أخبار عربية

موجة شديدة الحرارة تجتاح أوروبا وتشعل حرائق في غابات كاتالونيا


نوافير

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

شغلت نوافير المياه في بعض المدن الفرنسية للمساعدة في تلطيف درجة الحرارة

من المتوقع أن تزداد شدة الموجة الحارة التي تتعرض لها أوروبا في الوقت الراهن ليمتد أثرها إلى بعض الدول، من بينها فرنسا، وإسبانيا، وسويسرا، لتتجاوز درجة الحرارة 40 درجة مئوية اليوم الخميس.

وسجلت درجات الحرارة في ألمانيا، وبولندا، وجمهورية التشيك أعلى مستوياتها في يونيو/ حزيران الجاري.

وقال خبراء الأرصاد الجوية إن الموجة قادمة من شمال أفريقيا.

ويتوقع أن تشهد درجات الحرارة المزيد من الارتفاع في الكثير من دول أوروبا في الأيام الثلاثة المقبلة، وفقا لخبراء الأرصاد.

وسجلت درجة الحرارة بحلول الظهيرة في مدينة تورين في إيطاليا 37 درجة مئوية، وهو نفس المستوى في مدينة سرقسطة الإسبانية، وتجاوزت مدينة أفينون جنوبي فرنسا ذلك المعدل بدرجة واحدة لتبلغ 38 درجة.

وتعاني 11 مدينة في غرب ووسط إسبانيا من درجات حرارة تتجاوز 40 درجة.

ويتوقع أن تتجاوز درجة الحرارة 45 درجة يوم الجمعة في عدد من المدن شمال شرقي إسبانيا.

كما تشير توقعات الأرصاد إلى أن درجات الحرارة قد تتجاوز 40 درجة في إيطاليا أيضا، خاصة في شمال ووسط البلاد. كما أطلقت السلطات في بعض المدن أعلى درجات التحذير من الموجة الحارة.

وعُثر على جثة متشرد مسن روماني، 72 سنة، صباح الخميس بالقرب من محطة قطارات ميلانو المركزية. وقالت السلطات إن ارتفاع درجة الحرارة ربما يكون من أسباب الوفاة.

حريق غابات

مصدر الصورة
AFP

Image caption

يحاول المئات من فرق مكافحة الفريق اسليطرة على النيران في غابات كتالونيا وسط توقعات بتصاعد في درجات الحرارة

واندلع حريق غابات في إقليم كتالونيا الإسباني الخميس بسبب ارتفاع درجة الحرارة، والذي وصفته سلطات الإقليم بأنه “الأسوأ في عشرين سنة”.

واتجه مئات من عناصر مكافحة الحريق إلى الغابات المشتعلة للقيام بمهام الإطفاء والسيطرة على النيران.

وقد اشتعلت النيران في حوالي أربعة آلاف هكتار من غابات كتالونيا، وهي المساحة المرشحة للزيادة إلى 20 ألف هكتار وسط تصاعد درجات الحرارة، وفقا لسلطات الإقليم.

وأجلت السلطات ثلاثين شخصا من منازلهم، كما أغلقت خمسة طرق.

وكان مسؤولون في إسبانيا قد حذروا من أن هناك “خطر كبير” لاحتمال اندلاع حرائق غابات في بعض المناطق.

وقال فيليب تراكفيلد، سائح في روما، لبي بي سي: “كانت درجة الحرارة 41 درجة بالقرب من المدرج الإسباني. إنه أمر مرهق أن تتجول بين جميع المزارات السياحية”.

في غضون ذلك، أطلقت فرنسا، التي عانت من موجة حارة ألقي عليها اللوم في وفاة نحو 15 ألف شخص في عام 2003، تحذيرا باللون “البرتقالي”، الذي يمثل الفئة الثانية من التحذيرات المتعلقة بارتفاع درجات الحرارة.

