ارتفاع ضغط الدم في الثلاثينيات من العمر “يضر بصحة الدماغ”
[ad_1]
يحتاج الشباب بعد سن الثلاثين لمتابعة ضغط الدم بشكل منتظم، وذلك لحماية الدماغ من أضرار محتملة في مراحل لاحقة من العمر، وفقا لدراسة حديثة.
وكشفت هذه الدراسة عن أن “هناك فرصة متاحة” لحماية الدماغ بداية من العقد الرابع وحتى السنوات الأولى من العقد السادس من العمر.
ومن خلال متابعة البيانات الصحية الخاصة بحوالي 500 شخص، ربطت الدراسة بين ضغط الدم المرتفع لديهم في أوائل منتصف العمر، والأضرار التي لحقت بهم في مراحل عمرية لاحقة، والتي تتضمن مشكلات في الشرايين وضمور في خلايا الدماغ.
وقال خبراء إن ارتفاع ضغط الدم في “مرحلة حرجة” في فترة الثلاثينيات والأربعينيات من العمر قد “يسرع من وتيرة الأضرار” التي قد يتعرض لها الدماغ.
وهذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها الربط بين ارتفاع ضغط الدم في منتصف العمر وارتفاع احتمالات الإصابة بالخرف، لكن العلماء يريدون التوصل إلى فهم أوضح لهذه العلاقة وكيف تتطور.
وفي إطار هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة “لانسيت” المتخصصة في علم الأعصاب، خضع المشاركون لقياس ضغط الدم وعمليات مسح للدماغ.
وتوصل الباحثون إلى أن هناك علاقة بين مستويات ضغط الدم المرتفعة في المرحلة العمرية من 36 إلى 43 سنة، وضمور خلايا الدماغ.
“الإسراع من وتيرة الأضرار”
من المعروف أن الدماغ يتعرض لضمور مع التقدم في السن، لكن أعراض ذلك تظهر جلية لدى المصابين بأمراض الأعصاب، وأبرزها مرض “الخرف الوعائي”.
وبينما لم تظهر إشارات إلى تعرض الأشخاص الذين خضعوا للدراسة لإعاقة إدراكية، قال الباحثون إن ضمور الدماغ عادة ما يسبق ظهور هذا النوع من الإعاقة، لذا رأى الباحثون ضرورة متابعة هذه الحالات على مدار السنوات المقبلة لملاحظة ظهور تلك الأعراض.
كما يرتبط ارتفاع ضغط الدم في المرحلة العمرية من 43 إلى 53 سنة بظهور إشارات لوجود مشكلات في الأوعية الدموية أو ما يسمى بـ”الأزمات القلبية المصغرة” عند بلوغ السبعينيات من العمر.
وقاد جوناثان شوت، أستاذ طب الأعصاب في معهد كوين سكواير التابع لجامعة لندن الدولية، فريق البحث المعد لهذه الدراسة.
وقال شوت لبي بي سي: “قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم، حتى لو كنا في منتصف الثلاثينيات، إلى آثار جانبية على صحة الدماغ بعد أربعة عقود. ولذا فإن عمليات المتابعة والتدخل التي تهدف إلى الحفاظ على صحة الدماغ في مراحل لاحقة من العمر، يجب أن تبدأ على الأقل قبل بلوغ مرحلة منتصف الثلاثينيات”.
وأضاف: “توفر الهيئة الوطنية للرعاية الصحية فحوصا طبية من هذا النوع بداية من سن الأربعين، والتي يستفيد منها حوالي 50 في المئة من هذه الفئة العمرية. وترجح البيانات المتوافرة لدينا أن ضغط الدم ينبغي أن يُقاس قبل ذلك بكثير”.
وقال بول ليسون، أستاذ القلب والأوعية الدموية في جامعة أوكسفورد: “نعلم منذ فترة أن من يعانون من ارتفاع ضغط الدم، غالبا تتغير بنية الدماغ لديهم في مراحل عمرية لاحقة”.
وأضاف ليسون: “يدور الجدل بين الأطباء في الوقت الراهن حول إذا ما كان علاج ضغط الدم لدى الشباب يحول بالفعل دون حدوث تغيرات في الدماغ”.
وتابع: “البديل، وهو ما يفعله الكثيرون، هو أن ننتظر حتى مراحل عمرية لاحقة حتى نأخذ ارتفاع ضغط الدم على محمل الجد لأننا نعرف أنه بحلول المراحل المتقدمة من العمر، تتطور تغيرات خطيرة في الدماغ”.
وأشار إلى أن نتائج هذه الدراسة تؤيد بالفعل فكرة وجود مرحلة عمرية حرجة في الحياة مثل الثلاثينيات والأربعينيات تتفاقم فيها الأضرار التي يلحقها ارتفاع ضغط الدم بالدماغ.
وقالت كارول راوتليدج، مديرة مركز أبحاث ألزهايمر في بريطانيا: “ارتفاع ضغط الدم في منتصف العمر هو أحد أخطر العوامل المرتبطة بأسلوب الحياة الذي قد يؤدي إلى الإصابة بالخرف، وهو أيضا العامل الذي يمكن السيطرة عليه بسهولة من خلال المتابعة والتدخل”.
وأضافت: “يرجح الباحثون أن العلاج الأكثر فاعلية لارتفاع ضغط الدم في سنوات الشباب قد يؤدي إلى تحسن حالة الدماغ في المراحل العمرية اللاحقة”.
وتابعت: “لابد أن نستمر في تنمية هذه الرؤية من خلال تتبع وعلاج ارتفاع ضغط الدم حتى لدى من هم في منتصف العمر.”
[ad_2]
Source link