أخبار عاجلة

حديث الوافدين



لا يوجد بلد في العالم من مشرقه إلى مغربه إلا وفيه وافدين من غير أبناء البلد يعملون ويشتغلون مع المواطنين جنباً إلى جنب حيث لكل واحد في اختصاصه ولا يمكن أن يستغنوا عنهم ولا يُقال لهم مع السلامة وبحفظ الله ورعايته ارجعوا إلى بلدانكم ولا إثارة في اعلامهم ولا حديث عن مضايقة الوافدين لهم لأنهم محتاجين لهم يعملون ويعيشون بعرق جبينهم وحتى إذا ما وجدوا الفرصة في مغادرتهم يذهبون إلى بلدانهم معززين مكرمين ويحفظون الود والتقدير والاحترام للبلدان التي عملوا بها سنوات وسنوات .
وهذا هو الوضع الطبيعي والإنساني عند الوافدين في تلك البلدان .
إلا نحن في الكويت فأمرنا عجيب من البعض للوافدين حنة ورنة على الوافدين لا نريدهم في بلدنا واتركوا عملكم وسافروا إلى بلدانكم لأننا متضايقين منكم في بلدنا ومعيشتنا واشتبون منا أعدادكم بازدياد يوماً بعد يوم وإذا ما تريدونهم من المطالبين بترحيلهم انهوا خدماتهم ترى نحن غير محتاجين لكم وكلام ليس له معنى ولا أي سند وما أنزل الله به من سلطان عن الوافدين الذين يعملون لكسب رزقهم الحلال بعرق جبينهم .
والذين ينادون بعدم حاجتنا للوافدين وأقصد البعض بيوتهم متروسة بالوافدين أكثر من أفراد عائلاتهم وشركاتهم ومصانعهم وبيوتهم والمستشفيات من الأطباء والممرضين والعمال وفي المختبرات الطبية والعيادات الطبية الخاصة بالأطباء والممرضين والعاملين فيها جميعهم من الوافدين والجامعات والمدارس ومحطات البنزين وتنظيف الشوارع والبائعين في محلاتكم والطيارين والمضيفين في طائراتكم وسفنكم التي تجوب العالم بنفطكم وحراس الأمن والمؤسسات وشركات النفط وفي منازلكم يربون أطفالكم ويطبخون الأكل لكم ويغسلون أواني مطبخكم وينظفون منازلكم ويغسلون سياراتكم ويسوقونها ويرافقون كبار السن عندكم من المرضى والعاجزين عن الحركة في بيوتكم وووووو وآلاف وووووو .
واللي ما يبي الوافد الذي يعمل عنده يسحب كفالته عنه ويقول له مع السلامة بحفظ الله ورعايته ويعطيه تذكرة السفر ورواتبه الشهرية ليذهب معززاً مكرماً إلى بلده مثل ما جاء بكفالتكم له واستقبالكم له في المطار واقامته في منازلكم أو في الشقق التي تؤجرونها لهم أو هم يستأجرونها لأنفسهم والتي ستبقى خالية تتصافق أبوابها بالهواء وتظل مظلمة ويندم أصحابها على رحيل الوافدين عنها .
وأما بناء منازلكم ستظل أراضيكم بدون بناء لأن الذي يبنيها الوافدين في حر الصيف ورطوبته وبرد الشتاء القارص وكذلك الجسور والشوارع التي تتمتعون بالسير عليها بسياراتكم والتي قربت لكم المسافة من مكان إلى مكان آخر لكم وخففت زحمة المرور .
إن في بلدنا الكويت والحمد لله قوانين وقرارات تنظم التعامل مع الوافدين وهي أدرى بمن يبقى في الكويت وبمن لا يبقى وذلك بتطبيق قوانين البلد على المخالف للقوانين والقرارات مثل ما يُطبق على المواطنين فالعدالة متساوية لا فرق بين المواطن والوافد في تطبيق القوانين والقرارات على المخالفين لقوانين وقرارات بلدنا الكويت .
فالمخالفات المرورية عادية للمواطن والوافد ومعنى ذلك إذا وصل الوافد إلى الكويت يوم الجمعة مثلاً وخالف بسيارته عدة مرات في يوم السبت يرحل في يوم الأحد وهذا مجرد كلام للاعلام فقط مثل الذي يقرأ الأخبار في الجريدة ويلقيها جانباً بعد قراءته لها تتطاير أوراقها في الهواء مثل الطحين الذي يطحن ويتطاير في الهواء .
قبل الختام :
لا نخدع أنفسنا ونقول لا نريد ولا نحتاج للوافدين فالكويت بدون وافدين يعملون لا يمكن أن تسير الأمور فيها مثل ما يريد المطالبين بالاستغناء عن الوافدين ليعضوا أصابع الندم بعد أن تبقى الكويت خالية من الوافدين ولديكم تجربة الغزو العراقي الغاشم على الكويت في عام 1990 ولمدة سبعة شهور عجاف عاش المواطنون في بلدهم الذين بقوا فيها وهم يقومون بالأعمال بأنفسهم في شتى مجالات العمل ولا حاجة بالحديث بالتفصيل عنها .
فهل تريدون يا المنادين بالاستغناء عن الوافدين أن يكون بلدنا مثل ما كانت في أشهر الغزو العراقي الغاشم على الكويت فلقد جربتم تلك الحياة القاسية عندما غادر الوافدون البلد ولم يبق إلا القليل منهم الأوفياء لكم جزاهم الله كل خير ليديروا أعمالكم ويحرسوا منازلكم ومصالحكم وشركاتكم ويضحون بحياتهم من أجلكم والآن تطالبون برحيلهم .
آخر الكلام :
اتركوا الكلام عن الاستغناء عن الوافدين الذي لا فائدة منه فحكومتنا الرشيدة أدرى منكم بالمحافظة على بقاء الوافدين في الكويت لأنها تعمل بالقوانين والقرارات لا بالكلام الذي لا يودي ولا يجيب وإنما مجرد كلام بكلام .

إنني أتعجب من الذين يطالبون بالاستغناء عن الوافدين والاكتفاء بالمواطنين الذين يزيد التقاعد بينهم أكثر من مائة ألف متقاعد رجال ونساء والمواطنين الذين يبحثون عن العمل ولا يجدونه بينما الذين يعملون عنهم الوافدين في مختلف الأعمال .
يبقي القول أين الاحلال الذي سمعنا عنه وخبتونا عنه ومشيتوا الوافدين ليعمل الكويتيين محلهم وتبخر هذا القرار بالاس
تغناء عن بعض الوافدين على أن يحل محلهم المواطنين فأنتم استغنيتوا عن الوافدين ولم تعينوا مكانهم من يحل محلهم من المواطنين وذلك قبل عدة سنوات .
ومرحباً بالوافدين في بلدهم الثاني الكويت معززين مكرمين مع إخوانهم المواطنين ما داموا لا يخالفون قوانين وقرارات البلد ويتقيدون بها والكلام عند البعض سهل ولكن تطبيقه صعب خاصة عند الذين يطالبون بالاستغناء عن الوافدين وهم لا يمكن الاستغناء عن الوافدين الذين يعملون عندهم .
فاحفظوا آرائكم واقتراحاتكم لأنفسكم وخلوا الوافدين يعملون ولا تشغلوهم بالكلام الذي لا يمكن تطبيقه إلا في حالات معينة باحلال المواطنين محلهم إذا قبل ورضي المواطن أن يعمل بنفس اختصاص الوافد الذي ستنهون خدماته .
إن الكويت حاضنة لمختلف الجنسيات في العالم من الوافدين الذين يعملون في مختلف مراكز العمل والوقت مبكر للاستغناء عنهم لأنكم محتاجين لهم .
وعندما يجيء الوقت بالاستغناء عنهم تحدثوا حسب ما تريدون ونحن نؤيدكم ونكون معكم .
وسلامتكم
بدر عبد الله المديرس
al-modaires@hotmail.com





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى