أوراق الأديب العالمي فرانز كافكا تناثرت في أوروبا ثم جُمعت في فلسطين المحتلة
[ad_1]
تكللت رحلة بحث، استمرت 11 عاما، عن أوراق الكاتب التشيكي اليهودي الراحل “فرانز كافكا” بالنجاح، وذلك بعد وصول آخر دفعة منها إلى فلسطين مؤخرا.
وكشفت المكتبة الوطنية للاحتلال الصهيوني عن الوثائق، بعد سنوات من البحث الدولي والنزاعات القانونية.
وكانت هذه المجموعة الأخيرة من الأوراق من بين ما جمعه صديقه المقرب “ماكس برود”، الذي توفى في عام 1968، وهو الصديق الذي كان كافكا يثق فيه، وكلفه بحرق كتاباته بعد وفاته في عشرينيات القرن الماضي.
لكن برود رفض تنفيذ تلك الوصية، وبدلا من حرقها، قام بنشر هذه الكتابات لاحقا.
ثم ترك برود تلك الأوراق للمكتبة الوطنية، حسب وصيته.
وبعد وفاته في عام 1968، كانت هذه المجموعة من الأوراق قد اختفت، مما أدى في النهاية إلى عملية بحث موسعة، قادت المحققين إلى ألمانيا وسويسرا، وخزائن بنوك في الكيان الصهيوني.
وقالت المتحدثة باسم المكتبة الوطنية، فيرد ليون يروشالمي، إن قصة اختفاء الأوراق تشبه روايات كافكا.
وأرسلت الدفعة الأخيرة من الأوراق بعد أن أمضت عقودا في خزائن بنك “يو بي إس”، في مدينة زيورخ السويسرية.
وتتضمن الأوراق دفترا كتب فيه كافكا باللغة العبرية، وثلاث مسودات مختلفة من روايته “تحضيرات عرس في الريف”، ومئات من الرسائل الشخصية والرسومات والمجلات.
وأعلنت المكتبة عن أن أوراق كافكا ستنشر الآن على شبكة الإنترنت.
روائع كانت عرضة للحريق
ويعرف فرانز كافكا بأنه أحد أعظم كتاب القرن العشرين، وتعتبر أعماله – ومن بينها روايات: المحاكمة، المسخ، والقلعة – روائع أدبية.
لكن لولا صديقه المقرب ماكس برود، فمن شبه المؤكد أن كافكا ربما لم يصبح معروفا كما هو الآن .
وكان كافكا يعالج من مرض السل، في مصحة في النمسا، عندما حث برود على تدمير كل خطاباته وكتاباته، لكن الأخير رفض، وبعد وفاة كافكا في عام 1924 احتفظ برود بالأوراق.
وبعد نحو 15 عاما، أُجبر برود، وهو أيضا كاتب يهودي تشيكي، على الفرار من تشيكوسلوفاكيا، التي احتلها النازيون حينذاك إلى فلسطين بعد احتلالها.
وحمل برود أوراق كافكا معه في حقيبة، ثم قام بعد ذلك بنشر الكثير منها، ما ساعد على ترسيخ مكانة صديقه في التاريخ بعد وفاته.
تناثرت في أنحاء أوربا
وعقب وفاة برود بعد 29 عاما من وصوله إلى فلسطين، بدأت رحلة شاقة وصفتها ليون يروشالمي بأنها قصة تشبه أدب كافكا، بغرض حفظ أوراقه.
ترك برود عملية حفظ هذه الوثائق بالكامل لسكرتيرته إستير هوفي، وطلب منها التأكد من وصول تلك الوثائق إلى المكتبة الوطنية.
لكن هوفي احتفظت بالأوراق، حتى وفاتها في عام 2007، إذ قامت بتخزين بعضها في شقتها السكنية، والبعض الآخر في خزائن بنوك في الكيان الصهيوني وسويسرا.
وفي عام 1988، باعت هوفي مخطوطة يدوية لرواية المحاكمة، مقابل مليوني دولار.
وعقب وفاة السيدة هوفي، ناشدت المكتبة الوطنية احترام رغبات برود الأخيرة، ومنح المخطوطات المتبقية للمكتبة.
لكن طلب المكتبة قوبل بالرفض، ومن ثم بدأت المكتبة في اتخاذ إجراءات قانونية في العام التالي.
وفي النهاية، انحازت المحكمة العليا إلى المكتبة، وأمرت بتسليم الأوراق إليها.
وحينذاك بدأت عملية البحث.
بعد صدور حكم المحكمة العليا، تم فتح خزائن أحد البنوك، والتي تضمنت بعض الأوراق، وسمح للمحققين بالبحث عن المزيد في منزل السيدة هوفي.
وعندما قام محققون بتفتيش الشقة، وجدوا أن الأوراق جرى العبث بها من جانب القطط، بينما تم حفظ بعضها في ثلاجة مهملة.
وقال ستيفان ليت، منسق العلوم الإنسانية بالمكتبة الوطنية، لصحيفة تليغراف البريطانية في وقت سابق من العام الجاري إن القطط تسببت في “أضرار” للوثائق الأدبية، وأضاف: “تم خدش بعضها من قبل القطط، وأصبح بعضها مبللا ببول القطط”.
وفي عام 2013 ، ظهرت مجموعة أخرى من أوراق كافكا، عندما اقترب يهوديان من “الأرشيف الأدبي الألماني”، في مدينة مارباخ الصغيرة ، وقالا إنهما لديهما بعض وثائق برود غير المنشورة.
وحددت الشرطة الألمانية مكان الأوراق وتحفظت عليها، وبعد صدور حكم قضائي في يناير/ كانون الثاني، أعيدت الأوراق.
أما المجموعة الأخيرة من الأوراق، فقد ظهرت بعد صدور حكم قضائي في سويسرا في مايو/ أيار الماضي.
وفي حديث بعد عودة الأوراق إلى المكتبة، قال السيد ليت لوكالة الأنباء الفرنسية إنه ممتن لبنك “يو بي إس” وتعاونه الذي “أثلج صدورنا”.
وأضاف: “لولا ماكس برود، ما كنا عرفنا حقا من هو كافكا”.
[ad_2]