تدور في نفس الفلك.

وتقول والش إنه يلجأ دائماً “للتقليل من مكانة الرجال لجعلهم أقل قوة، وأقل خشونة، وفي كثير من الأوقات أقل ذكورية”.

وأضافت: “كما يُضخّم نفسه ليبدو الأكثر ذكورية مقارنة بالرجال المنافسين له بأي شكل من الأشكال”.

واللفظ المفضل لديه للحط من قيمة خصومه الذكور هو وصف “الصغير”… ماركو روبيو الصغير، مايكل بلومبيرغ الصغير، آدم شيف الصغير، روكيت مان الصغير.

وتقول لافرانس إنه بمجرد الإشارة إلى أحدهم “بالصغر أو الضآلة، سواء في الحجم أو المكانة، فإنك تدخل في منطقة التمييز اللغوي على أساس الجنس”.

وترى والش إنه بالرغم من عدم تمييز ترامب في إهانة معارضيه من الرجال والنساء، إلا أن الهجوم على النساء أشد خطورة.

وتضرب مثلا باختيار ترامب لأربع عضوات شابات في الكونغرس عن الحزب الديمقراطي، من صاحبات البشرة الداكنة، وقوله لهن “إذهبن إلى المنزل”، فهذه الواقعة تعتبر “تهديدا”.

“نعلم أن النساء عادة ما يُستهدفن في الساحة السياسية، ويتعرضن للتهديد عبر الإنترنت، وكانت انتقاء عضوات الكونغرس الأربعة، والإشارة إليهن بلغة في منتهى العنف أحد أكثر الأمثلة الصارخة”.

كيف يمكن أن ينتهي الأمر في انتخابات 2020؟

وكشفت دراسة أجراها مركز أبحاث بيو في أبريل/ نيسان الماضي وجود فجوة ملحوظة في نسب الرضا عن ترامب بين الجنسين.

فأقل من نصف الرجال بقليل وافقوا على طريقة إدارة ترامب للرئاسة، مقابل 32 في المئة من النساء.

كما كشف تحليل بيو لأول عامين له في الرئاسة أن متوسط نسبة الرضا عن رئاسة ترامب كان 44 في المئة بين الرجال، و31 في المئة بين النساء، وهي الفجوة الأكبر بين الجنسين منذ رئاسة جورج بوش الابن.

ورغم نجاح ترامب في كسب أصوات الناخبات البيض في عام 2016، إلا أن هذه الجولة قد تكون أصعب، حسبما كشف استطلاع رأي مؤخرا.

وتقول والش إن ترامب قد يواجه تحديات حقيقية في كسب أصوات الناخبات البيض الجامعيات المقيمات في الضواحي، اللاتي عادة ما يصوتن للجمهوريين “ويرجع هذا الأمر إلى لغته، وسلوكه، والطريقة التي يعامل بها النساء”.

وتابعت: “اللغة التي تميز على أساس النوع موجودة بالفعل. وأرجح بروز امرأة في صفوف الديمقراطيين (مرشحة لمنصب الرئيس أو النائب). وأنا متأكدة أن هذه المرأة ستتعرض للهجوم. وأعتقد أنه ينتظرنا المزيد من هذا الخطاب”.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى