أخبار عاجلة

حوار مع حارس جمعية تعاونية



جرى حوار بيني وبين أحد حراس جمعية تعاونية في إحدى مناطق الكويت وأنا خارج من الجمعية توقفت عنده لأجري معه هذا الحوار الإنساني وسألته كم راتبك الشهري فقال بخجل تسعين دينار لا غير واسترسل بالحديث وأنا أستمع إليه بصمت المتعاطف معه وأنا الآن مطالب بأن أدفع خمسة وسبعين دينارًا لتجديد إقامتي .
وهنا لم أستطع أن أكتم صمتي وقاطعته بالكلام لأقول لمن تدفع هذا المبلغ لتجديد إقامتك فرد قائلاً للشركة التي أعمل بها فقلت ألست أنت على كفالة الشركة في إقامتك في الكويت فقال صحيح كلامك ولكن إذا لم أدفع إقامتي من راتبي الشهري فسوف أُفصل من العمل في الشركة وتلغى إقامتي .
فعاودت الحديث معه قائلاً اسمح لي أن أتدخل في شؤونك الشخصية وأسألك كيف بمبلغ التسعين دينارًا تعيش فقال أحتفظ بسبعين دينارًا لإرسال هذا المبلغ إلى عائلتي في بلدي للصرف على أبنائي ومعيشتهم ومدارسهم والباقي عشرون دينارًا .
وقلت له كيف تتصرف به فقال أخصم خمسة دنانير “للنت” لأتحدث مع عائلتي في بلدي وخمسة عشر دينارًا للأكل اليومي وواصل الحديث .
وقلت له كيفية السكن والمواصلات من مكان سكنك إلى مكان عملك فرد قائلا الشركة التي أعمل بها تتكفل بالإقامة في السكن لستة أشخاص في غرفة واحدة مع المواصلات من مكان سكني إلى مكان عملي في هذه الجمعية التي أعمل بها اثني عشرة ساعة يومياً من الساعة السادسة صباحاً إلى الساعة السادسة بعد المغرب .
قبل الختام :
حاولت أن أخفي دمعة من عيني حتى لا يراها تسقط أمامه متأثراً ومتألماً ومتعاطفاً معه في كيفية يعيش هذا الإنسان وغيره الكثيرون في مثل حالته بالمعاش الشهري المتدني لكسب رزقه بالحلال .
ويبقى القول على وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل المسؤولة عن العمالة التي تعمل في الكويت تحت كفالة الشركات أن تراعي ذلك وأن تشكل لجنة خاصة للنظر في أحوالهم في الراتب الشهري وتصليح أحوالهم في وضع سقف معين للراتب الشهري لا يقل عن مائة وخمسين ديناراً شهرياً على الأقل مثل العمالة المنزلية بالسائقين والطباخين والخدم في داخل المنزل راتبهم الشهري أكثر من مئة دينار مع الإقامة والأكل وتوفير غرفة خاصة في منازلهم لهم .
إننا نناشد الجمعيات الخيرية أن تساهم بالراتب الشهري للعمالة الذين يعملون عندهم وأصحاب الأيدي البيضاء الذين يساعدون المحتاجين أن ينظروا بعين الاعتبار إنسانياً إلى هؤلاء المساكين حراس الجمعيات التعاونية وغيرهم في مختلف الأماكن التي يخدمونها ويعملون بها وأن يمدوا لهم يد المساعدة لهم .
وقبل أن أنهي كلامي مع هذا الرجل قلت له ألا تحصل من المساعدة من الداخلين والخارجين من الجمعية التعاونية بدينار على الأقل فقال لي لا يا عمي لا تتعدى من يقدم لي أحياناً بحدود ربع أو نصف دينار وأحياناً دينار جزاهم الله كل خير وكذلك البعض يقدم لي ما يشتريه لي من الجمعية التعاونية من الفواكه والخضروات وأنواع الخبز والبيض أحياناً .
هذه إحدى الحالات الإنسانية التي يعيشها البعض في بلد مركز العمل الإنساني فساعدوهم جزاكم الله خيرًا وفي ميزان حسناتكم لتصلح أوضاعهم المعيشية بالراتب الشهري ونحن والحمد لله في بلد الخير فعلينا أن يشمل خيرنا من يحتاجون إليه .
وسلامتكم

بدر عبد الله المديرس
al-modaires@hotmail.com





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى