أخبار عاجلة

بالفيديو السفير الإيراني لـ الأنباء | جريدة الأنباء


  • إيران لاتزال ملتزمة بالاتفاق النووي وستوفي بكل التزاماتها بمجرد عودة الولايات المتحدة إليه
  • دور الكويت في القضايا الإقليمية والدولية وسطي ومعتدل وحضورها في المناسبات الأممية نشط
  • لسنا بصدد التصعيد مع أميركا ولا أي دولة بالمنطقة ونؤمن بضرورة الاستفادة من الأمن والاستقرار
  • 100 سجين إيراني تم نقلهم لإيران في 2020 ليقضوا بقية فترة محكوميتهم وفقاً لاتفاقية مشتركة
  • 200 مليون دولار حجم التبادل التجاري في 2019 وهناك إمكانية كبيرة لزيادة هذه المعدلات

أجرى اللقاء: أسامة دياب

شدد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى البلاد محمد إيراني على أن جهود صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد محل تقدير، ويمكنها أن تسهم في حل العديد من الملفات في المنطقة، موضحا أن دور الكويت في القضايا الإقليمية والدولية وسطي ومعتدل، وأن حضورها ومشاركاتها في المناسبات الأممية لافت ونشط.

وكشف إيراني – في لقاء خاص لـ «الأنباء» – أن المصالحة الخليجية التي تمت بوساطة كويتية وفرت أرضية مشتركة للتوصل إلى اتفاق جماعي حول الأمن الإقليمي في المنطقة، مشيرا إلى استعداد بلاده لتعزيز تعاونها مع الكويت في مختلف مجالات العلاقات الثنائية، لافتا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين لا يرقى إلى مستوى الطموح حيث لا يتجاوز الـ 200 مليون دولار في عام 2019، مشيرا إلى وجود إمكانية كبيرة لزيادة حجم هذه المعدلات.

وأشاد السفير إيراني بالتعاون القضائي والقانوني بين البلدين، كاشفا عن نقل 100 سجين إيراني من الكويت إلى إيران في 2020 ليقضوا بقية فترة محكوميتهم وفقا لاتفاقية التعاون القضائي والقانوني بين البلدين.

وأكد أن بلاده ليست بصدد التصعيد مع أميركا ولا مع أي دولة من دول المنطقة، وأنها تؤمن بضرورة الاستفادة من الأمن والاستقرار، موضحا أن إيران لا تزال ملتزمة بالاتفاق النووي وستوفي بكل بالتزاماتها بمجرد عودة أميركا له، فإلى التفاصيل:

كيف تصفون العلاقات الكويتية- الإيرانية ماضيها وحاضرها وآفاقها المستقبلية؟

٭ العلاقات الإيرانية- الكويتية علاقات وطيدة، ممتازة، وتاريخية ومتطورة، لها بعد ثقافي راسخ والعديد من القواسم المشتركة الاجتماعية، والتي أضفت مزيدا من العمق على العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين والصديقين، وتركت آثارها وبصماتها الإيجابية على الجوانب السياسية والاقتصادية. كما أن إرادة مسؤولي البلدين على تنمية وتطوير العلاقات كانت جادة على الدوام، وهذا ما ضاعف من مسؤوليتنا.

الكويت جارة وبلد صديق يحظى بتقدير ومودة من قبل الشعب الإيراني، ومن دواعي الأسف فإن انتشار فيروس كورونا في العالم ترك بصماته السلبية على معظم المداولات الدولية والإقليمية والثنائية، وتسبب في تعطيل أغلب النشاطات لكن العلاقات بين البلدين ولحسن الحظ واصلت مسيرتها الطبيعية، وأنا وزملائي نبذل جهودنا لتسير هذه العلاقات قدما وتزداد متانة ورسوخا.

حدثنا عن أبرز مجالات التعاون الثنائي بين البلدين؟

٭ من الطبيعي أن البلدين الجارين ومن خلال الإرث الحضاري الذي أشرت له بينهما تعاون حسن في كافة المجالات التي يطمحان إليها. والجمهورية الإسلامية الإيرانية على استعداد لتعزيز علاقاتها مع الكويت في كافة المجالات التجارية والسياسية والثقافية وكل ما هو يصب في صالح البلدين، وليس لنا خط أحمر لتنمية هذه العلاقات.

ولحسن الحظ في الوقت الحاضر، فإن العلاقات السياسية والتشاورية بين مسؤولي البلدين متواصلة وفي مجال العلاقات الاقتصادية كذلك، ونرى أن الظروف مواتية لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، خصوصا أن حجم البضائع الإيرانية الواصلة إلى الكويت جيد لاسيما خلال الأيام الصعبة.

إلا أن زيارة المواطنين الكويتيين إلى إيران تأثرت كثيرا بسبب تفشي جائحة كورونا وأصبحت محدودة حاليا، ونأمل أن تعود الأمور إلى سابق عهدها بعد زوال هذه الغمة والتي أثرت سلبا على قطاع السياحة في مختلف دول العالم، كما تأثرت العلاقات العلمية والتقنية والأكاديمية بالأوضاع الصحية الراهنة وأضحى تطورها محدودا حاليا، ولكن كلنا أمل بمستقبل مشرق فيما بعد كورونا.

بصفة عامة الجمهورية الإسلامية الإيرانية على استعداد لتعزيز تعاونها مع الكويت في مختلف مجالات الثنائي ومنها تطوير التعاون الأمني ولأسباب بينة لكون الجوار يقتضي تعزيز العلاقات مع الجهات المعنية في الكويت. كما أن تبادل وجهات النظر حول القضايا المهمة يمكن أن يسهم بقوة في تكريس الأمن والاستقرار والسلام والهدوء.

مسؤولية جماعية

ما رؤيتكم لأبرز عناصر الأمن الإقليمي؟

٭ نظرة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بخصوص استتباب الأمن في ربوع المنطقة واضحة، ونحن نعتقد أن استتباب الأمن في إقليمنا هو مسؤولية جماعية تقع على عاتق دول المنطقة، ونرى أن التدخل الأجنبي في هذه المسألة يؤدي إلى تعقيد الأوضاع ولسنا بحاجة له. في سبتمبر 2019 طرح رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية د.حسن روحاني مبادرة بعنوان «ابتكار هرمز للسلام» وقدمها إلى منظمة الأمم المتحدة ومن ثم إلى زعماء دول المنطقة حيث لاقت ترحيبا من قبل معظم دول العالم.

وشملت هذه المبادرة أمورا في غاية الأهمية بخصوص الوصول إلى فهم مشترك حول الأمن الإقليمي. من الطبيعي أن هذه المبادرة لا تزال قائمة وفاعلة ونحن نعتقد أن المصالحة الأخيرة بين دول مجلس التعاون في قمة «العلا» والتي تمت بجهود ومساعي الإخوة في الكويت وفرت الأرضية للتوصل إلى اتفاق جماعي حول الأمن المشترك بين دول المنطقة.

كم يبلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين؟

٭ قبل انتشار جائحة كورونا وفي عام 2019 وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى نحو 200 مليون دولار وشمل المواد الاستهلاكية والغذائية والزراعية ومواد البناء بصفة عامة.

ولا شك أن هذا الرقم من منظور الميزان التجاري لا يرقى إلى مستوى الطموح، ولهذا نسعى لزيادته وهناك أرضية مناسبة بسبب قرب المسافة ورخص أسعار البضائع والنقل وجودة البضائع الإيرانية وهي أمور لا تخفى على التجار والمستثمرين في الكويت. بصفة عامة الجمهورية الإسلامية الإيرانية على استعداد لأن تضع إمكاناتها في متناول الكويت وترحب بالتعاون الاقتصادي والتجاري معها.

ماذا عن حجم الاستثمارات الكويتية في إيران وفي أي القطاعات؟

٭ ليست هناك استثمارات حكومية كويتية في إيران، وما هو موجود في الأغلب هو استثمارات لمواطنين كويتيين وتتم على شكلين في مناطق إيران المختلفة أما استثمار ثابت وطويل المدى ويشمل الفنادق وتربية الأسماك والمشاركة في المشاريع الصناعية والأسمنت وتأسيس شركات تجارية متعددة وغيره، أو غير ثابت وقصير المدى ويشمل شراء ممتلكات وعقارات وإيداعات مصرفية ولذلك لا يوجد رقم محدد.

ما آخر أخبار اتفاقية تبادل السجناء الموقعة بين البلدين؟

٭ نتعاون مع الكويت بشكل إيجابي وفقا لاتفاقية التعاون القضائي والقانوني الموقعة بين البلدين في شهر أكتوبر عام 2004، وخلال السنوات الماضية تمت مبادلة عدد من السجناء الإيرانيين في الكويت ليقضوا بقية محكوميتهم في إيران.

ما أود أن أؤكد عليه هو أن عدد السجناء الإيرانيين بصفة عامة مقارنة ببقية الدول الأجنبية ليس كبيرا، في عام 2020 وعلى أربع مراحل تمت مبادلة نحو 100 سجين إيراني، حيث يقضون بقية فترة الحكم في إيران، وتجدر الإشارة إلى ان أغلب السجناء الإيرانيين في الكويت هم من غير المقيمين أمثال صيادي الأسماك أو المتسللين.

كيف تقيمون الدور الذي تلعبه الديبلوماسية الكويتية في حل النزاعات وإحلال السلام؟

٭ دور الكويت في القضايا الإقليمية والدولية هو دور وسطي ومعتدل، ولهذا فإن حضور ومشاركة الكويت في المناسبات الدولية هو حضور لافت ونشط، وقد رحبنا بجهود القيادة الكويتية الحكيمة في المصالحة الأخيرة التي أثمرت بين دول مجلس التعاون، وأن جهود سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، وصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، ووزير الخارجية، وهي محل تقدير ويمكنها أن تساعد في حل بقية الملفات في المنطقة.

ما أبرز عوامل الاستقرار الإقليمي وتعزيز الثقة بين دول الجوار؟

٭ ان معظم المشاكل بين الدول تعود لعدم استمرار الحوار وبالنتيجة عدم الثقة. إن التمتع بحسن النية في معالجة المشاكل وبناء الثقة يساعدان في حل الخلافات والتي هي طبيعية عموما بين الدول، حيث تتم معالجتها على طاولة الحوار والتفاهم المتقابل وجها لوجه. النقطة الأخرى في الفهم والإدراك المتقبل والمتبادل للمفاهيم الأمنية والسياسية بين أعضاء المنطقة من خلال الحوار يمكن الوصول الى فهم متبادل لتعريف هذه المفاهيم. هذا الأمر يساعد في بناء الثقة ومن ثم مواصلة الطريق بشكل مشترك.

حلول مركبة

كيف ترى المشهد الملتبس والمعقد في منطقة الشرق الأوسط؟ وما السبيل للخروج منه؟

٭ إن مسائل وقضايا منطقة الشرق الأوسط معقدة جدا وذات جذور تاريخية، وبغية فهم أفضل لهذه القضايا طويلة الأمد والتي ظهرت في المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى وأعقبتها الحرب العالمية الثانية، يجب مراجعة التاريخ. حسب رأيي فإن العوامل والمنطلقات الأولية لهذه المشاكل التي أورثها الاستعمار لهذه المنطقة هي إنشاء النظام اللاقانوني الصهيوني في قلب المنطقة والذي يعتبر تواجده بحد ذاته منشأ للمشاكل والأزمات بل انه بدليل سياسات التفرقة التي يتبعها هذا النظام منذ أكثر من 70 عاما نجد أن شعوب وأنظمة المنطقة السياسية وقعت تحت تأثير وتهديد هذا النظام اللقيط.

ولاشك أن وجود الإرهاب والعناصر المتطرفة والمتشددة والتي نشطت مع الأسف باسم الإسلام وكانت أحيانا ألعوبة بيد القوى الكبرى لتعميق الخلافات بين دول المنطقة خلال العقد الأخير قد ضاعفت من هذه الأزمة بشكل كبير.

وفي الظروف الراهنة لا يمكن تقديم علاج للخروج من هذه الأزمات العميقة والمتشعبة بل إننا بحاجة إلى حلول مركبة يطول شرحها ولا يستوعب المجال لبيانها هنا.

كيف يمكن تجنب التصعيد بين إيران والولايات المتحدة والتي من الممكن أن تعرض المنطقة بأسرها للخطر؟

٭ إن التعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأميركية ينحصر في مجال الاتفاق النووي والموضوعات المدرجة في هذا الاتفاق. ومن الطبيعي أن المسار الماضي في دورة باراك أوباما بعد الاتفاق عام 2015 يجب إحياؤه من جديد، والطريق هو عودة أميركا إلى هذه الاتفاقية. هذا هو مطلب عالمي حيث إن الرئيس الأميركي السابق ترامب هو الذي خرج من هذه الاتفاقية بشكل أحادي، وعلى الإدارة الجديدة العودة لهذا الاتفاق دون زيادة أو نقصان.

إن الجمهورية الإسلامية لا تزال ملتزمة بهذه الاتفاقية مع أنها قلصت بعض التزاماتها بسبب خروج أميركا وعدم تعاون بقية الأعضاء إلا أنها ستعود بالتزاماتها بمجرد عودة أميركا، وعليه فإن وضع شروط للعودة إلى الاتفاق الدولي وتنفيذ القرار 2231 لمجلس الأمن سيعقد الأمور أكثر فأكثر.

إن عسكرة المنطقة وحضور القوات الأجنبية في هذه البقعة الجغرافية سيزيد من خطورة الأوضاع. الجمهورية الإسلامية تريد حل المشاكل مع بعض دول المنطقة بالحوار والتفاهم، وفي حال توافرت هذه الإرادة لدى دول المنطقة عن طريق الحوار وتم حل الخلافات بين الأطراف الإقليمية دون تدخل خارجي فلن يكون هناك مجال لأي مناورات أو حضور عسكري. ولا شك أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليست بصدد تصعيد التوتر لا مع أميركا ولا مع أي دولة من المنطقة، بل هي تؤمن بأن علينا أن ننعم من الفوائد الناجمة من تكريس الأمن والاستقرار في المنطقة.

مسارات حكيمة للخارجية الكويتية

بسؤاله عن تعاون زملائه في الخارجية الكويتية، وأبرز ما يميز الديبلوماسية الكويتية، قال السفير الإيراني إنه بالتعاون والحوار يتم نبذ التوتر من خلال أسلوب الاعتدال والمسارات الحكيمة في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية، وأرى أن الديبلوماسية الكويتية تنتهج هذا الأسلوب بشكل جيد.

نحن بتعاملنا مع مسؤولي وزارة الخارجية الكويتية ندرك هذا الموضوع.

فهذه الوزارة تحظى بكادر ديبلوماسي ذي خبرة.

في الظروف الراهنة فإن السفارة تتمتع بعلاقات جيدة مع مسؤولي وزارة الخارجية وأصدقائنا في هذه الوزارة متجاوبون في تعاونهم معنا بشكل تام، ومن هذا المنبر أعرب عن شكري وامتناني لوزير الخارجية وزملائه الكرام، لاسيما الأخ الفاضل والمثابر خالد الجارالله الذي تقاعد أخيرا وأتمنى له كل التوفيق والسلامة.

أقل من 40 ألف إيراني بالكويت

كشف سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى البلاد محمد إيراني عن عدد أبناء الجالية الإيرانية في الكويت بأنه أقل من 40 ألف إيراني في الكويت حسب تقديرات السفارة. البعض منهم يعيش مع عائلته لسنوات طويلة ويعملون في المراكز المختلفة ولهم نشاطات متعددة والبعض الآخر من العمال الذين يعملون في البلاد وهم عزاب.

60 ألف تأشيرة في 2019

بسؤاله عن عدد التأشيرات التي يصدرها القسم القنصلي في السفارة سنويا وأعداد السائحين الكويتيين الذين يزورون إيران، قال السفير إيراني: كما سبق أن ذكرت أن القطاع السياحي عالميا يعتبر من أكبر القطاعات التي تأثرت بجائحة كورونا ولذلك نجد أن موضوع التأشيرات والزيارات قد تأثر وتضرر كثيرا بسبب تلك الجائحة والقيود التي فرضت على السفر، فلكل دولة حق في حماية مواطنيها.

وخلال عام 2019 تم إصدار نحو 60 ألف تأشيرة مختلفة للمواطنين الكويتيين وان 80% من هذا العدد شمل أفرادا أو عوائل لزيارة المراقد الدينية لاسيما في مدينتي مشهد وقم.

وفي نفس الوقت العديد من الزيارات كانت للعلاج والشؤون الطبية والبعض كان للسياحة والتنزه وزيارة المواقع التاريخية والمدن الأثرية في إيران حيث كان عددهم أكثر من 10 آلاف شخص، وكما تعلمون فإن العدد تقلص بشكل كبير خلال عام 2020.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى