أخبار عربية

مظاهرات السودان: “نخشى مغادرة منازلنا، حتى لا تضربنا قوات الأمن أو تطلق النار علينا”


قوات أمنية سودانية تنتشر حول مقر الجيش في الخرطوم. الصورة بتاريخ: 3 يونيو/ حزيران 2019

مصدر الصورة
AFP

Image caption

تحركت قوات الأمن يوم الإثنين ضد المتظاهرين بعد أزمة استمرت لفترة

سُحل الناس وتعرضوا لضرب مبرح وإطلاق نار عشوائي في وضح النهار.

يخشى السكان مغادرة منازلهم التي يحاصرهم فيها القلق وسط تعطل خدمة الإنترنت وخضوع الأخبار في قنوات التلفزيون للرقابة.

وبعد أيام من قمع محتجين معارضين في السودان، تحدث اثنان من السكان – لن نذكر اسميهما لاعتبارات أمنية – لبي بي سي عن خشيتهما حتى مغادرة منزليهما.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن أفرادا مدججين بالسلاح من قوات الدعم السريع المرهوبة، التي كانت معروفة باسم الجنجويد، تتوغل في العاصمة الخرطوم، حيث تزيل حواجز وتضرب مدنيين وتطلق عليهم الرصاص وتعتقلهم.

ويقول أطباء مرتبطون بالمعارضة إن نحو 108 أشخاص لقوا مصرعهم، بينما تشير مصادر حكومية إلى أن العدد لم يتجاوز 46 شخصا، في الأيام القليلة الماضية.

ودعا الجيش، الذي أطاح بالرئيس، عمر البشير، الذي استطالت فترة حكمه، في أبريل/نيسان، إلى إجراء انتخابات في غضون تسعة أشهر، لكن محتجين يقولون إن الإطار الزمني قصير جدا لضمان تصويت حر ونزيه.

وعلى النحو التالي وصف المقيمان في الخرطوم الأوضاع على الأرض :

مصدر الصورة
Reuters

Image caption

واجه متظاهرون مؤيدون للديمقراطية هجمات من قوات موالية للحكومة في السودان

“نتعرض للقتل والتعذيب والإهانة”

قالت إحداهما لبي بي سي “الآن في السودان، نشعر كلنا بالرعب.. بالتهديد. وصلنا إلى مرحلة العجز حتى عن مغادرة منازلنا خشية التعرض للضرب أو إطلاق الرصاص على أيدي قوات الأمن”.

“أخبرني صديق بهذه القصة عن أحد أصدقائه. أوقفته قوات الأمن، وسحبوه خارج السيارة، وأخذوا يضربونه بشدة ثم تبولوا عليه”.

“إنهم يهينونا نحن المدنيين وحسب. لا أدري من أين تأتيهم الجرأة على الظهور على شاشات التلفزيون الوطني والقول إن مهمتهم هي حمايتنا وتأميننا”.

“قال لي عمي إنه شاهد في وضح النهار سقوط ثلاثة شبان رميا بالرصاص. أطلقت عليهم قوات الأمن الرصاص. لقد كان في طريقه لمحل تجاري وشاهد قوات الأمن تطلق عليهم الرصاص. وقد سقطوا أمامه”.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

شوارع هادئة في الخرطوم حيث يشن الجيش حملة على المتظاهرين ويزيل الحواجز والمتاريس

وأضافت “نحن محاصرون في منازلنا. نعيش الآن كرهائن. ليس في استطاعة أحد أن يغادر منزله. قُطع الاتصال بالإنترنت، لا نعلم أي شيء عن العالم الخارجي. لا ندري ما الذي يحدث”.

“بينما يسقط الناس قتلى رميا بالرصاص، يعرض التلفزيون رقصا وموسيقى وأمورا بلا معنى لا علاقة لها بما يجري على الأرض”.

“نتعرض للقتل والتعذيب والإهانة. إنهم مجرمون خونة”.

“(قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان المعروف باسم) حميدتي يعرف بالفعل أن يديه ملطختان بالدماء. هذا الرجل يجرّ وراءه تاريخا دمويا في دارفور، وهو الآن يكرر نفس السيناريو هنا في الخرطوم”.

“لكن ما تنفطر له قلوبنا هو أن أبناء الجيش المنتمين إليه والذين تتمثل وظيفتهم في حمايتنا لا يفعلون ما يفترض أن يفعلوه”.

مصدر الصورة
EPA

Image caption

تواجه قوات الدعم السريع في السودان اتهامات بممارسة عنف عشوائي ضد المدنيين

“سحبوني خارج سيارتي وانهالوا علي بالضرب وسرقوني”

قال المقيم الآخر بالخرطوم لبي بي سي “بدون طرح أسئلة شرعوا في ضربي بهراوات خشبية. صوّبوا سلاحا إلى رأسي وشرع سبعة منهم في ضربي بشدة”.

“ضربوني على رأسي وظهري. خرجت من تحت أيديهم بيد مكسورة وكدمات في رأسي”.

“كانت صدمة بالغة؛ إذ سحبوني خارج سيارتي وانهالوا علي ضربا وسرقوا هاتفي المحمول”.

“هرولت بعيدا هربا من أيديهم، فأشاروا لي بالعودة واصطحاب سيارتي، فقلت لهم إنني لا أريدها، فأخذوا مفاتيحها وهاتفي ومئتي جنيه (4.43 دولار) كانوا في جيبي”.

“كانت هناك سيارة ورائي. وشاهدت شابا يُسحب خارجها ويُضرب. كان مطروحا على الأرض – أظن أنه كان فاقدا للوعي – بينما كانوا لا يزالون يضربونه”.

“كانوا من الجنجويد، وكانوا يرتدون زيا جديدا للشرطة العسكرية. لم تكن هناك شارات على الزي أو شيء يشير إلى أسمائهم أو إلى الإدارة الشرطية التي ينتمون إليها. لكني عرفت من لكناتهم وهيئتهم وكل شيء (أنهم من الجنجويد)”.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى