أخبار عاجلة

هذا ما يحدث داخل مبنى Huawei الصينية؟


* د. بلقيس دنيازاد عياشي –

حين تضع خطواتك الأولى داخل أبواب الحرم الجامعي المترامي لشركة Huawei Technologies Co في جنوب الصين، ستشاهد قوة عاملة في حركة دؤوبة كأنها خلية نحل تستعد لرد هجوم محتمل من عش دبابير عملاقة.
هنا سيارات «الميني فان» ذات اللون الأخضر تنقل العمال بين المكاتب على مدار الساعة، وأضواء «الفلورسنت» مشتعلة طوال الليل، ومكاتب الموظفين مفتوحة ليل نهار.
الصحفي الصيني Gao Yuan نقل صورة حية عن ما يحدث داخل أكبر شركة تكنولوجية في الصين، إن لم تكن في العالم.


أكبر شركة تكنولوجية في الصين هي الآن في حالة حرب مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهي تحاول جاهدة مقاومة جهوده الرامية إلى قطع أسواقها وعملائها وحرمانها من التكنولوجيا الحيوية، ففي 17 مايو الماضي أضافت وزارة التجارة الأميركية شركة Huawei الصينية إلى قائمة سوداء بالشركات التي تمنعها من شراء البرامج والمكونات الأميركية التي تحتاجها لصنع منتجاتها.

اجراءات الشركة
الجولة داخل مبنى شركة Huawei كشفت أن الشركة العملاقة عينت أكثر من 10 آلاف من موظيفيها المخصصين للتطوير للعمل في ثلاث نوبات يوميًا في مكاتب في مدن شنغهاي وشنتشن وشيان لمحاولة تلافي الحاجة إلى البرامج والدوائر الأمريكية، وفقًا لما أوردته وكالة bloomberg عن أشخاص مطلعين على الأمر.
فمن عمال النظافة إلى السائقين، إلى الموظفين التقنيين، تم تجنيد الجميع في النضال وطُلب منهم أن يستعدوا لتصاعد الضغوط السياسية والسوقية.
ويقول أحد الأشخاص، إن المهندسين في بعض المجموعات العاملة في Huawei لم يعودوا إلى منازلهم لعدة أيام، وطلب عدم الكشف عن هويتهم عند مناقشة المسائل الداخلية.

موظفون داخل شركة Huawei

يقول الشخص لوكالة bloomberg، من بين عناصر أخرى، إن المطورين يعملون على هوائيات المحطة الأساسية، وهو مكون تصنعه شركات أميركية مثل شركة «روجرز كورب» لسوق تهيمن عليه، وتغيير تصميم محطات قاعدة 4G بالكامل، التي تتنافس على – التعامل مع منتجات شركة Ericsson AB و Nokia Corp.
ويقول أحد مهندسي Huawei، وهو رئيس فريق بحث وتطوير صغير مسؤول عن شرائح الاتصالات طلب عدم الكشف عن اسمه: «إنه ليس سؤالًا حول ما إذا كان بإمكاننا الفوز، يجب علينا الفوز»، ويقصد حرب شركة Huawei ضد ترامب.


ويضيف أن المسؤولين في Huawei طلبوا من الموظفين عدم التحدث إلى الصحافة، وأضاف قائلاً: «هذه حرب على امتلاك الصين لصناعة تكنولوجيا اتصالات مستقلة.، ويتابع أنه في منتدى للموظفين على الإنترنت، تم توجيه هذه الرسالة من قبل مسؤولي شركة Huawei : «لن يعود المحاربون ذوو الدروع الذهبية إلى بلادهم أبدًا حتى يهزموا ترامب وأميركا».

ضغط أميركي
ويؤكد محللون أن إجراءات الحكومة الأمريكية يمكن أن تخنق فترة النمو الهائل لشركة Huawei، حيث تعد الشركة المزود الأول في العالم لمعدات الشبكات والبائع الثاني للهواتف الذكية بعد شركة Samsung Electronics Co، كما أن الحظر الأمريكي يزعج صانعي الرقائق من الولايات المتحدة إلى أوروبا حيث تتعرض سلسلة الإمداد العالمية للتهديد.
ويمكن أن تؤدي الإجراءات الاميركية إلى تعطيل تشغيل شبكة 5G اللاسلكية في جميع أنحاء العالم، مما يقوض المعيار الذي سيعمل على تشغيل كل شيء اعتماداً على هذه الشبكة وذلك من السيارات المستقلة إلى جراحات الروبوتات.

اتهامات وتحفيز
وقد اتُهمت شركة Huawei لسنوات بسرقة الملكية الفكرية من العديد من الشركات الكبرى، بما في ذلك Cisco Systems Inc. و T-Mobile؛ ونفت شركة Huawei جميع هذه الاتهامات، وقال مؤسس الشركة Ren Zhengfei تعليقاً على هذه الاتهامات: «نحن متقدمون على الولايات المتحدة. إذا كنا متخلفين ، فلن تكون هناك حاجة لأن يقوم ترامب بمهاجمتنا بقوة».

مجموعة من المتدربين يستمعون لمحاضرة في Huawei

وتعمل الشركة على تحفيز موظفيها للعمل من أجل الوقوف في وجه الإجراءات الأميركية حيث كتبت الشركة في مذكرة داخلية بعد إعلان الحظر: «بعد كل عاصفة، هناك قوس قزح. نتوقع من كل واحد منكم أن يظل واثقا، وأن يظل متفانيا، وأن يؤدي واجباته بجد».
وتقول مصادر أن شركة Huawei قامت بتخزين ما يكفي من الرقائق والمكونات الحيوية الأخرى للحفاظ على سير أعمالها لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، وفقًا لماذا ذكرته bloomberg، ما زال بعض موظفيها البالغ عددهم 180،000 متفائلين بأن بكين ستحل نزاعها مع واشنطن، في حين أن البعض الآخر واثق من أن الحكومة الصينية سوف تتدخل إما بتغييرات في رأس المال أو السياسة لدعم الشركة.

دعم حكومي
في 17 مايو الماضي، وهو نفس اليوم الذي تم فيه إدراج Huawei في القائمة السوداء الأميركية، أعلنت الصين عن إعفاءات ضريبية لشركات تصميم وبرمجيات الشرائح المحلية. وهذا يعني أن HiSilicon، قسم صناعة الرقائق السري الذي يقود جهود شركة Huawei للتخلص من أشباه الموصلات الأمريكية، لن يُطلب منه دفع أي ضرائب على مدار العامين المقبلين.


وبينما تحشد Huawei قواتها، تواصل الولايات المتحدة حث الحكومات في جميع أنحاء العالم على تجنب شراء معداتها خاصة تلك المتعلقة بتقنية 5G، فلقد حظرت أستراليا ونيوزيلندا معداتها، وقد فعلت اليابان ذلك أيضاً، بينما تدرس دول أخرى فعل ذلك، بما فيها المملكة المتحدة.
ويقول كريس لين، وهو محلل في شركة سانفورد سي بيرنشتاين: «السؤال الأساسي هنا هو: هل هذه وسيلة تفاوضية كجزء من صفقة تجارية؟.. إذا استمر الحظر لفترة طويلة، فستفقد Huawei الكثير من حصتها في السوق».
الصراع بين Huawei وترامب يبدو انه سيطول إلا أن ت ضع الحرب أوزارها وتنتهي هذه المناوشات بتوقيع اتفاقيات تكون في صالح جميع الأطراف.

* دكتواراه في الاقتصاد والتأمينات والبنوك



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى