أخبار عربية

مظاهرات مصر – إستجابة لأسئلتكم عن ما يحدث


متظاهرون في القاهرة

مصدر الصورة
Reuters

Image caption

متظاهرون في القاهرة

وردت إلى موقع بي بي سي العربي أسئلة من القراء حول المظاهرات والاحتجاجات التي تشهدها. وهنا اجابات عن بعض هذه الأسئلة.

•ما الذي يجري في مصر بالضبط؟

مظاهرات محدودة ونادرة وغير متوقعة شارك فيها مئات في محيط ميدان التحرير في العاصمة المصرية القاهرة ومدن أخرى منها الإسكندرية والمحلة الكبرى والسويس ودمياط والمنصورة.

وفضت قوات الأمن بعض هذه المظاهرات باستخدم الغاز المسيل للدموع كما ألقت القبض على مئات من المتظاهرين.

وقد هتف المشاركون في التظاهرات ضد النظام السياسي في مصر مطالبين برحيل الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي. ورغم محدودية عدد المشاركين، إلا أنها تستمد أهميتها من أنه لم تخرجمن قبل مظاهرات تطالب برحيل السيسي الذي تولى حكم البلاد منذ 2014.

وكان المقاول والفنان محمد علي من بين قلائل الذين توقعوا هذه المظاهرات وهو أبرز من دعا، عبر مقاطع مصوره بثها على مواقع التواصل الاجتماعي، للتظاهر أمام المنازل ضد حكم السيسي، لكن المتظاهرين تجاوزوا دعوته وحاولوا الوصول إلى الميادين الكبرى.

وخرجت المظاهرات تلبية لدعوة محمد علي الذي اتهم الرئيس السيسي والجيش بالفساد، واستخدم ما لديه من معلومات عن مشروعات إنشائية أسندتها إليه القوات المسلحة بعدما عمل مقاولا معها لسنوات، متحدثا عن هذا الفساد والتبذير وإنفاق المليارات على بناء القصور.

• من هو محمد علي، ولماذا لديه هذا التأثير؟

يبلغ محمد علي من العمر 45 عاما وكان يمتلك شركة مقاولات باسم “أملاك”، وعمل مع الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة في تنفيذ عدة مشروعات لنحو 10 سنوات على الأقل. كما عمل ممثلا سينمائيا غير أنه لم يحقق نجاحا كبيرا وله فيلم واحد معروف بعنوان “البر التاني”، قبل أن يصفي أعماله والسفر إلى أسبانيا.

وحصل محمد علي على شهرة واسعة في مصر والعالم العربي بعدما بدأ نشر سلسلة من المقاطع المصورة من مكتب له في أسبانيا حيث يقيم ذكر فيها أن لديه معلومات عن “إساءة استخدام الجيش للأموال العامة “.

وتبارت وسائل الإعلام المحلية في نشر شهادات لأسرة محمد علي يتهمونه بـ”الخيانة واللامسئولية” من خلال استضافة والده الذي تبرأ مما يفعله نجله واتهمه شقيقه بنهب أموال شقيقهم الثالث المتوفى.

يذكر أن والد محمد علي بطل مصري في رفع الأثقال يدعي “علي عبد الخالق” وأنشأ شركة مقاولات بعد أن توقف عن ممارسة اللعبة، وكان أبناؤه شركاء له في هذه الشركة، ومن بينهم محمد.

ويعزو البعض تأثير محمد علي إلى أنه يتحدث من واقع معلومات عن قصور بناها بإسناد مباشر من الجيش وشارك فيها مئات العمال والمهندسين، وإضافة إلى ذكره أسماء لقادة عسكريين.

ولكن هناك من يرى أن تأثيره يعود إلى حديثه المباشر بلغة قريبة إلى الشارع وافتقار المصريين مؤخرا إلى الصوت النقدي بعدما أصبح الإعلام المحلي في اتجاه واحد فقط. وهناك فريق ثالث يعتبر تأثير محمد علي نابع من أنه أصاب جزءا من حقيقة المعاناة الاقتصادية لدى قطاع كبير من المصريين (هناك تقارير رسمية بأن نسبة الفقر في مصر تتجاوز 30%)، في مقابل الإسراف من قبل النظام السياسي في بناء قصور ومشروعات عقارية.

•ما هو رد فعل السيسي إزاء الحراك وموقف الجيش؟

بعد أيام من نشر محمد علي عددا من المقاطع المصورة التي لاقت اهتماما كبيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي اتهم فيها الرئيس السيسي بشكل واضح بإساءة استخدام المال العام والفساد وبناء قصور لا حاجة لها، قرر السيسي أثناء حضور مؤتمر للشباب الرد عليه فقال إن هذه الاتهامات “محض هراء وكذب”. ولكنه في الوقت نفسه أكد أنه يبني قصورا وفنادق وأنها ليست ملكا شخصيا له بل تؤول للدولة المصرية.

وبعد رد السيسي، كثف محمد علي من نشر مقاطعه المصوره متعهدا بإسقاط حكم السيسي ومطالبا الشعب المصري بالتظاهر ضده، وحدد مساء الجمعة الماضية موعدا لذلك.

وخرجت مظاهرات محدودة، بعد ساعات من الإعلان عن سفر السيسي إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ولم يعلق السيسي أو أي من مسؤولي الحكومة في يومها الأول، غير أن وزير الخارجية سامح شكري الذي يزور نيويورك ضمن الوفد الذي يرأسه السيسي، قال في مداخلة هاتفية لبرنامح يقدمه الإعلامي عمرو أديب إن الساحة الداخلية في مصر مستقرة للغاية، ونحا باللائمة على بعض “وسائل الإعلام المعادية للدولة المصرية وما حققته من إنجازات”.

وناشدت الهيئة العامة الاستعلامات التابعة للرئاسة المصرية وسائل الإعلام الأجنبية العاملة في مصر بعدم الاستناد على منصات التواصل الاجتماعي كمصادر للأخبار. وقال المتحدث العسكري إن صفحتيه الرسميتين على فيسبوك وتويتر هما فقط اللتان يعتد بهما، بعدما انتشرت صفحات وهمية باسم قيادة الجيش ووزير الدفاع.

ومساء الاثنين، التقى السيسي نظيره الأمريكي ترامب الذي أظهر تأييدا واضحا للسيسي وقلل من أهمية المظاهرات ضده، فيما قال السيسي إن “الرأي العام في مصر لم يقبل بوجود جماعات الإسلام السياسي في الحكم، وستظل المنطقة في حالة من عدم الاستقرار طالما يسعون للسلطة”.‎ وفسر متابعون تعليق السيسي على أنه يربط بشكل لا لبس فيه بين المظاهرات المحدودة التي خرجت ضده يومي الجمعة والسبت وبين جماعة الإخوان المسلمين التي اعتاد ألا يذكرها بالاسم في تعليقاته.

لم يعلق الجيش بأي شكل على المظاهرات بعد وقوعها، غير أن وزير الدفاع قال في تصريح رسمي سبق المظاهرات بيوم واحد إن “الجيش المصري على قلب رجل واحد”.

•ما هو حجم المظاهرات في مصر وهل يدعو إليها محمد علي فقط أم أن هناك أحزاباً سياسية كالاخوان تشارك في دعوات التظاهر؟

خرجت المظاهرات في أماكن كان أبرزها وأكثرها رمزية ودلالة محاولة الوصول إلى ميدان التحرير في قلب القاهرة، والذي احتضن المتظاهرين لنحو 18 يوما في 2011 قبل أن يتنحى الرئيس السابق حسني مبارك.

ولم تتجاوز الأعداد بضع مئات، لكنها لم تكن متوقعة، بل ونادرة في محيط ميدان التحرير وربما هي المرة الأولى التي يجري فيها التظاهر ضد السيسي بهذا الشكل أثناء فترة حكمه.

وإلى جانب محمد علي، دعت جماعة الإخوان المسلمين للتظاهر ضد السيسي وأي عمل يطيح به من سدة الحكم، ونشرت بيانا أعقب المظاهرات أكدت فيه حرصها على أن يكون “التحرك الجماهيري الراهن هو مشهد وطني غير ملون، لإجلاء الحقيقة الدامغة بأن الصراع في مصر هو صراع بين الحكم العسكري والشعب الذي لم يعد يطيق الفساد والطغيان ويسعى لحكم مدني وطني شريف”.

بينما دعت الحركة المدنية الديمقراطية إلى “حوار وطني مجتمعي شامل لبحث الازمة بكل جوانبها الاقتصادية والسياسة والاجتماعية، وبلورة بدائل تفتح طريق تغيير ديمقراطي سلمي يفتح للشعب طريق الامل”.

ودعت بعض الأحزاب المؤيدة للحكومة المصرية الشعب المصري إلى عدم “التفات الشعب المصري لدعوات الفوضى” ودعم السيسي الذي أعاد الاستقرار لمصر “ووضعها على طريق إصلاح اقتصادي واضح”.

•هل يمكن أن تؤثر هذه الأحداث على الاقتصاد وعلى العملة المحلية؟

أثر هذه الأحداث ظهر على البورصة المصرية التي تهاوت بنسبة فاقت الـ 5 في المئة يوم الأحد الماضي، ما حدا بإدارتها لوقف التداول كليا لنصف ساعة لتنهي اليوم متراجعة بنسبة فاقت الخمسة بالمئة، ثم تراجعت لليوم التالي بشكل أقل قبل أن تتراجع الثلاثاء بنسبة 4.2 في المئة. ويعد هذا الأثر الفوري على المستوى القصير جدا، أما أثر المظاهرات، إن استمرت واتسعت وجذبت مزيدا من المتظاهرين، قد ينعكس سلبيا على مؤشرات الاقتصاد الكلي بدءا من معدل النمو والسياحة الوافدة والاستثمار الأجنبي المباشر.

العملة المحلية في حالة جيدة فهي ترتفع بشكل منتظم منذ يناير الماضي أمام الدولار وأيضا تأثرها سيكون مرهونا باستدامة المظاهرت واتساعها وطبيعة تعاطي السلطات المصرية معها.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى