رئاسة الشؤون الدينية التركية تواجه اتهامات بالتحيز ضد المرأة

أثار فيديو نشرته أعلى سلطة دينية في تركيا، يحذر من إدمان الهواتف الذكية، اتهامات للجهة التي نشرته بالتحيز ضد المرأة علاوة جدل محموم حول المساواة بين الجنسين.

وظهر في الفيديو، الذي نشرته رئاسة الشؤون الدينية في تركيا (ديانت)، امرأة تقدم الشاي لزوجها بينما هو يركز في هاتفه الذكي ولا يلتفت لوجودها.

كما قدمت له الزوجة قطعتين من الكعك وشوكة أثناء تناوله الشاي، لكنه بدا وكأنه لا يشعر بوجودها.

بعد ذلك جلست الزوجة بجانب زوجها على أريكة وأرسلت إليه رسالة نصية تقول: “هل يمكنك أن تظهر بعض الاهتمام بزوجتك!”.

بعد ذلك، بدأ الزوج في إظهار بعض الاهتمام بالزوجة الجالسة إلى جواره وشاركها في تناول الكعك ثم ظهر تعليق على هذا المشهد يقول “لا تنظر إلى هاتفك، بل انظر إلى وجه زوجتك”.

“الزوجة ليست خادمة”

أثار هذا الفيديو حالة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الطريقة التي عرض بها دور المرأة في تركيا، التي تحتل المركز 130 بين 149 دولة في تقرير الفجوة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.

ودونت الصحفية التركية مينيكسي توكياي تغريدة على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قالت فيها “المرأة تقدم الشاي. المرأة تقدم الكعك. متى نقضي تماما على نماذج الدور النمطي هذه، خاصة في هذه الأيام وهذا العصر، في 2019؟”

وقال الكاتب التركي مصطفى أكيول على تويتر أيضا “أرى أن القبح هنا ليس فقط في أن الزوج منشغل بهاتفه باستمرار، لكنه أيضا في أن الزوجة تخدمه باستمرار. وأتمنى لو كانت هذه الرسالة الهامة من ديانيت ضد ثقافة الهيمنة الذكورية أيضا”.

وانضمت إليف شفق، الكاتبة التركية المرشحة لجائزة البوكر، إلى هذا النقاش، مناشدة المرأة التركية إلى إعلان رفضها هذه الرسالة.

ونشرت جماعة “مور دايانسما” النسوية لقطة معدلة من الفيديو على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي إنستاغرام، في السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري مع تعليق يقول: “لا تنظر في هاتفك، انهض وأعد الشاي لنفسك”.

“تتقبل النقد”

قال علي إيرباس، مدير الرئاسة الدينية في تركيا، إن الهيئة “تتقبل النقد”.

وأضاف: “لكنها انزعجت من تحول النقد إلى اتهامات وهجوم”، لكن لم يكن من الواضح أنه يقصد الإشارة إلى الانتقادات الموجهة للفيديو الذي نشرته الهيئة.

في المقابل، أشاد مراقبون آخرون بالفيديو، الذي يأتي في إطار سلسلة من الفيديوهات التي تتناول الأسرة. وأشادت صحيفة يني أكيت، المعروفة بتأييدها الشديد للتيار المحافظ، بهذا الفيديو على موقعها الإلكتروني، واصفة إياه بأنه “هادف”.

وقال مستخدم على موقع التواصل الاجتماعي تويتر “لقد أعجبني، لابد أن ننتبه. ينبغي أن يرعى النساء والرجال بعضهم البعض بشتى الطرق. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يستمر بها الزواج”.

وشن هلال كابلان، الصحفي الموالي للنظام التركي، هجوما على منتقدي الفيديو، مرجحا أن المناصرين لحقوق المرأة لا ينبغي أن يحطوا من قدر النساء اللاتي اخترن أن يكن ربات منازل.

وأشار البعض إلى معدلات الطلاق في تركيا، التي شهدت ارتفاعا في السنوات القليلة الماضية، وفقا للوكالة الإحصائية الرسمية في تركيا.

وقال مستخدم آخر لتويتر “يتسائلون عن السبب وراء ارتفاع معدلات الطلاق. هذه هي الأسباب، فلا يوجد حديث بينك وبين الشريك، ولا اهتمام”.

وأسست تركيا رئاسة الشؤون الدينية عام 1924 بعد عام من تأسيس الجمهورية التركية بهدف إدارة جميع المساجد والإشراف على التعليم الديني.

وغالبا ما تتعرض هذه الهيئة للهجوم من معارضي الحكومة نظرا للتوسع في ميزانيتها منذ تولي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السلطة.

وقال الرئيس التركي في أكثر من مناسبة إنه يريد “تنشئة أجيال متدينة”.

وكانت هيئة الشؤون الدينية قد أثارت جدلا واسعا في 2018 عندما أفتت بإمكانية تزويج الفتيات في سن التاسعة.