وشغلت مدينة باريس نوافير المياه ورشاشات المياه المتصلة بصنابير، كما أجلت بعض المدارس الاختبارات بينما أغلق بعضها بسبب الموجة الحارة.

وفي مدينة تولوز، التي تجاوزت فيها درجة الحرارة 41 درجة الخميس، بدأت المؤسسات الخيرية توزيع المياه على المشردين في شوارع المدينة.

وتؤثر درجات الحرارة على أحد السجون الفرنسية الذي يبلغ عدد نزلائه 72 ألف نزيل، وقال فرانسوا بيس، الذي يعمل في مراقبة شؤون السجون، لشبكة تلفزيون بي إف إم الفرنسية إن بعض المحتجزين في هذا السجن يصفون زنزاناتهم “بالأفران”.

ونشرت شبكة التلفزيون الفرنسية تقريرا أشار إلى أنه “من المستحيل أن يوفر السجن تيار هواء للمحتجزين لأنهم لا يستطيعون فتح الأبواب. وقرر سجن فرينسيس رش ساحة السجن بخراطيم المياه لتلطيف الهواء.”

كيف كانت درجة الحرارة الأربعاء الماضي؟

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

وزعت بعض المؤسسات الخيرية المياه على المارة في الشوارع

تصاعدت درجات الحرارة في أوروبا في الأيام الأخيرة. وارتفعت درجة الحرارة الأربعاء الماضي في كوشين ببراندنبرغ إلى 38 درجة، وهو رقم قياسي وصلت إليه درجة الحرارة في ألمانيا في يونيو/ حزيران.

كما سجلت درجة الحرارة في مدينتي رادزين في بولندا ودوكساني في جمهورية التشيك أرقاما قياسية جديدة بعد أن سجلت 38.2 درجة و38.9 درجة في المدينتين على التوالي.

وحتى في منطقة جبال الألب شاهقة الارتفاع، تجاوزت درجة الحرارة 30 درجة مئوية في بعض المناطق. كما سجلت درجات الحرارة مستويات غير مسبوقة في النمسا الأربعاء الماضي.

وارتفعت درجات الحرارة في مدن جنيف، وبيرن، وزيورخ السويسرية إلى مستويات ما بين 39 و40 درجة مئوية، وهي مستويات قياسية لم تصل إليها درجات الحرارة في هذه المدن من قبل.

وأغلق حوض للسباحة في مدينة غرينوبل الفرنسية رغم الموجة الحارة بعد حالة من الغضب بسبب ارتداء البوركيني، وهي ثوب سباحة يغطي جميع أجزاء جسم المرأة ترتديه المسلمات، وفقا لتصريحات عمدة المدينة.

في المقابل، يتوقع أن تتفادى بريطانيا المرحلة الأسوأ من الموجة الحارة مع إمكانية ارتفاع درجة الحرارة في بعض المدن، منها العاصمة لندن، إلى 30 درجة السبت المقبل.

هل التغير المناخي مسؤول عن هذه الموجة؟

إن ربط الموجة الحارة التي تضرب أوروبا في الوقت الراهن بالتغير المناخي ينطوي على قدر من التعقيد.

وبينما تحدث الظواهر الجوية مثل الموجات الحارة بشكل طبيعي، يقول خبراء إن هذه الموجات سوف تتكرر بسبب التغير المناخي.

وأظهرت البيانات المتوافرة منذ القرن التاسع عشر أن درجة حرارة سطح الأرض ارتفعت بواقع درجة واحدة منذ بداية انتشار النشاط الصناعي.

وقال معهد متخصص في دراسات المناخ في بوتسدام في ألمانيا إنه منذ عام 1500، إن أكثر خمس فصول صيف حرارة منذ عام 1500 كانت جميعها في القرن الواحد والعشرين.

وأعرب علماء عن مخاوفهم من أن الارتفاع السريع في درجة الحرارة الناتج عن الاستخدام البشري للوقود الحفري قد يكون له أثر سلبي على استقرار المناخ في الأرض.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى