"تكتك" و"17 تشرين": للحراك صحف ورقية
بعد صدور ستة أعداد من جريدة “تكتك” العراقية في الرابع من نوفمبر، خرج مساء الخميس العدد الأول من جريدة “17 تشرين” اللبنانية، وتصدّر غلافها عنوان “أنا الشعب لا أعرف المستحيل”.
وبحسب القائمين على الصحيفتين فإن المحتجين في البلدين، أرادوا أن تكون لساحات التظاهر منابر تغطي الأحداث، ومساحة للتعبير عن الآراء والأفكار حول أسباب التظاهر ومطالب المتظاهرين.
ويقول العاملون في الصحيفتين إنهم يعتمدون على التمويل الذاتي من المتطوعين.
فالنسخة العراقية، “تُرسل الكترونياً الى المتظاهرين في الجنوب كي يطبعونها على نفقتهم، ويتطوّع بعض مالكي المطابع بطبعها مجاناً”.
في افتتاحية “17 تشرين” اليوم، كتب بشير أبو زيد “هنا نوثّق ونطرح، لا نحاضر”.
سميّت الصحيفة في لبنان نسبة ليوم انطلاق المظاهرات في 17 تشرين الأول/أكتوبر.
يقول كاتب الافتتاحية، بشير أبو زيد في اتصال مع ” بي بي سي”، إن الفكرة ناقشها أصدقاء في ساحة الاعتصام في بيروت بعد أربعة أيام على بدء الانتفاضة، لكن الأحداث المتسارعة والانشغال في الشارع أجَّل صدورها.
مساء الخميس، تناول ناشطون ومؤيدون للتظاهرات صورهم مع الصحيفة الجديدة على وسائل التواصل الاجتماعي، ووصفوها ب”صحيفة الثورة”.
يصرّ أبو زيد على عدم تقديم الجريدة الجديدة بوصفها “لسان الثورة” أو المتحدثة باسمها، حيث يعتبرها “زقاقا صغيرا في مساحات الثورة الكبيرة”. ويؤكد على أن الهدف من إصدارها، هو توثيق ما يجري من أحداث وتجارب وإنجازات وأخطاء أيضاً.
إلى جانب السرد لأهمّ مجريات الانتفاضة في لبنان منذ بدايتها، والخطوات التي قام بها المتظاهرون، تضمّن العدد الأول مقالات عن الهويّات الطائفية وعن وضع الإعلام في ظلّ ما يجري.
كما تضمّن رسائل لكتّاب من سوريا ومصر.
يقول أبو زيد عن المشاركة العربية التي اقتصرت في العدد الأول على مصر وسوريا “إنّها للاستفادة من تجربة الأصدقاء الذين عايشوا الانتفاضات في العالم العربي، وكي لا نكرر الأخطاء التي حصلت هناك”.
في العراق، خرجت مبادرة إصدار “تكتك” بعد قطع الحكومة الإنترنت في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر، في محاولة لمنع المتظاهرين من تنظيم التجمعات.
غلاف العدد الأول حمل عنوان “المستحيل ليس عراقياً” وتضمّن لائحة من عشر نقاط، تلخّص مطالب المحتجين العراقيين.
و”تكتك” هي مبادرة صحافية قام بها ستة صحافيين، من بينهم أحمد عبد الحسين وأحمد الشيخ ماجد، لنقل المستجدات السياسية والأمنية.
ومن الأهداف التي أعلنها ناشرو الصحيفة العراقية، التصدي للشائعات وترجمة ما ينشر في الصحافة العالمية عن أحداث العراق.
واستوحى الناشطون العراقيون اسم الصحيفة من ال”توك توك”، وهو وسيلة النقل التي أصبحت صورتها أيقونة الاحتجاجات في العراق.