تجديد منزل يجعل زوجين من كبار المستثمرين في المجال
[ad_1]
في كل أسبوع، تسلط سلسلة حلقات “ذا بوس” التي تقدمها بي بي سي الضوء على سيرة رجل أعمال مختلف في شتى أرجاء العالم. وتتحدث حلقة هذا الأسبوع عن أدي تاتاركو، المديرة التنفيذية والمشاركة في تأسيس موقع “هاوز” الأمريكي المتخصص في أعمال تجديد المنازل.
عندما قررت أدي تاتاركو وزوجها تجديد منزلهما في ولاية كاليفورنيا في عام 2009، لم يجدا الأمر بالسهولة التي كانا يتوقعانها.
وتقول تاتاركو “كنا متحمسين بالفعل لتزيين المنزل وتجديده، وكانت لدينا الكثير من الأفكار للقيام بتلك المهمة، لكن عملية التنفيذ كانت بالغة الصعوبة. وكانت عملية البحث عن مهندسين معماريين ومصممين لديهم نفس الرؤية التي لدينا مضيعة للوقت”.
لجأ الزوجان إلى الإنترنت طلبا للمساعدة، لكنهما وجدا شحا في المواقع الإلكترونية التي تقدم المساعدة وتوحي بالأفكار، فتولدت لديهما فكرة تأسيس موقع “هاوز”.
ويقدم الموقع، القائم على ما يقدمه المتابعون من إسهامات بالأفكار والاقتراحات، مقالات وصوراً يرسلها مهندسون معماريون ومتخصصون في التصميم الداخلي، إضافة إلى نصائح تتعلق بشراء منتجات معينة.
ويبلغ عدد مستخدمي موقع “هاوز” اليوم 40 مليون مستخدم. وتشير أنباء إلى أن قيمته وصلت إلى أربعة مليارات دولار، وذلك بالرغم من أن أهداف الزوجين عندما أطلقاه قبل عشر سنوات كانت متواضعة.
ويستطيع مستخدمو الموقع الاستفادة من الأفكار المبتكرة، فضلا عن شراء منتجات والتعاقد مع خبراء.
وتقول تاتاركو، البالغة من العمر 46 عاما: “أردناه في الواقع أن يكون موقعا صغيرا، حيث لم نرغب في فقدان شعور المجتمع الصغير. لم نفكر على الإطلاق في التوسع خارج كاليفورنيا”.
تولت تاتاركو وزوجها ألون كوهين، البالغ من العمر 48 عاما، في البداية إدارة الموقع كمشروع جانبي بالإضافة إلى عملهما الأساسي بنظام الدوام الكامل، إذ كانت هي تعمل في شركة استثمارية، بينما كان يعمل هو بمجال الهندسة في شركة “إي باي” للتجارة عبر الإنترنت.
كان هناك 20 مستخدما فقط مع إطلاق الموقع، جميعهم أولياء أمور تلاميذ في مدارس أبنائهما، إلى جانب مجموعة من المصممين والمهندسين المعماريين من منطقة خليج سان فرانسيسكو، والذين كانوا يعرضون خدماتهم.
وحقق الموقع نموا سريعا في عدد المستخدمين، لاسيما عندما بدأ المتخصصون توصية الزبائن بمتابعة موقع “هاوز”.
وتقول تاتاركو “تلقينا بعد نحو ستة أشهر طلبات من نيويورك وشيكاغو تسأل عن إمكانية تدشين أقسام خاصة بهم على الموقع”.
وتضيف “وفجأة بلغ عدد مستخدمي هذا الموقع المجتمعي الصغير 350 ألفا”.
واستطاع الزوجان في عام 2010 تأمين أول مشروع استثماري لهما باقتراض مليوني دولار من أورين زييف، وهو ممول ينشط في وادي السيليكون. وترك الاثنان وظيفتيهما للتفرغ للعمل في المشروع، واستخدما المال المقترض في تعيين أول فريق عمل لديهما.
وتقول تاتاركو إن العثور على طاقم من الموظفين المناسبين كان من بين التحديات الكبرى.
وتضيف “أجرينا مقابلات شخصية لفترة طويلة مع كل متقدم للعمل، وكان نصف وقتنا مكرسا للبحث عنهم. كنا على دراية بأن التعاقد مع موظفين مناسبين يحملون نفس رؤيتنا يعد مسألة بالغة الأهمية ومفتاحا لعمل الموقع”.
ويتقاضى “هاوز”، المتاح بالمجان لأصحاب المنازل والمتخصصين في العمارة والتصميم الداخلي، عمولة نسبتها 15 في المئة عن بيع منتجات من خلال قسم التسوق الخاص به، كما يعرض على منصته إعلانات ويبيع منازل وعقارات متميزة لحساب متخصصين في مجال التصميم والتجديد العقاري.
ويعتقد تشارلز بيتيس، رئيس شركة الهندسة المعمارية البريطانية “جيباد لندن”، أن موقع “هاوز” يعد مشروعا ناجحا لأنه يتيح فرصة أمام المستخدمين للاستفادة من “أفكار مبتكرة متخصصة” لتجديد المنازل.
ويضيف “في الماضي كانت المصادر الرئيسية للأفكار بالنسبة للراغبين في تجديد منازلهم تركز على مجلات التصاميم الداخلية وبرامج التلفزيون ومنازل الآخرين. أما اليوم، فتوجد الكثير من الأفكار المتاحة على الإنترنت”.
ويستطرد “بيد أن هذه الصور والتصاميم الملهمة بأفكار قد تكون كثيرة جدا لدرجة تثير الحيرة، لكن منصات مثل (هاوز) تقدم عرضا منسقا لبعض أفضل مشروعات تجديد المنازل”.
“توسع ونجاح”
قرر كوهين وتاتاركو في عام 2013 توسيع نطاق مشروعهما في الخارج بعد أن أدركا أن ثلث مستخدمي “هاوز” تقريبا هم من خارج الولايات المتحدة، فدشن الزوجان موقعا في البداية في أوروبا، ثم في آسيا، ليصبح اليوم نصف عدد المستخدمين من خارج الولايات المتحدة.
كما افتتح “هاوز” ستة مكاتب على مستوى العالم، في أماكن مثل لندن وبرلين وسيدني.
وساعد هذا النمو في جمع ما يزيد على 600 مليون دولار من مستثمرين حتى الآن، لكن يقال إن الشركة لم تحقق أرباحا بعد.
وكانت الشركة قد أعلنت في يناير/ كانون الثاني الماضي أنها بصدد تقليص نحو 10 في المئة من موظفيها البالغ عددهم 2000، وهو ما يعني إنهاء عقود 110 موظفين من بريطانيا وألمانيا، فضلا عن 70 موظفا في الولايات المتحدة.
في الوقت نفسه، أشارت تقارير إلى أن الشركة توسعت بسرعة كبيرة جدا على نحو أثار الشكوك بشأن ما إذا كانت تمتلك استراتيجية عمل سليمة.
وقال متحدث باسم الشركة لمدونة “تيك كرانش” الإلكترونية “أعدنا هيكلة وتنظيم القوة العاملة لدينا على مستوى العالم بغية مضاعفة العمل في المناطق ذات التأثير الأكبر في عمل (هاوز). توجد دائماً صعوبة في إعادة الهيكلة أثناء مراحل النمو، مع الأخذ في الاعتبار بتأثير ذلك على حياة الناس”.
وتقول الشركة، على الرغم من الانتكاسة، إن نشاطها التجاري لا يزال قويا. وهناك شائعات تتحدث عن اعتزامها تسجيل أسهمها في سوق للأسهم.
وتواصل الشركة تحديث خدماتها، حيث طرحت أداة متطورة تتيح رؤية واقعية من خلال تطبيقها الإلكتروني الخاص لما سيبدو عليه الأثاث والتصاميم المختلفة داخل منزلك.
كما تمثل قناة “هاوز” التلفزيونية التي تعرض مقاطع فيديو لتجديد منازل المشاهير على الإنترنت، طفرة كبيرة. وهي فكرة كان طرحها الممثل أشتون كوتشر، أحد المستثمرين في هاوز، والذي ظهر في الحلقة الأولى من هذه الفيديوهات.
وتقول تاتاركو “لم يكن أشتون متحمساً للاستثمار في علامتنا التجارية فحسب، بل للمشاركة في عملنا قدر المستطاع. قدمنا برنامجا تجريبيا وكانت النتيجة طيبة للغاية، فقررنا إطلاق برنامج شارك فيه مشاهير مثل غوردون رامزي وأوليفيا مان”.
ويقوم نحو 2.1 مليون متخصص في مجال التصميم الداخلي وتجديد المنازل بتقديم خدماتهم وتسويقها على منصة “هاوز”. وتقول تاتاركو إن الموقع يساعد الشركات الصغيرة أيضا على النمو.
وتضيف “يتيح موقع هاوز للشركات الصغيرة منصة لعرض خدماتها، ليس على الصعيد المحلي فحسب، بل على مستوى العالم”.
يمكن قراءة الموضوع الأصلي على صفحة BBC Entrepreneurship
[ad_2]
Source link