قناة “سي تي في” القبطية في مصر تثير جدلا بين المسيحيين بعد الاستعانة بمقدم برامج مسلم
[ad_1]
جدل أثير في الأوساط المسيحية في مصر مؤخراً بعد محاولة تغيير محتوى قناة تليفزيونية قبطية تشمل تعيين مذيع مسلم وتغيير الشعار الذي كان يتوسطه صليب، وسط مخاوف من تقليص نافذة إعلامية تهتم بقضايا المسيحيين، ومطالبات بمساحة أكبر لمناقشة ما يهم مسيحيي مصر على منصات إعلامية أخرى.
وكانت قناة “سي تي في” المملوكة لرجل أعمال مسيحي والتي تعد صوتاً للكنسية، تعرضت لموجة انتقادات بعد تعيين المذيع والكاتب الصحفي المسلم أشرف عبد المنعم لتقديم البرنامج المسائي الأساسي “في النور” وتغيير شعار القناة وهو ما رآه بعض النشطاء المسيحيين محاولة لتغيير هوية القناة القبطية.
وأدى هذا الرفض من أوساط قبطية مختلفة إلى تراجع القناة عن قراراتها في نهاية المطاف.
المحامي والناشط القبطي هاني رمسيس قال لبي بي سي إن “قناة CTV تميل لمناقشة الجانب السياسي لأقباط مصر باختلاف عن القنوات الدينية الأخرى -أغابي و مي سات”، مشيرا إلى أن CTV حضرت مع الأقباط أحلك الأزمات والمشكلات المتعلقة بتفجيرات وحوادث غلق الكنائس.
وأضاف رمسيس أنه لو كانت القنوات الفضائية المحلية الأخرى تناقش الملف القبطي بشكل كاف لما حدث رد الفعل العارم ضد القناة، ولكن أن يكون الملف القبطي “مقتصرا على قناة CTV فهذه مشكلة، نأمل أن تكون موضع اهتمام قنوات الدولة والقنوات الخاصة”.
الناشط القبطي مينا ثابت قال لبي بي سي إن الغضب القبطي يأتي في إطار “تقلص المساحات المتاحة للمسيحيين للتعبير عن أنفسهم ووجودهم”، ففي معظم القنوات المحلية الخاصة والرسمية توجد فقرات تعبر عن المعتقد الديني، وهو ما لا يتاح للمسيحيين.
ويضيف: “عندما رأى الأقباط الاستعانة بمذيع مسلم، ليس فقط لأنه غير قبطي ولكنه أيضاً ليس من الوجوه المعروفة بالمواقف الداعمة للأقباط، وتغيير خطاب القناة، شعروا أنه حتى الصوت المتاح لهم يؤخذ منهم”.
محاولة التغيير قوبلت أيضاً بالغضب على مواقع التواصل الاجتماعي حيث رأى بعض الأقباط أن إحدى المنصات القليلة التي تعبر عنهم تنسحب.
حنان كمال كتبت: “الآن وقد تم التكميم والاستيلاء حتى على هوية القناة … تعجبت أن يمثلني طرف لم ولن يشعر بمرارة هدم أو حرق أو تفجير كنيسة”.
وكتب الناشط القبطي إسحق إبراهيم: “المشكلة الأساسية في هوية القناة التي ضاعت بحجة التطوير والتغيير المزعوم، وفي المخاوف من أن يتراجع تناول القناة لهموم ومشاكل الأقباط وتصبح مثل غيرها من القنوات الفضائية”.
المذيعة دينا عبد الكريم، والتي كانت تعمل في القناة ذاتها، أيضاً كتبت في هذا الشأن: “الأمر ببساطة لا يختزل فى مذيع ولا برنامج، الأمر فى ( الخذلان ) الذي شعر به الناس عندما رأوا تلك الشاشة التى كانت فى أوقات كثيرة زادهم ومصدر بهجتهم لأنها كانت تشبههم، فاللمرة الأولى يرون فيها أشياء لا تشبههم، برامج لاتتحدث بلغتهم”.
تميزت قناة CTV منذ إنشائها قبل 12 عاما بكونها تجمع بين إذاعة الطقوس الدينية، التي يذهب إليها الاقباط باحثين عن الصلوات والعظات الروحية، وأيضاً كونها تتحدث عن مشاكل الأقباط فيما يتعلق بالأحداث الطائفية أو المشكلات المجتمعية السياسية.
ويُعتقد أن الأقباط يشكلون حوالي عشرة في المئة من تعداد السكان في مصر.
وقد أنشأ رجل الأعمال القبطي والقريب من السلطات الكنسية ثروت باسيلي قناة CTV عام 2007، وبرحيل باسيلي قبل عامين تولى أبناؤه إدارة القناة.
وقال إيليا ثروت باسيلي، المدير التنفيذي للقناة، لبي بي سي إن الهدف وراء التغيير كان إحداث تطوير للمحتوى، وإن الاستعانة بمذيع مسلم كان لمهنيته، ولكونه مسلما فـ “عندما يدافع عن حقوق الأقباط سيكون أقوى من الأقباط عندما يدافعون عن أنفسهم خاصة أمام الرأي العام والدولة”.
كذلك، قال المذيع والكاتب الصحفي أشرف عبد المنعم مدير تحرير جريدة “الأهرام” المصرية، في الحلقة الأولى من برنامج “في النور” إنه يستطيع مناقشة أمور قد لا يتمكن مذيع قبطي من التطرق لها بنفس السهولة.
باسيلي أيضاً علل قراره باختيار عبد المنعم بأنه على علم بآرائه الداعمة للأقباط، الشيء الذي كان محل جدل أيضاً.
فبمجرد ظهور المحتوى الترويجي للبرنامج، تناقل النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع لعبد المنعم في برنامج حواري يعود لعام 2016 دفع فيه بأن هناك “مخطط من الغرب” لإقامة دولة فاتيكان في جنوب سيناء للمسيحين مقابل إقامة إمارة إسلامية في شمال سيناء، وهو ما رأى فيه البعض نوعا من “التحريض”.
ومؤخرا واجهت CTV انتقادات أخرى لعرضها إعلانات تجارية، والتي يقول باسيلي إنها أصبحت ضرورة لتستمر القناة وإنه لم يعد من الممكن الاستمرار بتمويل شخصي من عائلته فقط.
وكان أيضا تغيير الشعار، الذي كان يتوسطه حرف مشتق من اللغة القبطية ويشبه حرف الـ T’ ‘ في الإنجليزية ويظهر كأنه صليب، محل تعليقات رافضة.
وقال باسيلي إن هذا الحرف لم يكن يقصد به صليب من البداية وإن الشعار يحدده شكل صليب، وبالتالي، لم يكن المقصود محو الهوية القبطية وإنما أيضا التجديد.
ومع الانتقادات، تراجعت القناة عن قرارها، فأعيد الشعار وانسحب عبد المنعم على الهواء قائلاً: “لم آت إلى القناة من أجل إثارة أي مشاكل أو أزمات… فالأفضل أن ينسحب الفارس”.
وأضاف: “لتعود الجماهير المحترمة إلى قناتها وليخرج الجديد الذي هو أنا بسلام ودون تسبب في أى مشكلة أو غضاضة في النفوس”.
[ad_2]
Source link