مظاهرات لبنان: ما شكل الحكومة اللبنانية المقبلة؟
[ad_1]
مع استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من منصبه في 29 أكتوبر/تشرين أول الماضي، بدأت تُطرح خيارات عن شكل الحكومة المقبلة في أوساط المحتجين والقوى السياسية الفاعلة.
ويطالب المتظاهرون بحكومة تكنوقراط، بينما تنقسم آراء الأحزاب السياسية بشأن هذا الطرح بين مؤيد له وداعم لحكومة تجمع بين التكنوقراط والسياسيين.
واندلعت الاحتجاجات في لبنان يوم 17 أكتوبر/تشرين أول احتجاجاً على تدهور الوضع الاقتصادي وللمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الفساد
ما هي حكومة التكنوقراط؟
عاصر لبنان 11 حكومة تكنوقراط،7 منها قبل اندلاع الحرب الأهلية عام 1975، واثنتين خلالها، واثنتين منذ اتفاق الطائف حتى اليوم، وفق مركز الدولية للمعلومات.
وتتشكل حكومة التكنوقراط من وزراء غير حزبيين، يمتلكون الخبرة في مجال وزاراتهم كأن يكون وزير الاقتصاد ذا خلفية اقتصادية أكاديمية أو مهنية، أو الاثنتين معاً.
وقد شكلت أول حكومة تكنوقراط في لبنان عام 1964 واستمرت لسبعة شهور فقط.
ولم تدم أغلب حكومات التكنوقراط الأخرى سوى عدة أشهر، وكان آخرها برئاسة نجيب ميقاتي واستمرت لثلاثة أشهر، وقد تشكلت عقب شهرين من اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري عام 2005.
وبلغت أطول مدة لحكومة تكنوقراط في لبنان سنتين و ثمانية أشهر، وكانت برئاسة سليم الحص في الفترة الممتدة بين عامي 1976 و1979. فيما سجلت حكومة حسين العويني أقصر مدة لحكومة من هذا النوع حيث دامت حكومته الثانية عام 1964 أقل من شهرين.
ويدعم سعد الحريري خيار حكومة التكنوقراط برئاسته، وفق ما تنقله وسائل إعلام لبنانية. وتؤيد القوات اللبنانية والحزب الاشتراكي هذا الخيار.
لكن هذا الطرح أثار حفيظة حزب الله الذي لا يريد حكومة تتجاوز نتائج الانتخابات النيابية لعام 2018 التي منحت فريقه السياسي الأكثرية النيابية.
ويرى مدير مركز الشرق للشؤون الاستراتيجية، سامي نادر، أن الحزب يسعى للمشاركة في الحكومة كي تستمر في منحه الغطاء الشرعي في ظل تزايد العقوبات الأمريكية عليه، على حد قوله.
حكومة تكنو – سياسية مختلطة
وتختلف حكومة التكنو – سياسية عن التكنوقراط بأنها تدمج بين وزراء حزبيين، وآخرين اختصاصيين.
وتشكلت أول حكومة تكنو – سياسية في لبنان من 8 وزراء عام 1960، واستمرت قرابة ثلاثة أشهر. ولم تمثل أمام البرلمان حينها بسبب حله.
أما الحكومة الثانية والأخيرة فكانت في عام 1973، لكنها استقالت بعد أقل من شهرين قبل نيلها ثقة مجلس النواب.
وبحسب وسائل إعلام لبنانية، يدعم التيار الوطني الحر بزعامة الرئيس ميشال عون و رئيس البرلمان اللبناني وزعيم حركة أمل نبيه بري هذا الخيار.
وأعرب عون عن تأييده لحكومة مناصفة تكنو – سياسية في مقابلة تلفزيونية الثلاثاء. وإثر المقابلة قُطعت الطرقات وقتل شخص في منطقة خلدة جنوب بيروت خلال حادث اطلاق نار اثناء مرور دورية للجيش اللبناني.
وانطلاقاً من الحادثة الأخيرة، يرى نادر أنه بات من الصعب بعد إراقة الدماء أن يرأس الحريري حكومة تكنو – سياسية.
ماذا يريد الحريري؟
لم يكشف الحريري عن أي موقف جديد لدى لقائه بعون الأسبوع الفائت. وبالتوازي قالت تقارير صحفية تناولت لقاءاته بقوى سياسية مختلفة إنه يرغب بحكومة تكنوقراط يرأسها مع فريق من الوزراء الخبراء، لمواجهة الأزمة الاقتصادية في البلاد.
ويعني ذلك استبعاد أسماء بارزة في الحكومة، على رأسها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
وألمح عون إلى عدم توزير الأخير في الحكومة المقبلة، عندما قال في مقابلته الأخيرة إن “لديّ مبدأ ألا يكونوا (الوزراء) من داخل البرلمان”.
وفاز باسيل بمقعد نيابي في الانتخابات البرلمانية الأخيرة العام الماضي.
وأشارت الصحافية سكارليت حداد في حديث لـ “بي بي سي” إلى أن باسيل عرض على الحريري حكومة خالية من “أسماء مستفزة”، ويوافقه في ذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري، على حد قولها.
وترى حداد أنه من المحتمل أن يكون الحريري يرغب في التخفيف من المناكفات في الحكومة المقبلة، لذلك يسعى لاستبعاد بعض الوزراء.
وصرّح عون خلال المقابلة بأن الاستشارات النيابة هي التي تحدد عودة الحريري إلى رئاسة الوزراء من عدمها.
ووصل إلى لبنان أمس مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو بغية بحث قضية تشكيل الحكومة.
[ad_2]
Source link