هجوم على أسما شريف منير بسبب الشعراوي: ما سر تعلق كثيرين بالداعية المعروف؟
[ad_1]
أثارت الإعلامية المصرية أسما شريف منير، ضجة واسعة خلال الأيام القليلة الماضية بعد تعليقات لها فهم منها أنها تصف رجل الدين المصري متولي الشعراوي بـ”المتطرف”.
وكانت أسما ابنة الفنان المصري شريف منير قد طلبت من متابعيها عبر فيسبوك أن يرشحوا لها أسماء شيوخ يتمتعون بالمصداقية.
وردت الإعلامية على شخص نصحها بالاستماع للشيخ الشعراوي:”طوال عمري أسمعه عن الشعراوي من جدي، لم أكن أفهم كل شيء آنذاك، لكن لما كبرت شاهدت فيديوهات، لم أصدق نفسي من شدة التطرف، كلامه لا يستوعبه عقلي”.
“خط أحمر”
وفي غضون دقائق سيطرت التدوينة التي لم تتجاوز بضعة أسطر، على حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي وأصبحت مثار جدل تحت قبة البرلمان المصري.
كما تصدر اسم الإعلامية قوائم الكلمات الأكثر بحثا على غوغل في مصر ليومين متتاليين.
فقد جرت التدوينة على صاحبتها سيلا من الانتقادات اللاذعة، ما اضطرها إلى حذفها والاعتذار.
ثم أغلقت جميع حساباتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وظهرت في إحدى البرامج وهي تبكي وتطلب من الناس أن تسامحها.
ولكن الاعتذار لم يشفع لأسما، إذ انبرى مغردون في إطلاق وسوم تطالب بمعاقبتها وتذود عن الشيخ الراحل.
ولعل أبرز تلك الوسوم وأكثرها انتشارا وسمي #الشعراوي_رمز_مصر و #الشعراوي_خط_احمر .
واتهم المتفاعلون مع هذه الوسوم الإعلامية المصرية بإهانة رمز من رموز الإسلام، حتى أن البعض كفر الإعلامية. ووصل الحماس ببعض المدافعين عن الشيخ الأزهري حد التهديد بالقتل.
كما أعلن نواب في البرلمان المصري اعتزامهم تقديم بلاغ عاجل ضد أسما. فقد اتهمتها النائبة آمنة نصير، باللهث وراء الشهرة من خلال التطاول على الشعراوي.
في حين وصف النائب إسماعيل نصر الدين، تصريحات أسما بـ”غير المسؤولة والجاهلة”.
“تقديس لرجال الدين”
ورغم أن الأصوات المنتقدة لأسماء كانت الأبرز عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن آخرين اصطفوا معها رافضين ما وصفوه بـ “تقديس رجال الدين” وداعين إلى تقبل الرأي المخالف.
ومن هؤلاء الناشطة نيرفانا محمود، إذ كتبت: “أقف مع #اسما_شريف_منير ضد الحملة المجنونة ضدها لمجرد أنها عبرت عن رأيها في رجل دين. تقديس الشعراوي جريمة … شخصنة آراء الناس بدل من مناقشتها بعقلانية جريمة. أسماء تهاجم لأنها تعيش في مجتمع اختار تحجيب العقول” .
وبدوره، علق المؤلف والمنتج السينمائي، مدحت العدل: “ما هذا الإرهاب الفكري لشابة قالت رأيها في شخص – مهما علا شأنه – ليس نبيًا ولا معصوماً .. تعلموا الاختلاف يا بشر … استقيموا ولا تعبدوا أصناماً تصنعونها”.
ومن جهة أخرى قال محمد عبد الرحيم حفيد الشعراوي، إن جده كان رمزا للسماحة وصديقا للبابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية، رافضا وصف الشيخ الشعراوي بـ”المتطرف”.
كما علقت دار الإفتاء على النقد الموجه للإمام الشعراوي ودعت للعفو عن الإعلامية و الاقتداء بالشيخ الأزهري.
مسيرة حافلة ومثيرة للجدل
والشيخ محمد متولي الشعراوي، رجل دين مصري اشتهر من خلال برنامج تلفزيوني حمل اسم “خواطر الشعراوي” حاول من خلاله توظيف اللغة العربية لتبسيط وشرح معاني وأحكام الآيات القرآنية للعامة. قد حقق برنامجه شهرة واسعة ونسب مشاهدة واسعة في ثمانينات القرن الماضي.
ورغم مرور أكثر من عشرين عاما على وفاة الشيخ، لا تزال حلقاته الدينية تعرض عبر قنوات عديدة، ويتابعها الآلاف على يوتيوب.
وسبق أن انتقد مفكرون وكتاب الشعراوي، إذ كانت فترة الثمانيات شاهدا على معارك فكرية وسجالات دارت بين الشيخ الأزهري وقطبي الأدب المصري توفيق الحكيم ويوسف إدريس.
ويتجدد النقاش بين الفينة والأخرى حول إرث الشعراوي، إذ يتداول كتاب ونشطاء مواقف وتصريحات يرون أنها تعبر عن “أفكار متشددة” للشعراوي.
ومن بين تلك التصريحات مقطع للشعراوي يتحدث فيه عن جواز ضرب الزوج لزوجته.
من جهة أخرى، يرى بعض المدافعين عن الشعراوي وغيره من الرموز الدينية أنه يتعين التمييز بين أحكام الدين الإسلامي التي تستند إلى أصول فقهية ثبوتية وينقلها رجال الدين إلى العامة عن طريق الخطب والمواعظ والبرامج التلفزيونية، وبين الاجتهادات الشخصية للفقهاء التي قد تختلف باختلاف الزمان والمكان وقد تحتمل الصواب والخطأ.
وفي عام 1967، قال الشعراوي إنه “سجد لله شكرا بعد احتلال إسرائيل لسيناء” وبرر ذلك بأن “مصر لم يكن لها أن تنتصر وهي في أحضان الشيوعية”.
لكن تلك التصريحات لم تقلل من رمزية الشيخ وشعبيته، ما شجع بعض المنتجين إلى تجسيد قصة حياته في مسلسل تلفزيوني حمل عنوان “إمام الدعاة”.
كما يستدل معارضو الشعراوي بمقاطع قالوا إنها تثبت اتباع الشيخ سياسة المهادنة والتماهي مع السلطة، على عكس باقي الشيوخ أمثال عبد الحميد كشك.
في حين يرى مناصروه أن تلك المقاطع أخرجت عن سياقها، وأن الشيخ كان متوازنا في علاقته بأرباب السلطة.
وفي عام 2017، اقترح نواب البرلمان مشروع قانون يمنع الإساءة للرموز الدينية بعدما هاجم مثقفون وإعلاميون، أمثال الإعلامي مفيد فوزي، والكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي، الشعراوي.
هذا السجال المتواصل حول إرث الشعراوي وغيره من رموز الدين دفع بالسؤال التالي للواجهة: ما سر حب المصريين للشيخ؟ وهل يتعارض انتقاد رجال الدين مع ثوابته؟
ما سر تعلق المصريين بالشعراوي؟
ووفقا للدكتور، سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع، فإن سر تعلق المصريين بالشيخ الشعراوي يرجع لأسلوبه البسيط والمصطلحات الشعبية التي يستعملها لشرح النصوص الدينية.
وللتدليل على مكانة الشعراوي عند المصريين، يشير صادق إلى أن ضريح الشيخ تحول إلى مزار أسوة بضريح الشيخ السيد أحمد البداوي.
“كما أن الشعراوي كان من الأوائل الذين قدموا البرامج الدعوية، فارتبطت به العائلة المصرية التي كانت تتحلق لمتابعة برامج التلفزيون الرسمي”، بحسب صادق.
ويضيف أن الشعراوي يمثل رمزا لحقبة تاريخية وسياسية بدأت مع وصول السادات، إلى سدة السلطة وتشكيل أركان حكمه على قواعد جديدة تختلف عن حكم جمال عبد الناصر.
وارتكز حكم السادات على الخطاب الديني لمواجهة التيار القومي واليساري فسانده العديد من رجال الدين.
ويكمل صادق :”لذا من الطبيعي أن يظل الشعراوي محل خلاف بين التيارات الإسلامية والعلمانية القومية خاصة أنه حصر المرأة في قالب معين يرفضه المنتمون للتيارات العلمانية والمتمسكون بالدولة القومية المدنية”.
ويختم صادق قائلا:” الإعلام يلعب دورا في إحياء هذا الجدال حول شخص الشعراوي، إذ يعمد أحيانا إلى إلهاء الناس بمواضيع لا تأتي في سلم أولوياته حتى يرفع نسب المشاهدة”.
[ad_2]
Source link