أخبار عربية

هل تكون الانتخابات الإسرائيلية استفتاءً على نتنياهو؟


مظاهرات مؤيدة لنتنياهو

مصدر الصورة
AFP

Image caption

يعد بنيامين نتنياهو أطول من خدم في منصب رئيس وزراء إسرائيل

يتقارب كل شيء للغاية في هذا البلد المضطرب. إنه بلد صغير، ولا يستغرق السفر حول جميع أراضيه، التي يتقاتل الجميع عليها، وقتا طويلا، فالأعداء والسخط والأمل وخيبة الأمل ليست بعيدة على الإطلاق عن بعضها.

ذهبت إلى غور الأردن، الذي يمتد بين بحر الجليل والبحر الميت، والذي تتألف معظم أراضيه من صحراء رملية وصخرية. إنه أعمق واد في العالم، إذ ينخفض إلى 1300 قدم (400 متر) تحت مستوى سطح البحر.

مررت بقباب دير القرنطل، المبني على منحدرات تطل على مدينة أريحا، المدينة الفلسطينية التي يقال إنها الأقدم في العالم، ويؤمن المسيحيون بأن الشيطان ظهر ليسوع المسيح في مكان قريب من هنا، وعرضه لـ “التجربة على الجبل”، بعد أربعين يوما وليلة من صيامه.

وتحتل إسرائيل الطرف الجنوبي للوادي منذ عام 1967، وهو جزء كبير من الأرض التي احتلتها في حرب الشرق الأوسط في تلك السنة.

والوادي في العادة مكان هاديء، بيد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دفع بلاده إلى إجراء انتخابات عامة، تنطلق يوم الثلاثاء.

وأعلن نتنياهو أنه في حالة إعادة انتخابه كرئيس للوزراء، فإنه سيضم منطقة غور الأردن، والمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة.

وأدان العديد من أصدقاء إسرائيل، بما في ذلك بريطانيا، هذا المقترح من قبل على أساس أنه سيكون مسمارا جديدا في نعش آمال السلام.

وتسيطر إسرائيل على أراض يريدها الفلسطينيون دولة لهم.

وكان نتنياهو قد صرح بأشياء مماثلة من قبل، وربما لن يفي بوعده في حالة فوزه، وربما يفعل.

ويعرض نتنياهو على اليمين الإسرائيلي حافزا انتخابيا جاذبا للتصويت لصالحه، فهو يحتاج إلى أصوات، والانتخابات قريبة.

مصدر الصورة
AFP

ويعد التصويت استفتاء على شعبية نتنياهو، الذي تغلب على الأب المؤسس لإسرائيل، ديفد بن غوريون، كأطول من خدم في منصب رئيس الوزراء.

ذهبت في مدينة القدس وشاهدت مظاهرة تضم متشددين، وتوجهت إلى أحد الأحياء الدينية في المدينة، إذ احتشد الآف الرجال الملتحين الذين يرتدون معاطف سوداء، وقبعات، على الطريق السريع الرئيسي في المدينة، وتجمعوا للإعلان عن دعمهم لائتلاف أحزاب دينية، من المؤيدين الأقوياء لنتنياهو، فهو يحتاج إلى دعمهم لتشكيل حكومة جديدة.

وينتج النظام الانتخابي الإسرائيلي دائما ائتلافات، ويتعين على رؤساء الوزراء المحتملين إضافة مقاعد حزبهم إلى جانب مقاعد أحزاب أصغر تحدد ثمن دعمها، فالمتشددون أنصار أقوياء لنتنياهو، وبدون مقاعدهم، لن يكون قادرا على تشكيل حكومة.

وعلى الرغم من أن إسرائيل بلد قوي، وله إنجازاته، إلا أنه يعاني أيضا من انعدام الأمن، وهو مفهوم بالنظر إلى تاريخ اليهود ودولة إسرائيل، ويلعب نتنياهو على هذه المخاوف، لذا استهدفت حملته الانتخابية أعداء إسرائيل المتمثلين في إيران وسوريا ولبنان.

مصدر الصورة
Reuters

وكانت رسالته التي تكررت مرارا، هي أن الشرق الأوسط منطقة صعبة، وأنه السياسي الوحيد الذي يمكنه الحفاظ على سلامة الإسرائيليين.

وتظهر ملصقات الدعاية الانتخابية نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكلا الرجلين يبتسم، مما يشير إلى شراكة فريدة من نوعها يمكن أن يحافظ عليها نتنياهو وحده.

ويعد منافسه الرئيسي هو ائتلاف يسار الوسط، الذي يطلق عليه لقب “الأزرق والأبيض”، بزعامة الجنرال المتقاعد، بيني غانتز، ويائير لابيد، الشخصية التلفزيونية التي اتجهت إلى السياسة.

ويقول الجنرال غانتز إنه يستطيع استعادة شرف منصب رئاسة الوزراء. ويواجه نتنياهو تهم فساد خطيرة ينفي حدوثها. ويقول خصومه إنه قسّم إسرائيل وقلل من قدرها.

ويحصل الإسرائيليون على أيام عطلة من أجل الانتخابات، التي قد تشهد إقبالا في يوم التصويت، كما أن الطقس مثالي على الشاطئ.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى