أعمال زهاء حديد تتجدد في مطار “نجم البحر” في بكين
[ad_1]
إنتهى العمل في الثالث من تموز / يوليو في تشييد مرافق مطار داشينغ، ثاني مطار يخدم العاصمة الصينية بكين، والذي صممت مبنى المسافرين فيه المعمارية العراقية-البريطانية الراحلة زهاء حديد، وهو ثاني أكبر مبنى مسافرين في العالم بعد مبنى مطار اسطنبول الذي افتتح في وقت سابق من العام الحالي.
بدأ العمل في تشييد المطار في كانون الأول / ديسمبر 2014، وانتهى في الثالث من تموز / يوليو 2019. ومن المقرر افتتاحه رسميا في 30 أيلول / سبتمبر 2019، عشية احتفال الصين بالذكرى السنوية الـ 70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية – أي أن زمن تشييد هذا المشروع الكبير لم يتجاوز السنوات الخمس. وشارك في تنفيذ المشروع نحو 8 آلاف عامل.
يقع المطار الجديد عند الحدود البلدية لمدينتي بكين ولانغفانغ في ولاية هيبي، وهو ثاني مطار دولي يخدم العاصمة الصينية بعد مطار “بكين العاصمة”.
يبعد مطار داشينغ (أو مطار “نجم البحر” كما بدأ الصينيون بتسميته نظرا لشكل مبنى المسافرين فيه الذي يحاكي ذلك الكائن البحري) بمسافة 46 كيلومترا عن قلب العاصمة الصينية، وسيصل إلى طاقته الاستيعابية الكلية في عام 2025 بأربعة مدارج. وسيتمكن المطار من خدمة 72 مليون مسافر سنويا.
وبحلول عام 2040، وبعد أن يتم توسيعه باضافة أربعة مدارج أخرى – منها مدرج واحد للاستخدام العسكري – سيتمكن مطار داشينغ من خدمة 100 مليون مسافر سنويا، مما سيجعله أكبر مطار في العالم من ناحية طاقته الاستيعابية.
يذكر أن مطار أتلانتا في الولايات المتحدة بإمكانه الآن استيعاب هذا العدد من المسافرين، ولكن من خلال مبنيين للمسافرين وليس مبنى واحد كما في مطاري داشينغ واسطنبول.
وتشهد حركة النقل الجوي في الصين ازدهارا ملفتا، نتيجة تحسن مستويات معيشة السكان ورغبتهم المتزايدة في السفر لمختلف الأغراض. ومن المتوقع أن تجتاز الصين الولايات المتحدة لتصبح أكبر سوق طيران في العالم بحلول منتصف عشرينيات القرن الحالي، حسبما تقول منظمة النقل الجوي الدولية (إياتا).
وتشير تقديرات المنظمة إلى أن الصين ستشهد 1,6 مليار رحلة جوية سنويا اعتبارا من عام 2037، أي بزيادة مليار رحلة عن عام 2017.
ومن المتوقع أن تستضيف بكين – التي يبلغ عدد سكانها 21 مليون نسمة – 170 مليون زائر بحلول عام 2025، يتقاسم خدمتهم مطارا داشينغ وبكين العاصمة.
ويعد مبنى المسافرين في مطار داشينغ، الذي تبلغ مساحته الكلية 700 ألف متر مربع، أي ما يعادل مساحة 100 ملعب كرة قدم تقريبا، واحدا من أكبر مباني المسافرين في العالم.
صممت المبنى المعمارية العراقية – البريطانية الراحلة زهاء حديد التي توفيت في عام 2016، وذلك بالتعاون مع الفرع الهندسي لهيئة مطارات باريس.
وزهاء حديد أول معمارية تفوز بجائزة بريتزكر المرموقة لفن العمارة، ونالت شهرة واسعة بفضل المشاريع التي صممتها ومنها متحف ماكسي للفن المعاصر في روما ومبنى الألعاب المائية في لندن والذي استخدم في دورة الألعاب الأولمبية لعام 2012.
وتركت زهاء حديد وراءها 36 مشروعا لم تكتمل بعد منها الملعب الرئيسي لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر.
يتميز داخل المبنى الجديد بخطوطه المائلة الإنسيابية، وبالاستخدام المثالي للضوء الطبيعي الذي ينساب حتى إلى طوابقه السفلى من خلال فتحات في سقف المبنى.
وشيدت تحت المبنى محطات للقطارات وقطارات المترو تمكن المسافرين من التنقل من وإلى مركز بكين في زمن لا يتجاوز الـ 20 دقيقة.
بلغت تكاليف تشييد المطار الجديد 120 مليار يوان (17,5 مليار دولار أمريكي)، ترتفع إلى نحو 400 مليار إذا أخذت في الحسبان تكاليف تشييد خطوط السكك الحديد والطرق.
الا أن المشروع كانت له جوانب سلبية أيضا، لم يسلم منها حتى الأموات. فقد كان من الضروري استملاك قرى بأكملها بما فيها مقابرها (عوضت الحكومة سكانها الذين لم يكن لهم رأي في الموضوع). ونقل البعض من هؤلاء لأن مساكنهم تقع داخل أرض المشروع، بينما نقل آخرون لأن مناطق سكناهم ستعاني من مستويات غير مقبولة من الضوضاء.
وعثر العاملون في المشروع على مئات القبور التي يعود تاريخها إلى زمن حكم أسرة تشينغ التي حكمت الصين من 1644 إلى 1912، كما عثروا في هذه القبور على أوانٍ فخارية ومجوهرات. واتصل المقاولون بكتب الآثار في بكين لتقييم هذه القبور والآثار التي من المتوقع أن تشمل بالحماية.
إنطلقت الرحلات التجريبية في المطار الجديد في أواخر حزيران / يونيو 2019.
وقالت قناة سي سي تي في الصينية الرسمية إن اتحاد سكايتيم لشركات الطيران، الذي يضم خطوط دلتا وإير فرانس وكي أل أم سينتقل إلى المطار الجديد كما ستنتقل إليه شركتا إيسترن وتشاينا ساذرن.
وقالت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست الصادرة في هونغ كونغ إن شركة تشاينا إيسترن توسطت لدى مسؤولين حكوميين خلف أبواب موصدة لمساعدتها على إبقاء خط بكين – شنغهاي المربح في مطار بكين العاصمة القديم، ولكن يبدو أن شركات الطيران الصينية الكبرى الثلاث ستكون موجودة في مطار داشينغ.
أما ثالث أكبر شركات النقل الجوي الصينية، شركة إير تشاينا، فستستمر في تسيير معظم رحلاتها من مطار بكين العاصمة الحالي.
وسيسهم المطار الجديد في مشروع دمج بكين مع تيانجين وهيبي لخلق مدينة جبارة شمالي البلاد يطلق عليها جينغجينجي، المصممة لتكون ندا لمدن الجنوب الصيني الثرية مثل شنغهاي. وبفضل شبكة القطارات وقطارات المترو زالقطارات السريعة التي ستستخدم محطات
تصميم المطار يتجاوز الشكل فقط، فهو مصمم لاستيعاب عدد أكبر من الطائرات وتقليل المسافات التي يضطر المسافرون لقطعها للوصول من وإلى طائراتهم. فأقصى مسافة بين الحواجز الأمنية وأبعد بوابات السفر لا تتجاوز 600 متر التي تقطع عادة في أقل من 8 دقائق.
وبخلاف معظم المطارات في العالم، لن تكون الحواجز الأمنية هي آخر نقطة يشاهد فيها المودعون المسافرين، فبإمكان المودعين التوجه إلى الطابق الخامس ليحظوا بمشاهدة أعزائهم وهم يجتازون حواجز التفتيش الأمني وجوازات السفر.
وضعت التصميم الأساسي للمطار بأسره المؤسسة الصينية لتشييد المطارات، وهي شركة تابعة للحكومة الصينية. أما مبنى المسافرين، وكما هو مذكور آنفا، فكان من تصميم زهاء حديد والفرع الهندسي لهيئة مطارات باريس. وكلف معهد بكين للتصماميم المعمارية بالجوانب العملية لتنفيذ التصميم.
ويتكون مبنى المسافرين من محور مركزي تنطلق منه ستة شعاعات.
وكلف مكتب ليد-8 من هونغ كونغ بمهمة تصميم مبنى الخدمات في المطار، وذلك في عام 2018. وسيشتمل مبنى المسافرين على مرافق للتسوق والطعام واللهو تكفي لأعداد المسافرين الكبيرة المتوقعة. وثمة خطط لتشييد فنادق خاصة بالحيوانات الأليفة ورياض للأطفال ومعارض للشركات المختلفة.
[ad_2]
Source link