ارتفاع تكاليف الحج في مصر يدفع البعض للبحث عن طرق “غير مباشرة”
[ad_1]
وصلت تكاليف الحج في مصر خلال الأعوام الأخيرة إلى أرقام غير مسبوقة، وهو ما أدى إلى لجوء البعض إلى البحث عن طرق مختلفة أقل تكلفة، ولو من خلال التحايل على بعض القواعد والقوانين، خاصة في ظل ظروف اقتصادية صعبة في المنطقة العربية بشكل عام.
ويلجأ بعض الشباب إلى تغيير المهنة في بطاقات الهوية من أجل السفر إلى المملكة العربية السعودية كعمال، والعمل في قطاع الخدمات فقط من أجل تأدية مناسك الحج خلال تلك الفترة، في حين يلجأ آخرون إلى السفر لأداء العمرة قبل موسم الحج بأشهر قليلة، ثم البقاء هناك حتى يحين وقت الحج، وأداء المناسك.
يقول محمد، شاب مصري غيّر بيانات بطاقته الشخصية إلى وظيفة عامل، من أجل أداء فريضة الحج: “أسعار الحج مبالغ فيها للغاية، وتتعدى الآن 100 ألف جنيه مصري (6041 دولارا)، ولا أستطيع توفير هذا المبلغ. لقد تحول الأمر إلى تجارة”.
ويضيف لبي بي سي: “غيرت المهنة في بطاقة الهوية من صاحب مؤهل جامعي حاصل على ليسانس الآداب إلى عامل، ثم استخرجت جواز سفر بناء على بيانات البطاقة الجديدة. وبعد ذلك ذهبت إلى أحد مكاتب توظيف العمال بالخارج ودفعت 2500 جنيه في عام 2016 من أجل السفر من بين العاملين في خدمة الحجيج، وحصلت على مقابل مادي يصل إلى 1800 ريال سعودي نظير العمل خلال تلك الفترة، وهو ما يعني أنني أديت الفريضة بدون مقابل تقريبا”.
ويتابع: “كنت على استعداد للعمل حتى كعامل نظافة من أجل أداء فريضة الحج، لكني لحسن الحظ عملت كمدخل للبيانات على جهاز كمبيوتر”.
وأضاف: “السبب الرئيسي وراء قيامي بذلك هو شعوري بأن الدولة والسماسرة يحققون مكاسب مالية ضخمة من ورائنا ويحرموننا من أداء فريضة الحج. لو أن الدولة تسيطر على الأمور وتضع التكلفة الفعلية والمناسبة للحج، لما لجأت إلى هذه الحيلة. لكن حتى هذه الحيلة تعرضتْ للسمسرة الآن وبات الشخص يدفع ما يقرب من 25 ألف جنيه للقيام بذلك”.
- يوم التروية: أول أيام مناسك الحج وقطار الحرمين السريع يعمل بين مكة والمدينة
- هل ترون أن السعودية تسيس الحج فعلا؟
لكن حسن يرفض اللجوء إلى هذه الحيلة، وقال في حديثه لبي بي سي: “يقول الله في القرآن: ‘ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ‘. وهذا يعني أنه إذا لم أستطع تأدية فريضة الحج فلا داعي لتزوير الأوراق. وأرى أن هذه الحيلة قد تبطل الفريضة من الأساس!”
لكن دار الإفتاء المصرية تقول على موقعها الرسمي على الإنترنت، ردا على سؤال في هذا الشأن: “تأشيرات الحج من جملة القوانين التنظيمية المباح تشريعها لتحقيق مصلحة الفرد والمجتمع، فيجب الالتزام بها، ويحرم تزويرها، فإن خالف بعضُ الأفراد فأدوا الحج بتأشيرات مُزورة عالمين بذلك فقد ارتكبوا إثمًا عند الله ومخالفةً دُنيويةً تستوجب العقوبة، مع صحة الحج، أما غير العالمين بالتزوير فلا إثم عليهم وحجهم مقبول إن شاء الله”.
أما مصطفى، الذي غير بيانات بطاقته الشخصية من مدرس إلى عامل أيضا، فيقول إنه يستطيع أن يدفع المقابل المادي المرتفع للحج، لكنه يرى أن هناك من يتاجر في هذا الأمر، مضيفا: “فما المانع من أن أتحايل أنا الآخر، حتى لا يتم استغلالي والحصول على أموالي”.
ولجأت الحاجة أم محمود إلى حيلة أخرى، وهي السفر إلى السعودية قبل فترة من موسم الحج والبقاء هناك عند بعض أقاربها، ثم الذهاب إلى الأماكن المقدسة في وقت الحج.
وقالت لبي بي سي: “سافرت إلى السعودية لأداء العمرة في شهر رمضان، ثم قام شخص باحتجازنا في مكان بعيد عن الأنظار وعن أعين الشرطة. مكثنا في هذا المكان لمدة تقترب من الشهرين، وكان هناك شخص يُحضر لنا الأشياء التي نحتاجها ولا ننزل إلى الشارع مطلقا، حتى جاء وقت الحج ونزلنا وسط الحجيج”.
وتصل قيمة حج القرعة في مصر، والذي تنظمه الحكومة وتشرف على بعثته الرسمية، إلى 71 ألف جنيه مصري، بينما قد تصل تكلفة ما يعرف بالحج السياحي إلى أكثر من 120 ألف جنيه مصري، حسب الدرجة السياحية والخدمات المرتبطة بها.
[ad_2]
Source link