مخرجو الأفلام الوثائقية الكويتية | جريدة الأنباء
[ad_1]
دلال العياف
التوثيق مهم جدا للإثراء العلمي والبحثي بجوانب عدة، والأفلام الوثائقية تحمل ذاك المخزون الثقافي والوثائقي الخطير الذي يثري تاريخنا بشتى مجالاتنا، ومن خلال الأفلام الوثائقية والتي تعتبر من أهم وأبرز أنواع الأفلام، ولكنها مختلفة تماما لما فيها من جهد كبير وبحث واجتهاد، ومن يدخل في عالم تلك الأفلام بالتأكيد يترك بصمة واضحة ويستفاد مما قدمه الكثيرون ولمن يقدم مثل تلك النوعية الفخمة والثرية من الأفلام التوثيقية لديه بعد نظر وتعابير عميقة وله هدف سام، وأيضا هو توثيق بعض جوانب الواقع بعيدا عن الخيال، لأنها تعد من مصادر التعليم الأساسية الواضحة، فشكرا لكل من تعب واجتهد وبحث لينقل لنا من خلال صوته صورة الحدث الذي يريد ان يوثقه حتى تستفيد منه الأجيال القادمة.
يتكون الفيلم الوثائقي من مجموعة من الصور المتحركة التي تعمل على تفسير أحداث واقعية لأغراض التعليم والتأريخ لأحداث مهمة للإفادة، ومن هذا المنطلق يجب التركيز على فئة وهم الصفوة من المخرجين الذين أبلوا بلاء حسنا ليوثقوا، فهو يستغرق مواد وجهدا كبيرا وهو رؤية أيضا تثبت جدارة مخرجه، والفيلم الوثائقي أو التوثيقي هو فيلم يعرض فيه مخرجه حقيقة علمية أو تراثية أو تاريخية أو سياسية بصورة حيادية ودون إبداء رأي فيها وهو سرد تاريخي او سياسي لمواقف سجلت سابقا او لنكبات او حروب حصلت في الماضي او الحاضر القريب.
ومن هذا المنطلق يجب علينا ان نلتفت إلى مخرجين اجتهدوا بالفعل لإنجاز أفضل الأفلام واجتهادهم يشكرون عليه ومثل ما وثقوا كل تلك الأحاديث الزاخرة يجب ان توثق أعمالهم ويذكر جهدهم ويتم دعمهم، ولأهمية هذا الموضوع «الأنباء» رصدت آراء ذوي الاختصاص بذلك الشأن ومن هم لهم وجهات نظر ثاقبة وهم من نقلوا التاريخ ووثقوه عن بكرة أبيه.
باحث وفنان
كانت الكلمة الأولى في هذا الموضوع لوزير الإعلام الأسبق القدير محمد السنعوسي، وهو من مؤسسي تلفزيون الكويت وله مأثوراته المهمة، فهو أيضا من ساهم بإنتاج فيلم الرسالة وعمر المختار، حيث قال: عبدالله المخيال اسم عريق اختلف عن الجميع بإتقانه للبرامج التسجيلية وبذل الجهد غير المعتاد، ولذلك السبب تفوق على الجميع منذ البداية، وقد عرضت أفلامه في الدول العربية ووصلت ايضا للدول الأجنبية وما يميزه بأنه باحث وفنان، من النوع الجيد، وعندما ينوي الرحيل او السفر إلى بلد لا يقدم إلا وقد أقام دراسة ووضع هدفا نصب عينيه، ونحن فخورون به، وبوجوده ككويتيين، والتلفزيون الكويتي (قسم السينما) هو الأب الروحي لتبني الأفلام الوثائقية التي تحتاج الدعم، وهناك من لا ننتقص حقهم فهم ايضا كانوا في البداية أمثال المحيلان وخالد الصديق وإنجازاتهم واضحة ولكنهم لم يصلوا إلى مستوى عبدالله، ومن ناحية أخرى، نذكر طبعا هاشم الشخص اللي قدم فيلم الصمت وهو ثاني فيلم روائي كويتي وقدم سلسلة أفلام عن الغوص وأنجزه مع الملحن يوسف دوخي، وعن حبيب حسين الذي هو من أهم من قدم لمؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك وأعطى لصفة الفيلم الوثائقي رؤية بصرية عالية وأي مشهد من حبيب يتحول الى بوست وطبعا بالاشتراك مع مدير التصوير وهو شكل معه ثنائيا وهو فهد عبدالكريم.
مهمة جداً
وقالت الإعلامية القديرة أمل عبدالله: الأفلام التسجيلية او الوثائقية هي مادة مهمة جدا واعتقد الغرب أولوها اهتماما كبيرا منذ البدايات، لأن غالبية الإنتاج السينمائي في بداياته ركزت على إنتاج الفيلم الوثائقي، يمكن ما كانوا يعدونه فيلما وثائقيا بل يعتبرونه فيلما عن شارلي شابلن، مثلا او فيلما عن فلان، لكن مع مرور الوقت الأمور تتغير وكذلك نحن هنا بالكويت كنا نشتغل كل شيء سواء برامج سياسية أو حوارية ومنوعات، لكن عندما بدأ التخصص وكثر العدد وبدأت المعاهد تولي اهتماما كبيرا لتدريب العاملين وفي هذه المجالات أولت اهتماما للفيلم التسجيلي والوثائقي، فتجدين هناك أكاديمية فنون في مصر وفرنسا وأي مكان في العالم هناك قسم كبير مهتم بإنتاج البرامج الوثائقية ونحن هنا في الكويت صرنا نتخصص فبرز بعض المخرجين ومنهم الأوائل الذين اشتغلوا على رأسهم منهم محمد السنعوسي كان اشتغالهم على الإنتاج فقط، لكن بمرور الوقت أدركوا الجميع ان الفيلم الوثائقي له أهمية قصوى لأنه السجل الناطق للمجتمع وهكذا، فبدأ هؤلاء الشباب ينحون نحو إنتاج الفيلم الوثائقي وبرزت مجموعة منهم لكن على استحياء الى جانب شغلهم، فأبرز من اشتغل الفيلم الوثائقي في ذلك الوقت محمد السنعوسي، وركزوا لأن ثقافتنا نستطيع ان نقول انها بحرية فأولوا البحر اهتماما كبيرا، فاشتغل السنعوسي وأخونا هاشم محمد وخالد الصديق، وبس يا بحر أاعتبره فيلما وثائقيا أكثر منه روائي وهكذا كانت الفكرة أيضا البطشي عملوا أفلاما وثائقية الى ان تطورنا وأصبح هناك متخصصون بالفيلم الوثائقي وأيضا في مهرجان القاهرة ومهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون الذي كانت بداياته في الكويت أفرد قسما لجائزة الفيلم الوثائقي وبرز الكثير، ايضا الآن الله يعطيهم الصحة والعافية السنعوسي وهاشم محمد وخالد الصديق توقفوا عن العمل ولكن هناك من مسك الزمام، مثلا المخيال اشتغل شغل حلو في الوثائقي، ومؤسسة الإنتاج البرامجي ايضا وعلي الريس اشتغل وثائقيا وجميعهم كذلك، واعتقد أن محمد حبيب اشتغل وثائقيا ايضا، والآن من الشباب أنا شخصيا اشتغلت معاه فيلمين عن النشيد الوطني واسمه خالد العسماوي وهذه الايام ايضا المخرج د.علي حسن اشتغل وثائقيا وأنا شخصيا أحب أن أكتب وأشتغل وثائقيا، وحاليا تحت يدي أكثر من عمل وثائقي لكن أريد مخرجا يعمل معي ويكون متفرغا ومخرجا يصير مثلي وما يفكر كم يعطونه، والمضحك ان اليوم وبعد تعثر وجدت ان هناك مكافأة نزلت لي وهي عبارة عن 45 د.ك على تعليقي على فيلم وثائقي وأريد ان أوصل من كلامي هذا عن مدى أهمية الفيلم الوثائقي، ويجب ان يحظى الفيلم الوثائقي بالاهتمام، لذلك نرجو من وزارة الإعلام ان تولي الفيلم الوثائقي والقائمين عليه اهتماما كبيرا ليس المادة لكن تيسر له العمل في الفيلم الوثائقي ونرجو إعطاء الفرص لنعمل في خط الفيلم الوثائقي ولا يترك الأمر لمن لا خبرة له في هذا المجال، وليس فقط عندما تأتينا مناسبة يقولون: (نادوا فلانا عشان اهو يشتغل عندي فيلم وثائقي وتعليق) يجب ان يكون للفيلم الوثائقي متخصصوه.
رؤية مخرج
أما الفنان والمخرج د.سليمان العسعوسي فأشاد بفكرة الموضوع الجميلة، شاكرا «الأنباء» على تسليطها الضوء على هذا الموضوع الجميل وقال:
بالنسبة للأفلام الوثائقية طبعا أنا كنت ولازلت من المهتمين بهذا النوع من الأفلام لأنها تعد أحد أنماط الأفلام المختلفة ويأخذ الاسم من المسمى إذا هو توثيق لاسم معين او معيار معين، وهناك نوعان من الأفلام وهي أفلام قصيرة محددة موجزة تتحدث عن حدث معين سواء كان سياسيا، اقتصاديا، عسكريا او فنيا، وهناك سلسلة أفلام والتي تكون تتابعية، والأفلام الوثائقية عبارة عن رؤية مخرج حتى قضية السكربت فيها رؤية مخرج وهو المؤلف فيها، طبعا هناك أسماء عريقة جدا أثرت هذا الجانب الوثائقي وتركوا بصمة وتأرشفت أعمالهم وعطاءاتهم لأن الفيلم الوثائقي دوره مهم ولا أريد ان أضع ايا منهم في الأفضلية ولكن أحب أن يكون هناك فيلم وثائقي كويتي خليجي ودائما نطمح للتطور في الإنجاز، ومن ثم طبعا يأتي دور الدولة ومؤسساتها في دعم هذا التوجه ومحاولة إيصاله درجة كبيرة جدا حتى يشار إليه ويقال هذا العمل كويتي وهذا إنتاج كويتي ويكون له دعم مالي وفق خطة وميزانية.
صناعة سينمائية
أما الناقد القدير عبدالستار ناجي فقال: هناك أشخاص من المؤسسين وهم على سبيل المثال عبدالمحسن الخلفان هو من الأوائل الذين اشتغلوا بالتلفزيون التعليمي، وأيضا هو من قدم وثائق مهمة لحدود الكويت الإقليمية في هذا المجال وهو دارس الإخراج السينمائي في مصر، وكان يسعى دائما الى صناعة سينمائية على أسس أكاديمية تنافس نظيرتها في المحيط العربي والإقليمي، وقدم الكثير من الأفلام الوثائقية كان أبرزها (جزر الكويت)، الذي استغرق إنتاجه أكثر من سنة ومدته لا تتجاوز الساعة والنصف الساعة، وطبعا محمد الجزاف بتلفزيون الكويت ايضا له أثر فعال، وقبلها نجم عبدالكريم، وطبعا هناك أسماء يشهد لها واجتهاد واضح من جيل الشباب الذين قدموا بحرفنة عالية وبصورة ملفتة وهو د.علي حسن وهو من الناس الذين تعبوا كثيرا وبذلوا جهدا عظيما وهو من بحث بحثا حقيقيا عن الأفلام الوثائقية والفعل الوثائقي، وهو لا يشتغل دراما وهو من العناصر التي يجب ان نقف أمامها باحترام للموضوعات التي يشتغلها، فهو مميز بالأعمال التي يقدمها، ومن ضمن أعماله الوثائقية التي حصدت الجوائز فيلم (نموت وتحيا الكويت).
تحد كبير
فيما قال الناقد الزميل مفرح الشمري ان إخراج الأفلام الوثائقية بحد ذاته تحد كبير وأي مخرج يقبل هذا التحدي اعتبره مبدعا ومفكرا، لأنه أخرج مثل هذه الأفلام التي تحتاج إلى صبر طويل ومادة ثرية يستطيع من خلالها مخرج هذه الأفلام التنقل فيها حتى تكون مادة فيلمه مقبولة عند المتلقي، وهذا الأمر أبدع فيه المخرج القدير عبدالله المخيال الذي تعتبر الأفلام الوثائقية «ملعبه» على الرغم انها تعتبر مغامرة لأنها تحتاج دعما كبيرا ولكن لحبه للعمل الوثائقي أبدع المخيال وقدم لنا أعمالا وثائقية نالت العديد من الجوائز، وذلك من فيلمه الأول «في أثر إخفاف الإبل» الذي استغرق تصويره 3 سنوات وحصل كذلك هذا الفيلم على شهادة تقدير من مهرجان WILD SCREEN في بريطانيا وعرض على الكثير من القنوات الغربية بعدة لغات عالمية منها قناة ناشيونال جيوغرافيك المتخصصة بالأفلام الوثائقية ذات الجودة والدقة العالية، كما عرض في جامعة (SOAS) كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن عام (1998) وألقى عبدالله المخيال فيها محاضرة، بالإضافة لحصول المخيال على تكريم خاص في المعهد العالم العربي في فرنسا عام 2004 وتم عرض جميع أفلامه باللغة الفرنسية وهذا أمر نفتخر به في الكويت بأن أعمال المخرج عبدالله المخيال تنال هذا التكريم في الغرب اكثر من بلادنا العربية وهذا الأمر أعطى المخيال دفعة قوية بإنتاج العديد من الأعمال الوثائقية خارج حدود وطنه، والجميل ان تلك الأعمال يكون هو صاحب فكرتها وكاتب السيناريو لها ومنتجها ومخرجها وهذا الأمر نادرا ما نجده في مخرجي الأفلام الوثائقية.
وأضاف قائلا: الأمر ينطبق ايضا على المخرج السينمائي القدير إبراهيم عبدالله المانع الذي يستعرض في أفلامه الوثائقية العديد من تاريخ الكويت بأسلوب سلس وبعيد عن التعقيد وتصوير جميل حتى ترسخ مادة فيلمه في الأذهان وهذا الجهد يشكر عليه المانع لتوثيق حقبة زمنية مرت على الكويت خصوصا في فيلمه «الجوهرة» الذي رصد فيها لمرحلة زمنية عاشها أهل الجهراء «الجهرة سابقا» مستعرضا ما مروا به من صعاب منذ نشأة الكويت إلى يومنا الحالي، مبرزا التضحيات التي قدموها.
[ad_2]
Source link