أخبار عربية

لؤلؤة ورابعة والقيادة العامة: الاعتصامات التي فُضّت بعنف


مصدر الصورة
JOSEPH EID

Image caption

جرفت السلطات الدوار بعد فض الاعتصام

مع انطلاق ربيع الثورات العربية في الأشهر الأولى من عام 2010 والذي شمل البحرين واليمن وسوريا ومصر وتونس وليبيا وأخيراً الجزائر والسودان، لجأ المتظاهرون إلى أساليب وأشكال مختلفة من الاحتجاجات والأنشطة لتحقيق مطالبهم. كان على رأس تلك الأساليب اللجوء إلى تكتيك الاعتصام الدائم في الساحات العامة أو المركزية والتجمع بأعداد كبيرة مع وجود تغطية إعلامية دائمة لما يجري على أمل أن يجبر ذلك السلطات على التردد في فض الاعتصامات.

بعض الاعتصامات لم تدم سوى ساعات إذ لم تتهاون معها السلطات وفضتها بالقوة موقعة الكثير من الضحايا وبعضها الآخر استمر لأسابيع لكنها انتهت بكلفة عالية من حيث عدد الضحايا تلتها تغيرات سياسية واسعة.

البحرين: قوات الامن تطلق النار على محتجين حاولوا العودة الى دوار لؤلؤة

السلطات البحرينية “تطِّهر دوار اللؤلؤة”، ومقتل اثنين من الشرطة

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

المعارضة البحرينية عمرها عشرات السنين وتقودها الأغلبية الشيعية

دوار اللؤلؤة

تم فض إعتصام دوار اللؤلؤة في العاصمة البحرينية المنامة بالقوة في 16 فبراير/شباط 2011. والأسم الرسمي للدوار كان دوار مجلس التعاون الخليجي. وقتل أربعة اشخاص في عملية فض الاعتصام وأصيب أكثر من مئتي شخص.

وانطلقت الاحتجاجات في البحرين في 14 فبراير/ شباط 2011 بزعامة قيادات من الغالبية الشيعية للمطالبة بالاصلاح السياسي، وأقام آلاف المتظاهرين الخيم والمتاريس في الدوار مع انطلاق موجة الاحتجاجات.

وأقام المتظاهرون ما يشبه مخيما دائما في الدوار ومنعوا حركة السير فيه استعداداً لاعتصام طويل الأمد فيما يبدو.

وكان ثلاثة أشخاص بينهم مدنيان قد قتلوا كما أصيب حوالي 200 آخرين قبل يوم في أعمال عنف بين المتظاهرين وقوات الامن. وتزامن ذلك مع الإعلان عن فرض حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر ووصول قوات سعودية وإماراتية إلى هناك.

وبعد فض الاعتصام جرفت السلطات النصب الذي كان موجودا في الدوار وأزالته بشكل نهائي.

واقيم في الدوار عام 1881 نصب عبارة عن ستة أعمدة تمثل دول مجلس التعاون الخليجي الست وتعتليها لؤلؤة ترمز للبحرين التي ارتبطت بالبحر واستخراج اللؤلو وتجارته.

مصدر الصورة
AFP

Image caption

قتل المئات في فض اعتصام رابعة في مصر

ميدان رابعة

في 3 يوليو/تموز قام الجيش المصري بعزل محمد مرسي، أول رئيس مصري مدني منتخب، وهو قيادي بجماعة الإخوان المسلمين، في أعقاب احتجاجات شعبية ضد حكم الجماعة. وطالب المتظاهرون بإجراء إنتخابات رئاسية مبكرة.

وعلى مدار الشهرين التاليين نظم مؤيدو الإخوان المسلمين احتجاجات ومظاهرات تندد باستيلاء الجيش على السلطة والمطالبة بعودة مرسي إلى الحكم.

في 14 أغسطس/آب 2013 فضت قوات الأمن الاعتصام الكبير لمؤيدي مرسي في منطقة رابعة العدوية بحي مدينة نصر شرقي القاهرة.

قوات الأمن تفض اعتصامي انصار مرسي

وقد استخدم أفراد الشرطة والجيش خلال العملية ناقلات الجنود المدرعة، والجرافات، وقوات برية وقناصة في بالهجوم على موقع الاعتصام حيث كان متظاهرون، وبينهم سيدات وأطفال، قد خيموا لما يزيد عن 45 يوماً.

قتل في العملية التي بدأت في وقت مبكر من الصباح وانتهت مساءً ما لا يقل عن 817 شخصاً حسب تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش.

وقالت الحكومة المصرية إن بعض المتظاهرين استخدموا السلاح ضد قوات الأمن، مما أدى الى مقتل عدد من أفرادها.

ومثّل فض الاعتصام بداية مواجهة بين الجيش وجماعة الاخوان المسلمين فقد تم حظر الجماعة وتصنيفها في خانة المنظمات الإرهابية وتم الزج بآلاف من أنصار واعضاء الجماعة في السجن.

مصدر الصورة
AFP

Image caption

استخدمت قوات الامن جرافات في فض اعتصام رابعة

الأزمة في مصر: مؤيدو مرسي يتحدون تهديدات بفض اعتصامهم في رابعة العدوية

إغلاق قناة الجزيرة في السودان: “تمهيد لفض الاعتصام” أم “وقف للتحريض”؟

هيومان رايتس ووتش: “الأمن المصري خطط لمذبحة” في رابعة العدوية

مصدر الصورة

Image caption

قوات الرد السريع بقيادة حميدتي تولت قيادة عملية فض الاعتصام في الخرطوم

ساحة القيادة العامة

في 3 يونيو/ حزيران 2019 أقتحمت قوات الأمن السودانية ساحة الاعتصام التي أقامها المحتجون أمام مقر القيادة العامة للجيش منذ عدة أسابيع و قتل خلال العملية نحو مئة شخص وأصيب المئات وجرت اعتقالات واسعة وسط تنديد دولي.

وكانت المفاوضات بين قوى المعارضة والمجلس العسكري الانتقالي قد وصلت إلى طريق مسدود بعد أسابيع من اللقاءات والمباحثات التي لم تثمر عن نتيجة، إذ بقيت نقطتا الخلاف حول رئاسة المجلس السيادي الذي سيحكم السودان خلال المرحلة الانتقالية التي تم الاتفاق على أن تقتصر على ثلاث سنوات بين الطرفين وكذلك حول تركيبة المجلس.

وألغى المجلس العسكري كل الاتفاقات السابقة مع تحالف المعارضة ودعا إلى إجراء انتخابات مبكرة خلال تسعة أشهر عقب فض الاعتصام.

أما تحالف قوى المعارضة المتمثل بقوى الحرية والتغيير فأعلن عن وقف جميع الاتصالات مع المجلس، والدعوة إلى إضراب عام وعصيان مدني.

مظاهرات السودان: من هو حميدتي؟

المجلس العسكري في السودان يدعو إلى استئناف الحوار مع المعارضة

“اقتلوهم حرمونا من العطلة”… فيديو صادم للقوات الأمنية في السودان

وكان المتظاهرون يعتصمون في ساحة القيادة العامة للجيش منذ 6 أبريل/ نيسان 2019 عقب الإطاحة بحكم الرئيس عمر البشير، لكن قوات الأمن اقتحمت الساحة وفتحت النار على المتظاهرين العزل واعتدت عليهم بالهراوات وأضرمت النار بخيم المعتصمين.

وتسيطر على سكان العاصمة حالة من الخوف وسط إنتشار كثيف لقوات الرد السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو المقرب من الامارات والسعودية وهي القوات التي تتهم بفض الاعتصام.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى