أخبار عاجلة

تركيا: اطلاق عملية «نبع السلام» العسكرية ضد مناطق سيطرة مسلحي قوات سوريا الديموقراطية «قسد» شمال شرق سورية بهدف تدمير «ممر الإرهاب» واعادة اللاجئين إليها

  • غارات وقصف مدفعي على مواقع في ريف الحسكة.. و«قسد» تدعو واشنطن إلى فرض «حظر جوي»
  • أردوغان يطلق عملية «نبع السلام» العسكرية ودمشق: سنتصدى بالوسائل «المشروعة»
  • نزوح جماعي وإصابات.. وأردوغان يعلن أن الهدف منع «الممر الإرهابي» وإعادة اللاجئين السوريين إلى «المنطقة الآمنة»

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اطلاق عملية «نبع السلام» العسكرية ضد مناطق سيطرة مسلحي قوات سوريا الديموقراطية «قسد» شمال شرق سورية بهدف تدمير «ممر الإرهاب» واعادة اللاجئين إليها، ما يعيد رسم خارطة الصراع في الملف السوري.

وبعد غارات جوية وقصف مدفعي على عدة مدن بريف الحسكة واشتباكات متبادلة اسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، بدأ الجيش التركي وفصائل سورية معارضة التوغل البري من منطقة تل أبيض شمال الرقة.

وفيما ناشد الأكراد واشنطن وحلفاءها إقامة منطقة حظر جوي شمال سورية، نددت دمشق بنوايا أنقرة، مؤكدة «التصميم على التصدي للعدوان التركي بجميع الوسائل المشروعة».

هذا ودعت مصر الجامعة العربية لعقد اجتماع طارئ لبحث «العدوان التركي»، كما يعقد مجلس الأمن بدوره جلسة طارئة اليوم بطلب من الدول الأوروبية الخمس الأعضاء.

من جهته، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن التدخل التركي «فكرة سيئة» لا يؤيدها، محملا أنقرة مسؤولية جميع مقاتلي داعش المعتقلين وألا يعيد التنظيم بناء نفسه بأية طريقة أو شكل.

وقال: «لقد التزمت تركيا بحماية المدنيين والأقليات الدينية وضمان عدم حدوث أزمة إنسانية وسنجعلهم يلتزمون بهذا التعهد».

وفي مزيد من التفاصيل فقد نفذ الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تهديده وأعلن بدء العملية العسكرية «نبع السلام» في مناطق شرق نهر الفرات التي تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، بعدما حصل على ما يشبه الضوء الأخضر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي اعلن سحب قوات من المناطق الحدودية بين سورية وتركيا.

وقال اردوغان ان جيش بلاده وحلفاءه من قوات المعارضة السورية، بدأوا الهجوم بهدف القضاء على «ممر الإرهاب» على حدود تركيا الجنوبية.

وعلى غرار حليفه ترامب، أعلن اردوغان الهجوم عبر تغريدة على تويتر. وقال ان الهجوم يستهدف أيضا القضاء على التهديدات التي يمثلها مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية الذين يهيمنون على «قسد»، إضافة إلى مسلحي تنظيم داعش وتمكين اللاجئين السوريين في تركيا من العودة إلى ديارهم بعد إقامة «منطقة آمنة».

وتابع قائلا «مهمتنا هي منع إقامة ممر للإرهاب في الجهة المقابلة من حدودنا الجنوبية وإحلال السلام بالمنطقة.. سنحافظ على وحدة الأراضي السورية وسنحرر المجتمعات المحلية من الإرهابيين»، مشيرا الى ان العملية تستهدف عناصر حزب العمال الكردستاني «بي كا كا» والوحدات الكردية «ب ي دي» التي تعتبر ذراعه في سورية وتعتبرهما انقرة ارهابيين.

ورغم أن الهجوم كان متوقعا نتيجة التهديدات التركية، إلا ان إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب المفاجئ سحب قواته من المنطقة الحدودية عقب اتصال هاتفي مع اردوغان، خلط الأوراق وقد يعيد رسم خريطة الصراع السوري مرة أخرى، مما يوجه ضربة للطموحات الكردية بإقامة حكم ذاتي او حتى ما يسمى «الادارة الذاتية» التي أعلنوها في مساحات واسعة شمال شرق سورية، ويوسع رقعة الأراضي الخاضعة لسيطرة تركيا على الحدود، ويزيد من الأوراق التي تمتلكها في الملف السوري.

وقد امضت «قسد» أعواما وهي توسع نطاق سيطرتها بمساعدة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش.

والأكراد مثال نادر على تحقيق مكاسب في الحرب السورية، إذ أقاموا مع حلفائهم هيئات حاكمة مع التأكيد دوما على أن هدفهم هو الحكم الذاتي وليس الاستقلال. وقد ينهار كل ذلك مع التوغل التركي.

وسيعرض أي انسحاب أميركي كامل المنطقة لخطر المزيد من التوغلات التركية وعودة تنظيم داعش أو لمحاولات الحكومة السورية المدعومة من إيران وروسيا استعادة أراض.

ورغم أن الأراضي المعنية خارج سيطرة الحكومة السورية بالفعل، قد يعني التوغل التركي أن الكيان المسيطر على المنطقة سيتحول من قوة غير معادية، هي «قسد»، إلى تركيا ومقاتلي المعارضة.

ولطالما اعتبرت دمشق أنقرة قوة احتلال لها مخططات في الشمال السوري. كما لمحت أحيانا إلى استعدادها لإبرام اتفاق مع الأكراد على الرغم من أن مفاوضاتهما الأخيرة وصلت إلى طريق مسدود.

ميدانيا، أكد مصدر أمني تركي أن مدافع الهاوتزر بدأت قصف قواعد وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على «قسد»، ومستودعات ذخيرة تابعة لها. وذكر المصدر أن ضربات مدافع الهاوتزر التي استهدفت أيضا مواقع أسلحة وقناصة تابعة لوحدات الحماية، قصفت مواقع بعيدة عن المناطق السكنية.

وسمع دوي انفجارات دفعت بعشرات السكان إلى النزوح، في وقت أكدت «قسد» بدء الهجوم التركي «ضد مناطق مدنية» متسببة بحالة «هلع» بين الناس.

وقالت إن الطائرات التركية قصفت مواقع عسكرية ومدنية على عمق 50 كيلومترا داخل الأراضي السورية طاولت تل أبيض ورأس العين والقامشلي وعين عيسى. وأعلنت عن «سقوط قتلى وجرحى» في صفوف المدنيين.

وأضافت أن 25 طائرة على الاقل نفذت الغارات.

وناشدت «قسد» الولايات المتحدة وحلفاءها إقامة «منطقة حظر طيران» لحمايتها من الهجمات التركية.

وقالت إنها أظهرت حسن النية تجاه اتفاق آلية الأمن بين الولايات المتحدة وتركيا، لكن ذلك ترك الأكراد دون حماية.

بدوره، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ان «قصفا جويا ومدفعيا استهدف مدينة رأس العين ومحيطها».

وأشار إلى قصف مدفعي تركي استهدف قرى في محيط مدينة تل أبيض الواقعة على بعد أكثر من مئة كيلومتر غرب رأس العين.

وحمل عشرات المدنيين من رجال ونساء وأطفال أغراضهم الشخصية خارجين في المدينة إن كان في سيارات او سيرا.

في المقابل، ذكرت وكالة الأناضول الرسمية التركية أن ستة صواريخ أطلقت من مدينة القامشلي السورية سقطت في قلب مدينة نصيبين التركية الحدودية.

من جهتها، قالت فصائل المعارضة السورية المدعومة من انقرة والتي تشارك بالعملية، إنها لن تأخذها رحمة بوحدات حماية الشعب الكردية السورية في شمال شرق البلاد والتي لم تجعل أمامها أي خيار سوى الحرب.

وذكر الجيش الوطني، وهو فصيل المعارضة الرئيسي الذي تدعمه تركيا، في بيان أنه قال لمقاتليه «لا تأخذكم بهم رأفة واضربوهم بيد من حديد وأذيقوهم جحيم نيرانكم».

وأضاف البيان «كفوا عمن ألقى إليكم السلام والتزم بيته وتجنب القتال وانشق إليكم طالبا الأمان».

وفي دمشق، أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» بوقوع قصف جوي ومدفعي تركي على مدينة رأس العين بريف الحسكة.

وذكرت الوكالة أن القصف تسبب في حركة نزوح كبيرة للأهالي، وأن الغارات الجوية والمدفعية الثقيلة تركزت في قرية علوك ونستل والعزيزية ومدرسة العزيزية وبئر نوح والأسدية ومشرافة والصوامع وخربة البنات في رأس العين.

وقالت «سانا» إن «ميليشيا قسد الانفصالية أضرمت النيران في بعض آبار النفط بريف الحسكة الشمالي». وأنها قامت «بإشعال الإطارات في معظم أحياء رأس العين وأحرقت الوثائق في مقراتها بالمدينة».

وكان العديد من سكان منطقة تل أبيض، الواقعة في منطقة الجزيرة شمال سورية والتي تبعد 100 كلم عن مدينة الرقة باتجاه الشمال، قد بدأ بالنزوح في الوقت الذي أعلنت فيه «قسد» الجناح العسكري لما يسمى «الإدارة الذاتية الكردية» النفير العام.

وقد ناشدت «قسد» داعميها الولايات المتحدة وحلفاءها إقامة «منطقة حظر طيران» لحمايتها من الهجمات. وقالت إنها أظهرت حسن النية تجاه اتفاق آلية الأمن بين الولايات المتحدة وتركيا، لكن ذلك ترك الأكراد دون حماية.

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى