بالفيديو ليلة زفته الضحك حتى الإشباع | جريدة الأنباء
[ad_1]
ياسر العيلة
الرواية المسرحية هي التي تصنع تقاليد جمهور المسرح.. وكلما ارتقت المسرحية ارتقت تصرفات الجمهور ولأن الكوميديا وللأسف ارتبطت في اكثر من عمل في السنوات الأخيرة بالتهريج، فإن جمهور المسرح أصبح متخوفا وغير واثق في كل ما يقدم له حالياً.
لكن مسرحية «ليلة زفته» لقروب البلام والتي تعرض على مسرح نادي اليرموك وتحقق نجاحا كبيرا استطاعت ان تقدم الكوميديا الهادفة الخالية من العبارات الخارجة والنكت اللفظية.
والنجم حسن البلام منتج وأحد أبطال المسرحية واحد من أبناء المسرح الكويتي الأكفاء الذين نضجوا فنيا وأصبح على دراية كافية بذوق الجمهور الكويتي والخليجي ويملك الفهم والخبرة في نوعية الكوميديا التي يقدمها مع فريق من الموهوبين.
يختلف أو يتفق البعض مع الفنان حسن البلام، إلا انه يظل نجما كوميديا حقق رصيدا كبيرا لدى الجمهور باجتهاد طوال السنوات الماضية وظل الرجل في صعود مستمر حتى قدم تجربته الخاصة كمنتج من خلال «قروب البلام» الذي احتضن عددا كبيرا من المواهب الكوميدية في الكويت على المستوى الفني والإنساني.
نعود لمسرحية «ليلة زفته» التي قام بتأليفها الشاب الموهوب أحمد العوضي وتصدى لإخراجها المتجدد دائما عبدالله البدر، وتدور أحداثها في خمسينيات القرن الماضي إلى الآن من خلال قاعة أفراح أقيم فيها عرس لفتاة اسمها مريم «زهرة عرفات» وشاب اسمه سعود «حسن البلام» تحترق القاعة بفعل فاعل ويموت كل المعازيم، بالإضافة للمعرس ما عدا العروس التي اختفت ومن يومها والقاعة مغلقة ومهجورة حتى دخلها مجموعة من الأشخاص وكل واحد منهم دخلها لسبب ما وبدأوا يشاهدون أحداثا غريبة داخل القاعة واكتشفوا وجود «جن» (خالد المظفر) هو الذي تسبب في حرق القاعة مجددا أثناء إقامة عرس لفتاة هندية، لولوة الملا من شاب كويتي «محمد عاشور» من خلال تحريض الجن لفهد البناي لحرق القاعة.
الخبرة
وعن أداء الممثلين، حرصت على تصنيفهم والبداية مع الكبار او عناصر الخبرة في العمل وهم حسن البلام وزهرة عرفات وأحمد العونان، فحسن البلام كان بلا شك محور المسرحية ويؤكد في كل أعماله انه فنان ثقيل يملك القدرة والموهبة على تقمص كل الشخصيات، قدم دوره بخفة ورشاقة وبذل مجهودا بدنيا كبيرا بالفعل كان بهجة المسرحية واستحق تجاوب الجمهور الكبير معه خلال زمن العرض. وأما النجمة زهرة عرفات فقدمت شخصية الفتاة «مريم» التي تنتمي للزمن القديم الجميل.
زهرة قدمت دورها بخفة ظل شديدة وكانت محور الكثير من الأحداث خلال المسرحية، حيث كانت «تفرش» بلغة المسرح لنجوم العمل لالقاء الإيفيهات التي كانت ترفع من وتيرة أحداث المسرحية وتفاعل معها الجمهور بشكل كبير، وبالنسبة للنجم أحمد العونان ذلك الممثل الكبير الذي تزداد نجوميته من خلال حبه لزملائه من نجوم الكوميديا الذين يعملون أمامه.
العونان يعلم أن قدمه راسخة بالفعل وان مجرد ظهوره على خشبة المسرح حتى لو كان قليلا نوعا ما يتغير احساسنا بالعمل كله ولا نملك الا ان نضحك على أدائه أو تعليقاته أو نضحك على قدرته على عدم الضحك مثل باقي زملائه في بعض مشاهد المسرحية حيث يظهر متماسكا لأقصى درجة.
النجمان عبدالعزيز النصار وخالد المظفر تباريا في تقديم البسمة والضحكة التي يطلبها حاليا وبشدة معظم جماهير المسرح، فالنصار أصبح متمرسا في المسرحيات الكوميدية وقدراته واضحة على التألق في أي عمل فني، فهو نجم يستطيع انتزاع الضحك واشعال الصالة بالتصفيق في كل مشهد يؤديه أو مع كل إيفيه يطلقه.
أما خالد المظفر فأكد انه ممثل موهوب قادر على الإبداع والتألق وين ما كان حيث قدم شخصية «الجن» بشكل جميل، وحركته على المسرح كانت رشيقة بالرغم من أنه «متين» وعلى «قولته في المسرحية المتن الحلو» وأثبت المظفر انه اضافة قوية لقروب البلام الذين أحسن اعضاؤه استقباله والترحيب به في أول عمل مسرحي يجمعه بهم.
«حالة توهج»
وبالنسبة للنجمين فهد البناي ومحمد الرمضان فكانا في حالة من التوهج كالعادة لكل منهما كاريزما خاصة به ومكانة في قلوب الجمهور، فالبناي كان سخيا في تقديم الفرص لزملائه من خلال «فرشه» في الحوار وتمهيد الطريق لهم للإبداع والذي لولا البناي ما نالوا هذا الاستحسان من الجمهور في أكثر مشاهد العمل، بالإضافة إلى ان البناي أصبح فنانا متمرسا في ضبط إيقاع المسرحية، وكان بمثابة صانع الألعاب الماهر وسط فريق من الموهوبين.
وبالنسبة لمحمد الرمضان فكان ملح العمل بالفعل ومن أفضل الممثلين حاليا الذين يمتلكون القدرة على تقديم «كاركترات» مختلفة فقدم شخصية الشاب «السكير» بخفة دم كبيرة وغير تقليدية بحس كوميدي كبير، واستطاع ان يجد لنفسه مكانة بارزة وهامة وسط نجوم العمل.
وقدمت لولوة الملا مع محمد عاشور ثنائيا جميلا من خلال شخصية شاب كويتي يحب فتاة هندية تعمل خادمة عندهم ويرغب في الزواج منها رغم معارضة الجميع ويُصر على ذلك. لولوة قدمت شخصية الهندية بتفوق واضح وأقنعت الجميع بأنها «هندية» بمعنى الكلمة سواء على مستوى الشكل أو على مستوى اللهجة وطريقة الكلام التي انتزعت من خلالها ضحكات الجمهور وتصفيقه لها، وبالنسبة لمحمد عاشور فكل يوم يؤكد أنه نجم بمعنى الكلمة متمكن من أدائه بشكل كبير، وأداؤه عفوي بسيط بدون فلسفة، ويملك كاريزما محببة عند الـمشاهدين.
ومن نجوم العمل الذين برزوا بشـدة الـفنان الشاب خالد السجاري الذي قدم اكثر من شخصية خلال المسرحية وتفوق على نفسه، ووضح التطور الكبير في أدائه على المسرح فهو يعلن عن قدوم فنان كوميدي، واعد ينضم بثبات لكتيبة نجوم العمل.
لمسات
لو تحدثنا عن كاتب المسرحية أحمد العوضي فكلنا نعلم ان النص او كما يقال الورق المكتوب هو أهم عناصر العمل الفني سواء للمسرح أو السينما او التلفزيون، ومن بعد هذا النص تأتي بقية العناصر الفنية، فالكاتب الشاب قدم فكرة الدمج بين زمنين وعقد مقارنات بين عرس أول والعرس حاليا والمبالغة في التكلفة والتباهي، بالإضافة لإبراز شكل الحب قديما ومقارنته بالحب حاليا، وتأكيد العمل بأن الحب لا يعرف جنسيات وأن الهندية في النهاية إنسانة ولا يوجد ما يمنع من زواجها من كويتي وأمور أخرى كثيرة أبرزها العوضي في العمل.
وبالنسبة للإخراج، فشاهدت في العرض عددا من اللمسات الإخراجية الذكية التي تعودناها من المخرج عبدالله البدر الذي قدم لنا جهدا متميزا مثل زفة ودخول النجمة زهرة عرفات على أغنية يا سعود ومزج البدر بين التراث الكويتي القديم والزمن الحالي وتقديمه فرجة بصرية جميلة وأجاد تحريك ممثليه على خشبة المسرح بحيوية واستغل كل مفردات الخشبة المسرحية بذكاء من ديكور وإضاءة وموسيقى موفقة بشكل كبير.
الهروب
في النهاية أرى أن أهم ما يميز مسرحيات «قروب البلام» واقعية الحوار في اعمالهم واقترابهم من لغة الشارع الكويتي بواقعها وسلبياتها وايجابياتها وهو ما أشعر الجمهور بأن شخصيات «القروب» انعكاس حقيقي للمجتمع وان كان يؤخذ عليهم في بعض الأحيان اعادة بعض «ايفيهاتهم» المتكررة والتي حفظها الجمهور، وأرى أن تكرارها نوعا من المغامرة التي تنذر بملل الجمهور.
ما تقدمه مسرحية «ليلة زفته» هي وجبة من الضحك حتى الإشباع على مدار 3 ساعات من الهروب من الواقع او بمثابة واحة للراحة ينسى فيها المشاهد واقعه أو يضحك عليه.
[ad_2]
Source link