أخبار عاجلة

بالفيديو مسرحية واكاندا صچ العيال | جريدة الأنباء


ياسر العيلة

إحدى مهام مسرح الطفل هي إيجاد صيغ تربوية سليمة تهدف إلى غرس القيم الجيدة والأخلاق النبيلة بإضافة التسلية والمتعة، من خلال طرحها ضمن قالب حكاية تعتمد على البساطة في الأحداث بالإضافة الى عنصري المتعة والتشويق.

وصراحة دائما ما أجد ذلك في الأعمال المسرحية التي يقدمها نجوم قروب «أوريون أرت»، فسبق أن شاهدت لهم مسرحيات الفيران والقطاوة وويندي على ما أذكر، وفي كل عمل يفاجئونني بما يقدمونه على المسرح هؤلاء، الصغار بأعمارهم والكبار بموهبتهم أبهروني في آخر أعمالهم مسرحية «واكاندا» التي تعرض حاليا في نادي السالمية جعلوني أقول «صچ العيال كبرت»، لأنهم قدموا عملا متكاملا بمعنى الكلمة وتحملوا مسؤولية تقديم عمل يرضي طموح جمهورهم الكبير الذي يتابعهم منذ بدايتهم الفنية، فالعمل لا يعني الطفل فقط.. وإنما هو عمل عائلي ممتع.

قصة المسرحية

تدور حول مجموعة من الشباب الموهوبين ولديهم قدرات خارقة في زمن من أزمنة أوروبا القديمة، هؤلاء الشباب مطلوبون من الشرطة لأن قوانين الدولة التي ينتمون لها تجرّم أصحاب القدرات الخارقة فيلجأ هؤلاء الشباب الى إحدى المدارس الداخلية بشكل سري والمدرسة تحمل اسم «واكاندا» وينضم لهم طالب يدعى نيردي «بدر الشعيبي» الذي يتعرض للتنمر من قبل بعض الطلاب في المدرسة خاصة إيفيل «ناصر عباس» وكوكي «رهف العنزي» وماينوس «فهد الصالح» ولا يوجد أحد يدافع عنه سوى زميله في المدرسة أليجن «ناصر الدوسري»

.الكاتب أحمد العوضي يناقش من خلال العمل قضية التنمر من خلال المتنمر عليه وليس من خلال المتنمر نفسه، وما الأسباب التي تجعل الإنسان ضعيفا ويرضى بأن تتنمر عليه الناس، وتمت مناقشة قصة «نيردي» من خلال شخصيتين هما روان مهدي وأحمد العوضي حيث يمثلان المشاعر النقيضة داخل شخصية «نيردي» أو بمعنى أدق هما بمنزلة ضمائره اللذين يحددان له متى يقول آه ومتى يقول لأ ومتى يكون له موقف حازم حتى لا يتنمر عليه أحد بالإضافة الى أن المسرحية تحمل رسالة مهمة بأن كل ما يفعله الإنسان في دنياه سيرد له إذا كان خيرا أو شرا.

مسرحية «واكاندا» تنتمي «للمسرح الأسود» الذي يعد مسرحا إبداعيا يعتمد سينوغرافيا متميزة، حيث إن المسرح يكون مظلما تماما، وكل شيء فيه يكون أسود، فهو يعطي متعة بصرية ويحرك خيال المشاهد ويمتعه بعرض شيق جميل والحركة فيه متناسقة مع إيقاع الموسيقى والمؤثرات الصوتية وحركة الممثلين.

استطاع مخرج العمل الموهوب بدر الشعيبي وبكل نجاح أن يصطحب الجمهور لا شعوريا في رحلة موسيقية غنائية استعراضية حافلة بالإثارة والإبهار البصري الكلي على الأصعدة كافة، من أداء وغناء وموسيقى وحتى الديكور والإضاءة والأزياء.

100 دقيقة تقريبا هي زمن عرض المسرحية لم نشعر فيها بالملل أو برغبة في تفويت مشهد استعراضي غنائي ما، فكل المشاهد تمت صناعتها بإتقان ومهارة، فألحان بدر الشعيبي وتوزيع علي المتروك بالإضافة الى الرقصات التي قام بتصميمها فهد الصالح أضفت على العمل وعلى الجمهور حالة من البهجة والسعادة وكانت الأغاني بسيطة وقريبة من قلوب الجمهور الذي تفاعل معها بشكل كبير.

لا أستطيع القول بأن البطولة للفنانين فقط وإنما البطولة لكل عناصر المسرحية من الإضاءة الى هندسة الصوت الى حيوية ورشاقة حركة الممثلين على المسرح وإبهار الأزياء والأغاني الموظفة من أجل إيصال فكرة العرض والموسيقات والديكور المتحرك.

الممثلون

بالنسبة لأداء الممثلين، كل منهم قدم دوره على أكمل وجه، فبدر الشعيبي قدم شخصية الشاب الضعيف الذي يعاني من صراع داخلي سبب له حالة من الخوف والهلع ويعاني من التنمر.

ناصر عباس وفهد الصالح ورهف العنزي قدموا نموذجا للطلبة المشاغبين الذين يمارسون التنمر على زميلهم بدر الشعيبي ويستغلون طيبته وضعفه أسوأ استغلال، كما جسد أحمد العوضي وروان مهدي ضمائر بدر الشعيبي بشكل جيد جدا وشاهدنا الصراع بينهما حتى يقوى «نيردي» ويتخلص من حالة الهلع والخوف، وقدم ناصر الدوسري شخصية «اليجن» الذي يرفض وقوع ظلم على أي أحد في المدرسة ويدافع عن بدر الشعيبي من المتنمرين له، وأما محمد المسلم فقدم شخصيتين، الأولى «هاديس» ملك النار الذي تدفعه حرارة القلوب داخل الطلاب وعدم حبهم لبعض للخروج من مملكته والفتك بهم، والشخصية الأخرى التي قدمها المسلم هي شخصية «زيوس» ملك البرد أو الثلج والذي يظهر بسبب برودة المشاعر بين طلاب المدرسة، وقدم المسلم الشخصيتين بشكل مقنع ومكياج مناسب لهما.

ومن نجوم المسرحية الشقيقتان الجود والجوري اللتان ينتظرهما مستقبل كبير، فلم تهَبا الحضور الغفير، فقدمت الجود شخصية عجوز بملامح طفلة، في حين قدمت الجوري شخصية فتاة تملك قدرة خاصة على تحطيم أي شيء عندما تصرخ، كما أجاد الفنان جاسم عباس في تجسيد شخصية ناظر المدرسة المختل نوعا ما والذي يعاني من حالة انفصام في الشخصية، وقدم الفنان نواف أداء متوازنا بكاريزما مميزة على المسرح، حيث قدم شخصية «واركر» الذي كان متنمرا مثل زملائه في المدرسة، لكن مع الأيام شعر بالخطأ الذي يرتكبه وتعاطف مع «نيردي».

في النهاية، «واكاندا» مسرح غنائي استعراضي مبهر يخطف العين، البطولة فيه للجميع.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى