أخبار عربية

عنصرية أم تنمر؟ ماذا يخبرنا فيديو التعرض لمراهق من جنوب السودان في مصر؟


حالة غضب في مصر بعد انتشار مقطع فيديو يظهر سخرية و"تنمر" شابين على طالب أفريقي من أصحاب البشرة السمراء

مصدر الصورة
YOUTUBE

“ماذا تحمل في حقيبتك؟ أرني ذلك!” هذا جزء من مقطع مصور تداوله نشطاء في مصر بكثافة ووثق سخرية و”تنمر” مراهقين على فتى من أصحاب البشرة السمراء.

ويظهر المقطع المتداول صبيا مصريا يدعى سيد حسن وصديقه وهما يعترضان طريق طالب إفريقي ويحاولان الاستيلاء على حقيبته المدرسية، وسط قهقهة صديقهما الثالث الذي كان يصور الواقعة.

وانبرى الشاب المصري في تقليد لهجة المراهق الإفريقي، الذي اتضح لاحقا أنه يدعى جون مانوث وينحدر من جنوب السودان، ويدرس في الصف الرابع بمدرسة لاجئين بمنطقة العباسية.

واستهجن نشطاء مواقع التواصل في مصر الواقعة، وطالبوا بالقبض على المراهقين الثلاثة وبمحاسبتهم.

ودفعت الواقعة قوات الأمن المصرية للتحرك لتعلن مساء الإثنين القبض على الشبان الثلاثة.

كما أثار المقطع غضبا عارما في أوساط المعلقين المصريين والسودانيين على حد سواء.

ووصف كثيرون تصرف سيد وأصدقائه بـ “الطائش والمخزي”.

وتحت وطأة الانتقادات التي طالته، ظهر سيد حسن، في مقطع جديد ليدافع عن نفسه.

وقال سيد إن “الفيديو التقط على سبيل المزاح لا أكثر”، مؤكدا أن “ديفيد صديقه وجاره منذ سنوات”.

ويبدو أن الاعتذار لم يشفع لسيد، إذ استمر المغردون في انتقاده ونشروا تسجيلات فيديو أخرى اعتبروها دليلا على “انتشار العنصرية ضد أصحاب البشرة السمراء في مصر”.

كما زار وفد من سفارة جنوب السودان الطالب جون في وقت لاحق يوم الاثنين للاطمئنان عليه. وأكد جون خلال الزيارة تعرضه للتنمر.

وفي المقابل، يرفض آخرون وصم المجتمع المصري بالعنصرية المتفشية.

فغرد أحدهم قائلا” الحديث عن انتشار العنصرية محض افتراء فما نشاهده عبر منصات التواصل الاجتماعي حالات فردية، مع حدث مع ديفيد لا يصل إلى حد العنصرية بل هو بلطجة واستقواء “.

جانب آخر من القصة تناوله المغردون هو دور مواقع التواصل الاجتماعي في انتشار التنمر، إذ يرى كثيرون أن المراهق أصبح جاهزا لفعل أي شيء في سبيل الحصول على عدد أكبر من المتابعين عبر حسابه الخاص على انستاغرام أو تطبيق تيك توك.

فما التنمر؟

ويعرف الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، “التنمر” بأنه: “أحد أشكال العنف الذي يمارسه طفل أو مجموعة من الأطفال ضد طفل آخر لإزعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة”.

وقد يأخذ التنمر أشكالا متعددة كنشر الشائعات، أو تهديد طفل آخر بدنيا أو لفظيا، أو إقصائه عن باقي المجموعة أو أي حركات وأفعال أخرى قد لا تبدو ظاهرة للآخرين.

واعتقد أطباء لوقت طويل بأن هناك نوعا واحدا من المتنمرين، وهو المتمثل في طفل شديد العدوانية يعاني من نقص في الثقة بسبب ما يتعرض له من سوء معاملة في البيت. لكن نطاق هذا المفهوم اتسع ليكشف عن أسباب أخرى.

إحدى أبرز تلك الأسباب الفوارق الفردية والاجتماعية والشكلية، فقد تستأسد الفتيات الرشيقات على البدينات، أو يتعرض التلاميذ الجدد لسخرية ورفض الطلاب الأقدم أو قد يستقوي التلميذ المتفوق على أترابه الأقل منه مستوى.

وترى هالة حماد، الاستشارية النفسية أن ظاهرة التنمر ليست جديدة على مصر لكنها تشهد ارتفاعا ملحوظا في الآونة الأخيرة.

وتسوق حماد أسبابا عديدة لانتشار التنمر في مصر، منها انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية التي تنطوي على كثير من العنف، فضلا عن أفلام “البلطجة” التي تلقى شعبية كبيرة لدى المراهقين.

ويقول كمال السيد الأخصائي النفسي في حديثه مع مدونة بي بي سي ترند: “الرغبة في إثبات الذات أمام الآخرين وتعويض الشعور بالنقص أو النبذ من أبرز الأسباب التي تدفع طفلا أو مراهقا للتنمر أو الاستقواء على أقرانه الأضعف”.

ويختم: “غالبا ما يفتقر المتنمرون إلى صفات تجعلهم محط إعجاب الآخرين، فيلجؤون إلى العنف لتعويض النقص لديهم”.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى