كيف أصبحت المتحولات جنسيا نجمات عروض الأزياء؟
[ad_1]
كان الانتماء إلى فئة المتحولين جنسيا كافيا لإنهاء العمل في مجال عرض الأزياء أو الدعاية سابقاً، لكن بعض المجلات والعلامات التجارية تسعى حاليا للعمل مع هؤلاء الذين يعلنون أنهم متحولون. فكيف تحولت النظرة إلى المتحولين جنسيا من الرفض إلى الرغبة في العمل معهم؟.
تقول باريس ليس، وهي ناشطة وكاتبة في مجال حقوق المتحولين جنسيا، في مؤتمر نسائي: “لم أعتقد قط أنه سيتم ذات يوم الاحتفاء بالمتحولين، ففي فترة طفولتي وشبابي المبكر كان المتحولون جنسيا يقدمون في وسائل الإعلام والإعلانات كأشياء سخيفة مثيرة للشفقة والاشمئزاز”.
وشهد المؤتمر تسمية ليز سفيرة لبانتين، وهي علامة تجارية شهيرة في مجال العناية بالشعر.
وتعتبر ليز، التي ترعرعت في نوتيغهامشاير في هاكنيل، أول متحولة جنسيا تعينها بانتين. ورغم ذلك فإنها ليست أول متحولة تقوم بالدعاية لعلامات تجارية شهيرة فهناك رجال ونساء سبقوها لذلك مثل فالنتينا سامبيو وشيلا مان وأندريجا بيجيك الذين يعملون لحساب فيكتوريا سيكريتس وجاب وميك آب فور إيفر.
وتقول سوزان ستريكر، مؤلفة كتاب “تاريخ المتحولين جنسيا: جذور ثورة اليوم”: “لقد أصبح المتحلون جنسيا يحظون بظهور إعلامي لم يسبق له مثيل، وبات المتحول يظهر بصورة إيجابية كشخص مرغوب فيه أو مقبول من خلال استخدامه في تسويق شامبو أو صابون أو تيكيلا، فكيف حدث ذلك؟”.
يعتقد أن أبريل آشلب كانت أول عارضة متحولة جنسيا لاقت النجاح. وكانت قد ولدت باسم جورج جيمسون في ليفربول عام 1935 وخضعت لجراحة تحول جنسي عام 1960 وعمرها 25 عاما، وقد دفعها جمالها لاحتلال صدر غلاف مجلة فوغ.
أبقت ماضيها طي الكتمان، ولكن عملها في عرض الأزياء انتهى عندما نشرت الصحيفة النصفية صنداي بيبول عام 1961 قصتها تحت عنوان “قضية العارضة الشهيرة أبريل آشلي: الكشف عن سرها”.
وقالت آشلي لبي بي سي عام 2013: “اتصلت بي وكيلة أعمالي حينئذ وقالت أبريل لقد انتهى مستقبلك في هذه المهنة، ولن تحصلي على عمل آخر في هذه المدينة”.
وعانت عارضة الأزياء الأمريكية من أصل أفريقي تريسي نورمان، والتي غيرت اسم الأسرة لاحقا إلى أفريكا، من تجربة مماثلة. فقد استمتعت بنجاح في العمل لمدة 10 سنوات، وكان من بين من عملت لحسابهم شركة كليرول لمستحضرات التجميل.
وتقول البروفيسورة إليزابيث براون مؤلفة كتاب “المثليون والمتحولون جنسيا في مجال الدعاية” : “إن تريسي نورمان أول متحولة تعمل في الدعاية في الولايات المتحدة”.
وفي عام 1980 تم كشف سر نورمان خلال جلسة تصوير لحساب إيسينس، وهي مجلة تعنى بالنساء الأمريكيات من أصل افريقي.
وقالت نورمان لموقع كات عام 2015: “كل ما أعلمه أن عملي انتهى في ذلك اليوم، وكان مصدر حزني أن من فعل بي ذلك هو مجتمعي.. مجتمع السود، والمجتمع المثلي”.
ورغم أنها حصلت في وقت لاحق على عمل في باريس، ثم عملت في الولايات المتحدة لحساب ألترا شين لمستحضرات التجميل إلا أنها عانت كثيرا للحصول على مزيد من العقود.
وفي بريطانيا تألقت المتحولة جنسيا كارولين كوسي في صناعة الموضة، والتي اقتحمتها باسم تولا.
وتقول ستريكر: “إن كوسي عملت كعارضة أزياء بين عامي 1975 و1981 وظهرت في مجلات مثل فوغ الأسترالية وهاربرس بازار”.
كما ظهرت كوسي في فيلم جيمس بوند من أجل عينيك فقط عام 1981 إلى جانب فتيات بوند الأخريات. وقد أدى هذا الفيلم إلى نهايتها المهنية حيث ظهرت مقالة في صحيفة نيوز أوف ذي وورلد تحت عنوان “فتاة جيمس بوند كانت فتى”.
وقالت كوسي في عام 2016: “تحطمت مسيرتي المهنية بين عشية وضحاها، ولم يكن بوسعي عمل شيء فتواريت عن الأضواء فقد كان ذلك السبيل الوحيد للشعور بالأمان”.
ولاحقا عرض عليها عمل ولكنه كان يدور حول وضعها كمتحولة جنسيا فشعرت أن هناك اتجاهاً لتأطيرها في هذا الأمر وتقديمها كـ”شخص غريب”. وقد ألفت كتابا وأجرت العديد من اللقاءات لنشر الوعي بقضايا المتحولين جنسيا ثم ابتعدت عن الأضواء ثانية بعد أن شعرت أنها تقدم “فقرة في سيرك”.
إخلاء سبيل الناشطة المتحولة جنسيا في مصر ملك الكاشف
سكارليت جوهانسون تتعرض للانتقاد لقبول دور رجل متحول جنسيا
متحول جنسيا يتحرش بسجينات في سجن بريطاني
“تحولت جنسيا بعد أن أصيبت زوجتي بالخرف”
إذن ما الذي تغير في السنوات الأخيرة؟
تقول البروفيسورة براون إن ذلك يرجع إلى عام 2015 عندما أجرى البطل الأوليمبي بروس جينر عملية تحول جنسي وصار كاتلين جينر، فالأمر يتعلق بالثقافة الشعبية تجاه المتحولين.
وتابعت قائلة: “كما حدثت أشياء أخرى في الولايات المتحدة وخاصة في السياسة فاليمين يستهدف المتحولين، كما توجد هناك أيضا مسلسلات شهيرة مثل Orange is the New Black شارك في بطولتها الممثلة المتحولة لافيرن كوكس وهي متحدثة مفوهة في قضايا المتحولين”.
كما تقول ستريكر: “إن الاستعانة بشخص متحول يصبح بمثابة موقف سياسي يحوي نوعا من التقدمية، فأنت تستخدم شخصا بدينا أو ذو احتياجات خاصة أو متحولا لتؤكد على التنوع، وتقول إن منتجك يتماشى مع وجهات النظر التقدمية”.
وفي الواقع اعتذرت فيكتوريا سيكريتس عام 2018 عندما قال مدير التسويق بها إد رازق إن المتحولين لا يجب أن يظهروا في الدعاية. ومنذ ذلك الحين استعانت شركة الملابس الداخلية النسائية بالعارضة المتحولة فالانتينا سامبيو التي يتابعها 377 ألف معجب على انستغرام.
ويقول جاي ماكولاي بوستد المحاضر بكلية لندن للأزياء أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورا كبيرا في إتاحة الفرصة لظهور المزيد من التمثيل المتنوع، وبالتالي ستبدو الشركات والعلامات التجارية قديمة النزعة إذا لم تعكس التنوع الظاهر في شبكات التواصل.
وقال: “أعتقد أن ذلك جزء من السبب الذي دفع المجلات والعلامات التجارية والشركات وصناعة الموضة لتغيير موقفها”.
وتحدث عن شيلا مان وكرو كيان كأثنين من أبرز المتحولين الذكور في هذا المجال.
وتابع قائلا: “لقد ظهر شيلا مان لحساب شركة غاب العلامة التجارية الأمريكية الشهيرة، والمثير أنه رغم ذكورية مظهره وعضلاته إلا أنه يظهر مكشوف الصدر الذي تظهر به ندبات الجراحة.”
وهناك أيضا العارضة أندريجا بيجيك التي بدأت مسيرتها المهنية منذ عقد باسم أندريه بيجيك ثم أجرت جراحة تحويلية عام 2013 رغم تحذيرها من أن التحول قد يدمر مسيرتها المهنية.
وقد واصلت مسيرتها المهنية الناجحة بعد التحول وظهرت في أفلام مثل فتاة في عش العنكبوت The Girl in the Spider’s Web.
إذن ماذا حدث لأبريل آشلي وتريسي نورمان وكارولين كوسي، العارضات اللائي فقدن عملهن؟
استعانت شركة كليرول بنورمان وهي في سن 63 لتكون وجهها في حملة لصباغة الشعر، كما عادت كوسي للأضواء مع كاتلين جينر ولافيرن كوكس في وثائقي عن المتحولين جنسيا، أما آشلي فقد وضعت لها صورة في متحف رئيسي بمسقط رأسها ليفربول، وفي عام 2012 حصلت على وسام الإمبراطورية البريطانية لخدماتها في مجال الدعوة للمساواة في قضايا المتحولين.
وتعتقد ستريكر أن المزيد من التمثيل الإيجابي للمتحولين ليس كافيا، فالأمر يتطلب تغيير القوانين وحماية المتحولين جنسيا من بعض المهووسين المصابين بالترانسفوبيا.
وقالت: ” إن التمثيل الإيجابي أمر جيد، ولكنه جزء بسيط من الصورة الأكبر”.
[ad_2]
Source link