أخبار عربية

الجوكر المصري.. “ثائر” أم “قناع للإخوان”؟ حملة افتراضية تدعو لتظاهرات جديدة في مصر


يظهر على الفضاء الافتراضي المصري بين الفينة والأخرى شخصيات تدعو لحراك شعبي في مصر استكمالا لثورة 25 يناير. وكان آخرها شخصية “الجوكر المصري”، والتي دشنها تامر جمال، الممثل والأخصائي النفسي المصري المقيم في العاصمة القطرية الدوحة، والذي يعرف عن نفسه كـ “شخصية ساخرة تهدف للتوعية السياسية بطريقة كوميدية”.

مصدر الصورة
Facebook

Image caption

الفنان المصري تامر جمال

“خلايا ثورية من سبعة أشخاص”

يقول جمال إن شخصياته بدأت مع ثورة يناير واتخذت عدة أسماء مثل “عطوة كنانة” أو “د. عيد سعيد”، ويتقمص شخصيات أخرى على الإنترنت “لم يكشف عنها بعد” معظمها يركز على “الجوانب النفسية” التي تهدف لـ “نشر الوعي”.

لقت شخصية “الجوكر المصري”رواجاً على مواقع التواصل الاجتماعي بعد دعوته من خلال فيديوهات نشرها على صفحاته إلى تشكيل “خلايا ثورية”، كل منها يتألف من سبعة 7 أفراد يثقون بهم من دائرتهم المقربة، يحملون نفس المعتقدات و يؤمنون بقضية “تحرير الوطن”.

وتفاعل عدد من المصريين مع شخصية الجوكر وعبروا عن مساندتهم له عبر وسوم #الجوكر_يمثلني_ليه و #الخلية_الثورية و #الجوكر_فكرة_ثورة.

ويعرف “الجوكر المصري” عن نفسه بعبارات عديدة من أبرزها “انتمائه لثورة 25 يناير” وبأنه “حر ومستقل ولا ينتمي لأي حزب أو جماعة”.

وجذبت فكرة استقلال الجوكر” العديد من المغردين المصريين الذين اعتبروه يمثل المصريين بسبب “عدم انتمائه لأي فئة”.

في المقابل، اتهم فريق آخر من المغردين جمال “بترويجه لكلام الإخوان المسلمين”، واستنكروا استخدام شخصية خيالية مثل الجوكر لأغراض سياسية.

من هي شخصية الجوكر؟

يعد الجوكر من أشهر الشخصيات الشريرة في عالم الأبطال الخارقين. إلا أن الشخصية الشريرة أمست محور فيلم حقق نجاحا جماهيريا كبيرا.

ويحكي فيلم الجوكر قصة آرثر فليك، وهو فنان كوميدي يعاني من اضطرابات عقلية وظروف معيشية صعبة، دفعته إلى الانخراط في عالم الجريمة، وذلك قبل أن يصير عدو الرجل الوطواط (باتمان) في مدينة غوثام الخيالية.

أثار الفيلم جدلاً كبيراً بعدما اعتقده البعض يروج للتعاطف مع العنف، وهي الرؤية التي ربطت بين الفليم وواقعة جرت قبل سبع سنوات، عندما فتح رجل النار على الحضور أثناء عرض أحد أجزاء فيلم باتمان عام 2012، حيث قتل 12 شخصا وجُرح 70 في مدينة أورورا بولاية كولورادو الأمريكية.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

توفي هيث ليدجر الذي قام بدور الجوكر عام 2008 بعد فترة وجيزة من بدء عرض الفيلم مما زاد من الغموض حول شخصية الجوكر

سد النهضة

طرح “الجوكر المصري” ما وصفه بالحلول التي تعاني منها البلاد ومن بينها أزمة سد النهضة القائمة بين مصر وإثيوبيا، ويقول إن الحل يتألف من ثلاث خطوات “تتطلب اجتماعا عاجلا لمجلس الشعب يطالب فيه بسحب اتفاقية المبادئ التي وقعت عليها مصر”.

حملات “مصطنعة”

في حديث مع بي بي سي، قال نائب البرلمان المصري محمد أبو حامد إن انتشار حملات مشابهة على مواقع التواصل الاجتماعي تكون في معظمها “مصطنعة من خلال كتائب إلكترونية تابعة لتيارات سياسية معارضة للدولة المصرية مثل الإخوان”،والدليل على ذلك، كما يرى أبو حامد، عدم ترجمة هذه الحملات على أرض الواقع “بالرغم من إنها توحي على مواقع التواصل الاجتماعي بأنها ثورة شعبية”.

ويعتبر أبو حامد إن “وجود الأفكار المعارضة أمر طبيعي ولكن أي دعوات خارج إطار القانون والدستور المصري ستلقى رفضاً من الجميع”. وكذلك عرّج النائب المصري على فكرة فيلم الجوكر الأمريكي وكيفية “استخدام العنف والقتل والفوضى” لتحقيق غايات المتمردين، وبأن هذا “لا يتوافق مع دساتير أي دولة عربية كانت أم غربية” مشيراً إلى شعار “سلمية خشنة”والذي استخدمه كذلك تامر جمال في تغريداته تحت وسم #ثورتنا_سلمية_خشنة.

محمد علي – أوجه تشابه واختلاف

ربط بعض المغردين بين “الجوكر المصري” ومحمد علي، الفنان والمقاول المصري، الذي أطلق دعوات لإنهاء حكم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في شهر سبتمبر /أيلول، والتي أدت إلى مظاهرات محدودة ونادرة أثارت جدلا كبيرا في مصر.

وكان محمد علي قد نشر مجموعة من الفيديوهات عى صفحة أسماها “أسرار محمد علي” والتي لاقت رواجاً واسعاً في مصر ومعظم الدول العربية، اتهم فيها علي رئيس الدولة ومسؤولين بالجيش بإهدار المال العام عن طريق بناء مشاريع تخدم الرئيس وكبار قادة الجيش من أموال الدولة.

إلا أن السيسي ينفي إهدار المال العام في بناء القصور التي قال إنها ملك للدولة المصرية وأنه سيستمر في بناءها

واختلفت آراء المغردين بين مشجع على استمرار الحملات وطريقتها وبين من يرفضها كلياً، ولكن كان لافتا أن قطاعا كبيرا ممن يدعون للثورة في البلاد رأي في التفاعل مع الجوكر المصري دليلا على أن الفضاء الإلكتروني قد يغير من مفهوم الثورة التقليدية، حيث يمكن لشخصيات معروفة أن تحدث تغييرا عبر تعبئة الشارع المصري عن طريق الانترنت

إلا أنه وفي المقابل كان الفريق الأخر يرى في الحديث عن الثورة مجرد أسلحة لـ”جيش الكتروني وحملة ممنهجة تحرض على التفرقة”.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى