أخبار عاجلة

بوعدنان ماكو مثلك | جريدة الأنباء


مفرح الشمري

[email protected]

تحل علينا اليوم الذكرى الثانية لوفاة عملاق الكوميديا الراحل الكبير عبدالحسين عبدالرضا، لنعود من خلالها بالذاكرة إلى الوراء لكي نستذكر مسيرته الفنية التي استمرت خمسة عقود حتى أصبح قامة من قامات الفن العربي، ورمزا من رموز الكوميديا على الساحتين الخليجية والعربية، «بوعدنان» أبدع في زرع الابتسامة على شفاه محبيه من خلال أعماله التلفزيونية والمسرحية التي تحمل بين طياتها الكثير من المواقف التي لا تنسى لأن صاحبها «ماكو مثله» في صنع البهجة والفرح والضحك على محبيه محليا وخليجيا وعربيا ويعتبر رحيله خسارة كبيرة في الوطن العربي لأنه من الفنانين الذين كانوا يحملون هموم الوطن ومواطنيه على كتفه وذلك من خلال أعماله التي قدمها في الإذاعة والتلفزيون والمسرح والسينما.

الراحل «بوعدنان» يعتبر والده مثله الأعلى في كل شيء وتأثر به كثيرا فهو يحب الناس كثيرا ويحب الفن كثيرا لأنه كان لديه فرقة بسفينته يغنون ويرقصون خصوصا في السفرات الطويلة وكان والده يغني معهم مع انه هو النوخذة لأن صوته كان جميلا ويؤدي أغاني الحب والبحر بشكل صحيح وفرقته عبارة عن طيران وناي.

خفة الدم التي تميز بها الراحل عبدالحسين عبدالرضا وبعض اخوته كانت وراثية خصوصا عندما يسمعون أمهم وأباهم يتهاوشان كانوا يضحكون من قلوبهم لأنه «هواشهم» كان يحمل بين طياته الكثير من الأفيهات المضحكة.

درس الراحل «بوعدنان» في الاحمدية والمباركية مع صديق عمره الراحل عبدالوهاب سلطان ومن ثم توجه الى التعليم الصناعي لأنه يتيح له السفر والاطلاع على العالم الآخر وتخصص في الطباعة وبعث الى مصر لتعلم هذا الأمر في المطابع الاميرية بالقاهرة وكان من زملائه في هذه البعثة الراحل احمد الصالح والراحل عبدالوهاب السلطان وبدر السبتي واحمد الروضان، حيث تعلموا في هذه البعثة أسس الطباعة وفنونها من جمع الحروف والإخراج والكتب والصحف وغيرها.

وبعد عودتهم من مصر أرسلوا في بعثة أخرى الى ألمانيا لمزيد من الخبرة والتعلم حتى يفيدوا فيها بلدهم وبعد عودتهم تسلموا وظائفهم الفنية والإدارية استغل وجوده في مصر أيام البعثة لمشاهدة مسرحيات الريحاني وإسماعيل ياسين على حسب المصروف الذي يملكه.

اشترى أول سيارة من نوع بيوك بالتقسيط وكان سعرها 12 ألف روبية بما يقارب حاليا 1000 دينار وذلك لراحة والدته بعد انتقالهم الى بيت القادسية لأنه يبحث عن راحتها كما كان يسفرها على حسابه وكانت أول سفرة لها للحج.

التمثيل لم يخطر ببال الراحل عبدالحسين عبدالرضا ولم يفكر فيه أيضا رغم انه كان يشارك في حفلات السمر وبعض المسرحيات ذات الفصل الواحد في المدرسة ولكن بعدما طلبت وزارة الشؤون تأسيس فرقة المسرح العربي من خلال إعلان منشور يطلبون فيه ممثلين طلب منه الراحل عبدالوهاب سلطان صديق عمره أن يذهبا للتسجيل في الفرقة لقتل وقت الفراغ عندهما وبالفعل تم قبولهما بالفرقة خصوصا أن وقت العمل بالفرقة يكون عصرا، وهذا الشيء لم يخبر به والدته ولكن عند ظهور التلفزيون شارك عبدالحسين عبدالرضا في تمثيلياته حيث لبس ملابس نساء لدور رجل سكير دخل بيته وهو سكران ولبس ملابس زوجته فعلمت والدته بما فعله، ووبخته كثيرا وأخبرته بأن هذا الأمر عيب ولكن بعد إشادة الناس بأدواره رضيت بالواقع وحضرت له مسرحيتين أو ثلاثا قبل ان يتوفاها الله.

بعد انضمام الراحل «بوعدنان» إلى فرقة المسرح العربي وبعد تعاقد الراحل حمد الرجيب مع الراحل زكي طليمات تمنى العمل بالتمثيل بعد مشاهدة الكثير من الاعمال المسرحية في نادي الكشاف الوطني، بدأت علاقته مع زكي طليمات.

ويقول عبدالحسين عن هذه الفترة «زكي طليمات كان يفهم النص بشكل مو طبيعي كان يوقف على رجوله رغم كبر سنه من أول ما يدش المسرح لما يطلع منه، كان اختياره للممثلين بعيدا عن الشكل وإنما عن طريق نبرات الصوت حيث كان يتابع التدريبات وهو مغمض عينيه».

وأول لقاء للراحل عبد الحسين عبدالرضا مع زكي طليمات كان وقت الاختيار لمسرحية صقر قريش وكان بحضور محمد النشمي وحمد الرجيب وزوزو حمدي الحكيم والتي يعتبرها عبدالحسين أميرة من أميرات ألف ليلة وليلة واشتغل معها 5 مسرحيات، منها «صقر قريش» و«المنقذة» و«بودلامه»، وكانت الاستعانة بها لعدم وجود عنصر نسائي في ذاك الوقت.

ومن أبرز أعمال عبدالحسين التي لاقت نجاحا كبيرا ولاتزال محفورة في ذاكرتنا إلى الآن «درب الزلق»، و«الاقدار» ومسرحية «باي باي لندن» و«بني صامت» و«على هامان يا فرعون» و«فرسان المناخ» و«الحيالة» «ابو الملايين» و«العافور» ومسرحية «فرحة امة» و«ع الطاير»، وغيرها من الاعمال التي غلب عليها الطابع الكوميدي، وشكلت علامة فارقة في الفن الخليجي، وأسهمت في انتشاره عربيا، ورسم من خلالها الراحل عبدالحسين ابتسامة جميلة على شفاه محبيه الذين لايزالون يتذكرونه ويتذكرون اعماله لأنه «ماكو مثله» في إضحاكهم وبمناقشة قضاياهم من خلال أعماله.. الله يرحمك بوعدنان.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى