أخبار عاجلة

ذكرى الوفاء



يصادف اليوم الأربعاء الثاني من هذا الشهر شهر أكتوبر لعام 2019 شهر الحزن العميق في نفسي والذي مستمر طوال شهور السنوات الثامنة عشر منذ يوم الثلاثاء الثاني من شهر أكتوبر عام 2001 ذكرى الثلاثاء من كل أسبوع في الحزن العميق على فراق رفيقة الدرب لأستمر في كتابة الرثاء التاسع عشر أسجل فيه الحزن والألم بكلمات الوفاء التي لا توجد في قواميس لغات العالم العربية والأجنبية ولا حتى في البحث عنها في العم (جوجل) وهذا الكلام ليس فيه مبالغة كما يعتقد البعض لأنه من واقع الحقيقة في الحياة التي أعيشها والتي لا يشعر بها أحد إلا كاتب هذا الرثاء .
وقولوا عني ما تقولون وما تشاءون قوله بأنني مبالغ مبالغة لا حدود لها في كتابة هذا الرثاء والرثاءات الثامنة عشر والتي سبق أن كتبتها في يوم الثاني من شهر أكتوبر من كل عام فأنا تعودت أن أرثي رفيقة الدرب بصدق الوفاء الذي قطعته على نفسي منذ كتابة رثائي الأول .
فلقد تعودت منذ كتابة رثائي الأول عن رفيقة الدرب التي رحلت عن هذه الدنيا الفانية في صباح يوم مظلم وحزين في حياتي في يوم الثلاثاء 2/10/2001 أن أواصل كتابة الرثاء سنوياً في ذكرى الوفاة في اليوم الثاني من شهر أكتوبر من كل عام متحملاً انتقادات القراء الذين يقرأونه في “جريدة الوطن” قبل توقفها عن الصدور على الورق ومواصلة صدورها “بالوطن الالكتروني” والذي كان يقول البعض عني أن رثاءك الحزين مُبالغ فيه وكان الأولى احتفاظك بحزنك لنفسك ولا تشركنا فيه .
وهذا الكلام صحيح بالنسبة لقائليه وإنما بالنسبة لي أقول أن الرثاء الذي أكتبه رثاء سنوياً يخصني أنا ولا يخصكم أنتم فأين المبالغة في كتابة الرثاء .
فمخطئ من يقول ويظن أنني أبالغ بالحزن فأنا لم أستجدي أحد في مشاركتي بالحزن إلا إن كان من نفسه وهو يشكر عليه لأن يشاركني حزني وإنما حزني لا يعرفه إلا من عاش بالحزن الصادق والوفي وليس بالمبالغة كما يتصور البعض .
وأما الاحتفاظ بالحزن لنفسي وعدم مشاركة القارئ بالحزن معي فهذا أيضاً مردود عليه بأنني قد كتبت كثيرًا من الرثاءات قبل وبعد رحيل رفيقة الدرب لأرثيها بعد رحيلها وذلك لشخصيات كويتية معروفة انتقلوا إلى رحمة الله تعالى لعدد 49 شخصية كويتية موثقة في كتاب (رثاء الأحبة) وذلك لحزني عليهم ولم أبالغ بالحزن عليهم وإنما الواجب والحس الوطني جعلني أكتب رثاء لمن يستحق الرثاء كوثيقة لشخصيات كويتية .
وأيضاً هناك شخصيات عربية وأجنبية كتبت رثاءات عنهم وسوف أجمعها في كتاب خاص .
أرجو أن يكون كلامي مقنعاً لمن يتهمني بالمبالغة بالحزن الذي لا يشعر فيه مثل ما أشعر أنا فيه .
ويبقى القول هنا أنه ليس من السهل على أن أتماسك نفسي وأنا ماسك بيدي المرتجفة القلم الذي أكتب فيه رثاء المشاعر الصادقة والوفاء الأبدي لإنسانة عزيزة وغالية على نفسي أم عبد الله وفهد رحمة الله عليها قد رحلت عن هذه الدنيا الفانية ليس اليوم ولا الأمس ولكن في يوم الثلاثاء الثاني من شهر أكتوبر عام 2001 لأجد يدي تزداد ارتجافاً كأنني مصاب بمرض الرعاش أبعدكم الله عنه .
ولذلك أقول أنا شخصياً أواصل الحزن طوال العام وسنوياً بشعوري الحزين وأنا أسخر الفكر وأحاول أريح البال الحزين الذي لم يعرف شيئًا اسمه السعادة بعد رحيل رفيقة الدرب التي لا يمكن أن تُعوض في رأيي وليس في رأيكم الذي أحترمه وأقدره وأجلس لوحدي أناجيها أتذكر وأتذكر وأتذكر ماضينا الجميل ماضي العلاقة الزوجية بالوفاء الدائم وليس الوفاء من البعض مجاملة الزوج لزوجته أو الزوجة لزوجها عند البعض ليتبخر هذا الوفاء بعد فراق أحد الزوجين بالوفاء مثل تطاير الطحين بالهواء الذي يوقف الوفاء وينتهي بانتهاء حياة أحد الزوجين وانتقاله إلى الباري عز وجل وهذا عند البعض مثل ما قلت وليس عند الكل .
أما أنا فإن الوفاء في الحياة لم يتوقف عندي ولا يزال منذ لحظة لفظ أنفاسها الأخيرة اختفت بهجة وحلاوة وسعادة الحياة ولم أعطها أي اهتمام .
وتمر الأيام والأشهر والسنوات ولا أشعر بمرورها بالسعادة لأنها لا تحمل بين طياتها سعادة الحياة ولا أحسب لها أي حساب لأنني لا أبحث عن سعادة الفرح والسرور.
فالحياة ليس لها قيمة عندي إطلاقاً لا الأفراح تفرحني ولا المسرات تسرني ولا شيء يعجبني ويفرحني في هذه الحياة لأعطيها اهتمامي .
ما عدا مجاملة الأقرباء والأصدقاء أو الذين ألتقي معهم وأبتسم أمامهم ابتسامة الحزن في داخل نفسي وابتسامة الترحيب أمامهم لأنهم ليس لهم ذنب في حزني حتى لا يشعرون بما أشعر به وحتى لا يقول البعض عني أنني أبالغ بالحزن .
وأنا هنا لا أرثي رفيقة الدرب بكتابتي رثاء بالذكرى السنوية التاسعة عشر فحسب ولكنني أوثق كل كلمة كتبتها في رثاءاتها الثامنة عشر والتي ستجد طريقها في جمعها في كتاب خاص ليكون شاهداً وموثقاً على صدق الوفاء لمن تستحق الوفاء .
إلا أن كتابة الرثاء السنوي ليس ذكرى سنوية إرضاء للنفس والضمير فقط بل تأكيداً على الوفاء المتأصل في نفسي فالوفاء لا يُشترى بمال ولا يُباع ولا بالعلاقات المؤقتة التي تزول متى ما وُجد الشخص الذي يحمل الوفاء للآخرين الذين رحلوا عنه أو لم يستفد منهم ليظل مثل هذا الوفاء علامة كذب وافتراء ومصلحة تنتهي بانتهاء الذي لا يعرف الأوفياء .
ولكن الوفاء الحقيقي النقي الصافي بالضمير الحي يظل علامة بارزة لصاحب الوفاء وهذا هو وفائي لرفيقة الدرب رحمة الله عليها وأسكنها فسيح جناته .
وإنا لله وإنا إليه راجعون
تبقى رسالة حب وشكر وتقدير لكل من يتأثر ويتعاطف معي التعاطف الصادق الأمين .
ومعذرة للذين يتهمونني بالمبالغة لكتابة رثاء الحزن فأنا لا أكتب لهم وإنما أكتب لنفسي ومع ذلك أشكرهم .
والله يحفظ لكم كل عزيز وغالٍ عندكم ولا ترون مكروه لفقيد عزيز عندكم وكيفوا حياتكم بالسعادة حسب ما تشاءون واتركوني لوحدي في حزني أناجي نفسي وأتمنى طول العمر لأحبائكم الغالين عليكم .
وسلامتكم

بدر عبد الله المديرس
al-modaires@hotmail.com





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى