أخبار عربية

هل تنجح التحركات الدولية في “إخضاع” تركيا لوقف العملية العسكرية في سوريا؟


اردوغان في الجمعية العامة للأمم المتحدة 2019

مصدر الصورة
Getty Images

لا تزال العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا شمال شرقي سوريا والمعروفة باسم “نبع السلام” تستحوذ على حيز كبير من اهتمامات الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية.

وكانت تركيا قد شنت هجومها شمالي سوريا يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري لإبعاد المقاتلين الأكراد عن حدودها عقب انسحاب جنود الولايات المتحدة، حليف الأكراد الرئيسي من المنطقة.

وتقول تركيا إنها تريد إنشاء “منطقة آمنة” بعمق 30 كم داخل سوريا، لإعادة توطين مليوني لاجئ سوري يوجدون في تركيا في الوقت الحالي.

قمة بوتين-ترامب-الأسد

وحول القمة التي سيعقدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب اردوغان في روسيا يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول وإمكانية حضور الرئيس السوري بشار الأسد هذا اللقاء، يرى عبدالباري عطوان في رأي اليوم اللندنية أن هذه القمة” قد تَكون البوابة لعودة العلاقات التركيّة السورية، وإحياء معاهدة أضنة بين البلدين مع إدخال بعض التعديلات الطفيفة عليها، وتنظيم احتفال بتوقيعها في حضور الأسد وأردوغان برعاية بوتين”.

ويضيف عطوان: “هل بات اللقاء بين الرئيسين السوري والتركي وشيكا، وهل نشهد مصافحات حارة تطوي صفحة الحرب، والخلافات بين البلدين، بالتالي وسط ابتسامات عريضة على وجه الرئيس بوتين العابِس دائما؟ الإجابة نَعمٌ كبيرة، لأن تجارب السنوات السبع الماضية أثبتت أن موسكو لم تقدم على خطوة في الأزمة السورية إلا وحققت أهدافها كاملة، ولا نعتقد أن السيناريو ما قبل الأخير للأزمة السورية سيكون استثناء .. ومعاهدة أضنة القديمة المتجددة ستكون طوق النجاة للجميع.. والأيام بيننا”.

أما بكر صدقي في القدس العربي فيرى أن اللقاء المزمع عقده اليوم بين أردوغان مع نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو قد يضع حداً للعملية العسكرية على سوريا، وخاصة بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض “عقوبات مدمرة” على أنقرة حال فشل هذا اللقاء.

يقول صدقي: “يوفد ترامب نائبه مايك بنس إلى تركيا في مهمة هي التشجيع على التفاوض مع جميع القوى في سوريا حسب تصريح بنس قبيل الزيارة. وهو ما يمكن أن يفهم منه التفاوض مع قوات سوريا الديموقراطية أو حزب الاتحاد الديمقراطي، وفي يد بنس تهديد بالعقوبات هي آخر ما يحتاجه الاقتصاد التركي”.

محاولة للهروب من الأزمات الداخلية

وحول الدوافع الحقيقية وراء العملية العسكرية التركية في سوريا يؤكد مشعل أبا الودع الحربي في السياسة الكويتية أن أردوغان إنما “لجأ إلى غزو سوريا في محاولة للهروب من أزماته الداخلية ورصّ الصفوف لكن هذا الغزو سوف يخلق منطقة أكثر اضطرابا وفوضى على حدود بلاده”.

مصدر الصورة
Getty Images

ويضيف الكاتب قائلا “إن نهاية حزب العدالة والتنمية اقتربت، وكل المعطيات والأحداث تؤكد ذلك، والغزو التركي لسوريا جريمة سوف يدفع ثمنها الحزب، والتاريخ سوف يذكر ذلك”.

وبالمثل، يتفق سليمان جودة في الشرق الأوسط اللندنية مع هذا الطرح، مؤكداً أن الرئيس التركي قد بدأ هذه العملية “على سبيل الهرب من مؤشرات اقتصاد متراجع تلاحقه في الداخل، وقد تكون هذه المؤشرات هي التي تدفعه إلى افتعال المواجهات في الخارج على عدة جبهات، ابتداءً من جبهة الشمال مع الاتحاد الأوروبي حول اللاجئين، وعددهم، وعبئهم عليه، ومروراً بجبهة الغرب مع قبرص واليونان، وإصراره على إرسال سفن التنقيب عن الغاز والبترول في مياههما الإقليمية، سفينة من وراء سفينة، وانتهاءً بجبهة الجنوب مع السوريين”.

“نبع السلام أم نبع الإرهاب؟”

وتحت عنوان “نبع السلام أم نبع الإرهاب؟”، تقول هيلة المشوح في الاتحاد الإماراتية “في تحدٍّ واضح للعالم كله، أعلنت تركيا الثلاثاء الماضي أنها ستواصل عملياتها العسكرية في سوريا مع أو من دون دعم العالم، غير عابئة بتنديدات زعماء وقادة الدول الكبرى وتصريحاتهم المحذّرة من مغبة الاستمرار في هذا التوغل الخطير في عمق الأراضي السورية”.

وتضيف الكاتبة: “بدأت التجاوزات الإنسانية التركية مبكراً، كما تجلّت في عمليات التهجير القسري وفي التفجيرات وأعمال القصف المدفعي ضد أهداف مدنية، واستُهلت بعملية تصفية بشعة طالت رئيسة حزب سوريا المستقبل، الصحفية هفرين خلف”.

وحول المواقف الدولية تجاه العملية، يقول محمد ناجي العمايرة في الرأي الأردنية: “… وفي المجمل فإن جميع الأطراف تسعى إلى توظيف العدوان التركي لمصلحتها دون أن تتصدى له جدياً، وسط تحليلات عن رغبة مشتركة في إضعاف الأكراد الذين يسعون إلى كيان سياسي، أو حكم ذاتي، سواء في الأراضي السورية أو داخل تركيا، أسوة بما هو قائم في العراق”.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى