هل تمنع الكويت استخدام البلاستيك | جريدة الأنباء
[ad_1]
- «الأبحاث»: دراسات مستفيضة لتحليل أنواع البلاستيك المستخدمة في السوق وخلطة كويتية قابلة للتحلل خلال 3 سنوات
- «البيئة»: نلتزم بقرارات «بازل» ومن المتوقع إصدار قرار المنع في 2020
- «حماية البيئة»: بحلول عام 2050 ستحمل المحيطات نفايات بلاستيكية تفوق عدد الأسماك
- استخدام 500 مليار كيس من البلاستيك كل عام يخلّف 8 ملايين طن نفايات بلاستيكية
- الثقافة البيئية بأضرار البلاستيك والوعي المجتمعي بالبدائل الحل الأفضل لعلاج التلوث وآثاره
دارين العلي
تعتبر مشكلة النفايات البلاستيكية من أكبر التحديات التي يواجهها العالم الذي ينتج سنويا أكثر من 300 مليون طن من البلاستيك، يذهب جزء كبير منها إلى المحيطات والبحار كنفايات تسبب أضرارا جمة للبيئة البحرية وكائناتها، كما تؤذي البيئة البرية لعدم إمكانية تحللها بسهولة واندماجها بالطبيعة.
ويرى جمهور العلماء والمدافعون عن البيئة أن الحل البديهي لهذه المشكلة يكمن في القضاء عليها من جذورها كخفض استهلاك المنتجات أحادية الاستخدام كالأكياس والحاويات البلاستيكية ومفارش الطاولة وغيرها، والتي تعتبر من أبرز النفايات المضرة بالبيئة لأنها غير قابلة للتحلل بسهولة، كما أنها مخصصة للاستهلاك لمرة واحدة.
ولجأت معظم الدول والمؤسسات الداعمة لهذا الأمر إلى إقرار وقف استخدام البلاستيك الأحادي الاستخدام مثل كندا التي أعلنت عن وقف استخدام الأكياس البلاستيكية والعبوات من عام 2021 عام وتبعتها دبي التي تعهدت مطاراتها حظر استخدام المنتجات البلاستيكية المعدة للاستخدام مرة واحدة من بداية 2020.
فهل تحذو الكويت حذو هذه الدول والمؤسسات؟ سؤال توجهت به «الأنباء» إلى مدير إدارة المخلفات م.عبدالله العتيبي الذي أكد أن الكويت ملتزمة بتنفيذ قرارات اتفاقية «بازل» إذا ما فرضت وقف استخدام هذه المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام كدولة عضو في الاتفاقية.
مقترحات بالمنع
وقال م.العتيبي: خلال اجتماع الدول الأعضاء في الاتفاقية في أبريل الماضي تم اقتراح إصدار قرارات خاصة بالمنع وهي تخضع للدراسة حاليا من الجهات المعنية، لافتا إلى أن عام 2020 ممكن أن يشهد إقرار منع تداول هذه المنتجات، مشيرا إلى أن الدول التي أصدرت قرارات بهذا الشأن هي قرارات منفردة ذات شأن داخلي.
وأكد م.العتيبي أن قرار المنع ممكن أن يعود بفائدة كبيرة على البيئة لتخفيف الضغط من هذه المواد التي تستهلك بكميات كبيرة ولا يمكن إعادة استهلاكها، لافتا إلى إمكانية استخدام المنتجات الزجاجية وأنواع محددة من البلاستيك القابل للتحلل بدلا عنها.
وأكد أن الكويت حاليا تقوم عبر بعض المبادرات الخاصة بإعادة التدوير والتصدير لهذه المخلفات في سياق التخلص منها بشكل آمن.
معهد الأبحاث
وفي السياق نفسه يقوم معهد الكويت للأبحاث العلمية بالعديد من التجارب والدراسات الخاصة بهذا الشأن ومنها مشروع هو الأول من نوعه على مستوى الدولة والشرق الأوسط بتمويل من بلدية الكويت يرأسه مدير برنامج التلوث البيئي والمناخ بالوكالة د.سلطان السالم وهو مشروع لوضع المعايير والمواصفات القياسية للبلاستيك القابل للتحلل البيولوجي، من خلال دراسة البلاستيك المتواجد في الاسواق المحلية وتحديدا الأكياس لمعرفة تأثير المناخ والتجوية الطبيعية على هذه الأنواع من المخلفات، ومن ثم دراسة التجوية المتسارعة في المختبرات باستخدام أفضل الطرق المتوافرة عالميا على نفس البلاستيك.
كما يتم ردم هذا البلاستيك لفحص تأثيره البيئي ومدى قابلية التحلل البيولوجي للمنتجات البلاستيكية التي تزعم شركات النظافة بأنها صديقة للبيئة، وهو موضوع مؤرق لعدد من الجهات في الدولة بسبب تراكم النفايات البلاستيكية الصلبة وكيفية الاستفادة منها وكيفية تقليل استخدامها وما نوعية البلاستيك الذي يمكن استخدامه وكيفية تأثره بالظروف المناخية في الدولة.
وهناك أيضا في المعهد وفق د.السالم مقترح مشروع مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في إيجاد الخلطة المثلى للكويت الخاصة بالبلاستيك القابل للتحلل البيولوجي، وخصوصا الأكياس البلاستيكية خلال 3 سنوات.
إنتاج الوقود
ومن المشاريع المطروحة للدراسة في المعهد مشروع إنتاج الوقود من النفايات البلاستيكية، وهذا المشروع هو الأول من نوعه على مستوى المنطقة بتمويل من القنصلية البريطانية، ويجيب عن التساؤل المطروح حول المفاضلة ما بين الطرق الحرارية او الطاقة الشمسية في انتاج وقود خفيف من النفايات البلدية الصلبة، وذلك عبر دراسة طرق التحلل الكيميائي الحراري باستخدام مفاعل فريد من نوعه في المعهد، حيث تتم الاستعانة بنفايات المنازل الحقيقية لإنتاج الوقود ودراسة خصائصه وكفاءته ومقارنتها بالوقود المنتج عبر الطاقة الشمسية، ما سيساهم في معرفة أفضل توجه استراتيجي في الدولة من ناحية التعامل مع النفايات البلاستيكية الصلبة.
كما أنجز المعهد مشروعا بحثيا بعنوان «تقييم الخواص الميكانيكية والفيزيائية لمزيج من البلاستيك النقي مع المخلفات البلاستيكية الصلبة بعد التعرض للتهوية الطبيعية والمتسارعة، حيث تم تطوير منتج شريطي يصلح للاستخدام كأكياس بلاستيكية وهو مكون من 90% من النفاية البلاستيكية الصلبة باستخدام سبل اعادة التدوير الميكانيكي دون استخدام اي من المواد الكيماوية المضافة التي ترفع من قيمة الانتاج.
حماية البيئة
أما رأي جمعيات النفع العام المتخصصة والتي لها علاقة في هذا المجال فتحدث عنه عضو مجلس ادارة الجمعية الكويتية لحماية البيئة نواف المويل الذي أكد أنه في كل عام ينتهي المطاف، وحسب دراسات علمية وحقلية، بأكثر من 8 ملايين طن من البلاستيك في المحيطات، وهي تسبب أضرارا على الأحياء البحرية ومصائد الأسماك والسياحة، وتكبد العالم خسائر بما لا يقل عن 8 مليارات دولار بسبب الأضرار التي تلحقها بالنظم الإيكولوجية البحرية.
وأوضح المويل أن 80% من جميع القمامة العائمة في المحيطات لدينا من نفايات البلاستيك، وأنه وفقا لبعض التقديرات، ومع معدل إلقاء النفايات في المحيطات مثل العلب البلاستيكية، وأكياس البلاستيك والأكواب البلاستيكية بعد استخدامها مرة واحدة، فبحلول عام 2050 ستحمل المحيطات نفايات بلاستيكية تفوق عدد الأسماك وستكون الطيور البحرية قد ابتلعت نحو 99% من النفايات البلاستيكية.
وحول الدراسات الخاصة بتأثير نفايات البلاستيك على البيئة البحرية، أكد المويل انها في ازدياد مع بيان اثرها، وايضا ما اضاف لها من اهمية هو اهتمام الامم المتحدة بالتغلب على التلوث البلاستيكي في يوم البيئة العالمي، ما ادار دفة العمل نحو الحد من استهلاك البلاستيك وحملات التوعية بضررة والتقليل من استخدامه.
وقال إن التقارير المنشورة أوردت أرقاما مهولة مثل استخدام 500 مليار كيس من البلاستيك كل عام وأيضا مثل هذه النفايات تكمن خطورتها في التخلص منها، فينتهي المطاف بها في المحيطات بما لا يقل عن 8 ملايين طن من البلاستيك.
وبين المويل أنه بخطوات بسيطة تمكن كل شخص من التقليل من استهلاك البلاستيك في الحياة اليومية، مثل استبدال قناني المياه البلاستيكية في اخرى يمكن اعادة استخدامها والحرص على شراء المواد القابلة لاعادة الاستخدام او سريعة التحلل او حتى احيانا يمكن الاستغناء عنها كما في حالة الاكياس البلاستيكية وغيرها من المنتجات التي تسبب عبئا كبيرا على البيئة.
الثقافة البيئية
وأشار المويل الى ان الثقافة البيئية بمدى ضرر البلاستيك والوعي المجتمعي بالبدائل هي الحل الأفضل لعلاج هذه القضية التي باتت تؤرق العالم، مع العلم أن جميع الحلول والخيارات متوافرة والمستهلك هو من يختار والاختيار لا يحده الا ثقافته وحرصه على الحفاظ على البيئة، هذا بالاضافة الى وجود قانون مساعد لمنع استخدام المنتجات غير الصديقة للبيئة وايجاد البدائل المدعومة من الدولة للمستهلك وايضا للمستثمر حتى يسهل استبدال البلاستيك بغيره من البدائل.
أغرب 5 حلول طرحت عالمياً للقضاءعلى مشكلة النفايات البلاستيكية
الفطر
هناك فطريات من نوع خاص تعيش وتتكاثر في البيئات الدافئة، وتعرف علميا باسم «أسبرجيلاس توبنجنسيس»، وهي إحدى أنواع الفطريات الداكنة من جنس الرشاشية.
وربما لا تختلف هذه الفطريات ظاهريا عن غيرها، ولكنها لفتت أنظار العلماء بسبب خاصية واحدة تميزها عن سائر الفطريات، حيث تم اكتشاف إحدى الجامعات في باكستان أن هذا النوع من الفطريات له القدرة على تحليل مادة البولي يوريثان إذ يفرز إنزيمات تحلل البلاستيك، فضلا عن أنه يتغذى على البلاستيك من خلال إذابته وقد يستخدم هذا الفطر لتحليل البلاستيك في مكبات النفايات.
تنظيف المحيط
ابتكر فريق من المهندسين في هولندا، نظاما لتنظيف المحيطات يطلق عليه «نظام 001».
ويتكون نظام جمع النفايات العملاق من عوامة ضخمة طولها 600 متر تطفو فوق الماء وتتدلى منها حافة بعمق ثلاثة أمتار تعمل على جمع النفايات من المحيط لتنقلها سفينة إلى اليابسة كل بضعة أشهر.
وقبل إطلاق هذا النظام في المحيط، أجرى عليه الفريق تجارب واختبارات باستخدام نماذج مصغرة وبالاستعانة بالمحاكاة بالكمبيوتر.
طرق معبدة بالبلاستيك
طرحت فكرة أخرى من هولندا وهي مشروع الطريق الممهد بالبلاستيك، وهذا الطريق هو مسار للدراجات في مدينة زفولا بهولندا معبد باستخدام نفايات البلاستيك المعاد تدويرها، ويعد هذا الطريق الأول من نوعه في العالم.
وقد طرحت هذه الفكرة بهدف إعادة استخدام نفايات البلاستيك، مثل القوارير والأكواب والعبوات، بدلا من حرقها أو إلقائها في مكبات النفايات.
ويبلغ طول الطريق الأول بمدينة زفولا 30 مترا، واستخدمت فيه كميات كبيرة من النفايات البلاستيكية تعادل 218 ألف كوب بلاستيكي و500 ألف غطاء قارورة بلاستيكية.
الطحالب البحرية بدلا من البلاستيك
في إطار الجهود المبذولة للقضاء على تفاقم مشكلة البلاستيك، اتجه بعض المهندسين والمصممين إلى البحث عن مواد بديلة للبلاستيك قد تصلح لتعبئة المواد الغذائية.
ويصنع البلاستيك الحيوي من مصادر متجددة، مثل الدهون والزيوت النباتية عادة أو نشا الكسافا أو رقائق الخشب أو النفايات الغذائية. ولكن شركة إندونيسية ناشئة ابتكرت حلا جديدا، وهو استخدام الطحالب البحرية في تصنيع عبوات وأغلفة للمواد الغذائية وأكياس مكسبات الطعم، وعبوات القهوة، وعبوات الصابون، وكلها مصنوعة من الأعشاب البحرية، وقد تذاب هذه العبوات في الماء الساخن، أو الأفضل من ذلك، يمكن تناولها مع المواد الغذائية، فهذه العبوات ليست مستدامة فحسب، بل مغذية أيضا!
«مصرف البلاستيك»
تم في كل من هايتي والبرازيل والفلبين إنشاء مؤسسة اجتماعية يطلق عليها «مصرف البلاستيك»، والتي تشتري النفايات البلاستيكية من الناس، بسعر أعلى من السعر السائد في السوق.
ويبيع جامعو البلاستيك لهذه المؤسسة النفايات البلاستيكية مقابل المال أو نظير سلع مادية (مثل الوقود أو الأفران) أو خدمات، مثل دفع مصاريف المدارس.
ويحفز هذا المشروع الناس على جمع النفايات البلاستيكية قبل أن تدخل المجاري المائية، وفي الوقت نفسه يحارب الفقر ويوفر دخلا للفقراء ويساعد في تنظيف الشوارع ويقلص من حجم المخلفات التي يكون مآلها المحيطات في المعتاد.
ويهدف «مصرف البلاستيك» إلى رفع قيمة النفايات البلاستيكية حتى يمتنع الناس عن إلقائها في المحيطات ومكبات النفايات، ومن المقرر أن يتم تدشين فروع لهذه المؤسسة في جنوب أفريقيا والهند وبنما والفاتيكان.
[ad_2]
Source link