التوغل التركي في شمال سوريا: واشنطن تلوح بفرض عقوبات على أنقرة
[ad_1]
تتزايد الضغوط داخل الولايات المتحدة من أجل التحرك لمنع تركيا من مواصلة هجومها على المناطق الحدودية التي يسيطر عليها الأكراد في شمالي سوريا، مع صدور تحذيرات أمريكية من عواقب وخيمة وتلويح بعقوبات اقتصادية صارمة.
وحذر وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر من “عواقب وخيمة”، في حين أكد وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين احتمال فرض عقوبات جديدة على تركيا.
وكان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من المنطقة، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، اعتبر بمثابة الضوء الأخضر لتركيا لبدء عملية توغلها في الأراضي السورية.
لكن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أكد أن بلاده ماضية في تنفيذ مخططها، وأن العملية العسكرية مستمرة، في حين اعتبر القادة الأكراد أن الولايات المتحدة وجهت إليهم طعنة في الظهر.
ولا تخضع المنطقة التي تشهد العملية العسكرية التركية لسيطرة الحكومة السورية بسبب الصراع الذي بدأ في البلاد منذ 2011، لكن قوات سوريا الديمقراطية تسيطر عليها منذ 2015.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، لكن أنقرة تعتبر الجماعات المسلحة الكردية التي تتكون منها هذه القوات “إرهابية” تدعم تمرداً ضد تركيا.
وقال ترامب إنه يود أن تقوم الولايات المتحدة بإجراء مفاوضات بين من أجل التوصل إلى هدنة بين تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وبين الأكراد.
في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن القوات الأمريكية المتمركزة قرب بلدة عين العرب/ كوباني، والتي ليست ضمن القوات المشمولة بقرار الانسحاب، تعرضت لنيران المدفعية التركية مساء الجمعة.
ووفقاً لتقارير صادرة عن الأمم المتحدة، فقد اضطر أكثر من 100 ألف شخص إلى الفرار من منازلهم في شمالي سوريا منذ بدء الهجوم التركي يوم الأربعاء.
ويقول إردوغان إنه يريد إنشاء “منطقة آمنة” في شمال سوريا خالية من الميليشيات الكردية، لتصبح موطناً لنحو مليونين من اللاجئين السوريين الموجودين حالياً في تركيا، يخطط لنقلهم إلى “المنطقة الآمنة”بعد انتهاء العمليات العسكرية.
ومن أهم الجوانب التي تثير قلق المجتمع الدولي في هذا التوغل التركي، هو مصير آلاف السجناء من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، وبينهم العديد من الأجانب، والموجودين في سجون تحت حراسة القوات التي يقودها الأكراد في المنطقة.
ما الذي حدث للقوات الأمريكية؟
قال البنتاغون يوم الجمعة إن قاعدته الواقعة بالقرب من بلدة عين العرب/ كوباني في شمال سوريا، والتي تعلم تركيا بوجود القوات الأمريكية فيها، تعرضت لنيران القذائف من مواقع تركية.
وقال الضابط في سلاح البحرية الأمريكية بروك ديوالت في بيان “لم تتعرض القوات الأمريكية لإصابات”. وأضاف “الولايات المتحدة تطالب تركيا بتجنب الأعمال التي قد تؤدي إلى رد دفاعي فوري”.
من جهتها، نفت تركيا استهداف القوات الأمريكية.
وقال وزير الخزانة ستيفن منوشين إن ترامب أعطى الصلاحية للمسؤولين لإعداد ما وصفه بعقوبات اقتصادية جديدة “مهمة للغاية” ضد تركيا.
وأضاف “يمكننا أن نصيب الاقتصاد التركي بالشلل إذا احتجنا لذلك.”
ويقول مراسلون إن قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة، تواجه هجوما عسكريا تركياً جوياً وأرضياً على طول الاراضي الواقعة بالقرب من الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا والممتد بطول 120 كلم.
وقتل العشرات من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية ومن مقاتلي الفصائل الموالية لتركيا، كما أكد الجيش التركي مقتل أول جنوده وإصابة ثلاثة آخرين بجراح.
وتحدث ترامب بشكل مختصر عن الوضع يوم الجمعة، قائلاً “لا نريدهم أن يقتلوا الكثير من الناس … إذا كان علينا استخدام العقوبات، فسنقوم بذلك”.
وفي هذه الأثناء أعد مشرعون في الكونغرس الأمريكي، من كلا الحزبين السياسيين الديمقراطي والجمهوري، مشروع قانون لممارسة الضغط على تركيا.
وتضمن مشروع القانون الذي تقدم به كل من الجمهوري البارز مايك كوك والديمقراطي إليوت إنجل، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، إصدار عقوبات ضد مسؤولين أتراك وبنوك تركية من الضالعين في الهجوم العسكري.
ماذا قالت تركيا؟
وقال الرئيس التركي أردوغان يوم الجمعة “الآن ونحن نواجه تهديدات قادمة من اليسار واليمين، يطلب منا وقف هذا”. وأضاف “لن نتراجع”.
وكان إردوغان هدد سابقاً بإرسال بعض اللاجئين السوريين البالغ عددهم 3.6 مليون الذين تستضيفهم بلاده، إلى أوروبا، إذا ما وُصف توغل قواته في شمالي سوريا بالاحتلال.
مخاوف إنسانية
تفاقمت أزمة اللاجئين، فبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فإن 100 ألف شخص فروا من منازلهم بسبب العملية العسكرية التي شنتها تركيا، لكن منظمات الإغاثة تقول إن 450 ألف شخص قد يجبروا على ترك منازلهم.
ووفقاً للعاملين في الإغاثة، فالغالبية العظمى من المدنيين فرت من مدينة تل أبيض، والذين لم يغادروها، يتعرضون لأوضاع تهدد حياتهم.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن القصف التركي أثر على البنية التحتية الرئيسية مثل خزانات المياه، وقد يصبح آلاف الأشخاص غير قادرين على الحصول على مياه الشرب في منطقة الحسكة.
وتريد تركيا إنشاء “منطقة آمنة” تمتد لمسافة 480 كلم على طول الجانب السوري من الحدود، وتؤكد أنها لن تتقدم في الأراضي السورية أكثر من الحد المخطط له والبالغ 32 كلم.
[ad_2]
Source link